الفصل العاشر .....
لست دميما......
سلوى عليبه ........تتهافت قلوبنا على أشخاص رغم عدم معرفتنا المسبقة بهم .ونتساءل لمَ هذا الشعور وتلك الأحاسيس ولكننا دوما لا نجد إجابة غير أن قلوبنا ليست بأيدينا لنحركها كيف نشاء ....
حالة ذهول أصابت خديجة عندما سمعت همس علياء بتلك الكلمات .أصبحت تفكر كيف ذلك؟ فعلياء أتت إليهم وهى حامل بالفعل وأنجبت على يديهم إبنة واحدة وخرجت بها وهى تقريباً عمر عام وزوجها عقيم إذا كيف؟
نظرت إليها وجدتها على حالتها تلك ولم تستفق من الصدمة بعد .ولكنها حقا لا تستطيع إلا أن تفهم .
إزاااااى بنتك إزاى يعنى ياعلياء فهمينى أصل أنا عقلى هيشت ؟
أجابتها علياء بتيه وعدم تصديق: بنتى أنا مرضعاها مع شذى .
اقترب عقل خديجة على الضياع وهى لاتدرى كيف هذا ؟
هدأت خديجة قليلا وقالت: بصى بقه فهمينى إزاى وانا واثقه ان محدش رضع ماسه غير بسمة خالتها.
إنتبهت علياء وقالت بحنين هقولك : انتى عارفه انى مكنتش قريبه من بسمة زى ماكنت قريبه منك .وانتى اللى كنتى بتجمعينا مع بعض صح .
أومأت خديجة بالإيجاب دليلا على صحة كلامها .فأكملت علياء وقالت:
لما انتى سافرتى العمرة بتاعتك وخدتى عصام مكنتش بزور بسمه كتير وده بسبب مشاكلى وخوف راغب الله يرحمه من انى اختلط بحد وهو كان بيطمنلك بحكم معرفته بيكى .
أكملت علياء بهدوء : ساعتها لقيت بسمة جايالى بماسة وريان لأن رائف جاله تيفود وخايفه عليهم ،حتى هى اتحجزت بيه فى المستشفى لان حرارته كانت عالية جدااا وقعدت 3 ايام .
أيامها كانت فطمت ريان لانه أكبر من ماسه ب 6 شهور بس هى لسه بترضع . وطلبت منى اخد بالى منهم لانها مش هتثق فى حد غيرى .وفعلا قعدوا عندى وكانت سايبالى لبن والببرونه لماسه بس مش عارفه ليه قلبى حن ليها وقررت ارضعها وفعلا رضعتها ال 3 أيام دول وكان جوايا فرحة غريبة خاصة انها هى وشذا حبوا بعض وكانوا بيلعبوا مع بعض وبيسكتوا لما بيسمعوا صوت بعض.
إعتلت الدهشه وجه خديجة وهى تقول: سبحان الله يعنى هم اصحاب من زمن وانتى ولا مرة اخدتى بالك .
ردت علياء بلهفة : تصدقى انى كنت ببعد شذى عن أى حد ومبخليهاش تصاحب حد خوفا عليها وكنت أنا صاحبتها الوحيدة .
أكملت بإبتسامة : لغاية ما فى مرة جاتلى هى وهاميس وكانت معيطة أتارى حد غلس عليها كانت فى تانيه إعدادى واللى فهمته ان هاميس دافعت عنها مع انها متعرفهاش .وصممت انها توصلها للبيت لما لقتها منهارة .يومها لقيتنى ببصلها قوووى ودخلت قلبى ولقيتنى بقولها من غير ما افكر خلاص بقالك أخت تدافع عنك .يومها شذى فرحت جدااا انى سمحتلها تصاحب هاميس ونفس الوضع لهاميس لقتها بتشكرنى انى مرفضتش صحوبيتهم لانها بتحبها رغم انهم مبيتكلموش .
سألتها خديجة : طب وده مخلاكيش تشكى أبدا .
أبدااا. هكذا أجابتها علياء .وأكملت بتقرير: أنا عمرى ما نسيت ماسة بنتى اللى رضعتها وربنا حط حبها فى قلبى وكان نفسى اجى واشوفها حتى انى سألت عليها عمى عبدالله مره كده بس من غير ماياخد باله وقالى ان مامتها اخدتها وهى عندها سنتين وعمرى ما توقعت ان مامتها من اسكندريه كنت متخيله انها من القاهرة .اصل ازاى تسيب بنتها كده .
إستطردت بحب: وفى الفترة دى انا قربت من هاميس وحبتها جداااا وهى الوحيدة اللى كنت مطمنه وشذى معاها .لدرجة انى وافقت نرجع القاهرة بس عشان تكون معاها .
ومع انها كانت دايما بتحكيلى عن حياتها وعن اخوها رائف بس برضه سبحان الله ياشيخه مجاش فى بالى أبداااا. خاصة ان بسمة مكانتش بتناديها غير بماسة وعمرى ماسمعت هاميس دى خااالص. وغير كده المكان مش هو وحاجات كتيير وطبعا شكلها اللى اتغير تماما عن وهى صغيرة .
سألتها خديجة بإستفسار: طب يعنى لو كنت عرفتى كنت هتعملى إيه؟
أجابتها بقوة : كنت هاخدها تعيش معايا بدل أمها وجوز أمها اللى مزهقنها بس طبعا مكنتش أعرف .
نهضت علياء مرة واحدة وعيناها تترقق بها الدموع وقالت: أنا لازم أشوفها ياخديجة ،عايزه أخدها فى حضنى وأعوضها عن قساوة أمها وعن حنية بسمة وأقولها ان لسه ليها أم تتمنى نظرة منها .أكملت بصوت متحشرج من أثر الدموع التى تحاول ان تسيطر عليها : عايزه أقولها انى لو اعرف ان هى مكنتش سيبتها تتعذب يوم واحد .أنا ربنا حط حبها فى قلبى من غير سبب وربنا برضه بعتها فى طريق اختها عشان تكون قدامى حتى لو مش عارفاها .ايوه كنت باخدها فى حضنى لما بحسها مخنوقة بس دلوقت حضنى مختلف د حضن أمها يا خديجة .
إغرورقت عينا خديجة بالدموع هى الأخرى وقالت: بصى واحده واحده عشان تستوعب وانا هخليكى تشوفيها النهارده .
نظرت إليها علياء بآستفهام فردت عليها خديجة وقالت: مش انا كنت عايزه اعزم رائف واخته خلاص هعزمهم النهارده يطلعوا من الشغل عليا وكمان انتى وشذى معزومين بحكم معرفتى بيكم واتكلمى معاها فى كل اللى نفسك فيه ماشى .
أومأت علياء بفرحة شديدة ماشى يا خديجه ربنا مايحرمنى منك ياااارب ...
ترددت خديجه قليلا ولكنها قالت مرة واحدة: انا عايزه أسألك على حاجه بس يعنى ياريت متفهمنيش غلط؟ ليه حاساكى ملهوفه على هاميس كده ولا كأنها بنتك الحقيقية مش يعنى بنتك بالرضاعة.
أجابتها علياء بحزن : عشان أنا اللى شفت حياتها ومعاناتها مع أمها رغم قوتها اللى ظاهرة للكل . كنت بحسها شبهى أنا كمان شفت كتيير فى حياتى بسبب قسوة ابويا وأخويا .
نظرت إليها بشرود وقالت: كنت بشوف نظرتها لشذى وأنا بحضنها .نظرة إنكسار وحوجة .كنت بحسها بتقولى احضنينى أنا كمان لانى محرومة من حضن زى ده . ساعتها تلقائي كنت بنادى عليها وأحضنها .بس دلوقت حضنى هيبقى مختلف .نظرت لخديجة وقالت فاهمانى ..
أومأت خديجة بإبتسامة وقالت: فاهماكى يا علياء فاهماكى .
ثم نهضت وقالت: يلا بينا نبدأ فى تحضير الأكل وأنا هتصل على رائف وعصام وأعرفهم عشان يجوا مع بعض .
اعتلت الفرحة وجه علياء وهى تقول بإشتياق : رغم انك كنتى قدامى بس حاساكى وحشانى ياماسة ...
بدأوا فى التحضيرات بعد أن أبلغت خديجة عصام ورائف والذى رحب بشدة وأبلغ بدوره هاميس والتى لاتعلم بالمفاجأه التى بإنتظارها .
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
وما كانت قطرة ماء لا نعطى لها بالاً إلا سبباً ليأخذ نهرا مجراه بعد أن حطمت صخرة كانت تسد منبعه .
وكذلك كلماتنا القاسية فى بعض الأحيان لا تكون إلا كسبيل لنبع حنان سيأتى ولكننا نفتح أمامه الطريق .
خرجت هاميس وهى تشعر بالإختناق من تفكير عصام .لاتعرف كيف بشخص ناجح فى عمله هكذا يكون بداخله تلك الأفكار ولكنها أقسمت بينها وبين نفسها ألا تتركه حتى يعرف طريقة حتى لو كان بعيدا عنها .
وهى فى الطريق إلى مكتبها وجدت أمجد واقفا مع رشدى رئيس الحسابات فتبسمت بتهكم وأكملت طريقها إلا أن أمجد وقف أمامها بعد ان أمر رشدى بالإنصراف.
سألها بخبث: إيه الجميل ماله بزمتك فى واحده فى جمالك تبقى زعلانه كده .بس قوليلى مين مزعلك وأنا أمحيه من على وش الدنيا .
أجابته بمكر : متأكد انك هتمحى اللى مضايقنى مهما كان هو مين .
أجابها بإبتسامة فخر إعتقادا منه أنها بدأت فى الميل إليه: طبعا أكيد .
فأجابته بقوة: إنت .
نظر اليها بإندهاش : أنا إيه؟
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بثقه وقوة : إنت اللى مضايقنى يلا إمحى نفسك من قدامى وياريت مشوفاكش تانى فى أى مكان أنا فيه وخليك قد كلمتك ..
تركته وهو يستشيط غضبا من تلك الفتاة التى كلما رأته قللت منه وهو مهلك قلوب الفتيات والنساء .
قال بتوعد : زيدى غلطك معايا زيدى .بس والله فى سماه مانا سايبك غير لما اخد منك اللى انا عايزه حتى لو بالغصب .
أما هاميس فأكملت طريقها لمكتبها تحت نظرات شذى المذبهلة وهى تقول: إيييييه يابنتى هو انتى كل ماتشوفى خلقت مستر أمجد تبهدليه كده .دممكن يحطك فى دماغه وده مش حلو .
أجابتها هاميس بلا مبالاة وهى تجلس على مكتبها: سيبك منه هو أصلا يستاهل التهزيئ ،إنسان مستفز كده فى نفسه جاته القرف ..
ضحكت شذى وقالت: فى حلاوته ياهاميس جاته القرف فى حلاوته يا قلبى .
نظرت اليها هاميس بتوجس وقالت: شذى إنتى بجد معجبه بيه ولا ايه؟
نظرت لها شذى بشدة وضحكت مرة واحدة وقالت: والله ياهاميس انتى هتجننينى .يابنتى اه منكرش انه حلو لا حلو ايه د قمر يخربيته بس ده مينمعش ياقلبى انه مش تيمى خاااالص .انا بس بشوفك متغاظه فبحب أغيظك زيادة مش أكتر .
إستشاطت هاميس غضبا وهى تبحث عن شئ تقذف به شذى وهى تتمتم : بقى بتغظينى يابت علياء والله عال ماشى والله لمورياكى أنا بقه أصلا متغاظه وهطلع غيظى كله فيكى إيه رأيك بقه .
ذهبت اليها شذى وهى مازالت تضحك ومالت عليها وأخذتها بأحضانها وهى جالسه وقالت: خلااص قلبك أبيض يا هموس مش هغيظك تانى .
لفظتها هاميس بعيدا وقالت: طب ياختى خلصى شغلك عشان عايزه انا كمان اخلصه لأن رائف بيقول إننا معزومين عند مامت واحد صاحبه .
ضحكت شذى وقالت : بصرة واحنا كمان معزومين عن واحده جارتنا ومعرفة ماما .
بدأوا فى عملهم ولا يعلموا ماذا بإنتظارهم .فرائف لم يرد أن يخبر هاميس أن والدة صديقه ماهى إلا والدة عصام لأنه خاف من أن ترفض . خاصة بعد الحالة التى وجدها عليها بعد أن خرجت من مكتب عصام وكانت غاضبة وبشدة ولكنها لم تذكر السبب .
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
وما الصديق الوفى إلا كالترياق من سموم الحياة .فنصيحته لى دواء حتى لو كانت مرة .وقربه منى طمأنينه من صدمات الحياة المستمرة .
دخل رائف عند عصام ببعض الأوراق حتى يدرسوها سويا فوجده فى حالة لم يره بها من قبل.رغم أنه رآه بكل حالاته الا ان تلك المرة مختلفة .فهو داخل عيناه ينطق الحزن من شدته .
ترك رائف الأوراق من يديه وذهب مباشرة لصديقه وأوقفه وهو ممسك بكتفيه وهو يقول بقلق حقيقى : مالك ياعصام فيك ايه ؟ انا عمرى ماشفتك كده أبدا إيه اللى حصل ؟
إندفع عصام بكل قوته داخل حضن رائف مما جعل الأخير يرتد للخلف ولكنه تماسك .
قال عصام بآنين : أنا تعباااااان قووووى .والله تعبااااااان .عايزه أستريح ومش عارف .
تركه رائف قليلا وقال وهو مازال بأحضانه : مالك بس هو أمجد قالك حاجه ضايقتك .
خرج عصام من أحضان رائف وجلس على الأريكه وجلس رائف بجواره .قص عصام على رائف كلما حدث مع أريان .
تكلم رائف بهدوء وقال: طيب فين المشكله انت نفسك طول عمرك بتقول ان أريان مختلف عن أمجد .مايمكن فعلا هو عايز يقرب منك .
أمسك رائف يد عصام وقال: ياعصام صدقنى إنت بعدك عن الناس مخليك خايف من أى حد عايز يقرب منك .بس انت لازم تديهم فرصه وتدى لنفسك فرصه .ماهو مش هتفضل بعيد على طول كده .
إبتسم عصام بسخرية وحزن وقال: ايوه بعدى عن الناس خلانى خايف وكمان جبان .
إندهش رائف من الكلمة وقال بإستفسار: لا مش لدرجة جبان يعنى بس انت لازم تتغير .
نظر عصام لرائف بقوة وقال بحزن: بس ده رأى هاميس فيا. صمت قليلا ثم قال: انى جبان .
غضب رائف من وصف هاميس وقال بثقة : لا طبعا انت عمرك ماكنت جبان.
إستطرد عصام وكأنه يحدث نفسه: الوحيدة اللى شدتنى ليها بتقول عليا جبان .طب اعمل فى نفسى إيه بس؟
إستمع رائف لعصام
فسأله مباشرة: يعنى ايه البنت اللى اتشدتلها ياعصام ؟
وقف عصام واتجه للنافذه ملاذه عندما لايريد النظر لمن يحدثه .ولكنه أيضا يريد أن يخرج ما بداخله .
قال عصام بحزن: ايوه يارائف هاميس قلبى وقع لما شافها عند القطط بس وقع من الفرحة ان فيه حد لسه كده .ولما شفتها لقيت قلبى بيدق معرفش ليه .وبعدها بقيت عايز أشوفها لدرجة انى طلعت من مكتبى وروحت الحسابات لاول مره تحصل بس عشان أشوفها .إستطرد بحب: كل مرة كنت بشوفها حتى لما كنا بنتصادم مع بعض كنت ببقى مبسوط لدرجة انى مش ببقى عايز أنهى الحوار بس عايز أسمعها واشوفها .
إستدار وقال لرائف المندهش الوجه: تعرف إن لما أريان جه وقالى كلامه ده كنت مخنوق لقيتها هى اللى جت فى بالى وانى نفسى أشوفها أو أحكيلها .إبتسم للذكرى وقال: وفعلا لقيتها داخله عليا وبتسألنى إنت كويس؟ كنت ساعتها مش عارف أعمل إيه من فرحتى انى شوفتها رغم حزنى .
ولقيت نفسى بقولها انى فيه حاجه جوايا ليها .والغريب انها هى كمان بس للأسف قالتلى انى جبان وهى عمرها ماهيكون فيه حاجه بينها وبين واحد جبان زيى .
جلس بحوار رائف الصامت وقال: بس هى عندها حق .واحده زيها جميله ومثقفه ليه تبص لواحد زيى .
خرج رائف من صمته وقال بنفاذ صبر: تصدق هى عندها حق وانك فعلا جبان يا أخى .
نظر اليه عصام بحزن وقال : انت كمان ياصاحبى بتقول كده .دانت لسه بتقول انى مش جبان .
وقف رائف وقال: أيوه جبان لانك هتفضل طول عمرك حابس نفسك عشان حاجه مش موجوده أصلا .رافض تدافع عن حقك حتى خايف تقرب من أخوك رغم انى واثق ان انت نفسك تقرب .
تعرف طول عمرى بقف جنبك وعمرى ما وقفت ضدك .بس لما تيجى اختى وقلبها يميل ليك وانت كالعادة متخاذل وبتفكر فى ميت حاجه من موجوده يبقى لأ .
أكمل بغضب : هاميس شافت كتيير قووى ياعصام .بس هى مش زيك هى واجهت وقاومت وعاشت حياه انت كراجل مقدرتش تعمل زيها . كان نفسى فى اليوم اللى تجيلى فيه وتقولى انا قلبى لقى نصه التانى وكنت هبقى فرحان لأنى واثق فيها وفى إختيارها وكنت هساعدها وهساعده مهما كانت ظروفة تعرف ليييه ؟ سأله بصوت عال .
فنظر إليه عصام دون كلام ...
فأكمل رائف بشدة : لأن هاميس تستاهل إنها تفرح ،تستاهل إن يجى راجل بجد فى حياتها يعوضها عن اللى فات كله .لكن يوم ماقلبها يميل يتجرح فده اللى مش هسمحله يحصل أبدا.
تكلم عصام بوجع خلاص يارائف إطمن أنا مش هحتك بيها خالص وهى أصلا رافضه واحد زيى .
صرخ رائف بشدة: د اللى فهمته من كلامها يا عصام ؟ يبقى اسمحلى اقولك ان فهمك خانك المرة دى وبالقوى كمان .
وكمان يا اخى نفسى أشوفك بتحارب مرة واحدة .ولو محاربتش عشان البنت اللى قلبك مال ليها هتحارب عشان مين هاااه تعرف تقولى ولا ناوى تتجوز واحده والسلام ومتعرفش تعيش معاها فتقوم تدور على واحده تانيه تحبها وتعيش معاها زى باباك ماعمل.
نظر إليه عصام بألم وقال: أول مرة تقولى كده ياصاحبى وتقسى عليا كده .
أحابه رائف بقوة: أهو انت قولت اهو ياصاااااحبى ،يعنى مش هضحك عليك حتى لو هتزعل منى .وانت ياعصام من أغلى الناس عندى وهاميس دى قلبى من جوة هى وريان أخويا ومش هسمح لحد فيكم إنه يتوجع مهما كان .صاح بشدة وكأنه يقول لنفسه ويتذكر حاله مع نورهان: كفاية وجع بقه كفايه مش هنفضل طول عمرنا موجوعين .
ضحك.عصام بسخرية وقال: إنت بتتكلم عنى ولا عن نفسك .طب ليه مبتقولش كده لنفسك وتروح لنورهان وتعترف باللى فى قلبك واللى انت دافنه جوه .
قال رائف بحزن ويأس:
إنت ظروفك مختلفه .للأسف مشكلتك حلها فى إيدك وانت رافض تحلها .دى لو كانت مشكله أصلا ومش من نسج خيالك .لكن أنا ظروفى مختلفه ومشكلتى مش بإيدى فمتدخلش الأمور فى بعضها ماشى .
صاح عصام لأول مره وقال: يعنى أعمل إيه يعنى انتوا ليه مفكرين انى أنا اللى ببعد .
نظر له رائف وقال بهدوء حذر: تمام يا عصام لو عايز تبعد عن هاميس مفيش مشاكل وأنا كفيل إنى أبعدها عن طريقك ولا إن قلبها يتعلق بيك بزيادة ويتوجع منك بما انك هتفضل كده ومش هتتغير .
هوى قلب عصام للأرض حرفيا من مجرد فكرة إيتعادها عنه وقال بهدوء حذر:
وده بقه هتعمله إزاى يعنى .
أجابه رائف بهدوء وخبث: أبدا إنت عارف زين صاحبنا صاحب شركة المقاولات كان عايز حد كويس يشتغل معاه فأنا بقه هبعتها تشتغل هناك وكده انت مش هتشوفها أصلا ولا هى هتشوفك .
غيييرة حااااارقة شعر بها عصام لمجرد التخيل فماذا سيفعل إن ذهبت بالفعل .لا لن يتركها بعد أن وجدها أبدا لن يفعل.
كان رائف ينظر لتعابير وجهه المتغيرة وهو يبتسم بداخله فهو بالفعل يتمنى أن يجمع الله بين هاميس وعصام بل انه كان يشعر بذلك ولكنه لزم عليه الأمر أن يفعل ما فعل حتى يتغير عصام للأفضل ويعلم تمام العلم أن هاميس لن تتركه مثلما قالت فأخته عنيدة جداااا .
وقف عصام أمام رائف وقال بلهجة شرسه أساسها الغيرة والخوف من الفقدان: بص بقه يارائف هاميس مش هتشتغل عند حد ومش هتمشى سامعنى وغير كده بقه مش انت دايما تقولى إنى أعين سكرتيرة ليا وانا كنت برفض .نظر اليه بقوة وقال: أختك هتبقى سكرتيرتى وهترتبلى مواعيدى ومن هنا ورايح هبدأ اشوف العملاء بس المهمين مش كلهم.
نظر إليه رائف بتسلية وقال: وهاميس بقه هتوافق على كده .هى حاليا بتشتغل فى تخصصها على الأقل.
نظر اليه بقوة وهو يتذكر أمجد وهو يقف معها وقال بغيرة مليش فيه أنا صاحب الشركة وخلاص قررت وهطلع أمر إدارى بكده .
نظر إليه رائف بتسليه وقال: وماله براحتك مانت صاحب الشركة ...
ثم إستدار متجها للباب وقال بصوت خافت: بركاتك ياهاميس ولسه يا عصام ولسه .
خرج رائف وهو يقول بصوت عالٍ: يلا عشان معزومين عندكم على الغدا.
فرح عصام عندما تذكر أمر العزومة ولكنه بهت عندما إستدارله رائف و قال : وعلى فكره مرضتش أقول لهاميس انها عندكم لترفض ولا حاجه .
تغيرت تعابير عصام للإصرار وهو يقول مش هسيبك ياهاميس لانى مش بالسهل ألاقى حد زيك.
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
وافتقادى لكِ كافتقاد العليل للدواء . قلبى يتمزق من إبتعادك عنى ولكن قربى منك يؤلمنى فماذا أفعل بين حنينى وشوقى إليكِ وبين خوفى من تمزق قلبى حين أراكِ أمامى .
تجلس بشرى داخل حجرتها بين ذكرياتها المؤلمة .وكأنها حبست قلبها بين آلامه ولا تريد له الإبتعاد .فأصبحت تهدى الآلام لمن حولها ولا تدرى أنها تحطمهم قبل أن تحطم نفسها .
دخلت عليها نورهان وهى ترى والدتها على تلك الحالة منذ رحيل هاميس .تشفق عليها ولكنها أيضا تلومها فهى السبب الأول فى إبتعاد أختهم الحنونة عنهم .حتى أن المنزل أصبح كئيبا لدرجة لا توصف.
وحشتك؟
كلمة واحدة قالتها نورهان جعلت والدتها تلملم ذكرياتها المبعثرة بما فيهم صورة ياسر والد هاميس .
أمسكت نورهان تلك الصورة وقالت بسخرية: تعرفى انك لو حتى حاولتى تحبى بابا كنت تغاضيت عن حاجات كتيير فى معاملتك مع هاميس .بس للأسف ياماما انتى عمرك ماحبيتى بابا ورغم كده كنتِ بتسيبيه يهين هاميس وانت بتسكتى .نظرت إليها بقوة وقالت : تعرفى انت كنتى بتسيبيه ليه ياماما ؟ مش عشان انتى بتحمليها ذنب موت باباها لا .
أكملت بحزن رغم وجه والدتها المكفهر ودموعها المنهمرة : انتِ كنتى بتسيبيه يهينها لإحساسك انتى بالإهانه لانك بعد المهندس ياسر اتجوزتى واحد زى بابا مدحت وطبعا من وجهة نظرك هى السبب.
صاحت والدتها وقالت: إسكتى متتكلميش مش عايزه أسمع حد .
صرخت نورهان هى الأخرى وقالت: لا ياماما احنا سكتنا كتييير جدااا بس خلاص مش هنسكت تانى . انت دمرتى بنتك ومش هسمحلك تدمرينى زيها .ويكون فى علمك أنا مش هصرف مليم واحد من فلوس هاميس ياماما .
تكلمت بشرى بإستهزاء: لا والله ما طول عمرك بتاخديهم وبتصرفى منهم وفوق ده كنتى بتاخدى منها كمان .دلوقت بس افتكرتى انها فلوس اختك .
قالت نورهان بحزن: لا ياماما الاول كنت باخدهم واختى هنا معايا وكانت دايما لما تلاقينى زعلانه تقولى انها هى اللى سايباهم عشان خاطرنا وانها مش زعلانه .بس دلوقت ياماما لا .اختى مش موجوده معانا يبقى حرام نستحل فلوسها حتى بعد ماسابتلك البيت ومشيت .إيييه هتفضلوا لإمتى بتستحلوا مال اليتيم .....
صفعة هوت على وجه نورهان ولكنها لم تكن من والدتها ولكن من أباها الذى وصل وسمع كلامها وصاح بشدة :
شكل بنت ياسر علمتكم قلة الأدب بس أنا هعرف اربيكم آزاى .يعنى أنا ماصدقت إنها غارت فى داهية جاية انتى وتعملى زيها وتعلى صوتك والله عال .
نظرت اليهم نورهان بألم وخزى .أما بشرى فوضعت يدها على فمعا من الصدمة . خرجت نورهان مسرعة صوب غرفتها وهى تبكى بإنهيار .
أما مدحت فلم يشعر بأى ذنب فهو بإعتقاده أنه لم يخطئ ...
لو كان الشيطان وجد نفسه مخطئا لتاب منذ زمن ولكنه دائما يرى نفسه على صواب والأدهى أنه يقنع الجميع بذلك ......وللأسف هناك من يقتنع ويتبعه إتباع المسحور ..ولكنه يعلم أنه سيخسر فى النعاية ولكنها المكابرة .
وكذلك مدحت وبشرى فلقد بدأوا بالخسارة وياليتها خسارة ممكن أن نعوضها ولكن كيف نجبر كسر القلوب ....
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
وما طريقى إليك إلا معوجا مليئ بالعثرات والأشواك ولكن يكفينى فخرا أن نهايته هى أنتى ملهمتى .....
خرج رائف ومعه هاميس باتجاه منزل عصام وطوال الطريق ينظر اليها رائف دون كلام حتى نفذ صبرها فقالت هى الأخرى بنفاذ صبر: إييييه مالك بتبصلى كده ليه ؟
أجابها بهدوء وغموض : مفيش لما نروح نبقى نتكلم .
فسألته هاميس بنفاذ صبر: طب ومين صاحبك اللى مامته عازمانا عندهم انا معرفلكش اصحاب غير عصام .
نظر إليها وكأنه يقول لقد جاوبتى .ولكنه أراد أن يشتت إنتباهها قليلا حتى الوصول فقال : يعنى انتى تعرفى كل اصحابى معتقدش يعنى .
صمتت ولم تتحدث وهى منتظرة مرغمة .
وصلت سيارتهم الى العمارة السكنية فقالت بإندهاش: مش دى عمارتكم اللى فيها شقة خالتو الله يرحمها .
أجابها بحزن لتذكر والدته التى لم ينساها أصلا: أيوة هى .ثم أكمل بخبث: ماللى عازمانا واحده من صاحبات ماما الله يرحمها وابنها يبقى صاحبى .
اااااه هكذا قالت بإرتياح وتقدمت لداخل المصعد وهى تقول: شذى كمان معزومين النهارده بس هى مشيت بدرى عشان مامتها طلبتها .يلا يوم العزومات العالمى .
لم يكن رائف يدرى بالفعل أن شذى هى الأخرى ستكون معهم فلم يعطى الكلام أى أهمية .
وصلوا للطابق المطلوب وقال رائف فجأة : هاميس رنى الجرس انتِ وادخلى أصلى نسيت الشيكولاته اللى أنا جايبها فى العربيه .
ردت عليه بنزق: ياساتر يعنى كان لازم تنساها وانا هدخل ازاى وانا معرفهمش.
أحابها وهو يمشى : طنط خديجة تعرف انك جايه هى اصلا عازمانى عشان خاطرك .ثم أغلق المصعد وهبط لتحت.
رنت هاميس الجرس وهى تشعر بالإحراج ولكن هالها ما رأت فعصام هو من فتح الباب وعندما رآها ابتسم بشدة وقال: ..............●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●□
إذكروا الله .....
لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين ...
يلا يا آل الجروب ورنى الهمه وتوقعوا كده معايا اللقاء الجبار ده هيبقى شكله ايه؟
هاميس وعصام
هاميس وعلياء .
ورد فعل شذى على كل ده وطبعا رد فعل خديجه.
إبهرونى .
دمتم فى رعاية الله ...
سلوى عليبه
أنت تقرأ
لست دميما
Romanceإجتماعى رومانسى نبذته عائلته لأن وجهه ليس وسيما ، ولكنه كان الأكثر طيبة وذكاءا وحبا ، فأصبح غير واثق بنفسه رغم قدرته الهائلة على العطاء ،فأصبح يدفعهم للأمام وهم يأخذون المجد والمعارف.حتى جاءت هى وقلبت حياته رأسا على عقب ،فأصبح معها كالطفل تشكل شخصيت...