الفصل العشرون ... لست دميما

589 37 9
                                    

الفصل العشرون ...
لست دميما.....
سلوى عليبه......
لاتنظرى لي بعيناكي ففى أمواجها أبحر وأكاد أغرق ....تتوه سفنى بين مدها وجزرها ولا يهمنى شيئا سوى عشقى وعشقك .
أرحب بموت بين أحضانك وبين طيات قلبك .
يأن قلبى إذا إبتعد ولا أرى لقلبى دواء إلا قربك.
فبدونك لا أستطيع العيش والعشق دونك يهلك......
عصام# هاميس
خواطر سلوى عليبه .....
🗯🗯🗯🗯🗯🗯🗯🗯🗯🗯🗯🗯🗯🗯
وتظل فرحتنا بعودة الغائب من أعظم درجات الفرح .فمابالك لو كان ذلك الغائب هو" أنت " . حين نسترجع حياتنا المفقوده بأوهام لم نستطع أن نخرج منها إلا بوجود عشق صادق وقلب ملئ بالأمل ليزرعه بداخلنا بعد أن كانت حياتنا عبارة عن كهف مظلم أرضه قاحله فأصبح اليوم حديقة غناء بأمل عشق لم يكن فى الحسبان .
نظرات تخبر من أمامها بكلمات لم يقدر اللسان على إخراجها .لحظات تاهت بها الأعين ودقت بها القلوب وأُختطفت فيها الأنفس .فمن تمناها القلب أصبحت ملكاً له وبقى من الزمن القليل حتى يكونوا بمكان واحد.
لم تكن أعين هاميس وعصام فقط هى من تتحدث .فهناك عيون أخرى ولكن حديثها صامت كقلب إستنفذ من كثرة ألمه وعيون أخرى تترجاه أن يغفر ويصفح وتترقرق بها الدموع علها تؤثر به .
أبعد رائف عيناه عن نورهان حتى لا يتأثر بنظراتها فيرمى كل شئ خلف ظهره ويذهب إليها يأخذها بين أحضانه وفقط ولينسى الجميع بما فيهم نفسه هو .
أنزلت نورهان عيناها وهى تشعر بالألم ولكن الألم عليه هو أكثر من ان يكون منه .فلتنتظر فعلى قدر الجرح تكن المداواه وهى قد جرحته بعمق فلتنتظر ان يلتئم جرحه حتى لو كان بعد حين .
أما أعين منذر كانت تبعث لشذى ومضات من فرح وعدم تصديق أن ذلك الملاك يوافق به رغم كل ظروفه الصعبه .لم يعتقد يوما ان يدق قلبه ،بل انه عندما دق فدق لمن خاف ألا ترأف بحاله فوجد قلبها من ذهب خالص وسيكون هو صندوق من قطيفة ليحفظ هذا القلب بداخله .غمز لها وهو بنفسه يستغرب حاله معها ثم قال دون كلام: عقبالنا. فإبتسمت شذى وتخضب وجهها بالحمرة المحببه وهى تتمنى أن تنتهى الحفلة سريعا حتى تخبر والدتها وهاميس بمن دق له القلب فهى لا تخفى عنهم شيئاً .
نظرت إلى أختها وهى تشاهد فرحتها العارمة وهى تلبس خاتم خطبتها لذلك الرجل الذى عشق قلبها وأصبح لها ولدا وأخا وأبا وحبيبا .
أطلقت تلك الزغرودة والتى جذبت الجميع إليها خاصة وهم فى وسط حفلة راقية .آزرتها علياء هى الأخرى بعد أن تناست خوفها ونحته جانبا ولو قليلا ..
ضحكت خديجة بفرح وهى تقول : أيوه كده ولعو*ها يلا وزغرطوا د النهارده خطوبة إبن قلبى على حبيبة قلبى .ضمت عصام وهاميس وهى تقبلهم وعيناها تذرفان الدموع من فرحتها بهم .
كذلك هنأهم الجميع بفرحة حقيقية .حتى أخذ جاسر هاميس بين أحضانه وهو يقبلها ويهنأها .فأبعده عصام بغيره وقال: ماكفايه ياسى جاسر مش باركتلها خلاص بقه .
