الفصل السابع ....
لست دميماً .....
سلوى عليبه.........
وماكانت قلوبنا إلا كطير يهفو لوليفه ليطمئن إليه ويسكن جواره ويعيش معه دون عناء . وأقوى رباط القلوب هى رابط صداقة دون زيف وحقد .بل إجتمعت القلوب على كل خير فما زادها إلا إرتباطاً وألفة .
تقف أمام الباب وهى منتظرة أن ترى وجه صديقتها عندما تراها . إفتقدتها بشدة رغم أنه لم يمر سوى يوم واحد فقط .ولكنها لم تعتد أن تبتعد عنها .فالله لم يرزقها بإخوة وعوضها بها عن الجميع .
ذهب رائف لكى يفتح الباب وهو لايعلم من سيأتى إليه الآن ،فلا يوجد غير عصام هو من يأتيه ولكنه يعلم أنه لن يأتى مادامت هاميس هنا خاصة وأنه يومها الأول .
فتح الباب وجدها أمامه .صديقة أخته العنيدة والتى كانت تريه صورها وهى تحكى له عنها وعن تلك الكوارث التى يفعلوها معاً .كانت تبكى وهى تخبره كم إفتقدتها بشدة رغم أنهن يتكلمن على الهاتف .
إبتسم رائف بشدة عندما وجدها وهو يقول: مش معقول إنتِ لحقتى تيجى وراها .
نظرت إليه شذى بتردد وهى تقول : ورا مين حضرتك ؟ ثم سألته بتوجس : مش ده بيت هاميس.
ضحك رائف وقال : أيوه ياختى بيت هاميس وشكلى أنا اللى هلبس فى مصايبكم بعد كده . ثم إبتعد عن الطريق وقال: إتفضلى إتفضلى إدخلى كملى المناحه كانت لسه بتعيط ومقهورة إنك مش معاها .أهو الحمد لله ملحقتيش تبعدى .
ضحكت شذى وقالت: أكيد إنت رائف .شذى كلمتنى عنك كتييير جدا وقالتلى قد إيه انك بتحبها وإنك جدع ومبترتاحش غير معاك .
أجابها بثقة : طبعا طبعا بس شكلى أنا اللى مش هرتاح بعد كده ثم مثل البكاء .
أشار لها بيده : إتفضلى هى قاعده جوه فى الليفنج.
دخلت شذى وهى متحمسة بشدة لكى ترى وقع المفاجأة عليها .
كانت هاميس تجلس تشاهد التلفاز وهى مندهشة ممن على الباب ولم يدخل أو يأتى رائف حتى الآن .نهضت من مكانها لترى من يكون .خرجت إتجاه الباب فوجئت بشذى وهى تتكلم مع رائف .صرخت بشدة وهى ترتمى داخل أحضانها . ظلوا يحتضنون بعضاً بشدة وهما تارة يبكون وتارة يضحكون ورائف يقف مندهشاً بشدة على حالهم ،حتى صاح بشدة وهو يقول: باااااااااااس إرسوا على بر عايزين تضحكوا ولا تعيطوا لكن الهبل ده أنا مش عايزه .دانا شكلى هشوف على إيديكم اللى عمرى ماشوفته .
ضحكت كلامن هاميس وشذى حتى أدمعت أعينهم وهم يقولان بنفس الوقت: أصلها كانت وحشانى .
نظر إليهم رائف بإذدراء وقال: إنتوا لحقتوا توحشوا بعض .دانتو كنتوا مع بعض فى الشغل وطبعا اترفدتوا مع بعض وهى جات الصبح وانتى فى ديلها على طول .
صاحت شذى بغضب: أولا أنا مااترفدتش أنا اللى مشيت مع هاميس .ثانيا بقه أيوه وحشتنى إنت مالك إحنا أصلا مبنسبش بعض غير على النوم .واللى انت متعرفوش إننا هندور على شغل سوا عشان نكون مع بعض .
تكلم رائف بثقة وقال: لااااا ما هاميس إشتغلت خلاص .والحمد لله مفيش شغل تانى .إنتى عايزه الشغل يولع ،دانا بسمع عن مصايبكم بخاف .
إقتربت منه هاميس وهى تقول بلطف ورقه: رائف حبيبى .....
لم يدعها تكمل وقال: ولا كلمة أنا مستعد أشوفلها شغل لكن معاكى لااا . أنا مش مستغنى عن الشغل اللى تعبت فيه أنا وصاحبى .
تقدمت منه شذى وهى تقول بصوت خفيض ورقيق حتى أنه رفع إحدى حاجبيه من الذهول: يا أستاذ رائف أختك مبتعرفش تتصرف من غيرى وكمان أنا طول عمرى بدارى على المصايب بتاعتها .هاه بقه قولت إيه هتشغلنى معاها عشان أحميها.
إبتسم رائف بسخريه وقال: والنبى إيه صدقتك أنا كده .دى هاميس تحطيها وسط جيش وتطلع منه سليمه وشكلها كده هى اللى بتدافع عنك عشان كده مش عايزه تبعدى .بس الصراحه انتوا مع بعض مصايب يا جدعان .
قبلته هاميس من وجنتيه وقالت : هطبخلك وأكنسلك وأغسلك هدومك وكمان هلمعلك الشوز شوفت بقه .ثم ألحت عليه بشدة : عشان خاطرى يا رائف يلا يا رورو بقه .
أبعدها عنه بإشمئزاز وقال: تصدقى أنا كنت هوافق بس بعد رورو دى لا مفيش شغل معاكى وهشوفلها شغل فى حته تانيه ..
إقتربا منه الإثنتان بشر حتى أنه تراجع وقال: أنا أصلا بقول تروحوا بكره الساعة 8 عشان تستلموا الشغل وأنا هكلم عصام وأنا متأكد إنه هيوافق .هو هيلاقى أشطر منكم ..معتقدش أبدا.
إرتمت هاميس عليه فالتقطها بين أحضانه وهو يضحك : على فكره كنت هشغلها معاكى بس كنت بشتغلك شويه إنتى وصحبتك .
إبتسمت شذى وقالت : يعنى مش عشان خفت يا أستاذ رائف.
قال رائف بصفو نية : لا طبعا أخاف ايه آحنا رجاله قوى .بس نتكلم جد بقه انا فعلا اعرف انك وهاميس ملكمش غير بعض وعشان كده مكنتش هبعدكم وفعلا احنا محتاجين حد ثقه فى الحسابات. وانتوا هيكون قدامكم عقبات كتيير فى الأول بس أنا عارف إنكم هتتخطوها .وأنا إن شاء الله فى ضهركم متقلقوش .
قالت هاميس وشذى بنفس الوقت : شكرا يارائف / شكرا يا أستاذ رائف .
نظر إليهم بمحبه : مفيش شكر بينا ده أولا .ثانيا بقه ياشذى إنتِ من النهارده أختى زيك زى القردة دى ومفيش أخت بتقول لأخوها يا أستاذ ولا إيه ؟
أجابت شذى بخجل: شكرا بجد ليك .كلام هاميس عنك ميجيش نقطه فى بحر . ربنا يسعد قلبك .
نظر إلى هاميس والتى نظرت له بعد هذه الدعوة وهى تتساءل هل سيسعد قلب رائف بالفعل أم سيظل يسعد الجميع وينسى قلبه هو .
رنين هاتف هاميس هو من أخرجها من شرودها .نظرت إليه وإضطربت بشدة وهى تنظر لرائف الواقف بجوارها والذى شعر بمن على الهاتف فقال بحزن حاول مداراته: روحى ردى ياهاميس ومتخليهاش تستنى كتير . نظرت إليها شذى بعدم فهم .فتنهدت بشدة وهى تنظر إليها وهى تفتح الهاتف بهدوء وتقول : إزيك يانورهان عامله إيه إنتى وجاسر.
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
يأكل الحقد داخنا كل خير كالنار لا تفرق بين طيب وخبيث فهى تأخذ ماتجده أمامها حتى تظل مشتعلة .لكن وهل يبقى إلا الرماد بعد أن تأكل النار نفسها .فهى إن لم يزودها أحد بما تريد ستنتهى بسرعة بعد أن تدمر نفسها بنفسها .
يجلس أمجد على طاولة الطعام ومعه أخاه أريان ووالدته .ظل ينظر لهم أريان وهو يحدث نفسه : حتى الأكل مفيش فيه ألفه .فين لهفة الأم اللى بتاخد بالها من ولادها ومن أكلهم .أنا أهو مباكلش ومحدش فيهم أخد باله .
نهض مرة واحدة وقال بمراره :الحمد لله شبعت .
ناداه أمجد وهو يقول: أريان إنت مجتش الشركة النهاردة ليه .مش أنا قلت مفيش غياب من الشغل لغاية ما نرجع الشركة لينا تانى .
أجابه أريان بسخرية : هترجع الشركة لينا ولا ليك إنت .
نظر إليه أمجد بتوجس وهو يقول: قصدك إيه ؟ وكمان ليا ولا ليك هو فيه فرق.ثم أضاف بخبث قرأه أريان بسهولة : وكمان أنا برضه الكبير يعنى لو رجعنا الشركه كده كده أنا اللى هديرها ولا إيه؟
أجابته والدته بسرعة قبل أن يتكلم أريان: طبعاً ياحبيبى إنت اللى هتديرها .أمال أريان اللى هيديرها .هو فالح غير فى الكلام وبس .
إبتسم أريان بتهكم وهى يتذكر كلام خديجة زوجة أبيه وهى تقول : قارن بين المواقف وهتعرف مين بيحبك.
نظر إليهم وقال: عندكم حق أنا مليش فى إدارة الشركات دى خليهالك يا أمجد بس يارب تقدر عليها .
إستشاط أمجد من كلامه وقال بغضب: قصدك إيه يعنى ؟ إنت مفكر ان ابن الفلاحه هيعرف يمشيها وأنا معرفش ولا إيه ؟ وكمان متنساش إنى أنا واجهة الشركة وأنا اللى بتفق وبعمل كل حاجه وهو كل اللى عليه يمضى وخلاص .
نظر إلى أخيه بقوة وسخرية وهو يهمش دور عصام والذى يعلم بالتأكيد أنه هو من يقوم بعمل كل شئ ويعمل مجهود جبار هو ورائف حتى يعلو بالشركة أكثر وكل الموضوع أنه يترك الوجهة الإجتماعية لأخيه .والذى شعر أنه بهذا يقوم بكل شئ .مسكين أمجد فى تفكيره .
قالت رانيا بسخرية من أريان : سيبك منه يا أمجد وخليك أنت فى اللى بتعمله .أنا مش عايزه ابن الفلاحه الدميم ده يبقى أحسن منكم فى حاجه.
إشمئز أريان منهم وقررأن يترك المكان لهم ولألاعيبهم وهو بينه وبين نفسه يتأكد يوما بعد يوم أن أمجد لا يحب غير نفسه ولكنه يتخذه بجانبه فقط حتى لاينجذب إلى عصام والذى لم يجد منه إلا الخير حتى الآن .
ولكن إن إقترب من عصام هل سيتقبله والأهم هل سيتركه أمجد دون عداء هو الآخر ؟
♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♠︎♤♤♤♤♤
وما كانت أيامنا إلا كورق شجر ينتهى اليوم فتسقط ورقته ،لانستطيع أن نرجع الورقة مرة أخرى ولكن نتأمل أن ينبت غيرها بشجرة حياتنا لنفعل بها مانريد .
عادت شذى لمنزلها بعد أن رأت صديقتها واطمأنت عليها .وجدت والدتها مازالت بغرفتها فلم ترد أن تزعجها علها تسترجع ذكرياتها فى هذا المنزل .وكانت بالفعل كذلك ولكنها لم تكن كلها ذكريات سعيدة بل أكثرها حزين يدمى القلب.
أما عصام فكان يجلس بغرفته ولا يشغل باله غير هاميس تلك الفتاة التى أثرت به دون غيرها من الفتيات .تذكر ضحكتها الساحرة وعيناها الجميلة.وتذكر أيضا رأيها بأمجد وإبتسم بشدة .ولكنه نهر نفسه وقال: مش يمكن بتقول كده عشان متحرجنيش . زفر بشدة عند هذا الخاطر وقرر أن يحاول الإبتعاد عنها والأيام بينهم هى من ستثبت أى وجهة نظر بالفعل هى تقتنع بها .
أما هاميس ورائف فكانوا بعالم آخر .فهاميس تحاول أن تفكر فى حياتها وماذا ستفعل بعد ذلك فهى لن تظل عند رائف فترة طويله .فهى عزيزة النفس بشدة ولن تكون حملا عليه أبداً .وعندما كانت تفكر بهذا أتت إليها صورة عصام وضحكته وكم كان وسيما عندما ضحك ولكن لمَ يوجد فى عيناه نظرة حزن تشعر أنها مستوطنة قلبه وعيناه وكل جوارحه .كانت ستسأل عليه رائف ولكن مجيئ شذى لم يمهلها .
وعند تذكرها لرائف تذكرت المكالمة القاتلة لأخيها كما تعلم .مكالمة أختها نورهان من وقع قلب رائف لها فهى بالأخير إبنة خالته ولكنه لن يستطيع أن يضع يده فى يد ذلك المدحت وفى يد خالته وبسببها هى . فهى تحمل نفسها ذنب أخيها وتشعر أنه لولا وجودها لكانت الأمور متقبلة من الجميع وخاصة رائف ولا تعلم أنها سبب من ضمن أسباب.
أما عند رائف يجلس وهو يضع ظهره على التخت ممددا قدميه ويضع يديه على عيناه عله ينسى ولا يتألم .فمن بين كل الفتيات لا يعشق إلا نورهان ابنة خالته وأخت أخته بالرضاع ولكنه لن يدخل أبدا هذا البيت .فهو لن ينسى أبدا عندما طلب من خالته أن تأتى لترى والدته وهى فى فراش الموت وتجلب معها هاميس .ولكنها أجابته بكل برود : أنها ستخبر مدحت وإن وافق ستأتى ولكن إن لم يوافق فلن تستطيع المجئ .وبالفعل رفض مدحت ذهابها إلى أختها لغيرته الشديدة من والدته ومن أبيه لأنهم أفضل منه وأغنى ولأنه أيضا كان يعلم أنهم غير موافقين على زواجه من بشرى والدة هاميس.وماتت والدته وهى تريد أن ترى أختها ولم يريحه قليلا إلا أن هاميس عندما علمت ذهبت إليها ولم تنتظر والدتها ولم تعير كلام مدحت بالاً عندما أمرها بعدم الذهاب .
فكيف بعد ذلك لا يعشق غير إبنتهم .تنهد بألم وهو يقول لنفسه: إرحم نفسك بقه وبطل تفكر فيها وحاول تعيش .
إستلقى على تخته وهو يحاول أن ينام ليستغرق فى النوم بعد برهة .ليأتى يوم جديد على الجميع لايعلمون أهو سيأتى بخير أم غير ذلك .
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
نبدأ حياة جديدة فى بلد جديد علنا نبتعد عما يؤرقنا ولكننا لا تعرف أن مايؤرقنا دائم الإلتصاق بنا .فعندما نبتعد عن شئ حدث ،نجد غيره يشدنا إليه وكأننا ليس مكتوب علينا أن نرتاح .
صباح يوم جديد سعيد على البعض ،مؤلم على الآخر . إستيقظ الجميع من نومه فى نفس الموعد وكأنهم على لقاء .
أنهى عصام فرضه بعد أن إرتدى ملابسه ووضع عطره الهادئ كشخصه .خرج إلى والدته والتى كعادتها تقوم بإعداد ما لذ وطاب له على مائدة الإفطار .كانت تصب له الشاى فهو ليس من محبى القهوة . قبل رأسها وهو يجلس بجوارها ويقول بحب : صباح الخير ياست الكل عامله إيه ؟
أجابته بحنان يفيض من عينيها: صباح الفل يا نور عيونى .عينى عليك باردة حساك النهارده كده منور خير .
نظر إليها بتوجس هل هو مكشوف لهذه الدرجة فهو بالفعل يشعر بالنشاط الشديد وبداخله فرحة غريبة لا يعلم سببها .لا بل إنه يكذب على نفسه فرغم وعده لنفسه بالإبتعاد إلا أنه يشعر بالسعادة كونه سيكون مع هاميس بنفس المكان .لا يعلم لمَ هى ولكن هذا ما حدث .
أشارت بيدها أمام وجهه وهى تبتسم : اييييه اللى واخد عقلك يتهنى به .
تنحنح بخجل وقال: مفيش حاجه ياماما أنا بس مبسوط بسبب الأفواج اللى إتعاقدنا عليها وبسببها إن شاء الله الشركة إسمها هيعلى بزيادة .
ربتت على يده بفرحة : ربنا يزيدك من فضله ياحبيبى .طول مانت بترضى ربك ومبتنساش حقه وحق عبده الغلبان فربنا عمره ما هيضرك أبدا. إنت قلبك صافى زى الحليب .ربنا يجعلك من سعداء الدارين يااارب ويرزقك ببنت الحلال وتفرحنى بيك بقه .
لأول مرة يبتسم عند تلك الدعوة .فكل مرة كان يقوم وهو غاضب ويقول ادعيلى أى دعوه لكن جواز لا انا مش ناوى أتجوز خاالص .
أما الآن فلم يحدث .حتى لاحظت والدته ذلك فقالت بإبتسامة ماكرة: مزعلتش من دعوتى المرة دى يعنى أفهم من كده انك قربت تفرحنى ولا ايه .
تملص منها عصام وقال : سلام ياماما أصلك كمان شويه وهتفكرى انى خاطب من وراكى .انا مش عارف لو زعلت تزعلى ولو سكت وانتى بتدعى تستغربى .أنا ماشى رايح شغلى .ثم قبل يدها ورأسها .
ضحكت خديجة بشدة على إرتباك ولدها الواضح فهو كبيت من زجاج شفاف كل مابداخله ظاهر للعيان . دعت بداخلها أن يسعده ربه فهو البار بأمه وأبيه رغم أخطائه .
♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♤
أما عند شذى فإستيقظت وهى متحمسة لعملها الجديد .فهى متفائلة من ذلك التغيير فى حياتها خاصة وأنها ستعمل بنفس المكان الذى ستكون فيه هاميس .
توضأت لتصلى فرضها ثم إرتدس إسدال الصلاة وصلت وبعدها ذهبت لإرتداء ملابسها المكونه من فستان رقيق من اللون الكشمير وعليه حزام أبيض وحجاب أبيض وحذاء رياضى أبيض .
خرجت وهى متحمسه .وجدت والدتها قد استيقظت وتشرب فنجان من القهوة .قبلتها شذى فى وجنتها بقوة .أجفلت علياء منها فهى لم تكن منتبهة لها بالمرة .
نظرت إليها بإستغراب وقالت: على فين العزم كده على الصبح .دانا قلت هتنامى للضهر .
إبتسمت شذى وقصت عليها كل شئ .
إبتسمت علياء وإطمأن قلبها قليلا كونها ستعمل مع هاميس وأيضا رائف والتى كانت تحكى لها شذى عنه كثيرا من كثرة كلام هاميس عنه .
تعرفى أنا دلوقت إطمنت عليكى شوية وانتى معاهم .رينا ييسر طريقك ويبعد عنك ولاد الحرام يااااارب .
قبلتها شذى مرة أخرى وهى تقول: ياااارب يامامتى يااارب .يلا بقه أسيبك انا عشان ألحق لأنى لسه مش عارفه المكان وكمان هسيبلك العربيه وأروح بأوبر أنا طلبته عشان اعرف الطريق وانا راكبه معاه .يلا بقه اتفسحى انتى بالعربيه النهارده .سلام .
خرجت شذى تحت دعوات والدتها .دخلت إلى المصعد بعد أن إستدعته فوجدت فيه منذر ومعه فتاة صغيرة .دخلت بعد أن ألقت عليهم السلام . كان منذر ينظر إليها وهو معجب بهيئتها .فغالبية الفتيات الآن إلا من رحم ربى يظهرن أكثر مما يخفين .حتى ما يسمونه حجاب وهو أبعد مايكون عن ذلك .
أجلى منذر صوته بعد تردد وقال: لو عايزه تروحى فى مكان أنا تحت أمرك أو لو عايزه طلب لأنك أكيد مش عارفه لسه الأماكن.
إبتسمت شذى بهدوء وقالت برقة : شكرا ليك يادكتور .أنا فعلا نازله شغلى وطلبت أوبر عشان أعرف الطريق من خلاله وبعدين هبقى أروح بالعربية .
سألتها يارا بطفولية محببة: هو حضرتك الساكنه الجديدة .ضحكت شذى برقة وهى تمسد على شعرها وتقول: أيوة ياستى أنا الساكنه الجديدة وإنتى بقه مين ؟
أجابتها يارا بثقة : أنا يارا عبدالله تالته إعدادى ودايما بطلع الأولى على الفصل وإن شاء الله هطلع دكتورة زى أبيه منذر .
ضربها منذر على رأسها أثناء وصول المصعد للطابق الأرضى وهو يقول: طب يا لمضة مشى قدامى ماهو مكتوب عليا أوديكى المدرسه وأجيبك ولا كأن ورايا شغل .
ضحكت شذى على هيئة يارا المقتضبة ومنذر الذى يظهر الغيظ بعينيه وقالت برقة ألهبته: على فكرة يادكتور مينفعش تضرب أختك الصغيرة كده وإلا هخليها تشتكيك لباباك .
تناسى منذر نفسه وقال بعناد : لا والله وهتشتكينى تقول إيه بقه .
قالت يارا بقوة وكأنها وجدت من يساندها: هقوله أبيه منذر بيضربنى ومش عايز يودينى المدرسة .
نظر إليها بقوة وقال: أنا أنا اللى مش عاوز أوديكى المدرسة ياسوسة .دانتى نفسك تغيبى وانا اللى بوديكى غصب .إمشى يابت من قدامى .
نظرت لشذى وقالت : شايفه يا أبله بيعمل إيه معايا مستضعفنى إزاى .
ضمتها شذى بلؤم وقالت : شايفه ياروح الأبله وكمان أنا إسمى شذى لا ابله ولا حاجه .احنا بقينا اصحاب .
نظر اليها منذر وقال بخبث: مادام بقيتوا إصحاب على قفايا فيلا ياحبيبتى أبله شذى ..لالا قصدى شذى هتوصلك سلام .
صاحت شذى بحنق وهى تقول: لا بقولك إيه دا اول يوم ليا فى الشغل ومش عايزه أتأخر بالله عليك وبعد كده حرمت أدخل مابينكم أنا مالى .
ضحك منذر بشدة أما يارا فشعرت بالغضب وقالت : ماشى ياشذى أنا زعلانه منك .
أجابتها شذى: خلاص ياقلبى بعد كده هبقى أطلع بدرى شويه وأخدك معايا .ماشى .
كان منذر ينظر إليها كل حين وآخر رغم أنه يحاول ألا يفعل ولكنها تحذبه كما تجذب النار الفراشة ولكنه يخاف الإحتراق.
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
دروب نمشى بها علنا نصل لدربنا الصحيح .نتعثر أحيانا ونسقط أحيانا ولكننا ننهض ونقاوم ونثابر حتى نتم طريقنا دون الرجوع .
وصلت هاميس مع رائف أمام مبنى الشركة .رغم غيظ رائف منها فهو معتاد أن يأتى فى التاسعة صباحا .أما هى فقد قررت أن تذهب فى الثامنة .فهى تحب الانضباط خاصة فى أول يوم.
إتفضلى ياختى تكونيش هتكنسى الشركة وتمسحيها .قالها رائف بحنق .
أجابته بسخرية: يامفترى دانت أخرتنى والساعة أهى بقت 8ونص يعنى فى ميعادنا عادى .يلا بقه ورينى مكتبى هيبقى فين .
أجابها وهو يذهب إلى المصعد مكتبك فى الدور اللى تحتى على طول يعنى التانى .
أومأت بهدوء وقالت : تمام .يلا بقه وريهولى .
كاد أن يغلق باب المصعد ولكنه وجد عصام قد أتى .حتى أنه نظر إليه من الدهشة وقال: غريبة يعنى دانت مبتجيش غير على 9 ،٩ونص كمان إيه اللى جابك بدرى .
أشار رائف لهاميس وقال: حكم القوى بقى.
لم يكن عصام قد أخذ باله منها بعد .رغم شعورة بوجودها إلا أنها كانت تقف بركن المصعد فلم يرها أثناء دخوله .نظر إليها بهدوء وهو يحاول أن يفعل ما إنتوى عليه: صباخ الخير .نورتى الشركة.
أحابته بهدوء رغم ضربات قلبها العالية : الشركة منورة بوجودكم .وربنا يجعلنى عند حسن ظنكم .
وصل المصعد للطابق الثانى فاستأذن منه رائف لكى يعرف هاميس مكتبها .كما أنه أخبره بخصوص شذى على الهاتف ووافق على الفور .
مرت من جواره فشعر عندها وكأن قلبه قد خرج من بين أضلعه حتى أنه قال بهمس شديد : بالراحة عليا .ولكنها سمعته ولم تفهم ماذا يعنى .فنظرت إليه وجدته مغمض العين .أجفلتها هيئته تلك لاتعلم لمَ .ولكنها أكملت طريقهة حتى لا يسأل عليها رائف .
أما عند عصام فكان بعالم آخر . فكيف لها وهى موجودة تجعله بدنيا أخرى .يتمنى فقط لو يظل واقف معها بنفس المكان دون كلام .فقط يشعر بوحودها وأنها تتنفس نفس الهواء .
زفر بشدة ثم ضغط على ذر المصعد لكى يذهب لمكتبه .
عرفها رائف على العمل وعلى مدير الحسابات أستاذ رشدى عبد الرازق . وكذلك عرفه على شذى والتى وصلت أثناء تعريفه لهاميس. تركهم وذهب لكى يرى عمله هو الآخر .
أما فى مكتب آخر وهو مكتب أمجد البحراوى .فهو يرغى ويزبد منذ أن علم بوجود محاسبين جدد .شعر وكأن البساط ينسحب من تحت أقدامه .فهو كان يعمل مايحلو له دون أى إعتراض .ولكنه الآن يوجد محاسبين جدد ودون أن يعلم بالأمر منذ البداية .
نهض من مكانه وهو مقرر أن يذهب إليهم ليفعل أى شئ لإرهابهم حتى يهابوه من أول يوم ويحاولوا أن يتجنبوه ويتجنبوا ما يفعل .
وصل إلى قسم المحاسبة وذهب فورا تجاه المكتب لذلك المحاسب الجديد .دخل فجأة كالإعصار ولكنه ذهل عندما وجد تلك الفتاة والتى كانت سليطة اللسان معه .ومعها فتاة أخرى جميله ولكنها ليست بجمال تلك وقوة عيناها .
قامت هاميس بتحدى له وهى تقول : أيوه يافندم حضرتك تؤمر بحاجه.
إبتسم بخبث وقال: يعنى انتى عارفه انى مدير هنا بالشركة .حلو قوى .شكل اللعب هيحلو على الآخر .
أجابته بقوة : حضرتك أنا جايه هنا أشتغل مش ألعب .
ضحك بخفوت وقال بلؤم: بجد .بس أنا بقه بحب ألعب خاصة مع اللى شايف نفسه زى حالاتك . سلام يااااا قطة .
خرج من مكتبها أما هى فتنفست الصعداء فهى لا تعلم لما تبغضه رغم وسامته المهلكة .
نظرت إليه شذى بإنبهار : هو القمر اللى كان هنا ده بيتكلم مصرى زينا .دانا بحسبه أجنبى . هو فيه حلاوة كده .
لكزتها هاميس وقالت برفض: جاتك نيله فى زوقك .ده ملزق كده ومايع ويخلى الوحد يرجع .
ضحكت شذى وقالت: انا يا ستى عايزه أرجع .مانا كده كده القولون تاعبنى يبقى حتى فيه سبب حلو للترجيع .
إغتاظت هاميس منها وقالت: ربنا يستر على الأيام اللى جايه شكلها هتبقى صعبه .
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
خرجت علياء من منزلها مقررة أن تتمشى قليلا وتحاول أن تنسى بعضا من قلقها .إتجهت إلى المصعد وضغطت على الزر .إنفتح الباب وجدت به سيدة ألقت التحية ودخلت .ولكنها فوجئت بتلك السيدة تقول: مش معقووووول علياء عاش من شافك .....
♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤
لا إله إلا الله محمد رسول الله .اللهم ضل وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
يلا كله يخمن مين اللى شافت علياء ؟ وياترى هتبقى علاقتهم إيه ؟ يلا كله يخمن كده اما نشوف .لأن من الحلقه الجايه هنبدأ نعرف مين علياء وإيه اللى مخبياه ..
بحبكم فى الله ... سلوى عليبه .
أنت تقرأ
لست دميما
Romanceإجتماعى رومانسى نبذته عائلته لأن وجهه ليس وسيما ، ولكنه كان الأكثر طيبة وذكاءا وحبا ، فأصبح غير واثق بنفسه رغم قدرته الهائلة على العطاء ،فأصبح يدفعهم للأمام وهم يأخذون المجد والمعارف.حتى جاءت هى وقلبت حياته رأسا على عقب ،فأصبح معها كالطفل تشكل شخصيت...