الفصل الخامس ...
لستُ دميماً ......
سبحانك اللهم وبحمدك .أشهد أن لا اله الا أنت ؛ أستغفرك وأتوب إليك .تأتى سحائب الرحمة لتحيي أرضاً طال قحطها .اشتاقت لقطرة ماء تتخلل جوفها القاحل لتروى نبتة صغيرة موجودة بها علها تزهر بعد أن يأستْ أن تجد من يرويها ....
تائه بعيون بها من القوة والحزن مايكفي الدنيا ويفيض . تمتلك أعين حزينة مثل عيناه ولكن من يمكنه أن يحزن تلك الجميلة. لا يعرف أن الحزن غير مرتبط بشكل ولكنه مرتبط بقلب وروح ..
أما هى فوجدت بعيناه حنان وحزن يكفى أن يغمرها فتشعر به. لما هذا من أثر بها هكذا. فهى قد رأت كثيرا واقترب منها الأكثر ولكن لم يؤثروا بها ولو قيد أنمله. فلِمَ تشعر بذلك التيه معه. حتى أنها لم تستطع أن تتحرك أو تبتعد رغم لو أنها فى وضع مختلف لكانت أبرحته ضرباً أو عضاً .
أخرجهما من تيههما معا ذلك الصوت الجهورى وهو يقول بصدمة : إيه اللى بيحصل هنا ده ؟ وإيه اللى موقفكم فى الضلمة؟
انتفضا كلاهما خاصة أن ما حدث جديد بالكلية عليهم ..نظرا لمن يقف وجدوه رائف ولكن وجهه لا يبشر بالخير أبداً .
أجلى عصام صوته وقال بثبات مزيف : كنت نازل أشوف القطط وخبطت فى الآنسه .
تهكم رائف وقال : لا والله حنين من يومك .وإنت بقه خبطت فى الآنسه واستحلتها ولا إيه .
كانت هاميس تنظر أرضاً . لأول مرة لا تجد صوتها وإن وجدته ماذا تقول ؛ حقا ماذا تقول ؟ كاد أن يرد عصام عليه ولكنه وجه كلامه لتلك التى لاتقدر على الكلام .
عقد يديه أمام صدره وقال بصوت مرتفع قليلاً موبخا إياها يقوده خوفه عليها وغيرته: وانتى يا آنسه بتعملى إيه عندك. دأنا قلقت عليكى ونزلت أشوفك إتأخرتى ليه ؟ ولو إنى سمعت صوت مكنتش عرفت إنتى فين . وكمان تخيلى كده لو مش أنا اللى جيت كان إيه اللى حصل ؟ هاه رُدى عليا؟ قال جملته الأخيرة وهو يصيح بها بشدة.
حتى أن عيناها اغرورقت بالدموع وقالت بخفوت : أنا نزلت أشوف القطط ومكنتش أعرف إن حد هنا وخبطت فيه غصب عني وكنت هقع ؛ ثم نظرت إليه بحزن أنا مقصدش حاجة وغير كده أنا معملتش حاجة غلط عشان تزعقلى كدة أو تشك فيا.
صاح بشدة : إخرسى .أشك فيكى إيه يامتخلفه إنتى .أنا خفت عليكى إيه مبتفهميش .
كان عصام يرى ثورة صديقة الغير مبررة بالنسبة إليه .فهو ولأول مرة يراه هكذا .فربط الأمور ببعضها وتوقع أن تكون تلك حبيبته ولهذا غضب بتلك الطريقة .وعند تلك النقطة شعر بغصة فى قلبه لايعلم عنها شيئا غير أنها مؤلمة وبشدة .
اقترب رائف من هاميس وشدها إليه وضمها بشدة وهو يقول : وحشتينى ياهبلة .بقى كدة خوفتينى عليكى . كنت هم.وت من قلقى لما إتأخرتى ..
شددت هى من إحتضانه وبكت. بكت كما لم تبكِ من قبل . لم تكن تعلم لمَ تبكى بالأساس؟ هل لإحساسها بالأمان بين يديه .أم لأنه يوجد من يهتم بها .مجرد خوفه عليها وإهتمامه بتأخيرها جعلها تشعر بأهميتها والتى افتقدتها بين أسرتها وبشدة .أما هو فتركها تفرغ ما بداخل قلبها فهو أكثر شخص درايةً بها ولهذا فعليها أن تفرغ ما بداخلها حتى تبدأ بصفاء .
ولكن يوجد هناك من يرى هذا الموقف وبداخله شئ يخبره أنه هو من يجب أن يحتوى تلك الفتاة والتي لم يعرف اسمها بعد. نظر إليهم بحزن لم يفارقه ولكن يعتقد أنه نوع آخر من الآحزان سيضاف إلى قاموسه الكبير. تركهم وصعد إلى مكتبه عله يجد بين عمله المأوى والسبيل .
♥♥♥♥♥︎♥♥♥♥♥︎♥♥♥♥♥︎♥♥♥♥
ولم تكن دنيانا إلا كصفحات كتاب نقلب به كل يوم وكل صفحة لا تشبه الأخرى بم يميزها ويجعلها مختلفه. ولكننا يجب أن ننهي كتابنا حتى آخر كلمة حتى لو كانت حزينه .
أغلقت علياء باب شقتها وكأنها تغلق بها فصلاً انتهى لتبدأ فصلاً جديدا من فصول حياتها المختلفه والكثيرة. تنهدت بصوت مسموع وهى تدعو الله أن يكتب لها ولإبنتها الخير وأن يكون هذا القرار صائب؛ ولكن ما يكفيها أن ترى تلك الفرحة بأعين صغيرتها إذا فلتذهب وليكن ما يكون.
نادت عليها شذى وهى تخبرها بأن كل شئ جاهز وأنها وضعت كل الأشياء التى سيأخذونها بالسيارة. ركبت علياء بجوار شذى والتي قررت أنها هى من ستتولى القيادة .
تكلمت شذى بصوت فرح بشدة : أنا مش مصدقة ياماما إننا خلاص هنسافر ونعيش فى القاهرة ، لا وكمان فى وسط البلد . نظرت لوالدتها وقالت: ألا قوليلى ياماما إنتوا ليه نقلتوا من القاهرة مع إنك إنتى وبابا يعنى كنتوا عايشين فى حتة راقيو وجميلة. يعنى حياتكم كانت كويسه ولا ايه ؟
أجابتها علياء بهدوء وهى تبتلع ريقها : ااايوه طبعا بس بابا حب يقعد فى حتة هادية غير القاهرة ودوشتها وبما إننا إحنا الاتنين ملناش حد فنقلنا إسكندرية ..ثم غيرت علياء دفة الحديث حتى تلهي إبنتها عن الأسئلة وقالت : وأظن ياست شذى لولا إننا نقلنا هنا مكنتيش عرفتي هاميس وصاحبتيها ولا إيه ؟
ضحكت شذى بقوة وقالت : تصدقى صح .ثم أكملت بجديه : تصدقى ياماما أنا بحس إنى من غير هاميس ببقى يتيمة. فعلا هي بتكمل يومى وبتخليله طعم .
ربتت أمها على يدها وقالت : ربنا مايحرمكم من بعض أبدا .وأدينا أهو ياستي مشحططين ورا ست هاميس عشان خاطرك .
أمسكت شذى يدها يد علياء وقبلتها وهى تقول : ربنا مايحرمني منك أبدا ياماما .. ثم أكملت بحماس: أنا مش مصدقة إنى خلاص هروح القاهرة .هموووت وأشوف وش هاميس لما تلاقيني هناك كدة قدامها .
سألتها علياء : إنتى عارفه عنوانها هناك ولا هتكلميها تعرفيه .
أجابتها شذى بحماس : طبعا عارفاه أنا أصلا أخدت العنوان منها قبل ماتسافر .ماهي هتقعد مع رائف بن خالتها .
صاحت علياء بإستنكار: نععععم هتقعد من مين ؟! إزاى يعنى وده ينفع ؟
ضحكت شذى بشدة وقالت : ياماما هى ورائف وأخوه ريان إخوات من الرضاعة يعني هى هتقعد مع أخوها مش حد غريب ..
شعرت علياء بالراحة وقالت : أيوة كدة الصح صح والغط مرفوض طبعاً .
ابتسمت شذى وقالت : بصى ياماما غلط وهاميس نادرا مابيجتمعوا خاصة بقه مع الرجالة .عندها عداء معاهم تقوليش قتلولها قت.يل .
ضحكت علياء وقالت : تصدقي عندها حق بلا رجالة بلا هم ..
غمزت شذى وقالت: يعنى أفهم من كدة إنك مكنتيش بتحبى بابا ..
ابتسمت علياء للذكرى وقالت بشرود : باباكى ده أحسن حاجة حصلت فى حياتي كلها، ولولاه مكنش زماني لاأانا ولا إنتى عايشين.
إستدركت ما قالته خاصة عندما وجدت نظرات الدهشة وعدم الفهم على وجه شذى فقالت بإرتباك : قصدي يعنى إن لولاه مكنتش هحس بطعم الدنيا وهبقى زى ا.لميتة وانتى بقى من غيره مكنتيش جيتى ولا إيه ؟!
أومأت شذى بالإيجاب دون كلام ولكن بداخلها علامات إستفهام بدأت بالظهور ولا تعرف عنها شيئا.
★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★
عندما نترك مسئوليتنا ولا نتحرى الدقة فى توليها فلا يجب علينا أن نحاسِب على الخطأ . فنحن لم نقم بما يجب علينا أن نفعله لكى ننتظر النتيجة المرضية .
إستيقظ أريان من نومه وهو لا يريد الإستيقاظ ولكنه يجب أن يذهب إلى الشركة كما طلب منه أمجد . إتجه إلى دورة المياة للإستحمام عله يستفيق. خرج وارتدى ملابسه ووضع عطره ذو الرائحة النفاذة والمثيرة. هبط الدرج فوجد والدته رانيا هانم تدخل المنزل وهى ترتدي ملابس الرياضة الخاصة بها. ابتسم أريان بتهكم وقال: إيه ده ماما رانيا رجعت من سفرها . حمدالله على السلامة .مش كنتِ تعرفينا عشان نستقبلك فى المطار .
إستشفت تهكمة عليها وقالت بتهكم هى الآخرى عليهم: لا ياحبيبى محبتش أزعجكم وسيباكم عشان تفضوا لشغلكم عند أخوكم بن الفلاحة .
صاح أريان بشدة : أخويا اللى بتقولي عليه بن الفلاحة ده اللى مش عاجبك عنده أم هى صحيح فلاحة بس ربته صح وعمرها ما انشغلت عنه بنادى ولا بسفر عشان عمليات تجميل يمكن ترجعها شباب .ثم أضاف بسخرية حزينة : والأكتر من كده إنها باعتله من أرضها البسيطة عشان يرجع الشركة تانى .ثم نظر لعيناها بقوة وأكمل: مش رفضت تدي لولادها جزء صغير من فلوسها عشان يبدأوا من جديد بعد ما خسروا فلوسهم ...
إتجه ناحيتها واقترب منها وقال وهو يهمس بجوار أذنها : أنا يمكن بكره عصام بس بحسده لأن عنده أم زى خديجة .
ابتسم بتهكم وقال وهو يشير لها : سلام يا.. ماما وابقي عرفينا بس بميعاد سفرك اللى جاي .
تركها وهى غير قادرة على مواجهة نفسها بعد كلام إبنها الصغير .فهى تعتقد أنها لم تقصر معهم بشئ. لقد أحضرت لهم أفضل المربيات وأدخلتهم أشهر المدارس وأغلاها وكل طلباتهم مجابة مهما كانت غير مهمة. وبالآخر يتهمها بكلامه المبطن بالتقصير.
لاتعرف أنه كان يريد أن يشعر بحنانها وبدفئ أحضانها أكثر من إحساسه بالأموال التى تغرقهم بها. ورغم ذلك عندما خسروا أموالهم رفضت أن تقف بجوارهم معللة ذلك أنهم سيخسرون أموالها هى الآخرى وكيف ستعيش وهى من تعودت على عيشة الرخاء والترف .
أما أريان فخرج وبداخله غصة فى قلبه. ركب سيارته ولكنه لم يتحرك. ظل يفكر هل لو كان عنده أم مختلفة عن تلك الأم ،هل سيكون إنساناً مختلفاً عما هو الآن . هو بالفعل يحسد عصام على والدته ولكن هل صحيح يكره أخاه. حقاً هو لا يعلم ؛ فهو قد تجرع كره عصام من أخيه أمجد ولكن هل رأى منه مايجعله يكرهه. لا والله فلو راجع نفسه قليلا سيجد أنه لم يقدم لهم إلا الخير رغم أنه هو وأخيه لم يضمروا له إلا الشر ..
زفر بشدة وهو لايعلم أى طريق يسلك . ولكنه قررأن يترك نفسه للأيام علها توضح له طريقه .
♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎》♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎
رب أخ لم تلده أمك ولكن كان أقرب إليك من نفسك .وأهلا بشعور الأمان بكنف أخ يحتويك ويحميك ويضحي بروحه حتى تعيش وتشعر بالراحة ...
أخذ رائف هاميس وهو مازال يضع يديه على كتفها ويضمها إليه بتملك شديد. إتجه إلى المصعد بعد أن ترك حقائبها فى الإستقبال. صعد إلى الطابق الذي يحوي مكتبه وبالطبع مكتب عصام وأخويه أيضاً .
كان يمشي بها تجاه مكتبه غير منتبه بالمرة لذلك الذى ينظر إليهم وهو يشعر بالغرابة مما يحدث. إقترب منهم وقال بخبث : إيه يا رائف قلبت الشركة وبقيت بتجيب فيها مزز ولا إيه ؟!
نظر إليه رائف بحدة وقال: إحترم نفسك يا أمجد وأنا مش قذر زيك عشان أعمل كدة لاهنا فى الشغل ولا حتى فى البيت ..
ضحك أمجد بشدة وقال وهو يشير إلى هاميس والتى لم ترفع رأسها للأن ولم يرى وجهها الذى تدفنه بصدر رائف : أمال مين الآنسه ولا المدام ؟!
عند هذا الحد ولم يستطع رائف أن يتحمل وترك هاميس وأمسك أمجد من تلابيبه وقال بغضب وصياح: إتقى شرى يا أمجد وإبعد عنى وعن اللى يخصني سامعني ..
خرج عصام على الصوت العالي وجد عصام يمسك أمجد لأول مرة وسمع كلمته وتأكد منها أنها تخصه .تخص صديقه وفقط ..تحامل على نفسه وذهب إليهم وقال بهدوء: فيه يا أمجد ؟ فيه إيه يا رائف؟
زفر رائف بشدة وقال بغضب وغيرة: خلى أمجد يبعد عنى وعن أى حاجه تخصنى وخاصة هاميس.
هاااميس هذا إذا هو اسمها ، ياله من إسم جميل ومختلف كصاحبته . إبتلع رمقه من تفكيره وقال بهدوء حزين وهو يوجه كلامه لأمجد : ياريت يا أمجد ملكش دعوة برائف ولا ب ...ثم صمت قليلا وقال بتأنى ولا بأنسه هاميس .
نظرت إليه وهى تشعر بحلاوة إسمها من فمه هو ولكن لما يقوله بهذا الحزن ،أهى غير مرحب بها هنا .هل ستعمل مشاكل لأخيها لا تعرف.
أما أمجد فقال بإستهزاء لعصام : خليك إنت فى شغلك اللى مواركش غيرة وسيب مواضيع الستات دى لينا احنا بما إن يعنى ثم أكمل بتهكم منتش فاضلها ..
شعر عصام بتلك الغصة تزيد وهو ينظر لأخيه . تركه ونظر لرائف والذى ينظر لأمجد بغيظ شديد : معلش يارائف سيبك من أمجد ماهو لو فاضى لحاجه غير الكلام الفاضى والتدخل فى أمور غيره كان زمانه بقى حاجة تانية .
ثار أمجد من كلام عصام وقال له بحدة : طب ياحلو ياللى مبتدخلش فى امور غيرك لو حد من العملاء جه وشافه وهو حاضنها كده هيقول ايه؟ هاه ماترد وإحنا كلنا عارفين إنه مش متجوز ولا خاطب عشان نبرر اللى بيحصل ده . ثم أكمل وهو يصطاد فى الماء العكر : ماهو لو إنت مش مسيطر على الشركة وموظفينها سيبها للى يعرف يشغلها ..
إبتسم عصام بتهكم وهو يرى نظرات أمجد الخبيثة : وياترى مين بقه اللى يعرف يشغلها إنت ولاااا أريان أخوك ؟!
أجابه أمجد بسرعة غير مدرك للذى وصل وسمع الحديث : أنا طبعا لأن لا إنت ولا أريان تقدروا تديروا الشركة دى ..
تدخل رائف بتهكم ومؤازرة لصديقه : كان الأولى انكم تديروها قبل كدة قبل ما تغرق .مش مجرد ماغرقت هربتوا ولما رجعت لمكانها وأحسن رجعتوا تانى تجروا وكأنها حقكم .عالم مفيش فى عينها حصوة ملح .
رد أمجد بهجوم شرس: وانت مالك إنت واحد بيتكلم مع أخوه تدخل ليه مابينا؟
أجابه عصام بحزن: دلوقت بس عرفت إنى أخوك عشان كده عايز تدير إنت الشركة بدالى مع إنها بتاعتى. ولا ايه !!
هاجمه أمجد : مانت شايف موظفينك أهو وهم سارحين بالبنات عينى عينك ..
عند هذا الحد لم تستطع هاميس الصمت. فهى لم تتكلم وتركت رائف وعصام والذى لم تعرف إسمه حتى الآن. توجهت لأمجد قبل أن يصل إليه رائف وهو مكفهر الوجه وقالت بقوتها المعهودة وهى تشير بإصبعها له بإستهزاء:
بص بقه ياحلو إنت .أنا أقبل بأى شئ غير إن حد يتكلم عنى أو عن سلوكى . ومتفكرش يعنى عشان ملون حبتين وشعرك أصفر إنك هتأثر فى أى بنت بقى وإنت بتفرد عليها ضلوعك لا . دانا لما شوفتك موعت نفسي. فانت تبعد عن طريقي وإياك ثم إياك تكلم رائف كدة تانى. مبقاش غير واحد زيك لو حط روچ مش هيفرقوا بينه وبين صافينار الرقاصة ويتكلم على الرجالة . أخويا ملكش دعوة بيه وياريت مشفش وشك تانى فى أى مكان ماشى يا .... إسمك إيه قلتلى.
تركته واتجهت لرائف والذى يكبت ضحتة بشدة على هيئة أمجد المكفهرة من كلام هاميس بل وتقليلها منه ومن وسامته المفرطة والذى اعتقد أنها ستخضع لها كالكثيرون وأكثر ما أغضبه هو قولها لهذة الكلمات أمام عصام دميم الوجه كما يدعوه، فلأول مرة يجد من يقلل منه .توعد بداخله لها وتركها وذهب إلى مكتبه دون كلام فبأى كلام سيرد عليها ....
أما عصام فنظر إليها بقوة وهاله ما رأى وما سمع .يوجد هناك من لم تعجب بأمجد وبوسامتة بل إنها تعتبر قللت من وسامته. ولكن هل قالت أخيها .انتبه عقله وهو مازال ينظر تجاهها. أما هى فذهبت لرائف والذى رفع كف يده وضربه بكف يدها وهو يقول بمرح : معلم ومنك نتعلم ياكبيرة . أيوه كدة أنا بقول من ساعتها برضو البت دى ساكتة لية أتاريكى سكتى سكتى وطلعتي بالقاضية. تصدقي أمووت وأشوف شكله عامل إيه دلوقت .ثم أخدها تحت إبطه وقال : بس جبتيها إزاى دي . نظرت اليه وقالت هى إيه دي ؟
ضحك بشدة وقال: صافينار ..بس تصدقي أول مرة أعرف إنه فيه شبه منها بس للأسف مبيعرفش يرقص. ضحكوا معا وبشدة .
إلتفت رائف خلفه فوجد عصام مازال متصنماً مكانه فقال له بمرح: إيه ياعم مالك ماتفوق كدة ولا مش مصدق ان هاميس حبيبة أخوها هزأت أمجد. ذهب إليه وأمسكه من يده وقال : تعال تعال شوية وهتفوق من الصدمة. كانت هاميس مازالت متمسكة بيد أخيها ..
دخل إلى مكتبه ومعه هاميس وعصام .. إنتبه عصام وقال بخفوت بعد أن أجلى صوته وهو يحاول ألا ينظر تجاه هاميس الجالسة أمامه: ههههى أنسة هاميس أختك إزاى .يعنى أول مره أعرف إن عندك أخت. أنا معرفش غير ريان وبس.
ضحك رائف وقال بهدوء : بص ياسيدى دى أختى هاميس تبقى بنت خالتي وفي نفس الوقت أختي من الرضاعة . ثم نظر إلى عصام وقال موجها كلامه لهاميس : وده ياستي يبقى عصام البحراوي صاحب عمري وفي نفس الوقت صاحب الشركة دى يعني أنا بشتغل عنده. ثم ضحك وقال : بس دة ميمنعش يعنى إن عندي شوية أسهم على قدي فى الشركة يعني مش شغال عنده قوي .
ضحكت هاميس بخفوت وقالت: أهلا بيك مستر عصام ..
ياالله هل في كل مرة سيكون إسمه بهذا الجمال .لا والله لن يتحمل أبدا.
أجابها بخفوت : أهلا بيكي إتشرفت بمعرفتك ..
فجأة جاء فى تفكير هاميس أمجد وأنها قد تطاولت عليه وهو أخ عصام صاحب للشركة ومن الممكن أن يغضب لهذا ويؤذي رائف .فقالت دون مقدمات : هو أمجد أخو حضرتك .. تملك الحزن من قلب عصام إعتقادا منه أنها قد غيرت رأيها في نظرتها لأمجد . فأومأ بهدوء : أيوة أخويا .
فأجابته بعفوية وهو تنظر له ولرائف: أصله مش شبهك خااالص إنت حاجه وهو حاجه تانية خاااالص .. ابتلع رائف ريقه من كلام هاميس وحساسيتة بالنسبة لصديقة. كان رائف سيتحدث ولكن عصام نظر إليه لكى يجعله يصمت. فهو ولأول مرة من يريد أن يعرف رأى شخص فيه وفى أخيه : فقال إزاي يعني!
أجابته بتلقائيه : عادي يعنى بس شكلكم مختلف جداااااا كأنكم مش إخوات خااالص. فسألها بحزن مزق قلبه: عشان هو أحلى يعني ؟
نظرت هاميس لرائف وهى تسأله بعيناها : ماذا يقول هذا الشخص ألا يرى نفسه.
فهم عصام صمتها على أنه إقرار بكلامه وأنها لا تريد أن تجرحه ..
فوقف وقال: على فكرة كان ممكن تجاوبي على سؤالي عادي لأن دي حاجة عاديه بالنسبة ليا ومفيهاش إحراج ولا حاجة .
ذهب إتجاه الباب تحت نظرات الحزن من رائف والدهشة من هاميس ولكنها سألته وبقوة:
هو من إمتى شكل الراجل بيفرق معاه أو حتى شكل الست ؟
استدار إليها وهو لا يعرف ماذا تقصد فقال بأمل طفيف: يعني إيه ؟
جاوبته بإستنكار لتفكيره الذى وصل إليها :
يعنى الشكل ربنا هو اللى خلقه فاحنا ملناش دخل بيه، لكن قلبنا وطبعنا وتصرفاتنا وأخلاقنا فدي حاجة بإيدينا نغيرها عشان كدة هنتحاسب عليها . ربنا مش هيحاسب الأبيض ويديله حسنات زيادة ولا هيحاسب الأسمر ويديله سيئات .
لا ربنا عادل ورحيم ومبيبصش لينا كده؛ لكن بيشوف أفعالنا وبيحاسبنا عليها .ثم قالت وبقوة لتبلغه رسالة واضحة : بس إمتى بقى بيحاسبنا على شكلنا ؟ تعرف إمتى ؟ لما إحنا منرضاش بيه؛ ونحس إننا أقل من الناس مع إن ربنا خلقنا كاملين لا ناقصين إيد ولا رجل .
وعلى العموم اللي بيعجبك ميعجبش غيرك. وأنا إن كنت سألت على أخوك فأنا بسأل لأني تقريبا هزأته جامد وخفت تزعل وبالتالي تأثر على رائف فى شغله . إنما هو سوري يعنى ميدخلش زمتي ببصلة معطبة كمان مش حتى سليمة ..
نظر إليها بقوة وقال ............
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
ياترى إيه اللى هيحصل وهيرد عليها بإيه .... والله البت هاميس دى راااجل 😂😂😂😂😂😂
فصل طويل أهو ..عايزه رأيكم وياريت كل واحد يقول رأيه فى تصرف هاميس ...
بحبكم فى الله ... سلوى عليبه ....
صلو على الرسول .ملحوظه أنا نزلت الفصل بس على أساس التفاعل معاه هنزل اللى بعده يعنى أى حد يشوف المنشور يعمل لايك ايدك مش هتتعب زى ايدى ماتعبت وانا بكتب الفصل ... وشكرا للى بيقدرونى وبيتفاعلوا معايا .
أنت تقرأ
لست دميما
Romanceإجتماعى رومانسى نبذته عائلته لأن وجهه ليس وسيما ، ولكنه كان الأكثر طيبة وذكاءا وحبا ، فأصبح غير واثق بنفسه رغم قدرته الهائلة على العطاء ،فأصبح يدفعهم للأمام وهم يأخذون المجد والمعارف.حتى جاءت هى وقلبت حياته رأسا على عقب ،فأصبح معها كالطفل تشكل شخصيت...