إبتسم رائف بتهكم وغيرة وقال: لا يابرنس داحنا نحضن ونبوس ونشيل كمان لكن انت ابعد كده دى لسه خطوبه ومش من حقك حتى تلمسها إحنا بس اتعاطفنا معاك وقلنا تلبسها الدبل غير كده معطلكش .ثم إقترب من هاميس تحت إبتسامتها المتسعة وإستشاطت عصام من رائف .أخذها بين أحضانه وإحتضنها بشدة وهو يقبلها ثم أخذها بين يديه ورفعها وهو يلف بها وقال لإغاظة عصام: طبعا محدش يقدر يعمل كده غيرى ثم نظر لعصام وقال بسماجه وغيره على أخته: لكن حد تانى لاااا ميقدرش .
ضحك الجميع وإعتلت قهقهاتهم وسط غيظ شديد وغيرة نارية تأكل بداخل عصام ولكن ما باليد حيله فليتركها الآن ولكن بعد ذلك فلن ينظروا إليها أبدا .سيخفيها عن الجميع .
حضر أريان وأخذ عصام بين أحضانه وهو يهنؤه بخطبته .أمسك يده وقال: متعرفش أنا فرحان بيك إزاى .ربنا يهنيك إنت تستاهل كل خير ياعصام وصدقنى أنا بندم على كل يوم كنت بعيد عنك فيه ومقربتش منك ومن قلبك اللى زى الدهب .
أعاد عصام آحتضانه بفرحة شديدة وهو يقول: ربنا مايحرمنى منك أبدا يا أريان وصدقنى أنا عمرى ما كرهتك ولا حتى كرهت أمجد رغم أفعاله .ثم اردف بحزن: يلا ربنا يهديه وينور بصيرته .إبتسم أريان بحزن وقال: يااارب .بس يلا سيبك من أى حاجه وافرح دا النهارده عايزنها كلها رقص وفرفشه ولا إيه .
إقترب رائف وجاسر ومنذر وقالوا يلا طبعا.
إقترب منهم فراس ومازال على وجهه علامات الإندهاش الشديد وكأنه يوجد من قام بضربه على رأسه وبشدة فأصبح كالمغيب .كان يمشى وكأنه يخاف أن يقع من هول صدمته لذلك الشبه بين تلك الفتاه وإبنة عمه مهرة حب الطفولة والصبا والذى ذهبت فى غمضة عين وتركت فى قلبه جرحا غائرا وبسببه سافر للإستقرار خارجا ورفض العودة وبشدة .وحاول كثيرا أن يجد شبيهتها بين وجوه جميع النساء ولكنه لم يجد ولن يجد .فمن يسكن القلب لايخرج أبدا ولا نجد له بديلا .
ذهب إلى عصام وهو بين أصدقائه وبارك له بتيه وهو ينظر تجاه شذى مما جعل منذر يستشيط من الغيرة وهو يرى إتجاه نظرات ذلك الغريب .
دون اى مقدمات نظر إلى شذى وسأل دون تحديد لمن يوجه السؤال وقال: هههى مين اللى هناك دى؟
نظر رائف وعصام لمن ينظر إليها وكان منذر بالفعل عيناه عليها.فرد عصام بهدوء: إشمعنا ؟
نظر إليه فراس بتوسل وقال: أرجوك ياعصام هو سؤال مين دى ؟
أجابه رائف بغضب طفيف: فراس إحنا قلنا إن بنات الحفله تبعد عنهم فمابالك بقه باللى مننا .
نظر إليه فراس بأعين حزينه وقال: أنا أسف بس هى شبه حد أعرفه قوووى عشان كده بسأل .
تفهم عليه رائف وعصام فهم يعلمون قصة عشقه الهائلة لإبنة عمة وتغيره الجذرى من بعد وفاتها فى حادث .
ربت رائف على كتفه وقال بألم : إنسى يافراس وعيش .مش معقول يعنى هتشوف مهرة الله يرحمها فى كل بنت بتشوفها.
إقترب منهم منذر بغيرة وقال: هو حضرتك بتسأل عنها ليه؟
نظر إليه فراس وقد فهم من نظرة عيناه أنه يعشق تلك الفتاة فقال: أبدا بس فيها شبه غرييب من حد قريب منى لدرجة اللى يشوفهم يقول توأم بس طبعا فيه إختلاف بسيط .
كانت علياء تتابع فراس بخوف وهى ترى آتجاه نظراته لفتاة قلبها الوحيدة .أمسكت يد خديجة وقالت بخوف: هو بيبص عليها كده ليه .هو عرفها ولا إيه.
ردت عليها خديجة بإستنكار: يعرف مين يابنتى إنت اتجننتى .
إغرورقت عينا علياء بالدموع وقالت: قلبى مش مطمن يا خديجة .
زفرت خديجة عندما وجدت أن كلام علياء صحيح وقالت فى نفسها: ربنا يستر .نظرت إليها وقالت بتخوف هى الأخرى: هو ممكن يكون بيشبه عليها مثلاً .ثم أردفت دون توقف: بس برضه يخلق من الشبه أربعين .حتى لو بيشبه فده عادى ياما ناس بتحسبيهم اخوات وهم ميعرفوش بعض أصلا.
زفرت علياء وقالت: أنا هاخد شذى وأمشى من هنا.
أمسكتها خديجة من كتفها وقالت: اهدى بس هتمشى دلوقت وهيكون إيه السبب اللى هتقوليه .إهدى وكده كده الحفله قربت تخلص ولو عليا فأنا عايزه أمشى برضه .ثم أكملت بضيق: يعنى مش شايفه أمجد بيبص على عصام إزاى حاساه عايز يخنقه .نظراته كلها كره وحقد مع ان المفروض اللى تكون نظراته كده هو عصام لانه عاش محروم من كل حاجه هم إستمتعوا بيها .فاهدى كده وشويه ونتحجج بأى حاجه ونمشى مع بعض .
هدأت علياء قليلا ورغم ذلك فهى تتابع شذى وهى تقف مع هاميس ونورهان ومعهم يارا الصغيرة ،فهم لايشغلهم شئ .والسعادة تظهر على وجوههم وبشدة .
سحب أريان عصام إلى حلبة الرقص لكى يرقص معه شاركهم الرقص رائف وجاسر وراشد ومنذر .كان عصام لايعرف كيف يحرك نفسه ولكنه كان سعيدا . ولقطات المصورين لم تدع هذا الحدث الجلل دون توثيق .فأخذوا الكثير والكثير من الصور وخاصة لعصام الجندى المجهول لتلك الشركه والذى ظهر حالا للعيان فلفت أنظار الجميع هو وخطيبته الجميله .
كان فراس بوادٍ آخر وليس معهم ،أخذ صورة لشذى دون أن تدرى وذلك لكى يتحرى عنها جيدا ورغم هذا فهو لم يتراجع وقرر أنه لن يخرج من هذا الحفل حتى يعرف من هى .
أنهى الشباب رقصتهم المفرحه وسط تصفيق الجميع ..ذهب عصام ورائف وكذلك منذر تجاه الفتيات .مما إغتنمها فراس فرصة وإقترب من عصام وهو يحاول الإبتسام وقد أخرج من جيب سترته علبة مخملية بها هدية قد أحضرها بالفعل لعصام بمناسبة الخطبة .
إبتسم بهدوء دون إظهار مايعتمل بداخله وقال وهو يمد يده بالهدية : مبروك ياعصام وعقبال الفرح .
أجابه عصام بفرحه: الله يبارك فيك وعقبالك يااارب .
إبتسم بتكلف وقال : إيه مش هتلبسها لعروستك ولا ايه؟
ثم ذهب لهاميس وقال بإبتسامه: مبروك يا آنسه هاميس وعقبال الفرح .ثم أضاف بمغزى وعقبال آخواتك بقه لو ليكى إخوات .
إبتسمت ببراءه وقالت: الله يبارك فيك يااارب ولو على إخواتى فنورهان بالفعل تبقى مرات رائف .ثم أشارت لشذى وقالت: يبقى فاضل شذى بقه وإن شاء الله نفرح بيها قريب .
دق قلبه بشدة خاصة عندما نظرت إليه وإبتسمت ببراءة تليق بها وهى تقول: لا يا ستى أنا مش هسيب لولا لوحدها دلوقت .
ضحكت هاميس وقالت وهى تنادى على علياء التى كانت بطريقها إليهم بالفعل عندما وجدت فراس بجوارهم: تعالى يالولا شوفى بنتك هتعنس جمبك .
إبتسم رائف وقال: وانت مالك واحده مش عايزه تسيب مامتها تدخلى بينهم ليه .
إقتربت علياء وأمسكت يد شذى بقوة وجذبتها إليها تحت إستغراب الجميع والذى فسرها البعض أنها خائفة بالفعل من أن تتركها شذى وتتزوج . ولكن فراس شعر أنها تحاول أن تبعدها عنه هو .ولكن لماذا ؟ هل شعوره بالألفة ناحيتها غير مخطئ إذاً .
إقترب منها فراس وقال وهو ينظر إليها بقوة ويمد يده إليها: كيف حضرتك أنا بكون فراس بشار بن الحكيم .أنا بكون صديجه لعصام ورائف .
نظرت إليه وقالت بإرتباك وإقتضاب: أهلا بيك .
نظر لعصام بتساؤل وقال: بالله أخى هاى أمها ولا خيتها .شكلها صِغِير كثير أخى .
إبتسمت هاميس وقالت: فعلا ماما علياء خلفت شذى وهى صغيرة قووووى .
تساءل فراس ببراءة مصطنعه: والله كيف هذا ؟
تحدث منذر بغضب  وغيرة وقال: هو احنا هنفضل نتكلم على طنط علياء وشذى طول الوقت ولا ايه يعنى.
أتت خديجة هى الأخرى حتى تهدئ الأجواء وقالت: بقولكم إيه الوقت أصلا إتأخر وأغلب الناس روحت .ماتيجى احنا كمان نروح ونكمل إحتفال فى البيت .
أيدها الجميع خاصة أنه كان يوم مرهق للكل .
أما فراس فاعتذر بلطف على أن يتفق معهم على لقاء قريب قبل سفره .
تحدثت هاميس وقالت: طب إسبقونى بس هروح الحمام ثوانى . ردت عليها شذى : أنا جايه معاكى.
رد عليهم عصام: إحنا مش هنمشى من غيركم ،هنستناكم لما تطلعوا عشان نركب مع بعض ومحدش يتأخر عن التانى .
أومأت إليه هاميس وذهبت هى وشذى تجاه دورات المياه الخاصة بالسيدات تحت نظرات كريهة تنظر تلك الفرصة وبشدة .
دخلت شذى وهاميس داخل ذلك الممر المتجه لتلك الحمامات . دخلت هاميس ووقفت شذى أمام تلك المرآة تنظر لوجهها وهى تحاول أن تضبط حجابها قليلا .خرجت هاميس من الحمام وهى تضحك لشذى وتقول: إنت بتعملى إيه داحنا خلاص مروحين.
ابتسمت شذى وقالت بهيام: مانا لازم أكون حلوه فى كل وقت.
لكزتها هاميس وقالت بمكر: لااااا شكل كده فيه حاجات بتحصل من ورايا ،وأنا كمان ملاحظه إنك تعبانه اليومين دول ومحتاجه دكتور كويس .ثم أمالت عليها وقالت وهى تغمز بعيناها : وياريت يكون إسمه منذر.
خجلت شذى وقالت: تصدقى إنك رخمة وأنا غلطانه إنى جيت معاكى .ثم ذهبت بإتجاه الباب وقالت: والله مانا مستنياكى وابقى تعالى بقه لوحدك.
ضحكت هاميس بشدة عليها وبالفعل خرجت شذى وهى غضبى منها .
أكملت هاميس غسيل يديها ثم ضبطت حجابها هى الأخرى عندما فُتح الباب فقالت بإبتسامة: رجعتى لييه ؟ وقف الكلام بحلقها عندما وجدت أمجد وهو ينظر إليها بخبث ويقول: مش بقولك فرسه ومحتاجه خيال .بس هنعمل إيه بقه .
هلعت من هول المفاجأة وقالت بخوف: إنت بتعمل إيه هنا. إنت محرمتش من آخر مرة قربتلى فيها.
إقترب منها ثم كتف يديها بيديه خلف ظهرها وأحكم قدميه حول أقدامها حتى لا تفعل معه مثل المرة السابقة.
كان يشم نسيمها  بإنتشاء وهو يقول بخبث: خليكى  معايا وسيبك من ابن الفلاحة ده .ثم أكمل برغبة جعلتها تشعر بالتقزز: أنا عايزك . مفيش واحده عصت عليا زيك .لا وكمان تفضل الزفت ابن الفلاحه ده عنى .
أجابته دون خوف بعد أن عادت لقوتها بعد ان زالت المفاجأة من عليها : ولو فضلت سنين عمرك كلها برضه مش هبصلك وهفضل عليك عصام فى كل مرة .
صاح بشدة وهو يقترب من وجهها بإنتشاء: ليييه كده .متخلنيش أأذيه .إنت فى إيدك إنى أبعد عنه لو سيبتيه وجيتيلى .
إبتسمت بتهكم وقالت: عشم إبليس فى الجنة .تصدق حتى لو محصلش نصيب بينى وبين عصام لأى سبب برضه مش هجيلك ولا هبصلك .
إرتخت قدميه عنها وهو ينظر لعيناها ويقول بغضب: ليييه فيه إيه هو ومش موجود فيا.دانا البنات كلها هتموت على نظرة منى وبيعرضوا نفسهم عليا عشان أقضى معاهم ليله .
إغتنمت هاميس فرصة تراخيه ورفعت قدميها للأعلى ولكنها لم تلمسه فضحك بصخب وقال مانا مش كل مرة هخليكى تضربينى كده .
إبتسمت بمكر وقالت فعلا عندك حق ثم هبطت بكل قوة بكعب حذائها المدبب فوق قدمه مما جعله يصرخ بشدة فترك يديها فاقتربت منه ومن صدغه وهو مرتخى من الألم وقالت بغل: أنا بقه هسيب عليك علامه تخلى الكل يسأل عنها وهتقعد بسببها فى البيت .لم يفهم عليها إلا عندما وجدها تمسك صدغه بين أسنانها وتضغط بشدة وهو لايستطيع الفرار منها .فهو لايعرف أيلاحق على ألم قدمه أم ألم صدغه .
تركته وابتعدت  عنه  وهى تبصق الدم من فمها .ثم ذهبت للحوض وغسلت فمها ووجهها وقالت له بقوة وثبات: ده حال أى حد يحاول يقرب منى فما بالك بقه لما يقرب بالطريقة القذرة دى وصدقنى لولا هيحسبوك عليا راجل كنت عملت فيك أكتر من كده ...إتفوا على اشباه الرجاله اللى زيك .
وإياك أشوفك فى طريقى تانى وأنا اللى مش هسيبك .وعصام لو قربت منه أنا اللى هقفلك ..ثم نظرت إليه بقوه وقالت بإستهزاء: ماشى يا سوسو.
خرجت من الحمام وهى تدعى الثبات والقوة ولكن لا تنكر أن بداخلها مهزوز من كلماته الحقودة تجاه عصام مما جعلها بالفعل تخشى عليه منه  .
عندما خرجت ومشت خطوات بسيطة وجدت رائف وعصام أمامها ويبدوا عليهم القلق .سألها عصام بلهفة : مالك إتأخرتى كده ليه قلقت عليكى .
إبتسمت بخفوت وقالت: متخفش كنت بس حاسه انى دايخه وشذى طلعت فخفت أطلع لوحدى فاستنيت لما فقت شويه .
إقترب منها رائف بهلع وقال: مالك ياحبيبتى فيكى إيه .
صاح عصام بغيرة: يادى النيله د وقت حبيبتى وزفت .ياعم راعى إنى واقف .
إبتسمت هاميس وقالت: فيه إيه ياعصام ماتهدى كده وكمان رائف هيفضل طول عمره حبيبى .
نظر إليها عصام بغضب وقال: طب والله مانا واقف معاكوا واعملوا حسابكم زى النهارده هنكتب الكتاب ومفيش أعذار .
ثم أعطى لهم ظهره وذهب فى طريقه وهو يغلى من غيرته عليها ولكن أكثر ما أحزنه أنه شعر بحزنها ولكنه لم يقدر على الإقتراب منها فهى ليست حلال له إذا فليجعلها حلال حتى يقترب منها كما يريد .
نادى عليه رائف وهو يضحك ويقول: خد هنا ياعصام ..ياعصام ..يابنى ....هو انت اتهبلت ..
ثم نظر لهاميس وقال بإستغراب: جننتى الواد اللى كان عاقل ورزين ياهموس ...روحى ياحبيبتى منك لله .
💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢
وماذكرياتنا إلا وقود لحاضرنا ..نأخذ منه ما يساعدنا على العيش ونستأصل منه مايشعرنا بالحيرة والخوف .ولكن فى كثير من الأحيان نحاول أن نستدعى كل ذكرياتنا حتى التعيسة منها علنا نجد لحاضرنا أملاً .
وصل فراس إلى الفندق الذى قرر الإقامة فيه .فهو كان يريد الرحيل فورا بعد إنتهاء الخطبة فهو جاء بعد إلحاح من رائف وأراد أن يجعلها مفاجأة لعصام .فكانت حقا المفاجأة من حظه هو .ولذلك قررأن يمكث فترة أطول .فما يشعر به تجاه شذى يستحيل أن يكون من فراغ .
شعوره بها وخوف والدتها منه خاصة عندما تعمد أن يتحدث بلهجة بلده مما شعر فى عينيها بهلع منه .ومازاده حيره هى أنها عندما سلمت عليه قالت إسمه وهو على يقين أنها أتت بعد أن عرف عن نفسه ،فكيف إذا علمت به .والأكثر من ذلك هى إسمها "علياء" فهو لن ينسى هذا الإسم أبداً .فعمه الحبيب كان دائما مايخبره عن زيجاته ولكنه دائما وأبدا كان يخبره عن تلك العلياء الفتاة الجميلة صغيرة السن والتى إكتشف أنها لا تفقه شيئا وتعلمت على يديه كيف تصبح إمرأه .أخبره كيف أنها أكثر فتاة جعلته يشعر بالشفقة تجاهها حتى أنه لم يكمل مدة زواجه منها وترك لها الشقة بإسمها مع مبلغ فى البنك .يذكر جيدا أنه حاول الوصول إليها لشعوره بالذنب تجاهها ولكنه لم يجدها .
فهل من الممكن أن تكون تلك .وتكون شذى أختا لمهرة ولذلك تشبهها كل هذا الشبه خاصة أن مهرة بالأساس تشبه أبيها وبشدة.
ألقى بنفسه على التخت وهو يزفر بشدة .ثم نهض مرة واحدة وأمسك هاتفه وطلب رقما وعندما رد عليه قال بجدية: بدى كل المعلومات عن بنت إسمها شذى وأمها علياء .وانا راح أرسلك صورهم هالحين .وأملاه العنوان فهو يعلم عنوان عصام ورائف وهو علم منهم أنهم بنفس البناء معهم .
ثم قال بحزم: أبغيها أمامى الصبح على أكثر وجت .ومابجبل أى تأخير .آخرك معى الساعة عشرة .سامعنى زين .
ثم أغلق الهاتف وهو لا ينتوى الرحيل دون أن يعلم كل شئ عن تلك الفتاة وأمها ......
💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫
إذكروا الله ...ياترى فراس هيوصل لحاجه ولا ؟ وهل أمجد فعلا هيأذى عصام خاصة بعد ماعلمت هاميس عليه ؟
يلا مستنيه آرائكم وكومنتاتكم وطبعا رايكم فى الخاطره ....متقولوش الفصل صغير لإنى إن شاء الله بأمر الله هحاول انزل فصل كمان بكره ...
بحبكم فى الله ...سلوى عليبه

 لست دميماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن