الفصل السادس عشر .. لست دميما

717 38 11
                                    

الفصل السادس عشر ...
لست دميما ......
سلوى عليبه....
نبغض النار ونستعيذ منها ولكن دونها لانستطيع أن نعيش .فهى بحياتنا نحتاجها لتنير وفى بعض الأحيان نحتاجها لتحرق أياما لم نرى فيها خيرا أو أن نحرق قلوبا أحرقت قلوبنا قبلا ...ولكن نارنا ليست بصغار الحطب ونشعلها بالكيروسين ،بل إنها نار من حطام أيامنا ونشعلها بوهج كلماتنا فتحرق وتميت فى بعض الأحيان .وفى البعض الآخر نطهر بها الجروح ليتم الشفاء على نقاء.
صاحت هاميس بشدة عندما وجدت مدحت أمامها : إنت .... إنت بتعمل إيه هنا .
تكلم بتهكم وقال: إيه مفكرانى مش هعرف إن نورهان هنا حتى لو مردتش على تليفونها وقفلته .أكمل بسخرية: أصلها هتفكر فى مين غير أختها الحنينه تجرى عليها وكمان سى رائف حامى الحمى اللى بنتى المحترمه قاعدة معاه فى شقته.
ردت عليه هاميس بتهكم: طبعا هتلاقى مين غيرى تستخبى عنده من قسوتكم وقلة إهتمامكم .وإذا كان على رائف فهو فعلا حامينا وراجلنا .ثم أكملت بقوة : بس لا إحنا ولاهو مش عارفين الأصول عشان يقعد معانا .صحيح إنتوا مربتوش ولادكم وكنتوا مشغولين بحاجات تانيه بس الحمد لله اللى كانت بتزرعه فيا ماما بسمة أنا كنت بزرعة فى إخواتى وربنا مخيبش ظنى فيهم .
نظرت داخل عيناه بقوة لا تعلم من أين أتت: وبخصوص رائف فهو راجل وراجل قووى كمان .ودى حاجه طبعا إنت متعرفهاش وغير كده يعرف ربنا وعمره مايعمل حاجه تغضبه .ومش هو اللى يقعد معانا فى الشقه رغم أن أنا موجوده وكمان جاسر بس برضه لا قاعد فى شقته لوحده .
أكملت بتهكم: يعنى أعلى مافى خيلك إركبه .أنا عارفه إنت كنت بتفكر إزاى .جاى بقه وسانن سكاكينك علينا إننا فلتانين وقاعدين مع شاب اللى هو أخويا على فكرة بس كنت هتعمل منها مشكله وفضيحه .
نظر إليها بغيظ وقال بصياح: بقولك إيه نادى على نورهان أنا مش همشى من غيرها .
صاحت هاميس وقالت: شوف بقه أنا أصلا على أخرى ونفسى فى حاجه أطلع همى فيها وشكلها كده هتبقى إنت .ماهو يوم باين من أوله .
أزاحها عن طريقه بقسوة لدرجة أنها كادت أن تقع لولا أن سندت على الحائط من خلفها .
صرخت به وهى تقول: آطلع بره يا مدحت وبلاش تقف فى وشى ونورهان مش هتطلع من هنا سامعنى يا إما هبلغ البوليس.
كانت نورهان بالداخل ترتجف من شدة خوفها .أغلقت عليها باب الغرفة وهى لاتدرى ماذا تفعل فهى لا تريد أن تمضى معه فهى تعلم ماذا سيفعل بها .
أمسكت هاتفها بيد مرتجفة ووطلبت رقما وهى تبكى بشدة .
لم يخرج صوتها من كثرة بكائها ولكن عندنا وجدت ان الخط قد فُتح تكلمت بخوف : إلحقنى يارائف .
نعم لم تفكر غير به هو أمانها مهما حدث بينهم .تعلم أنه لن يتركها مهما كانت الصعوبات .
لم يمهلها أن تكمل لأنه بالفعل سمع صياح هاميس .فانتفض من مكانه وهو يهرول لكى يذهب إليهم ورغم قرب المسافة بينهم إلا أنه خاف ألا يلحق بهم خاصة وأن جاسر غير موجود معهم منذ الأمس .فهو رجع إلى تدريبه وسيظل به لمدة أسبوع .
أما فى الخارج عند هاميس كادت ان تدفع مدحت للخروح لولا أنه مثل الحائط لا يهتز وكيف بمثلها ان تؤثر بمثله .
صرخت به بغضب: إطلع بره أحسنلك ،والله يامدحت لهوريك .أنا أصلا سايباك عشان خاطر إخواتى لكن لو لقيتك جيت عليهم فى يوم هموتك سامعنى .
إبتسم بتهكم : لا ياشيخه وياترى بقه الشجاعه دى جاتلك منين ولا سى رائف بتاعك مقوى قلبك .
وقفت أمامه بثبات وقالت بخبث: أيوه رائف مقوى قلبى .هاااه رااائف ابن ماما بسمة اللى إنت معرفتش تنتجوزها فاتجوزت أختها .مش كده برضة .
أكملت بقسوة : ماما اللى إنت منعتها تشوف أختها فى آخر أيامها بس إنت روحت وزورتها وطلعت من عندها وعيونك مليانه دموع صح ولا انا غلطانه .
إهتز بشدة لكلامها ولكنه قال بتلعثم: لا طبعا ممممين قالك الكلام ده .محصلش واللى قالهولك كداب .
ضحكت بسخرية وقالت: وانا يعنى هكدب عينى وأنا اللى شايفاك بنفسى محدش قالى.
إقتربت منه وقالت بإشمئزاز: طول عمرى شايفه معاملتك لأمى بس أقول هى راضيه أعمل أنا معاها إيه. بعدتها عن الكل وغير كده لهفتك وانت بتسألنى عن ماما بسمة لما أرجع من عندها .لغاية مابقيت تحرض ماما انها متبعتنيش وأنا مش فاهمه ليه .أتاريك كنت مفكر إنك هتضغط عليها بيا .خاصة بقه بعد عمو تيسير بابا رائف ما اتوفى .
أكملت بحسرة: للأسف أنا مفهمتش كل ده غير لما نورهان حكتلى على اللى انت عملته مع رائف وقالتلى من غير ماتاخد بالها وهى منهاره انك هتوجع قلب رائف زى ماقلبك اتوجع لما ماتجوزتش ماما بسمة . دمرت بنتك ودمرت أخويا وجاى بكل بجاحه تقولى عايز نورهان . أنا مكنتش فاهمه حاجات كتيييير بس لما ربطت الأمور ببعض فهمت .بس للأسف اللى فهمته مقدرش أحكيه مش عشان خاطرك لااا عشان خاطر ماما بسمة إسمها عمره ماهيتقرن بشخص قذر زيك .
تملك الغضب منه لقسوة كلامها وصحته فى نفس الوقت فاقترب منها ووجهه مكفهر وهو يهم بضربها: صدقينى يا هاميس أنا مش هيهدالى بال غير وأنا مدمرك .وبنتى هاخدها غصب عنك .ثم أزاحها بيده بقوة وقال : إوعى إبعدى عن طريقى .
كانت دفعته قوية لدرجة أن هاميس كادت أن تقع أرضا ولكنها وجدت من يلتقطها بيده .تمسكت به بشدة دون معرفة من هذا أما هو فأخذها بين ذراعيه بخوف أن تصاب بأذى .رن صوته بجوار أذنيها وقال بهلع: إنت كويسه يا هاميس .
يا الله أهى الآن بين ذراعى عصام . شعرت بالخجل الشديد ولكن عصام لم يبالى إلا للأطمئنان عليها وفقط .كانت تلك النظرة التى فى عيناه كفيلة بأن تجعلها تعشقه فوق عشقها عشقا .نظرة الخوف على من تحب ،أن يكون هو شاغلك الأهم ،أن تترك كل شئ وتأتى إليه عندما يحتاجك وكأنه قد ناداك بقلبه فسمعه نبض وجدانك فلبى النداء .
كان ينظر إليها كلها وكأنه يتأكد من أنه لايوجد بها أى خدش ولو صغير .
أخرجه من شروده بها صوت مدحت المتهكم وهو يقول:
لا والله عال .دانت كمان ياست هاميس مدوراها ،أتاريكى عايشه هنا ومبسوطه ومش هامك حد .أكمل بخبث: مانت بتعملى اللى على كيفك.
وقف عصام أمامه بعدما نحى هاميس جانبا حتى لا ترد عليه وقال بقوة وثبات :
إحترم نفسك وراعى سنك بدل ما أخليك تندم على كل كلمة قلتها . هاميس تبقى خطيبتى .أنا طلبتها من أخوها وهو وافق . أما بقه بالنسبة ليك وزعيقك وصوتك العالى اللى كلمت بيه هاميس فأنا مش هعديه .لأن اللى يجى جنبها أوجنب أى حاجة تخصها يبقى هو الجانى على روحه .
أردف بقوة : هاه سامعنى هى أو أى حاجه تخصها.
رد عليه مدحت بقوة واهية: والله اللى أنا عايزها دى بنتى وإذا كان على الست هاميس خليهالك ،الواحده اللى تتخطب من غير معرفة أهلها يبقى متلزمناش .
صاح صوت بقوة وغضب وكره لهذا الشخص وقال بتهكم: هم فين أهلها دول .تقدر تقولى .
نظر الجميع إلى رائف والذى دخل ووجهه باللون الأحمر القانى من جراء الهرولة والغضب أيضاً.
هرولت هاميس إليه وكذلك نورهان والتى ما إن إستمعت لصوت رائف  حتى شعرت بالأمان يدب بأوصالها وكأنها قد أخذت جرعة شجاعة عالية .ففتحت بابها ووقفت بجوار هاميس .ولكن هناك من يشعر بالغيرة لمجرد أن هاميس ذهبت بجوار رائف .فهو أصبح أمانها ولن يتركها أبدا فلم هى تركته .شعر بالحزن ولكنه أرجأه جانبا حتى ينهوا هذا الموقف وليعاتبها لاحقاً .
إقترب مدحت ببغض هو الآخر وقال: إيه هتنكر إننا أهلها وإن أمها لسه عايشة .
ضحك رائف بتهكم وقال: بجد خالتو بشرى لسه عايشة .أكمل بخبث: اللى أعرفه إنها ماتت مع موت عمو ياسر الله يرحمه واللى عايشه معاك دى جسد من غير روح . أصله الصراحه كان راجل يتزعل عليه.
شعر مدحت وكأنه يود قتله وبشدة ولكنه تغاضى عما قاله رائف وصاح بقوة وهو يشد يد نورهان إليه بقسوة حتى أنها صرخت من الألم:
والله أنا ميهمنيش الكلام ده .كل اللى يهمنى بنتى وهاخدها غصب عن الكل .
نظرت نورهان لرائف تستنجد به ودموعها تهبط بلا إنقطاع .فهى تعلم أنه سيأخذها ولا مفر .
لم يشعر رائف بنفسه سوى وهو يقترب منه بألم نابع من داخله ومن نظرة حبيبته المستجدية له ،صاح دون وعى: إبعد عنها بقولك مش هتطلع بيها من هنا .
إقترب عصام منه وقال: إهدى يارائف مش كده .ومتخافش محدش هيقدر ياخد نورهان غير برضاها .
ضحك مدحت بسماجه وقال: لا والله ومين اللى قال كده بقه .
صاح رائف بقوة وثبات يعززه خوفه من فقدانها للأبد : عشان إنت مبقالكش حكم عليها خلاص .
نظر الجميع إليه وخاصة هاميس ونورهان ولكن جحظت أعين هاميس عندما إستشفت مايريده رائف وما سيقوله .
نظر إليه مدحت بقوة وقال: إزاى بقه مبقاليش حكم عليها أمال مين اللى له .
رد رائف بثبات يحسد عليه وقال: أنا بحكم إنها مراتى .
صدمة إعتلت وجوه الجميع وخاصة نورهان والتى لم تعرف عما يتحدث وأى زوجة هى .
إنقض عليه مدحت وهو يحاول أن يكيله باللكمات وهو يقول: مرات مين يا لا .هاه بقه بعد ما اعمل اللى عملته برضه تتجوزها .على جثتى لو ده حصل .
تفاداه رائف بحرفية واقترب منه عصام وهو يكبله بيديه ويقول: ماتهدى بقه .وكمان خلاص انت مبقالكش كلمه على نورهان وهى لو عايزه ترجع معاك مكانتش كلمت رائف يجى يحميها منك .فياريت تطلع من هنا من غير شوشرة لأننا مش هنسكت .
حاول مدحت الوصول لنورهان ولكن كانت هاميس تأخذها بين ذراعيها بحماية نتيجة بكائها الشديد وصدمتها مما قاله رائف ورغم هذا تشعر بالفرحة داخلها لأنه لم يتخل عنها بل وقال إنها زوجته .
كان يصيح وهو يحاول الإقتراب منها وهو يسبها بأقذع الألفاظ ولكنها لم تهتم فيكفيها ما عاشته معهم ويكفيها مشاعر حقد وكره من ناحيتهم .
خرج من عندهم وهو يتوعد لهم وبشدة .وأنه لن يتركها له وسيطعن بعقد الزواج وأنه باطل لأنه دون ولى .
ضحكت هاميس بشدة وقالت بعد أن رحل ومازالت نورهان قابعة بأحضانها: والله كويس مدحت يعرف ان العقد دون ولى حرام ..ثم أكملت بتهكم : فعلا الرجاله متعرفش من الدين إلا اللى على مزاجها .
أجلست نورهان على الأريكة بعد أن هدأت .أما رائف فكان صدره يعلو ويهبط من فرط الإنفعال .وعصام يجلس بجواره يحاول أن يهدأه ولو قليلا .
جلست هاميس بجواره من الناحية الأخرى وقالت وهى تربت على فخذه: رائف إنت ليه قلت إن نورهان تبقى مراتك .
نظر إليها فهالها ما رأته بداخل عيناه .مشاعر مختلفه ولكن أهمها الخوف من الفقد رغم مرارة الجرح .فعقلنا يأبى أن يسامح ولكن تبقى داخل قلبنا نقطه من نور ترفض الفراق .
وقف رائف دون كلام وقال موجها حديثه لنورهان دون النظر إليها:
لو معاكى صور حضريها عشان هفوت على المأذون يجى يكتب الكتاب بالليل عشان باباكى لو رجع تانى وطلب القسيمة .
نظرت إليه بعشق جريح .جرحته هى وتعلم أن مسامحته لها صعبه ورغم هذا لم يدير ظهره إليها وقت حاجتها .فيكفيها أن تكون على إسمه وفقط .ولكن لم تكتمل فرحتها عندما قال: الجواز ده بس حماية من مدحت واللى هيعمله لانه مش هيسكت والحمد لله انت مش قاصر وبعد ما يهدى ويبعد ويفقد الأمل فى رجوعك نبقى نتطلق .
لما فتتت تلك الكلمة قلبها . عن أى طلاق يتحدث وهم حتى الآن لم يتزوجوا بعد .أخفضت نظرها أرضا تحاول أن تخفى دموعها المنهمرة بشدة .
إتجهت إليه هاميس وقالت بإندفاع متأثرة بهيئة نورهان : متشغلش نفسك يا رائف وهو كده كده مش هيرجع تانى ولو رجع جاسر هيكون هنا معانا.
نظر لعينيها بقوة وقال بحزن: متأكدة من كلامك .يعنى مش بكره ولا بعده هيجى ياخدها تانى لدرجة انه ممكن يجى واحنا فى الشغل وهى لوحدها . أكمل بقوة واهية يلعن قلبه العاشق لنورهان والذى لم يتحمل أن يحدث لها شئ : على العموم براحتكم أنا قلت كده عشان أحميها بس أنا مش هفرض نفسى على حد خاصة واحدة كانت شايفانى أخر راجل ممكن تتجوزه.
وقف عصام واتجه لرائف وهو ينظر لهاميس نظرات عتاب شديد وقال: انت عارف هاميس مندفعه فى كلامها يارائف متزعلش نفسك واقعد بس عشان نشوف حل .
صمم رائف على موقفه وقال بثبات واهى : أنا همشى ولما يتفقوا على حل ابقوا اتصلوا عليا.
صاحت هاميس بفزع وندم: رائف ..أنا أسفه متمشيش . إقتربت منه وأمسكت يديه وقالت بأسف: عشان خاطرى متزعلش ،أنا عارفه إنك بتحاول تحميها بس يعنى ......
لم تكمل لأن نورهان وقفت واقتربت منهم وقالت بوهن وإنكسار: أنا موافقه على جوازى من رائف حتى لو جواز مؤقت كفايه انه فكر فيا حتى بعد ماجرحته .
هرولت للداخل بعد أن ألقت بكلماتها تلك .أغمض عينيه بقوة وهو يزفر من الألم .ماذا يفعل بقلبه المضاد لعقله .
ربتت هاميس على كتفه وقالت بأسف: حاول تسامح يارائف وعيش حياتك .زفرت بهدوء وقالت بتروي: هدخل أجيبلك الصور وأشوفها عامله إيه .
تركتهم ودخلت لنورهان أما عصام فكان يقف ولا يشارك بالحديث حتى ذهبت هاميس فاقترب من رائف وقال بتساؤل: ليه يارائف؟
نظر إليه رائف دون فهم فأكمل عصام وقال: ليه قولت إنها مراتك مع إنك عارف إننا نقدر نحميها منه من غير ماتقول كده .إحنا برضه مش شويه .
زفر بألم وقال: معرفش . مجرد ماتخيلت إنع ممكن ياخدها لقتنى بقول كده . جلس على المقعد بقوة وكأنه يرمى نفسه ووضع وجهه بين كفيه وقال: أنا مخنووووووق وتايه .
جلس عصام بجواره وقال بحزن: تعرف إننا شبه بعض قوووى .
رفع رائف وجهه وهو يقول بتهكم: إزاى بقه؟
أجابه عصام بألم: إنت بتهرب من ألمك بالقسوة وأنا بهرب  من الألم إنى أكون لوحدى .قسوتك بتبعد عنك اللى بتحبهم ووحدتى برضه بتبعد عنى اللى بحبهم . وقف وقال بقوة: بس أنا خلاص لقيت طريقى وهكمله .مش هسمح لنفسى إنى أرجع لوحدتى ولضعفى تانى . أشار على قلبه وأكمل بحنين: من حق ده يعيش ،لأنه لما بيعيش كل حاجه فيا بتعيش . مش هسمح لنفسى إنى أهرب من تانى .نظر داخل عينى رائف وكأنه يحثه على أمر ما: مش هسمح لنفسى إنى أخسر الإنسانه اللى لقيت معاها حياتى ليها طعم .نورتلى دنيتى  وطلعتنى من شرنقة ضعفى وخلتنى قوى بحُبها .
زفر بقوة وقال: أنا قررت إنى أعيش اللى فات من عمرى وأرجعه وحياتى اللى جايه كمان هعيشها بس معاها هى .لأنى مش هقدر أعيش من غيرها .
كان رائف ينظر لعصام وكأنه يقول من هذا؟
إبتسم عصام وقال: مستغربنى صح ؟ متستغربش لأنى أنا نفسى كنت مستغرب نفسى بس لما قعدت لوحدى وراجعت حياتى لقيتها كانت فاضيه .محستش بطعمها غير لما هاميس دخلت فيها .إنت عارف أنا أفضل إنى أعيش معاها حتى لو حصل بينا جرح لأنى ساعتها واثق إن قربنا من بعض هيكون هو الدوا.
فهم رائف مايود عصام قوله ولكنه وقف بغضب وقال: جرح عن جرح يفرق يا عصام .وكمان إنت شخصيتك مختلفه .
إبتسم عصام بتهكم وقال: قصدك إنى ضعيف .
أجاب رائف بلهفة : لا طبعا مش قصدى كده وكمان إنت مش ضعيف ،إنت متسامح وبتنسى الإساءه بسرعه .قلبك نقى وصافى رغم ان المفروض يكون العكس .أكمل بصدق: على قد القسوة اللى انت عشتها على قد حنيتك ورقة قلبك.
زفر بقوة وقال: بس للأسف أنا غير ، مبعرفش أسامح بسهوله .بالعكس لما بتجرح من حد بحبه قوى بلقانى بقسى عليه على قد حبى .زى مايكون بيبقى صعبان عليا إنى أتجرح  على إيده . عيب فيا وأنا عارف .بس سيبها للأيام يمكن على رأيك تداويها.
ربت عصام على كتفه وقال بحب: قبل كده انت نصحتنر وقولتلى عيش حياتك .وأنا دلوقت اللى بقولك كده .أكمل بقوة: عيش يارائف وحاول تسامح وتنسى لأنى واثق إنك مش هتقدر تعيش مع غيرها ولا هتقدر تسيبها لغيرك .
نظر إليه رائف بغيرة قاتله وقال: هى مين دى اللى تروح لغيرى .
إبتسم عصام وقال: دانت ماستحملتش مجرد الكلام فما بالك بالفعل .
يلا نادى على هاميس وشوف الصور عشان المأذون .
كانت هاميس بالفعل تستمع إليهم .فلقد أحضرت الصور وكادت أن تخرج لولا أنها إستمعت لكلمات عصام فلم ترد أن تخرج حتى يكمل حديثه . أعجبها بشدة وشعرت بالفخر بشخصيته الجديدة .كما أنها إستمعت أيضا لرائف ودعت بداخلها أن يرقق قلبه تجاه تلك المسكينة التى بالداخل .لم تعرف أنها الأخرى قد إستمعت لكلمات رائف والتى أوجعتها بشدة لأنها السبب الرئيسى فى آلام من تحب .
خرج رائف وعصام بعد أن أخذوا الصور .بعد أن أعطت هاميس إبتسامه قوية لعصام لم يعرف معناها .ولكنه قرر أن يسألها بعد ذلك .
💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔
لو كان القلب يبكى لأفاض من الدموع ما يملأ أنهارا ..
لكن دموع القلب تكون صامته ولكنها تحرق الروح.
ظلت نورهان تائهة لا تصدق أنها ستكون زوجته بعد قليل .ولكنها أبدا ماكانت تتمنى أن تكون زوجته بمثل هذه الطريقه .
دخلت إليها هاميس وإصطنعت الضحكة وقالت: يالا ياعروسه قومى كده خدى شاور عشان تفوقى كده .
إبتسمت نورهان بألم وقالت: إنت مصدقه إنى عروسه .
أمسكت هاميس يدها وقالت بثقة: بصى بقه اللى أنا متأكدة منه إن رائف بيعشقك ودليل كده أنه مستحملش انه باباكى ياخدك وتبعدى عنه تانى .يبقى نعمل إيه؟
نظرت إليها نورهان بإستفسار فقالت هاميس: نبقى نستغل الفرصة ونحاول نخليه يسامح ويرجع لينا تانى ولا إيه ؟
إبتسمت نورهان بخوف وقالت: خايفه ميسامحنيش.
ضحكت هاميس بخبث وقالت: ماهو لما يلاقيكى قدامه ليل ونهار غصب عنه هيسامح أنا عارفه أخويا بيحب اللى يضغط عليه واحنا بقه هنعمل كده وخليه يقاوم بقه .
وقفت نورهان بفزع وقالت: إنت عايزه تقولى إنى هروح أعيش معاه .
أومأت هاميس بلؤم وقالت: طبعا لازم نطمن عليكى ومينفعش نطمن غير وإنتى معاه ولا إيه .
هزت نورهان رأسها برفض وقالت: لا طبعا مش هقدر أعمل كده .
أجابتها هاميس بقوة :  ياختى اتنيلى وبطلى هبل .وحضرى نفسك عشان هتروحى مع رائف .
لم تكمل كلامها حين إستمعت لجرس الباب .ذهبت لكى تفتح فوجدت شذى وعلياء والذين دخلو بلهفه وأخذتها علياء بأحضانها وقالت: إنتى كويسه ،فيكى حاجه .خرجت نورهان فذهبت إليها علياء وفعلت مثلما فعلت مع هاميس .فإنتحبت نورهان بشدة .ذهبت شذى إلى هاميس وقالت: هو إيه اللى حصل .طنط خديجة إتصلت بينا وقالت ان عصام قالها على اللى حصل .أنا مش مصدقه ان مدحت يعمل كده .
كان الباب مازال مفتوحا فدخلت خديجة هى الأخرى بلهفة وذهبت إلى هاميس ونورهان واطمأنت عليهم ولم تكد هاميس أن ترد عليها حتى وجدت فيرونيكا أمامها .فشعرت بالغيظ وقالت: إيه اللى جاب أنثى البرص دى هنا .وربنا أنا على أخرى ونفسى أفش غلى فى حد وان شاء الله هتكون هى صاحبة الشرف ده .
نظرت إليها خديجة وعلياء دون فهم أما شذى فكتمت ضحكتها بشدة وهى تنظر لنورهان وقالت: إهدى عشان خاطر أختك الغلبانه دى .
تقدمت فيرونيكا وسألت خديجه وقالت: أنطى كديجه هو إصام فين؟
( طنط خديجه هو عصام فين)
شهقت هاميس وقالت: هى قالت عصام من غير مسيو خلاص الألقاب إتشالت .
نظرت إليها خديجة بتوتر وقالت : فيه إيه بس يابنتى دى بتسأل عادى .
ضحكت شذى وجلست بجوار خديجة وقالت بخفوت: أصل فيرونيكا معجبه بمستر عصام قوووووى .
ذهلت خديجة وقالت بإبتسامة : بجد .
صاحت هاميس بغيرة قاتله: هو إيه اللى بجد ياطنط عاجبك الموضوع قووى يعنى ولا إيه .
زفرت هاميس لتهدأت حالها وقالت: بصوا بقه أنا أصلا على أخرى فياريت نركز فى موضوعنا .ثم نظرت إليهم وقالت ياريت نركز فى نورهان ونسيبنا من الناس التانيه ثم خصت فيرونيكا بنظرة قاتله حتى أنها إنكمشت بجواى خديجة والتى كانت تضحك بداخلها بفرح على غيرة هاميس الظاهرة .
إتصل رائف بهاميس وأبلغها أنه قام بالمطلوب زأن المأذون سيصل خلال ساعتين وأنه أبلغ جاسر بما حدث وأبلغه بموافقته على تلك الزيجة .
بدأ الجميع فى العمل حتى يحاولوا التخفيف عن تلك القابعة بهدوء لاتعلم ماهو شعورها بالظبط أهو فرح أم خوف، إشتياق أم ملامه .ولكن كل ما تدركه أنها تشعر بالراحه وبأمان طغى على قلبها وعقلها .
جاء الوقت يعد أن صممت شذى بأن ترتدى نورهان فستان رقيق كان عند شذى وكذلك هاميس وشذى حتى يقللوا من حزنها ولو قليلا أما فيرونيكا فكانت معجبة جدااال بما يحدث حولها حتى أنها حاولت ان تشارك معهم ولكن هاميس لم تتركها  تفعل وكانت تنظر لها تلك النظرة التى تجعلها تفر منها وتختبئ .
حضر رائف وعصام ومعهم المأذون وجاء معهم منذر وكذلك أريان والذى إتصل به عصام .والمفاجأه انه طلب من صديق والده سامر .الصديق المقرب من والده قاسم ان يكون هو ولى نورهان حتى يكون العقد صحيح .
فرح الجميع لتلك اللفته .ورغم التجهم الذى كان على وجه رائف إلا أنه يشعر بفرحة داخليه لا يقدر أن يتجاهلها .يشعر بالإرتياح بعد عناء .نظر إليها وجدها تضع وجهها أرضا فشعر بالحزن عليها وهو يظن أنها مضطرة لتلك الزيجة ولكن فليفى بوعده لها فليحميها حتى يطمئن عليها ثم يتركها لحال سبيلها .
كان منذر وعصام هما الشاهدان على العقد .أنهاى المأذون عقد القران بجملته الشهيرة ( بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير )
كان كل ينظر لوليفه .رائف ونورهان والذى طالت نظرتهم اللائمة من تجاه رائف والممتنه والعاشقة من تجاه نورهان . كان يود أن يلتقطها بين أحضانه ولكن منعه كبرياؤه وشعوره بالألم الذى لم ينته حتى تلك اللحظة رغم مايشعر به من فرحة.
عصام وهاميس نظرة إشتياق ولهفه وهم يتمنون أن يأتى دورهم فى تلك الجمله .
أما منذر ذلك الشخص الخلوق وعشق بدأ ويخاف أن ينتهى للفوارق الإجتماعيه ورغم ذلك لم يستطع إلا ان ينظر لمن سلبت قلبه وعقله ويالحسن الحظ فهى أيضا تنظر له على إستحياء .
إستفاقوا جميعا من شرودهم على صوت فيرونيكا وهى تقول: اووووه إصام أنا مبسوط كتيييير إنى حضرت كواز زى ده  .
( اوه عصام انا مبسوطه كتير انى حضرت جواز زى ده)
قالت هاميس بتهكم : كواز ايه ياختى هو كوز دره إسمه جوااااز .
ردت عليها فيرونيكا بخوف وهى تنظر لعصام: إعصام موس أرف هى بتكرهنى ليه .يلا نطلأ أنا أوز أنام.
( عصام مش عارفه هى بتكرهنى ليه .يلا نطلع أنا عاوزه أنام)
تكلمت هاميس بهدوء حذر: هى قالت تنام مش كده .هتنام فين بقه .
نظر إليها عصام بقلة حيله وقال وهو ينظر لأريان أن يغيثه : ماهو هى بس هتبات مع ماما .
ردت فيرونيكا وقالت بفرحه: لأ إصام أنا أأعد مأ أنطى كديجة كل أكازتى أنا حبيته كتير.
( لا عصام أنا هقعد مع طنط خديجه كل أجازتى أنا حبيتها كتير )
إبتلع عصام ريقه وقال بقلة حيلة وهو ينظر تجاه هاميس بنظراتها القاتله: والله ما اعرف غير دلوقت .
ضحك رائف وأريان ومنذر وقال منذر : عينى على الرجاله لما تخاف .
ضحك رائف وقال: هى مش أختى أهى بس الصراحه من حقه يخاف .
ضحك منذر وقال: فعلا على يدى اللى بتعمله فى الرجاله .
ضحك الجميع وقال أريان لفيرونيكا: بصى يافيرى انتى تيجى معايا عشان ألففك البلد وتتفسحى .
أجابته بلا مبالاة: لأ إصام هيفسح أنا.
( لا عصام هيفسحنى) .
ضحكت هاميس بشر وقالت: لا وانتى الصادقه د عصام هو اللى هيتفسح لو فضل هنا .
كانت خديجه وعلياء يتابعون مايحدث وهم يشعرون بالفرحه فعلياء تريد أن تعيش هاميس حياتها المسلوبه وكذلك خديجه تتمنى المثل لعصام.
نظرت هاميس إلى رائف وقالت بغيرة: بص يارائف طبعا كان المفروض تاخد نورهان معاك عشان نبقى مطمنين بس حاليا مش هينفع خااالص .
نظر إليها وقال: وإيه قلة نفعه بقه.
قالت بهدوء : عشان عصام هيبات معاك طول ما أنثى البرص دى موجوده هنا .
وقف عصام وقال،: بس أنا مينفعش أسيب ماما لوحدها .
وقف رائف  أيضا وقال: ولا أنا هقدر أسيبكم مش هبقى مطمن عليكم .
وقفت هاميس أمام عصام وقالت: ماهو إنسى إنك تقعد معاها فى مكان لوحدكم سامعنى .
نظر إليها بعشق وقال: هقفل على نفسى الأوضه .
صرخت بوجهه وقالت : وربنا ياعصام هطلع همى كله فيك .
ضحك بشدة وقال: بزمتك حد يقول لخطيبه كده .
إذبهلت وقالت: خطيب مين إحنا هنزيط .دى كلمه انت قولتها لمدحت وخلاص .
شعر بالحزن وقال: يعنى إنتى مش موافقه عليا...
نظرت لعينيه وقالت : مش كده بس يعنى .... ... .
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♤♡♡♤
ياترى إيه اللى هتقوله هاميس وهل فعلا هى رافضه .ولو رافضه ايه السبب ...
إذكروا الله ...
وأسفه للتأخير بس غصب عنى الدراسه بقه بدأت وحاجه فله الحمد لله ...
يلا لايكات وكومنتات وريفيوهات ياااريت ...
بحبكم فى الله ... سلوى عليبه

 لست دميماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن