الفصل الثانى

1.1K 58 13
                                    

الفصل الثانى ....
لستُ دميماً
تكملة الفلاش باك ....
أحثه عصام على الكلام وقال  لوالده: قالتلك إيه جدتى فلورنسا. ابتسم قاسم رغم تعبه : كنت متوقع إنها تثور عليا وتقول إنى خاين بما إنها أجنبيه وكدا بس فوجئت بيها بتقولى إنها كانت هتسألنى عن سر لمعان عيونى بس هى دلوقت عرفته.
ولما سألتها إذا كانت موافقه ولا لا؟! قالتلى إنت مسلم وممكن تتجوز أكتر من واحده يبقى خلاص. ساعتها ارتحت جدا ورغم كده قررت أقول لرانيا اللى ثارت طبعا وبشدة واتهمتنى بالخيانه وحاجات كتير. تنهد بشدة لتلك الذكرى ثم أكمل:
منكرش إنها صعبت عليا لدرجة إنى فكرت أتراجع عن الموضوع بس فى الوقت ده جدك اتوفى فمقدرتش الصراحه أسيبها وأتخلى عنها. وقفت جمبها أنا وسامر ومرات سامر لانها كانت بتحبها . بعد فترة عرضت عليها الجواز بس للحقيقة أنا مكنتش قولتلها إنى متجوز خفت ترفض.
سعل بشدة عند تذكره لتلك الأحداث .أكمل وكأنه يخشى أن ينتهى الوقت : عارف إنى أنانى علشان مقولتش لخديجه بس خفت تبعد عنى. أول مره أحس بالخوف إنى أفقد حد. بعد فتره من موت جدك وافقت واتجوزنا وأخدتها وجبتلها الشقة اللى إنتوا قاعدين فيها لغاية دلوقت. عشت معاها مشاعر وأحاسيس عمرى ما عشتها ده طبعا غير الإهتمام اللى كانت بتغرقنى بيه عكس حياتى مع رانيا تماما. حبيتها زياده عن الأول لدرجة إنى عشقتها.
طبعا جدتك كانت بتروحلها دايما وهى عارفه ان والدى متوفى فميش أى حاجه غريبه غير بياتى بعض الأيام بره وده طبعا تبريره إن عندى شركة سياحة وفى ساعات بكون مع الوفود. 
لغاية ماعرفت إنها حامل فيك. وقتها فكرت إنها لازم تعرف إنى متجوز ولازم الكل يعرف إنى متجوزها عشان إنت لازم تيجى فى النور. بالفعل عرفتها وكانت صدمة بالنسبه ليها وفضلت أكتر من شهرين رافضه إنها تكلمنى لدرجه إنها طلبت الطلاق طبعا اتجننت ورفضت بشدة. ساعتها قالتلى إنها عايزه تشوف مراتى. خفت طبعا هى طلبتها ليه .بس لبيت طلبها خصوصا إن رانيا عارفه الموضوع. واتقابلوا مع بعض واتصدمت من شكل رانيا. وطبعا رانيا عاملتها بدونية شديدة بس كانت مستحمله لأنها من وجهة نظرها خطفت جوزها منها. ساعتها خديجه عرفتها إنها مكانتش تعرف إنى متجوز ولو كانت تعرف مكانتش وافقت. بس رانيا طبعا ردت عليها بكبرياء وقالتلها إنى مهمهاش فى حاجه ف الموضوع مش فارق بالنسبة لها.  أكمل بحزن شديد :
طبعا أنا كنت من جوايا عارف أن رانيا بتقول كده بس عشان كرامتها، وحسيت قد إيه إنى أنانى وظلمت رانيا وخديجة. بس قررت إنى أعدل بينهم رغم إن قلبى أكتر مع خديجه بس قلت مش هظلم حد فيهم وكده كده خديجه متعوده على عدم وجودى بعض الأيام. فى الفتره دى علاقتى بمامتك كانت متوتره جدا. بس طبعا صبرت عليها كتير لغاية ما بدأت تتقبل الوضع واتأقلمت عليه. لغاية يوم ولادتك حسيت بقلبى بيطير من الفرحه لقيتك نسخه من مامتك فى كل حاجه.
أجابه عصام بتهكم : أيوه الولد الأسمر اللى شبه مامته ومش شبه باباه اللى نصه أجنبى كأن شكلى بقى وصمة عارى خاصة بقى بعد ما مدام رانيا خلفت أريان بعدى وطلع أجنبى على الآخر وبدأت المقارنات ما بينا. المقارنات اللى كانت بتقتلنى وحضرتك أول واحد خذلتنى وأكدت على كلامهم ..
نفى والده وبشدة وقال بإنهاك : لا طبعا أنت لما جيتلى بتعيط بسبب اللى بيقولوه فى المدرسة وطلبت منى إنك تنقل من المدرسه اللى فيها اخواتك انا معترضتش عشان أريحك ..
صاح عصام بشدة : لا يابابا كان لازم مترضاش أنا كنت مستنى من حضرتك إنك تقولى إنك فخور بشكلى وإنى إبنك اللى بتحبه رغم إنى مش شبهك .أضاف بمراره : كنت مستنى إنك تيجى المدرسه ووسط الطابور تطلع اللى إتريق عليا سواء من الطلبه أو من المدرسين وتعرفهم إنك فخور بشكلى وإنك بتحبنى زى أمجد وأريان وتحذرهم إن اللى هيعمل كده تانى إنت مش هتسكت، خاصة إنى كنت متفوق أكتر من إخواتى. بس حضرتك معملتش كده. حضرتك للأسف كنت أول واحد تأكد فى دماغى إنى دميم. صاح قاسم بألم وهو يذرف الدموع : لا أنا مكنش قصدى كده صدقنى حتى لما بقيت ترفض تيجى معايا أى حته مبقتش أضغط عليك عشان متزعلش ..
مزعلش!  تحدث عصام بتهكم ،أنا فعلا مكنتش بزعل أنا كنت بتقهر من جوايا أن بابايا مجرد ما قولتله مش عايز أروح سابنى ومشى ماهو طبعا عنده حق إزاى هيقدمنى للناس وأنا من وجهة نظرهم دميم ..تعرف إنى من كتر ماكنت بسمع الكلمة دورت على معناها ؛ لقيت إن الدميم دى معناها الشخص اللى تقريبا ملهوش معالم أو مثلا مناخيره مقطوعه أو مطموسه حاجات مش موجوده فيا. أنا آه أسمر بس الحمد لله ملامحى كلها واضحه ومش وحشه بالعكس فيه بعض الناس بيقولو عليا جذاب بس طبعا قبل مايشوفوا اخواتى ويقارنونى بيهم. للأسف يابابا أنا مبقتش بقدر أخرج للناس لأنى ببقى عارف اللى بيقولوه عليا من ورا ضهرى. وحضرتك أكتر شخص ساهمت إنى أكون كده.
قال قاسم بندم : صدقنى ياعصام إنت أكتر حد فى اخواتك أنا بحبه وعارف إنك إنت اللى هتحافظ على العيله من بعدى. ممكن أكون عملت اللى بتقول عليه بس صدقنى إعتقادا منى إنى كده بحميك وبحافظ عليك . ويشهد ربى إنى عمرى ما خجلت منك ولا من شكلك بالعكس أنا بعشق ملامحك لأنها بتفكرنى بأكتر حد أنا حبيته مامتك. إنتوا الإتنين أكتر أشخاص أنا بحبها، أيوه بحب أمجد وأريان لانهم ولادى بس للأسف اكتسبوا برودة المشاعر واللامبالاه وعشان كده أنا بوصيك عليهم .رغم إنك مش الكبير فى السن بس إنت الكبير بمشاعرك واحتوائك ولو ليا خاطر عندك خلى بالك منهم وقرب منهم وحافظ عليهم . وسامحنى لو فى يوم جرحتك من غير ما اقصد ..ولآخر مرة بقولك إنى بحبك جدا إنت حته منى ياعصام.
مسح عصام دموعه المنهمرة على وجنتيه بعد أن عاد من شروده فهو دائما مايشرد فى تلك الذكرى لأنها كانت آخر مرة يرى والده فيها، فلقد مات من ليلته وكان ولأول مره بجوار أخويه أثناء مراسم الدفن والعزاء. لم يكن يلق بالا لكلام الناس من حوله فمصيبته أكبر. فهاهو سنده قد ذهب عنه فماذا سيفعل خاصة بتلك الديون التى على الشركة.لا والأهم من ذلك أن بعد ثلاثة أيام ذهب أمجد إلى المحامى ليبلغ عصام أنه يود أن يصفى الشركة ويأخذ نصيبه هو وأخوه .
ثارعصام بشدة خاصة أنهم يعلمون بوضع الشركة ولكن هيهات. فقررعصام أن يبيع جزء من أرض والدته لكى يدفع لهم نصيبهم. ذهب كلٌ فى طريقه أما عصام وبمساعدة رائف صديقه تمكن من إرجاع الشركه لوضعها القديم. الأمر الذى جعل أمجد وأريان يستشيطون غضبا بسببه خاصة أنهم قد خسروا جميع أموالهم. فبدأوا بالتقرب إلى عصام ورغم أنه يعرف ما بداخلهم تجاهه من حقد وكره دفين إلا أنه لم يستطع إلا أن يلبي ندائهم حتى ينفذ وصية والده الحبيب ...
♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤
تتقاذفنا الحياة كل يوم على وتيرة ليست مثل الأخرى. نحاول أن نصمد خاصة عندما نشعر بالتيه وعدم الأمان، فنحاول أن نلتحف بجلدنا حتى نشعر بالأمان مع أنفسنا. فلايوجد من يعطيك شيئا إلا إذا أراد له مقابل .
عادت هاميس إلى منزلها بعد أن ظلت معظم يومها تجوب شوارع الإسكندرية هى وشذى .عادت شذى مبكراً عنها فهى تترك والدتها بمفردها فوالدها متوفى منذ فترة طويلة وهي الإبنه الوحيدة .
أما هاميس فعادت وهى تكره أن تعود، فليس دائماً نجد الراحة فيمن يمتلك نفس الدم. ففى بعض الأحيان يكون الغرباء أحن علينا من أقرب الناس .
دلفت إلى المنزل وهى تزفر بشدة خاصةً عندما وجدت أمامها أكثر شخص يبغضها على وجه الأرض وليتها تعلم السبب ( مدحت ) زوج والدتها العزيز. راودتها أسباب كثيرة لبغضه لها ولكنها لاتعلم أيهم الأصوب أو من الممكن أن يكون جميعهم، لاتعلم صدقاً.
نظرت إليه بإبتسامة ساخرة  وقالت: أوعى تكون مستنينى، معقولة مستنينى وأنا اتأخرت بره. مش كنت تقول كنت جيت بدرى  بدل ماتقلق عليا قوى كده ..
أجابها بحنق من نبرتها الساخرة: ماهو لازم أشوف الهانم اللى عاملة البيت لوكانده وراجعة  نص الليل ...
نظرت إليه بعدم إكتراث وهى تكمل طريقها للداخل ثم قالت بسخرية شديدة : أكيد إنت عايش فى دولة تانية عشان كده عندك فرق فى التوقيت أصل الساعة معايا لسه 8 حتى العشا لسه مأذنتش بس إنت هتعرف إزاى وإنت أصلا مبتركعهاش.
صرخ بوجهها بشدة : هاااااميييس إحترمى نفسك وإحترمى البيت اللى إنتى قاعدة فيه ...
خرجت كل من والدتها وأختها من الداخل على صياح مدحت .
لم تكترث هاميس لهم جميعاً لأنها تعرف ماسيحدث وكيف ستوبخها والدتها بشدة ولكن تلك المرة لن تترك لهم الفرصة .صوبت نظرها تجاه والدتها وقالت بسخرية وتهكم : ياريت ياماما تعرفي مدحت باشا إن هو اللى قاعد عندى مش أنا اللى قاعدة عنده .ولو هو ناسى حاجة زى دى ياريت تفكريه وتعرفيه إنى بس صابره على معاملته عشان عامله خاطر لإخواتى اللى أنا بحبهم واللى هم كمان بيحبونى رغم محاولاته الكتيير انه يكرههم فيا .
شعر مدحت بالنيران تشتعل بصدره من جراء كلماتها تلك والأدهى من ذلك أنها لاتعيره أدنى إهتمام وتوجه الحديث لوالدتها وكأنه هواء .
حاول كثيراً أن يكسرها ولكنها أبية وعنيدة لاتنكسر بسهولة. ولكن ما أثلج صدره قليلا هو صراخ والدتها بها : إنتى فعلا قليلة الأدب وأنا معرفتش أربيكى.
ضحكت هاميس بمرارة وهى تؤكد على حديث والدتها :
فعلا ياماما إنتى مكنتيش فاضيه تربينى دا إنتِ حتى مكنتيش فاضيه ترضعينى. إيه نسيتى إنك رمتينى لخالتى ترضعنى مع ريان إبنها. ولولا كسوفك من الناس كنتِ سيبتينى هناك على طول. وحتى لما إتجوزتى ؛ إتجوزتى فى شقتى اللى أنا ليا فيها النص وحضرتك يادوب ال ⅛ ،حتى إخوات بابا إتنازلولى عن ميراثهم فى بابا بحب وسماح. يعنى الشقة دى بتاعتى والمعاش اللى حضرتك بتقبضيه من يوم بابا ما اتوفى برضه بتاعى. يعنى معلش  إنتوا فى النهايه عايشين فى خيرالمهندس( ياسر العربى )أبويا.
ثم نظرت لزوج والدتها بتهكم : وطبعا أستاذ مدحت مستحليها وليه لا ؟! وكمان قابلها على نفسه. بس أنا ساكته برضه عشان إخواتى مش عشانكوا لأنك إنتِ وهو ملكمش خاطر عندى ماشى .
ثم أردفت بقوة ولم يشفع لوالدتها دموعها التى تذرفها لصحة كلامها، ورغم كده نزلت أشتغل من وأنا فى ثانوى واتمرمطت رغم إنى الحمد لله مش محتاجه. بس بنزل لمجرد إنى أبعد عن البيت ومقعدش معاكم وعمرى ماطلبتك بفلوسى اللى بتقبضيها وبتديها لجوزك بس على العموم أنا مش زعلانه لانى حاطه فى نيتى إنها صدقه على روح بابا ماهو الأقربون أولى بالمعروف.
تركتهم واتجهت لغرفتها تحت نظراتهم المندهشه. فمدحت لسان حاله يقول أهذه من قررت كسرها لقد حطمتنى هى إلى فتات.
وأختها ( نورهان) كانت منكسة رأسها من أفعال والدها ووالدتها مع أختها الكبرى والتى لا تعاملهم إلا بكل حب وحنان، بل إنها ورغم ذلك تعطى لهم المال وتجلب لهم كل مايتمنون وتنسى هى نفسها. فلو كانت هى بمكانها لما قدمتهم عليها ولكانت كرهت إخوتها والذى يكون هذا الغليظ والدهم .
أما والدتها فتوجهت لغرفتها وأغلقت الباب عليها وبكت بكاءً مريراً على ما وصلت له هى وإبنتها. ولكن كيف تلوم عليها وهى لم تقل إلا الصدق؛ هى لم تتقبلها منذ يوم مولدها والسبب الوحيد أن زوجها حبيبها الأوحد ( ياسر) قد توفى فى نفس اليوم. لاتستطيع أن تنسى تفاصيل ماحدث لقد حفر بذاكرتها وبشدة.
فلاش باك ..
يصعد ياسر إلى السيارة فهو يعمل كمهندس بترول بإحدى دول الخليج وقد عاد منذ أسبوع لكى يقضى أجازته لمدة شهر قبل أن يسافر مرة أخرى. كانت بشرى فى شهور حملها الأخيرة فهى قد بدأت الشهر التاسع تواً. ساعدها ياسر أن تجلس بجواره قبل أن يجلس وراء عجلة القيادة ليذهبوا إلى المشفى بعد أن داهمتها بعض الآلام. كان ياسر يقود وهو متوتر من هيئة بشرى ...
إهدى يابشرى خلاص ياحبيبتى قربنا نوصل المستشفى بس إنتى شايفه الزحمة .
صرخت بشدة : تعبااانه يا ياسر مش قادرة .
حاول ياسر أن يلهيها عما بها من آلام فقال لها بابتسامة: فاكرة يا شوشو لما كنتى بتقفى فى البلكونه عشان تشوفينى وأنا راجع مع الكلية ..نجح بالفعل بتشتيتها قليلا فقالت بتذمر: ياسلام يا اخويا يعنى مش إنت اللى كنت بتقفلى على راس الشارع عشان تشوفنى وأنا رايحه المدرسة ..
ضحك بشدة لتلك الذكريات فهما الإثنان كانا جيران بنفس المنطقة وكانت أختها صديقة لأخته ورآها عندهم بالمنزل أثناء زيارتهم لأخته. ودق قلبه لها وكذلك هى . عشقته وعشقها وعندما تخرج تقدم إليها ووافق الجميع عليه لأخلاقة الحميدة وأيضاً مستقبله المشرق. خطبها لمدة ثلاث سنوات حتى أنهى جيشه وإستلم عمله وتزوجها وهى فى العام الثالث الجامعى ولكنهم أرجأوا الإنجاب حتى تتخرج وهذا ما حدث فعلا ..
عاد من ذكرياته على صوت صراخها كان الطريق مازال مزدحما بعض الشئ ولكنه حاول تفادى السيارات حتى يصل بها بسرعه  وفى لمح البصر إصطدم بسيارة نقل كانت قادمة ولم يراها من شدة إرتباكه. صُدمت سيارتهم من جانبه هو فتأذى بشدة. خرج الجميع من سياراتهم وذهبوا إليهم، أخرجوها أولاً ولكنها كانت تصيح بشدة ليس من آلام الوضع ولكن من آلام قلبها على من عشقه القلب وإمتلك الروح. لم تشعر بنفسها إلا وهى بالمشفى وقد وضعت مولودتها بقيصريه وذلك بسبب حالتها خاصة وأنها قد إصطدمت بمقدمة السيارة وتأذت المشيمة. كان الجميع حولها ووجوههم حزينة. لم تقدر على السؤال فهي قد رأت فى وجوههم ماتريد أن تعرف حتى أنها أخرجت صيحه شقت جدران المشفى ..
باك ......
ظلت تبكى على تلك الذكرى المشئومة والتى لم تخرج من عقلها قط. تذكرت كيف
لم تتقبل طفلتها فهى قد حملتها ذنب موت والدها .ولاتعلم أن تلك الطفلة المسكينه هى أكثر المتضررين بموت والدها ؛ فهى من ستتجرع مرارة اليتم وبدلا من تعويضها عن يتم الأب جعلتها تتجرع مرارة يتم الأم وهى على قيد الحياة. ليس بيدها حيلة فهى كلما تحاول أن تأخذها بأحضانها لا تستطيع . تتذكر أن بميلادها مات أكثر شخص عشقته وتمنت أن تقضي باقي حياتها معه ولكن لم يمهلها القدر . تركتها لأختها بسمة فهى وضعت مولودها ريان منذ عدة أشهر ،فلترضعها فترة حتى تتقبلها ولكن ماحدث كان العكس فهى لم ترد أن تراها أبدا .إلا عندما جاءت أخت ياسر وقالت لها إن لم تأخذ إبنتها فستأخذها هى وتربيها مع أولادها. شعرت بالإضطراب وعندها فقط أخذت طفلتها من عند أختها بعد مايقرب ال سنتين. وياليتها لم تأخذها .
حتى زواجها كانت لتنسى وتحاول أن تعيش ولكنها لم تنس ولم تستطع أن تعيش بل إنها تتعايش وهذا السبب الأكثر لكراهية مدحت الشديدة لهاميس. فهو دائما مايجد والدها بينه وبين زوجته رغم وفاته، بل جاءت هاميس نسخه بالكربون من والدها بوسامته وشخصيته القوية. فكم من المرات ويشاهدها زوجها وهى تتأمل وجه هاميس وهى نائمة. فهى تريد أن تشبع من ملامحها والتى تشبه من تشتاق له الروح ويأن لفراقه الجسد. خائنة هى وتعلم ذلك ولكن ماذا تفعل ؟!
فماذا ستفعل مع ابنتها تلك التى واجهتها بحقيقة ما فعلت حتى أنها لم تستطع أن ترد عليها .
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
أمهاتنا كواحة خضراء نستظل بها من وهج صحراء حياتنا. نرتوى منها من ظمأ وجفاء أيامنا. تلك هى الأم التى تحتوى وتظلل ليست من تبعد وتقسو .
جلست شذى بجوار والدتها تلك السيدة التى من يراها يظنها أختها الكبرى فهى مازالت فى الأربعين من عمرها حيث تزوجت فى سن صغير جدا ومازالت تحتفظ بجمالها الفائق والجذاب .
قصت شذى ماحدث فى يومها كما تعودت مع والدتها وهي تلتمس منها النصيحة .
نظرت لها والدتها بتفهم : طبعا أنا عارفه إنك مرتبطة جدا بهاميس وعشان كده مقدرتيش تستمري فى الشغل من غيرها .
نظرت إليها شذى وشرحت وجهة نظرها : بصي ياماما هاميس جدعه جدا وكتيير وقفت معايا فى مواقف ولا أجدعها راجل .فاكره يوم ما اتزحلقتى ورجليكى اتكسرت أنا مكنتش عارفه أتصرف وهي اللى كانت واقفه ورايا حتى مصاريف المستشفى هي اللى دفعتها وأخدتها منى بالعافيه بعد كده. ورغم قوة شخصيتها دي بس بحسها محتاجة حد معاها، حد يطمنها ويحبها بجد. ثم أكملت بحزن : إنتى ياماما متعرفيش هي بتبقى عيونها حزينة إزاى لما بتكلمينى تطمنى عليا بدل المرة عشرة وهي مامتها عمرها ما كلمتها ولا مرة. صدقينى ياماما هي محتجانى وأنا كمان محتجاها. هي أختى وصاحبتى وهي كمان بتعتبرنى كده . أنا وحيدة وهى كمان تعتبر وحيدة رغم اللى حواليها ...
إتصدمت علياء من كلام إبنتها.
آآاه لو تعلم الحقيقة .....

 لست دميماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن