إقتباااس

381 15 10
                                    

إقتبااااااس

وكما قالوا قديمًا المصائب لا تأتى فرادى . ولكنه القدر يختبرنا وعلينا الصمود والرضى بما يأتى .فلا يوجد غير ذلك ،فلا جزعنا يزيل المصيبة ولكن برضائنا تهون .
كتائهة فى الصحراء أنظر لأرى أى بارقة أمل للنجاة فلا أجد . هكذا كانت هاميس وهى تنظر بتيه إلى أختها الوجلة بعد تلك المكالمة البغيضة من والدها .ولكن هل ما سمعته حقيقة أم أنه درب من الخيال. قلبها يدق بعنف.فمهما فعلت  فهناك فى القلب تلك النقطة البيضاء التى تريد أن تغفر لها ،أن تبحث عن أسباب واهية لتبرر لها مافعلت معها، تريد أن ترمى نفسها بين ذراعيها عليها تلتمس الدفء ؛ فمهما حدث لا يوجد مثل حضن الأم حتى لو كان قاسيًا صلدًا.
إقتربت من نورهان وهى ترفض ما قد قيل. سألتها بخفوت: هو مدحت كان بيقول إيه؟ لم تنتظر إجابة وأكملت بدموع خائفة : هو بيكذب صح.
أجابتها نورهان على الأخرى بدموع تجرى بلا حواجز : معرفش ،معرفش .بس هو بيقول كده ليه؟
إقتربت علياء منهما وقالت بروية: ياحبايبى كده كده لازم تروحوا وتشوفوا مامتكم وتتأكدوا.ثم أكملت بحذر:. الصراحة يعنى ومهما حصل مش معقول توصل انه يكذب فى حاجة زى دى.
صرخت هاميس وقالت بعدم تصديق: يعنى إيه ؟
يعنى ماما بتموت وعندها سرطان بجد . طب إزااى ؟ على هتفضل قاسية لغاية امتى؟ على مش هتحن عليا أبدًا؟
أومأت بغضب  ودموع وكأنها لا تعى ماتقول: أنا لسه معاتبتهاش على اللى عملته معايا،لسه مصرختش فى وشها وطلعت اللى جوايا وبعدين رميت نفسى فى حضنها،أنا لسه مقولتلهاش ان رغم اللى حصل كنت عايزاها هى اللى تلبسنى فستان فرحى،هى اللى تحطلى الطرحة ،هى اللى تبص فى عيونى وتقولى كبرتى وبقيتى عروسه.
إقتربت شذى منها وهى تبكى لبكائها : قومى ياهاميس كلنا عارفين أنك قوية وانت اللى بتسندى الكل . قومى بلاش تعملى كده وكمان انت ايه متعرفيش هل تعبانه لدرجة ايه ،مش يمكن يكون لسه فى أوله .أمسكتها وأوقفتها عنوة حتى استقامت دون كلام .
إقترب الجميع منها ومن نورهان المنهارة بشدة .أثناء دخول خديجة ورائف والذى هالهم ما رأوه فظنوا أن هناك شئ حدث لعصام .
أكملوا طريقهم هرولة وخديجة تقول بجزع: ايه اللى حصل ؟ عصام جراله حاجة ؟
وكأن هاميس انتبهت على كلامها فقالت بتيه : عصام ! طب ازاى هسيب عصام وأمشى ؟
إقترب رائف من نورهان ولفها إليه وكوب وجهها بيديه وهو يقول: فيه إيه ؟ مالكم ؟
أجابه منذر بحزن: مدام بشرى تعبانه وفى المستشفى.
نظر إليها رائف بإستغراب وقال: ومين قالكم ؟
أجابته نورهان من بين دموعها : بابا إتصل عليا وهو اللى بلغنى. نظرت إلى عيناه تلتمس منه الأمان والطمأنينة وأكملت: بيقول عندها ورم فى المخ وفى مراحله الأخيرة. وكأنها تذكرت كلمات  والدها فقالت بخوف: بابا بيقول انه جابها مستشفى هنا فى القاهرة وقالى هبعتلك اسم المستشفى فى رسالة.
أمسكت هاتفها  وفتحت الرسائل وقرأت العنوان ونظرت لهاميس وقالت بلهفة : أنا رايحه يا هاميس هتيجى معايا.
نظرت هاميس حولها وهى تقول: طب وعصام هسيبه ازاى؟ لو سأل عنى أعمل ايه انا ؟
إقتربت منها خديجة وقالت: روحى اطمنى على مامتك ياهاميس. احنا ياحبيبتى كلنا حوالين عصام ومش هنسيبه.
تحدث منذر بعملية وقال: عصام كده كده واخد علاج قوى وهينيمه فترة طويلة. روحى اطمنى على مامتك ولو هى فعلا فى القاهرة انت ممكن تنقليها هنا وساعتها هتقدرى تتابعى الاتنين مع بعض.
تحدث رائف بتأكيد : فعلا احنا ممكن ننقلها هنا .
أكد منذر وقال: نتابع بس مع الدكتور بتاعها ونشوف الحالة واذا كان كده ان شاء الله التنقل وهنا فيه دكاتره من أعلى مستوى ممكن يتابعوها.
ذهب كلا من هاميس ونورهان وكذلك رائف فهو لن يترك زوجته وأخته فى مثل هذا الموقف.
اتصل على جاسر فوجده عند والدته فهو عرف هو الآخر بمرضها من والده وذهب إليها مهرولًا.

يلا عايزه تفاعل جامد على ما أخلص الفصل.

 لست دميماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن