الفصل الثلاثون .....
لست دميما ......
سلوى عليبه .........
أراك بعين الشفقة والإحسان .... يدق قلبى لرؤياك دون نكران .... مذبذبة أنا بين بغض وحب لمن كان سببا بهذا الكيان... أقتربت منك عَلّي أشعر بالأمان .... فرغم غضبى أشعر بحنين ليديك تضمنى بحنان .... فهل سيكون شعورى غريب أم سأتمنى أن أظل مابقى لى من زمان .... فقلبى به غصة منك وعقلى يحثنى على البعد عنك ولكن توجد تلك النبضة التى تجعلنى أقترب بلا حسبان....
شذى#طلال
خواطر سلوى عليبه
💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢
وما الدنيا إلا ككأس شراب يدور على الجميع فنتجرع منه إما شرابا عذبا رقراقا أو شراب مرا كالزقوم .وكثير من الأحيان نتبادل بين هذا وذاك حتى تمضى حياتنا وتنتهى أيامنا بما فيها من أوجاع وآلام وفرح وسعادة .
تتقدم شذى وكأنها ستقع فى بئر سحيق ليس له قرار .قلبها ينبض بقوة ،لاتنكر أنه يوجد بداخلها إحساس غريب بدأ فى الوجود تجاه هذا الراقد بالمشفى خاصة عندما دخلت إلى القصر ووجدت صورة له معلقة على جدار بالبهو الفسيح .شعرت وكأنها تنظر لهيئتها ولكن على رجل .لا تستطيع أن تنكر وسامته الطاغية والتى إتخذها قديما كسلاح مع ثرائه للأيقاع بالفتيات الصغيرات .
وقفت أمام غرفته وبجوارها منذر وفراس الذى يحثها وبشدة بأن تدخل له عله يشعر بها فيستيقظ من غيبوبته .
شجعها منذر الذى قال بإبتسامة مطمأنة: احنا هنفضل بره هنا مش هنمشى متقلقيش .يلا إدخلى وعايز أقولك حاجه ،إنت لازم تبقى قويه واعرفى ان اللى جوه ده مهما كان ومهما عمل فهو باباكى ومكنش يعرف بوجودك .يمكن تكونى بالنسبه له أمل للحياة بعد ماكل حاجه راحت منه .إقترب منها وقبل جبينها بحب وقال: أنا فى ضهرك ووراكى مهما حصل .يلا إدخلى خليهم يعقموكى عشان مينفعش تدخلى كده .
أمسكت يديه وقالت برجاء: تعالى معايا .إنت دكتور وممكن تدخل بسهوله .
إبتسم لها وقال : ياحبيبتى أنا هنا معاكى إنت ،جاى مع مراتى وحبيبتى ،يعنى مش جاى عشان أنا دكتور .وكمان المفروض انك انت اللى تدخلى ولواحدك لأن ده شئ لازم يحصل .دلوقت أو بعدين هيحصل يبقى خلاص .حثها على المضى حتى أخذتها الممرضة والتى كانت مصريه تعمل بالمشفى : إتفضلى معايا حضرتك عشان أعقمك .
ذهبت شذى معها وهى تشعر بالرهبة والإضطراب الشديد لهول ما ستمر به وهول الموقف برمته .
وقف فراس وهو ينظر لمنذر وقال دون مقدمات : شكرا يا منذر .
نظر إليه منذر دون فهم وقال: على إيه ؟!!!
فراس بإمتنان : لأنك واقف مع شذى وبتقويها وفى نفس الوقت بتشجعها أنها تدخل لعمى وبتحاول تضيع خوفها .
إبتسم منذر بقلق وقال: شذى شخص رقيق جدااا وجواها طيب وأنا متأكد إن من جواها هى عايزه تشوفه وتتعرف عليه بس يمكن جواها جرح انها جت بالطريقة دى .أو إن باباها كان واخد مامتها متعه مش جواز حقيقى .فجزء جواها مش عايز يواجهه وجزء تانى بيتمنى يواجهه ،لكن الأكيد إن المواجهه دى لازم تحصل عشانها هى قبل أى حد لأن برضه اللى أنا متأكد منه إن عمك لو فاق وشافها وعرف إنها بنته واللى واضح جدا من الشبه اللى أنا نفسى إستغربته لما شوفت صورته هيحاول يعوضها عن اللى فات وهيحاول يقرب منها ويبقى حنين عليها .
ربت فراس على كتف منذر وهو معجب بعقليته المتفهمة وقال: عمى رغم ماكان فيه من عيوب إلا إنه كان بيعشق أولاده ومكانش بيخليهم عايزين أى حاجه ولا بيرفضلهم طلب .أكمل بحزن: صدقنى يامنذر ممكن عمى كان بيعمل كده زمان لإحساسه بالنقص مع مرات عمى الله يرحمها .أنا طبعا مش ببررله بس أنا عشت وشوفت معاملة مرات عمى ليه ،كانت جافة فى مشاعرها حتى مع ولادها فما بالك بزوجها فكنت بحس إنه بيعوض ده بإنه يتجوز بنات صغيره يملى عليهم رغباته ويعيشله معاهم يومين حلوين .أكمل بغضب داخلى وهو ينظر لمنذر المستنكر : طبعا يامنذر مبقولش إنه صح بس بحاول أديله عذره لأن صدقنى عمى حنين مش قاسى ودليل كده أنا أهو عمرى ماحسيت معاه بأنه مش أبويا مش بس عمى .بابا الله يرحمه كان عملى جدااا اه مكانش قاسى بس مكانش فاضى ليا رغم انى ولد وحيد بس كنت بعوض ده مع عمى وحنيته عليا .
إبتسم منذر بتفهم وقال: بص يافراس من حقك تدافع عن عمك من وجهة نظرك بس المشكله إن إحنا
إبتسم منذر بتفهم وقال: بص يافراس من حقك تدافع عن عمك من وجهة نظرك بس المشكله إن إحنا شايفين الموضوع من وجهة نظر تانيه .أكمل بألم: احنا شايفينه من وجهة نظر بنت اتدمرت لما باعوها لواحد فى سن أبوها يمكن عمك مكانش باين عليه سن أصلا ولسه كأنه شاب بس الإجبار نفسه يدمر أى حد ،وكمان شايفينه من نظرة بنت جت للدنيا وحياتها إنهارت مرة واحدة بسبب اللى حصى وان كل اللى عاشتهوكان كذبه كبيييرة لا أبوها طلع أبوها ولا حتى جنسيتها طلعت جنسيتها . أكمل بحزن: صدقنى يافراس شذى لغاية دلوقت أنا مستنيها تنهار فى أى وقت وعشان كده أنا سيبت شغلى وحياتى وجيت معاها عشان أكون جمبها فأى لحظة تكون هى محتجالى فيها .
إبتسم فراس وقال بسعادة: صدقنى يامنذر كل مادا ما بحترمك أكتر وبقدرك أكتر ويشرفنى فعلا إننا نكون أصحاب وبتمنالك إنت وشذى حياة سعيدة مع بعض وتجيبولى أولاد بقه يقولولى ياخالو.
ضحك منذر بسعادة لمجرد الكلام وهو يقول بتمنى : ياااارب يافراس ياااارب ويرزقك إنت كمان الزوجة الصالحة والذرية الصالحة .ثم أكمل بإشفاق : حاول تفتح قلبك تانى يافراس أنا عرفت انك كنت خاطب اخت شذى بس صدقنى الحياة مبتقفش على حد وكمان انت من حقك تعيش وتجيب أولاد يكونوا اخواتك وولادك واصحابك فى نفس الوقت وعلى فكره مش كلنا ربنا بيرزقنا بالحب بس ساعات كتيييير المودة والرحمة مع إنسان إنت متقبله ومرتاحله بتخلى الحياة تدوم وتعيش فى سعادة أكتر من الحب نفسه خاصة لما بيكون مزيف والاقنعة بتقع .
نظر إليه فراس بإمتنان وقد لامس كلام منذر قلبه وقال له بإعتزاز: شكلنا هنتفق مع بعض جداااااا يا دكتوروصدقنى هحاول فعلا أعمل زى مابتقول وربنا يرزقنى بالخير يااارب .
أمن منذر على كلامه وهو يفكر بشذى وماذا تفعل الآن وكيف هى .فلولا رغبته بأن تخرج كل مابداخلها دون رقيب لذهب معها ولم يكن ليتركها أبداااااااا .
أما عند شذى فتم تعقيمها ودخلت إلى تلك الغرفة القابع بداخلها من كان سببا لوجودها بالحياة .أحاسيس متناقضه بين فضول لمعرفة هذا الشخص ورفض لوجوده بحياتها المستقرة والذى زلزلها معرفتها بوجوده .
إقتربت منه ورغم كل شئ وجدت قلبها ينبض بقوة .فعندما رأته بالصوره فى بهو القصر وجدت مدى التشابه بينهما ،أما الآن فالواقع شئ آخر .فهى بالفعل نسخة منه ومن وسامته والتى لم تذهب رغم مرور الزمن وما حدث معه .كانت دائما تسأل والدتها كيف لا تشبهها ولاتشبه أبيها راغب والآن عبمت الإجابة وكأنه قد حدث ذلك ليكون هذا أكبرليل على بنوتها له دون الآحتياج إلى أى تحاليل تثبت ذلك .
تأملت وجهه بشدة ورغما عنها شعرت بحنين له لاتعلم ما مصدره . هل من وجوده المستكين على ذلك التخت ،أم أنه لاحول له ولاقوة وكأنه مستسلم لما سيحدث له لرفضه للحياة .ولكن حتى لو تكلمت معه هل هو أصلا يعلم بوجودها لكى يستجيب .ولا تعلم أنه هو الآخر وكأنه بعالك مختلف .يرى أمامه أولاده وهو يقترب منهم وهو سعيد لإجتماعه بهم ولكن مهرة إقتربت منه وقبلته وقالت له: لا يا أبى لسه شوي .فيه حدا محتاج إلك . ثم نظرت لفتاة تشبهها كثيرا فقال والدها: مين هذى يامهرة هى بتشبهلك لكن مانى عارفها.
أجابته مهرة بسعادة: هاى عوض الله يا أبى إلك . إرجع لأجل خاطرها بييى .هى محتاجه إلك .
ثم تركته مهرة وأبناؤه وهو ينظر إليهم وإلى تلك الفتاة الناظرة إليه بحزن .
أما شذى فتحدثت معه بخفوت وهى تمسك يده ودموعها تسيل دون توقف:
تعرف كنت متخيله إنى لما أشوفك مش هحس غير بالكره وبس .كنت جايه عشان أأكد لنفسى إنك ولا حاجه وإنى هقدر أعيش من غيرك لأنك كده كده مكنتش موجود أصلا .أكملت ببكاء يقطع نياط القلوب: بس ليه موجوعه عليك ،ليه حاسه بالغيرة عشان إخواتى عاشوا معاك وأنا لا ،ليه حاسه إن نفسى تفوق عشان تاخدنى فى حضنك عشان أحس بطعمه ماهو أكيد مختلف عن حضن بابا راغب .أيوه أبويا اللى ربانى وعمرى ماحسيت أصلا إنى مش بنته .بس برضه أكيد حضنك مختلف ،ليه عايزاك تقوم عشان أحاسبك وآخد حقى منك وبعدين ممكن أسامحك بس لو هسامحك فهسامحك فى حقى لأن مهما كان انت هتفضل أبويا بس حق أمى لا ده مفيهوش سماح إلا لو هى سامحت رغم إنه صعب . أكملت بحزن: تعرف إنها رفضت تيجى معايا ،لأول مرة ترفض تكون معايا فى مكان بس أنا عاذراها اللى حصلها مش شوية أصلا ولازم هتاخد وقت عشان تقدر تتخطاه من تانى .
مانت برضه ظلمتها وظلمت غيرها كتييير .نفسى أسألك إنت إزاى كنت قادر تعيش كده ، إزاى كنت بتتنقل من واحده لواحده كأنهم شرابات وبتغير فيهم .ظلت تبكى وهى تكمل بألم: ليه رغم اللى عملته كله إلا إن جوايا حاجة بتدور ليك على عذر .موجوعة منك وعليك ،إصحى وفوق عشان أعرف هيكون رد فعلك ايه لما تشوفنى .ياترى هتكمل قسوتك عليا وعلى أمى ولا هتحاول تصلح الغلط .أكملت بسخرية: بس هتصلحه إزاى بس بعد السنين دى كلها .هترجعلى إسمك ضحكت بإستهزاء: صدقنى هحس بالغربة ساعتها زى مانا حاساها دلوقت . أنا عايزه أهرب منك وفى نفس الوقت عايزه أهرب عندك ، عايزه أصرخ فيك وفى نفس الوقت عايزه أطبطب عليك ، نفسى أصرخ وأقول إن ده أبويا اللى ميعرفش عنى حاجة وفى نفس الوقت نفسى تصحى وتاخدنى فى حضنك وتقولى يابنتى .
صرخت بألم : قولى حل للى جوايا ،قولى حل لكسرة قلبى منك وعليك ،قولى حل عشان أطلع من اللى أنا فيه من غير ما أخسر نفسى ولا أخسر أمى ولا حتى حب حياتى.
ظلت تتحدث معه و تسأله وكأنه أمامها وتنتظر الإجابة .وكأنها تتوق أن يرد عليها . فمها كان يظل بالقلب تلك النبضة والتى نشعر بها تلقائيا بسبب إرتباط الدم والذى لانستطيع أن ننكره مهما حدث ومهما كانت مشاعرنا مذبذبة .
لم تشعر بأى استجابة من ناحيته .وقفت بحزن وهى تقول أنا خلاص همشى بقه بس ياريت تفوق عشان أنا كمان عايزه أرجع لحياتى اللى اتلغبطت بوجودك . كادت أن تبتعد عن التخت عندما وجدته يهذى بإسم مهرة والتى كان يحلم بها .إقتربت منه وجدت عيناه تتحرك وكأنه يقاوم شيئا ما .خافت بشدة وحاولت أن تنادى على الطبيب ولكنه تشبث بيدها وكأنها هى طوق النجاة .كانت لاتدرى ماذا تفعل غير أنها وقفت مكانها لا تقوم بأدنى حركة وكأنها بإنتظار أقوى حدث بحياتها . نظرت إليه بقوة ونبضها يتصارع ووجيب قلبها يهدر بقوة خاصة عندما فتح عيناه بإرهاق فوقعت عليها وكأن مايحلم به قد تحقق ولكنه لايدرى من هذه رغم نبضات قلبه المتسارعة والتى تخبره أنها منه وتنتمى إليه .
صمت عمّ على المكان وهى لاتدرى ماذا يفعل أما هو فقال : مهرة .عندها فقط أجابته بألم وقالت: أنا شذى مش مهرة .وسحبت يدها منه وهى تجرى للخارج بقلب ممزق فكيف له أن يعرفها وهو لم يعرف أصلا بوجودها بالحياة .أما هو فكان يريد أن يخبرها أن مهرة أخبرته عنها ولكنها لم تترك له الفرصة .
ذهبت إلى منذر وارتمت بأحضانه أما هو فأجفل من فعلتها وشعر بالخوف أن يكون قد حدث شئ لطلال وهى لم تتحمل .ضمها بقوة وخوف وهو يقول : مالك ياشذى حصل إيه . تحت نظرات فراس المتخوفة.
أجابته ببكاء: فاق يامنذر فاق ونادالى بمهرة .ماهو ميعرفش بوجودى أصلا هينادى عليا إزاى .أكملت بإنهيار: روحنى يامنذر عايزه أمشى من هنا .خدنى عشان خاطرى .
ربت منذر على ظهرها وهو يقبل جبينها بقوة ويطمئنها ويقول: ماشى ياحبيبى اللى انتى عايزاه هيحصل ولو عايزه ترجعى مصر فأنا موافق .
أما فراس فبمجرد أن سمع قولها وهى تقول أنه قد أفاق فقد ذهب مهرولا للطبيب والذى وجده بالفعل بالداخل بعد أن أخبرته الممرضة بإستيقاظه .
سأله فراس بلهفة: كيفه عمى يادكتور هالحين ؟
أجابه الطبيب بعمليه : نحمد الله هو بخير بس راح نعمله بعض الفحوصات حتى نطمن أكثر .
إتجه لعمه وقبل جبينه بحب وقال: حمدا الله على سلامتك عمى .
نظر إليه طلال وقال بخفوت وإرهاق: مين يا فراس اللى كانت موجوده من شوي .حاسس إنى بعرفها .ثم أضاف بألم: بتشبه لمهرة كثييير بس مو هى .
إبتبع فراس ريقه وقال: نطمن عليك هالحين وبعدين راح أخبرك بكل شى عمى .بس الاول بتطيب .
أجابه طلال بإصرار: لا جولى هالحين مين هاى ؟ بدى أعرف يافراس لأجل الله ما تعذبنى وخبرنى .
إقترب منهم الطبيب وقال بإطمئنان : نحمد الله السيد طلال وظايفه كلها عادت لطبيعتها .والجلطه اللى اتسببت بالغيبوبه جدرنا نذيبها بالأدوية . وهالحين راج ننجله لغرفة عاديه حتى يتلجى باجى ادويته .
إبتسم فراس وقال براحة : الحمد لله .شكرا يادكتور على تعبك معنا.
أجابه الطبيب بعمليه: هذا واجبى أستاذ فراس .عن إذنكوا.
نظر طلال إلى فراس وقال دون مقدمات وبرجاء: مين هاى البنت فراس ؟
أجابه فراس دون مواربه: بنتك ياعمى بنتك .
صدمة حلت عليه رغم آحساسه بها ولكن كيف ذلك ؟
نظر أليه وقال بوهن: كيف هذا فراس كيف ؟ وكانت وين ؟ ومين أمها؟
جلس فراس بجوار تخت عمه وأمسك يده وقال : راح أحكيلك كل شى عمى من بدايته لنهايته .
أومأ طلال بموافقة وهو يبتلع ريقه لشعوره أن ماسيذكره فراس ليس جميلا بالمرة .
💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢
وما حياتنا إلا كحرب نشعلها نحن بأحقاد غير موجودة ولكن نختلقها لكى نبرر مانفعله وكرهنا للآخرين رغم مايقدمونه إلينا من جميل صنيعهم .ولكن كل يجنى أفعاله فدائما ماتكون هناك ضحايا للحروب ويكون فى كثير من الآحيان صانعيها هم من يحملون الخسارة الوحيدة عند نبذهم عن الآخرين .
يركض عصام وهاميس فى المشفى كى يطمأنوا على الوفد وإصاباتهم .رغم طمأنة رائف له إلا أنه قرر المضى بنفسه .فلقد أخبره رائف أن الأتوبيس قد حصل له تصادم ولكنه لم يخبره بالحقيقة كاملة .فهو لايعرف حقا كيف سيخبره بذلك وأن أخاه من تسبب فى كل تلك الأحداث .
إتجه إلى رائف الواقف ومعه أريان والذى ينظر بشدة لغرفة العمليات .إعتقد عصام أنهم ينتظرون خروج السائق لأنه أصعب حالة بهم .
تحدث عصام بقلق: إيه اللى حصل عمى سعيد حصله حاجة؟
أجابه رائف بإطمئنان: لا الحمد لله هو فى العمليات هو بس حصله كسور بس الحمد لله مش مضاعفه وحصله جرح طولى مكان خبطته فى قزاز الشباك اللى كان جمبه .فان شاء الله هيبقى كويس ..
طمأنت هاميس عصام المذعور وقالت: الحمد لله رائف طمنا أهو إهدى بقه .
أجابها عصام بقوة: مش ههدى ياهاميس غير لما عمى سعيد يقوم بالسلامة .
ثم نظر لأريان وقال بس انتوا اتقابلتوا إزاى ولا عرفت منين ولا ايه؟
لم يجيبه أريان والذى كان بوادٍ آخر .فهو يشعر بالقلق على أخيه القابع بغرفة العمليات وعلى أخيه عصام عندما يعلم بماحدث بالضبط .
إقترب منه رائف وقال بهدوء حذر: أصل أمجد كان فى الأتوبيس مع السياح فطبعا هو كمان اتجرح .
نظرت إليه هاميس فهى تعلم أخاها جيدا ووراء حديثه المقنن حديث آخر مستتر لا يريد الإفصاح عنه.
نظر اليهم عصام بإستغراب وقال: وأمجد كان فى الأتوبيس بيعمل إيه ؟ د حتى طول عمره لو راح مع أى وفد وده نادر جدااا كان بيروح فى عربيته عشان يتحرك براحته ومبيرتبطش بالوفود اشمعنى المرة دى يعنى .
صمتا حل عليهم.فلم يستطع رائف الرد ولم يقدر أريان كذلك على الإجابة على سؤال أخيه .
إقتربت هاميس من عصام وقالت بخفوت: عصام ياحبيبى إهدى كده وكمان إحنا منعرفش اللى حصل لسه .
صاح عصام بغضب وهو ينظر لصديقه وأخيه : ماهو أنا حاسس إن فيه حاجة والبشوات مش راضيين يقولولى .يمكن شايفينى عيل ولا حاجة وبيخبوا عليه عشان مش هعرف أتصرف .
إقترب منه رائف وقال بهدوء فى محاولة منه لتهدئة الأجواء: ياعصام محدش مخبى عليك حاجه ،كل الموضوت زى مانت شايف ان الكل متوتر عشان عمى سعيد وكمان أمجد اللى فى العمليات ولسه مطلعش ومنعرفش ماله هو كمان .
شعر عصام بغصة فى قلبه بسبب أمجد .فمهما فعل سيظل أخيه حتى لولم يعترف أمجد بذلك .
إقترب من أريان وقال له بحزن: أمجد ماله يا أريان ،يعنى متعرفش إيه مدى إصابته قبل مايدخل.
نظر أريان بعينى عصام وقال وعيناه مغرورقة بالدموع:
بتسأل عليه ياعصام رغم اللى كان بيعمله واللى كان هيعمله .
إندهش عصام لكلامه وقال: د أخويا زى مانت كمان أخويا .يمكن مبتحبونيش بس أنا عمرى ماكرهتكم ،إنتوا وصية بابا الله يرحمه ليا .
إرتمى أريان داخل أحضان عصام وإنخرط ببكاء مرير وهو يقول: ياريته كان قربنا من بعض من زمان مكنش حصل اللى حصل .
ربت عصام على ظهره وقال: اهدى يا أريان حصل خير ولو على أمجد فمسيره يعرف انى عمرى ماكرهتكم بالعكس كنت دايم نفسى أحس انى قريب منكم ويمكن عشان كده بابا الله يرحمه وصانى أنا عليكم لانه متأكد من حبى ليكم .ومش عايزك تزعل كده إن شاء الله أمجد هيبقى كويس ومفيهوش حاجه .
صرخ أريان وقال : إنت بتقول إيييه .إنت متعرفش حاجه خااااالص .ثم أكمل بألم : إنت بتدعى أن أمجد يكون بخير رغم إنه السبب فى الحادثه أصلا ،بس أهو ربنا عاقبه عقاب صعب على عمايله .
إقتربت هاميس من أريان وقالت بتوتر بعد أن رأت نظرات عصام الزائغة : خلاص يا أريان ملوش لازمه الكلام دلوقت .نطمن بس على عمى سعيد وأمجد وبعد كده نبقى نعرف الموضوع بالتفصيل .
نظر إليها عصام وقال بخفوت ووهن: هو أريان قصده إيه بكلامه ده هاه ؟ ثم نظر لرائف وقال: هو فيه إيه بالظبط يارائف؟
صاح أريان بغضب من أخيه وعلى أخيه : أقولك أنا ؛ أمجد هو اللى عطل الأتوبيس عشان يحصل حادثه والسواح يموتوا وطبعا شركتك هتخسر سمعتها فى السوق واللى عاملين معاكم إتفاقات هيلغوها وبكده تبقى الخساره من كل ناحيه .أكمل بحزن وشفقة على أخويه: بس للأسف هو ركب الاتوبيس اللى اتعطل بالغلط زطبعا انا عرفت وقولت لرائف وحاولنا ننقذ الموقف والحمد لله السواح محصلهمش حاجه وعوضناهم وبعتنا ليهم أتوبيس تانى والموضوع هدى لكن أمجد والسواق هم اللى أخدوا الخبطه كلها .بس الأكتر أمجد لأنه كان واقف فاتخبط جاامد وغاب عن الوعى وللأسف وشه وصدره إتحرقوا .
إقترب من عصام وقال بوهن: أمجد اللى كان دايما بيتريق على شكلك ربنا عاقبه ان وشه إتحرق فاهم يعنى أيه ياعصام .بكى بشدة وقال: رغم إن أمحد هو اللى عمل فى نفسه كده بس مش عارف هواجهه إزاى ،هو نفسه هيعيش كده إزاى .
أما عصام فكان بواد آخر ،فكيف لأخيه أن يفعل كل هذا .ألهذه الدرجة يكن له الكره .ورغم هذا فهو ابدا لم يتمنى أن يحدث له هذا .
نظر إلى أريان وقال بحزن: صدقنى يا أريان رغم اللى انت قلته بس والله والله ماكنت أتمنى إن أمجد يحصله حاجه زى دى . أنا مش عارف هو بيكرهنى ليه كده بس أنا عمرى مارديت كره بكره .هقول إيه لله الأمر من قبل ومن بعد .ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .
تحدث راىف بخزن وقال: خلاص ياعصام اللى حصل حصل وكل واحد أخد جزاءه ولو على السياح فالحمد لله محدش حصله حاجه واعتبروها حاجه عاديه بتحصل فأى مكان وهم حاليا موجودين فى الفندق ومفيهمش إصابات غير شوية كدمات وجروح سطحيه اتعالجت فى مكان الحادثة على طول . ولو على عمى سعيد فهو الحمد لله عمل أشعه ومفيش نزيف داخلى ولا كسور شديد مضاعفة.
إبتسم عصام بألم وقال: فعلا عندك حق ،حصل خير .
أمسكت هاميس بيده وهى تقول بخفوت: عصام بلاش الحزن اللى أنا شايفاه فى عيونك ده .صدقنى اللى حصل ده خير أهو على الأقل عرفك مين اللى بيضرك .وأمجد ربنا يتولاه وبرضه أنا عارفه قلبك الطيب وانك مش هتسيبه مهما حصل .ويمكن اللى حصله ده يخليه يفوق ويعرف انه مش هيكسب حاجه من أذيتك غير الخسارة .
تحدص رائف هو الآخر وقال: روح يا عصام إنت الشركه وشوف هتمشى الأمور إزاى وأنا هفضل هنا مع أريان وهبقى أطمنك .
هز عصام رأسه برفض وقال: لا انا مش هسيب أريان لوحده حتى لو أمجد رافض وجودى فأنا مش هسيبه .
إقترب أريان وقال بحزن يمزق نياط القلوب: ملوش لازمه ياعصام أنا أكتر واحد عارف أمجد واللى للأسف لو شافك أول مايفوق مش هيفكر غير فإنك جاى عشان تشمت فيه وفى اللى حصله وده هيزيد الموضوع مش هيهديه .إسمع كلام رائف وروح انت تابع شغلك واطمن على وفودك وشوف حالك عشان ميبقاش مو* ت وخراب ديار ..
أكدت هاميس على كلام رائف وأريان وهى تقول: على فكره بقه هم عندهم حق .انت قاعدتك هنا ملهاش أى لازمه د غير الوضع الحساس اللى فيه أمجد وهيفسر وجودك غلط .
خرج عصام مع هاميس وهو يشعر بالضياع والألم .فمهما كان مدى تخيله لم يكن ليظن أن أخيه من الممكن أن يصل لحد القتل لمجرد الإضرار به .
ذهب بإتجاه السيارة ووقف أمامها وقال بحزن: ياريت انت تسوقى ياهاميس لإنى فعلا مش قادر .
أخذت هاميس منه المفاتيح بصمت وركب هو وهى السيارة .أسند رأسه على المقعد وأغمض عينيه أما هاميس فلم تتكلم معه بأى شئ .بل تركته لكى يرتب أفكاره ويخرج ما بداخله حتى لو كان عن طريق الصمت.
وصلت للشركة فشعى بتوقف السيارة .نزل بهدوء وهو مازال على صمته .دخل إلى الشركة وتوجهوا للمصعد وهاميس تشعر بالقلق عليه .فهو صامتا بريبة ولم تعهده كذلك .نظرت إليه وجدته يغمض عيناه بشدة وكأنه يقاوم البكاء .أرادت أن تخبره أن يبكى عله يرتاح .فشعور الخذلان أصعب شعور يمر به الشخص خاصة عندما يكون من أقرب الأقربين .
توجه للمكتب الخاص به وذلك بعد أن وصل المصعد للطابق المنشود . وقفت هاميس لاتعلم أتتركه بمفرده أم تدخل لمؤازرته . دخل هو ووقفت هى على الباب ،فهى تود الدخول ولكنها تود أيضا أن تترك له بعض الخصوصيه .ولكنها قد حسمت قرارها بسرعة فهى لن تتركه مهما حدث .ولو أراد الإنهيار فلتكن هى له جسرا حتى يعبر لبر الأمان .دخلت بخطوات بطيئة وجدته جالسا على الأريكة فجلست بجواره وكادت أن تربت على فخذه عندما وجدته يسحبها بقوة لناحيته وأخذها بأحضانه وهو يتشبث بها كأنها طوق نجاته من الهلاك .لفت ذراعيها هى الأخرى حوله .لم تتكلم ولم يتكلم هو الآخر .ولكنه يضمها وبقوة ،تشعر بإهتزاز جسده من أثر بكائه المكتوم .ظلت تشدد من إحتضانه وكأنه تخبره أنها لن تتركه أبدا .ظلا مدة ليست بالقليلة حتى خرج عصام من أحضانها فوجدت عيناه حمراء من البكاء .أمسكت وجهه بيديها وهى تمسح دموعة بأصابعها وتقول بحب: أنا منك ياعصام وإنت منى ولو نفسك تصرخ أو تبكى أو تعمل أى حاجه أنا هكون سترك وغطاك .صدقنى زى مانت بس اللى مسموحلك تشوفنى لحظة ضعفى فأنا كمان اللى مسموحلى أشوفك لحظة ضعفك غير كده عايزاك قووى قدام اى حد مهما كان حتى لو كان رائف أخويا نفسه .
إحنا الاتنين بس اللى من حقنا نشوف بعض بكل حالاتنا .غير كده لا مش مسموح .إحنا الاتنين محدش عاش ظروفنا وبالتالى محدش هيحس بينا غير نفسنا .
ضمها مرة أخرى وهو يقول : أنا مقهووووور ياهاميس مقهوووور .أنا عارف إنه بيكرهنى رغم والله المفروض العكس هو اللى يحصل بس توصل انه يأذى أشخاص ملهمش ذنب عشان يأذينى .أكمل بحزن: طب كان يقتلنى أنا على الأقل أنا واحد مش أتوبيس كامل بالسواق بتاعه .
أخرجته هاميس بغضب وقالت: بعد الشر عليك إوعى تقول كده على نفسك تانى .يعنى إيه يقتلك دى .طب وأنا أعيش من غيرك إزاى .
إقترب منها وقال وسط حزنه: انت الشئ الوحيد اللى مصبرنى على اللى بيحصلى ده ياهاميس .صدقينى إنت الى بتحسسينى إن عصام من حقه يعيش ويحس بالسعادة.
إبتسمت بعشق وقالت وهى تقبل وجنتيه بعشق : عصام من حقه يعيش ويحب ويتحب لأنه جنتل مان وطيب وحنين وزى القمر كده فى نفسه ثم أكملت بغيره : مش كده ولا إيه يافرعون .
ضحك عصام ومازالت الدموع عالقة بعيناه : كده يا أجمل ما رأت عين الفرعون .ثم قبل شفتيها بشغف وعشق وكأنه يرتوى بعذب الماء بعد طول ظمأ . وضع جبينه على جبينها وقال بخفوت: بعشقك ياهاميس وكل يوم بعشقك أكتر عن اليوم اللى قبله .ربنا مايحرمنى من وجودك فى حياتى يااااارب .
أمنت على كلامه بخجل وهى تقول: ولا يحرمنى منك أبدا يااارب .
أخرجهم رنين هاتف هاميس .فتنحنحت حتى يتركها ولكنه لم يفعل ومد يده لحقيبتها وأخرج هاتفها وهو يقول: شوفى مين وانتى فى حضنى .أنا مخنوق ومش مستعد أبعد عنك النهاردة. إبتسمت بخفوت وقالت: ياسلاااام دانت هتاخدها حلوانه فى سلوانه بقه ولا إييه .
أعطاها الهاتف ولكنه لمح إسم عابد فانتفض وقال بغيرة طاغية: ياااادى النيله .وسى زفت ده بيتصل ليييه إن شاء الله .
أجفلت هاميس وقالت: هو مين ده بس ؟! ثم أخذت الهاتف منه فوجدته عابد .نظرت إلى عصام الناظر أليها بغيرة وغضب ستأكل الأخضر واليابس وقالت بخوف حقيقى من مظهره : بص ياحبيبى أنا هرد أشوف بس عو عايز إيه ؟
ولكن كان الإتصال قد إنتهى .زفرت بهدوء فاقترب منها غصام وقال بهدوء ماقبل العاصفة: إنت عايزه إيه منه ياهاميس وياريت تردى من غير لف ولا دوران سامعانى.
إبتلعت ريقها وقالت: ااانا كنت طالبه منه طلب يعنى وهو هيعمله.
اومأ عصام بهدوء مفتعل: امممممم طلب إيه ده؟
نظرت إليه وقالت بقوة واهية: ماهو أنا مش عايزاكم فى الصورة لا انت ولا رائف وصدقنى أنا هتعامل.
صاح بغضب حتى أن هاميس قد إنتفضت من مكانها من فزعها وهو يقول: ليييييه متجوزه كيس جوافه حضرتك ومش هيعرف يتصرف .
ردت هاميس وهى تحاول تخفيف الأجواء: طب ممكن مانجه بلاش جوافه عشان مبحبهاش .
صاح بغضب : هااااااميييس أنا مبهزرش .إنت عايزه من زفت ده إيييه ومن غير كذب ؟
إقتربت منه هاميس وقالت بخزن: إخص عليك ياعصام أنا بكذب عليك .طب أنا زعلانه .
رفع عصام حاجبيه وهو يقول بهدوء مفتعل: تصدقى صدقتك أنا كده .أمسك ذراعيها وقال من فرط غيرته : الزفت ده هيعمل إيه منقدرش إحنا نعمله لا انا ولا رائف ممكن أعرف ؟
إغرورقت عينا هاميس بالدموع وقالت: هيساعدنى اخد حقى من مدحت من غير مانتوا ولا انا نقربلوا .عرفت هيعمل إيه ؟
تكلم عصام بهذيان: مانا قلتلك أخدلك حقك منه وانت مرضتيش إشمعنى عايد ولا انت بتثقى فيه أكتؤ مننا ولا إيه ؟
هزت هاميس رأسها برفض وقالت: لا مش كده بس كل الموضوع انى كنت أعرف عن مدحت حاجات غلط بيعملها فى شغله وبيسهل لناس قروض وهم معندهمش ضمان وده بحكم شغله فى البنك الزراعى .بس كنت بسكت عشان نورهان وجاسر .فانا قلتله على الموضوع ده وبمساعدة عمه المحامى هينكشوا فى الموضوع وطبعا هتبقى فضيحه فى شغله وفى نفس الوقت ممكن يتحول للنيابه .بس أنا طلبت منه إنه يقنعهم إنهم يمشوها ودى مقابل إنه يدفع القروض اللى إتاخدت لانه كان بيقاسم الناس دى فى الفلوس .فساعتها هيخسر شغله ويخسر فلوسه الحرام اللى هو أخدها .وكمان عم عابد كان هيساومه انه يساعده مقابل انه يرجعلى كل الفلوس اللى أخدها من ورايا وطبعا العماره كده كده أنا عرفت إنها بإسمى فسهل إنى أخدها .بس هو ده اللى انا طلبته من عابد .
نظر عصام إليها وقال: وده احنا مكناش نقدر نعمله ؟
أجابته بحزن: تقدروا تعملوه ،حتى أنا أقدر أعمله بدون مساعدة حد وبمكالمة تليفون واحده .بس أنا طلبت من عابد عشان الموضوع يكون بعيد عننا .وعشان نورهان وجاسر لو عرفوا ميزعلوش منى .ثم نظرت إليه بقوة وقالت: مانا بعد كل اللى عمله مكنتش هسيبه كده من غير عقاب وكفايه عليه انه يخرج من شغله ويفلس .ويخمد ربنا انى أقنعت عابد بالعافيه ان بلاش سجن لأنه مهما كان أبو إخواتى وسمعتهم .فهمتنى بقه ليه مقلتلكمش .
هدأ عصام قليلا وقال: طب كده هتقدرى تبصى فى وش نورهان وجاسر يعنى .
أومأت هاميس وقالت: أيوه هبص فى وشهم ومش هكون مكسوفه لانى معملتش فيه حاجه ولا ظلمته بالعكس دانا طهرته من فلوس حرام كان عايش بيهم وفوق ده كله منعت عنه السجن لما يدفع الفلوس دى .
رن الهاتف مرة أخرى وكان عابد أيضا .ففتحت الهاتف تحت نظرات عصام المغتاظة وبشدة ولكنها فتحت مكبر الصوت مما جعل عصام يهدأ قليلا وهو يستمع لعابد وهو يقص على هاميس ماحدث وتم كما يريدون وكيف أن مدحت توسل للمدير كى يجعله يسوى معاشه بدلا من الإستقاله حتى يكون له دخل ووافق المدير على مضض خاصة وأن مدحت قد إقترب بالفعل من سن التقاعد .
شكرته هاميس بشدة وطلبت منه أن يشكر عمه كثيرا .
أغلقت الهاتف وهى تقول : هاه إتأكدت بقه .
إقترب منها وأخذها بأحضانه وقبل أرنبة أنفها وهو يقول: ياحبيبى أنا واثق فيكى بس الصراحه بقه د واحد بيحبك وعايز يتجوزك وانت بكل بساطه بتتعاملى معاه عادى يبقى ياقلبى أولع فيه ولا أولع أنا .
ضحكت بشدة وقالت: ياحبيبى لا تولع فيه ولا يولع فيك . ولعوا فى مدحت وخلاص .
🗯🗯🗯🗯🗯🗯🗯🗯🗯🗯🗯🗯🗯
وما ذراعيكى يا أمى غير الأمان ..بين أحضانك يكون دوائى من كل داء يصيبنى فلا تتركينى فبدونك أتوه فى دنيا ملئي بالذئاب .
رجعت شذى للقصر وهى تشعر بأحاسيس مختلفه .كانت طوال الطريق بأحضان منذر .تبكى وهو يحاول أن يجعلها تهدأ وليس على لسانها غير كلمة واحدة : نادانى مهرة أصله ميعرفنيش أنا بالنسبه له هوا مش موجوده .
إرتمت بأحضان والدتها والتى كانت تنتظرها على أحر من الجمر .بكت بشدة حتى أن علياء بكت لبكاؤها دون معرفة السبب .
زفر منذر بشدة وقال: خلاص ياشذى فيه ايه انت كمان ياطنط علياء مالكم ايه يعنى اللى حصل بس .
ردت علياء ببكاء: معرفش بس شذى بتعيط جامد قوووى ومعرفش إيه السبب .
ضحك منذر وقال: يعنى انت بتعيطى معاها من غير سبب كده وخلاص .
خرجت شذى من أحضان أمها وقالت: فاق ياماما .فاق ونادالى بمهرة ياماما .
فهمت علياء عليها وقالت بهدوء: طب الحمد لله إنه فاق ،كده يبقى رجوعنا لمصر قرب قووى ولا إيه ؟!
مسحت شذى دموعها وقالت: أيوه ياماما إحنا هنرجع مصر على طول .إحنا مهمتنا إنه يفوق واهو خلاص فاق يبقى مهمتنا انتهت .
سمعت فراس يقول بقوة: إنت بتقولى إيه ياشذى ويعنى إيه هتمشى وتروحى على مصر .
إستدارت للصوت وقالت: همشى يافراس ،مهمتى كانت إن عمك يفوق واهو خلاص فاق .عايز إيه تانى .
نظر فراس لمنذر وقال: إتكلم إنت يامنذر لأن كلامى أنا هيبقى تقيل .
إقترب منها منذروأمسك يديها وأجلسها على الأريكة وجلس بجوارها وقال: ياحبيبتى مينفعش تسافرى دلوقت .إنت جايه لمهمه وهى إنه يفوق وتواجهيه عشان ترتاحى .لكن دلوقت إنت عملتى إيه ؟ معملتيش حاجه .هتيجى وترجعى من غير ماتعملى اللى فى بالك وهو كمان .
أكمل بهدوء: أنا متأكد أن فيه جواكى حاجات كتيييييير نفسك تسأليه عليها ،حاجات كتييير نفسك تحاسبيه عليها .فخلاص لازم ده يحصل لأنك مش هترتاحى لو رجعتى صدقينى .
أضاف فراس بروية: صدقينى ياشذى من ساعة إنت ما طلعتى من عنده وهو بيسأل عليكى .تعرفى قالى إيه : سألنى مين دى حاسس انها قريبه متى وأعرفها هى شبه مهرة بس مش مهرة . عشان كده ناداكى بمعرة عشان يقولك انك شبهها مش بيناديكى بإسمها .
نظرت إليه بأمل وقالت: يعنى هو حس بيا بجد .
أومأ فراس برأسه وقال: أيوة حس بيكى وقعد يسأل ومسكتش غير لما عرف إنت مين وهو اللى بعتنى وقالى أنا عايز أشوفها ،مترجعش غير بيها .ثم نظر لعلياء وقال بثناء: تعرفى يامدام علياء انه لما عرف إنها بنته منك إنت فرح جداااااا وقالى انه عايز يشوفك إنت كمان .
إنتفضت علياء بقوة وقالت: لا طبعا أنا مش هروح .
تحدث منذر بهدوء وقال: بس أنا من رأيى انك لازم تواجهيه انت كمان .عشان تقدرى تعيشى حياتك من غير خوف واحساس بالذنب .انت من حقك تعيشى لانك لسه صغيرة وجميله ومش هتعيشى الوحدة من دلوقت بعد حواز شذى .وعشان كده لازم تواجهيه عشان تقدرى تتخطى اللى حصلك زمان .
أشاد فراس بعقلية منذر وقدرته الهائلة على الإقناع .خرجوا جميعا متجهين للمشفى القابع بها طلال .وسط مشاعر متضاربه من الجميع .
كان منذر يجلس جوار فراس بمقدمة السيارة فسأله مرة واحدة: عمك عرف إن شذى متجوزه .
إبتسم فراس بتهرب وقال: اااه قولتله .
نظر إليه منذر وقال: فراس ايه اللى حصل لما قلتله ؟
إبتلع فراس ريقه وقال: سيبك من الموضوع ده دلوقت يامنذر ومتقلقش محدش هيبعدك.عن شذى وده وعد منى انا شخصيا ليك .
زفر منذر وقال: على فكره كلامك ده مش مطمنى بالمرة وحاسس ان فيه حاجه حصلت بينك وبين عمك بخصوصى أنا بالذات .
سحب فراس نفسا قويا ثم أخرجه بنفس القوة وقال: بص هو لما عرف بشذى فرح جدااا لدرجة انه طلب منى إنى أقرب منها ولما عرفته انها متجوزه زعل وقالى يعنى يوم ماعرف بيها الاقيها متجوزه وهتعيش بعيد عنى .وسألنى عندها أولاد فقولتله إنه كتب كتاب بس فالأمل اتجدد تانى عنده انه ممكن شذى تختاره هو وتختار عيشته .
نظر لمنذر ووجد وجهه قد بُهت وبشدة .فأكمل وقال: بص ياننذر منكرش ان تفكير عمى أنانى بس حط نفسك مكانه واحد خسر كل عيلته وفجأه يطلعله بنت من السما أكيد هيتمسك بيها خاصة بقه إنه عاوز يعوضها عن كل يوم هو مكانش معاها فيه .صدقنى يامنذر عمى رغم كل طباعه إلا إنه حنين جدااااااا على أولاده .
أدار منذر رأسه ناحية النافذة حتى لايراه فراس وعيناه مغرورقة بالدموع .فأول مخاوفه قد تحققت وبسرعة شديدة .
وصول جميعا ودخلوا إلى المشفى وتوجهوا لغرفة فندقية يقيم بها الشيخ طلال .
أجلسهم فراس بغرفة الإستقبال فالغرفة عبارة عن جناح متكامل .خرج فراس وهو يقول بهدوء : إتفضلوا ياشذى انت ومدام علياء عمى مستنيكم جوه .
تقدم أمامهم ودخلوا هم ورائه يقدمون قدما ويؤخرون الأخرى . دخلت شذى وهى تنظر إلى تخته وهو جالس عليه .كم إتضحت ملامح وجهه الآن . فهو رغم عمره لم يظهر عليه العجز .أما علياء فكانت تقف بعيدا .لم تنظر إليه فهى بالفعل لاتريد أن تراه فتتذكر أياما حاولت نسيانها .
وجدت من ينادى بصوت خافت :شذى بنتى كيفك .تعى لعندى ،تعى لأضمك بدى أحس فيكى حبيبتى .
إقتربت شذى منه بحذر حتى إقتربت منه فأمسك يدها وقربها منه وإحتضنها بشدة وياللعجب فلقد بكى وبشدة أما شذى فشعرت وكأنها بعالم آخر وياللعجب فلقد شعرت بأمان لم تشعر به قبلا .هل هذا هو حضن الأب ،هل هذا هو الشعور عندما نكون بداخله ..
بكت علياء إبنتها وإحساسها باليتم رغم وجود الأب .حتى أنها شعرت بالشفقة على طلال عندما نظرت إليه ووجدته بهذا الوهن رغم إحتفاظه بوسامته المعهودة .فلولا مرضه لأقسمت أنه مازال ذلك الشخص الذى تزوجها منذ مدة بعيدة .
نظر إليها وقال بإبتسامة واسعة: كيفك عليا .إفتقدك كثييير.
علياء بذهول : .......................
🗯🗯🗯🗯🗯🗯🗯🗯🙈🗯🙈🙈🙈🙈
الراجل طلال ده أنا مش مرتحاله خاااااااالص 🤔🤔🤔🤔🤔 شكله كده عايز يرجع اللذى مضى.
يلا ياحبايبى فصل طوييييييييييييييييل جدااا،مستنيه كومنتاتكم وآرائكم وريفيوهاتكم وطبعا رأيكم فى الخاطرة ....
وطبعا لايكاتكم اوعوا تنسوها ....
لا اله الا انت سبحانك انى كنت فى الظالمين .
بحبكم فى الله .... سلوى عليبه .
أنت تقرأ
لست دميما
Romanceإجتماعى رومانسى نبذته عائلته لأن وجهه ليس وسيما ، ولكنه كان الأكثر طيبة وذكاءا وحبا ، فأصبح غير واثق بنفسه رغم قدرته الهائلة على العطاء ،فأصبح يدفعهم للأمام وهم يأخذون المجد والمعارف.حتى جاءت هى وقلبت حياته رأسا على عقب ،فأصبح معها كالطفل تشكل شخصيت...