الفصل الرابع عشر .... لست دميما

833 42 9
                                    

الفصل الرابع عشر ...
لست دميما . ....
سلوى عليبه .....
اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ....

حبيبتي لا تغلقى عينيك  حتى لا تغرب شمس حياتي ... أنيري دربي بنور نظراتك ... لا تتركيني وتمضي حتى لثوانٍ فعالمي سينهار بدونك .... أنت ملهمتي من تعطيني قوة المضي بطريقي ... فلا تُشعريني بأني أصبحت وحيدا تائها بعد أن وجدت السبيل ......
انهضى وإملأى حياتى بهجة وعناد فدونك أنت حياتى كالرماد .. ...
💔💔💔💔عصام💔💔💔💔
ما كل هذا الخوف الذى أشعر به .لما يتمزق قلبى بين أضلعى  عندما سمعت بخبر إغمائها .ألهذا الحد قد تعلقت روحى بك ،ألهذا الحد لا أطيق خسارتك ....
كان عصام يهرول على الدرج ولم ينتظر أحد .فقط قفز من مكانه عندما سمع صوت شذى وهى تهتف بخوف على صديقتها المسجاة أرضاً لا تنطق كما أخبرتها نورهان الباكية . لم يفكر بشئ وكأن المسافة بينهم أميال ليست طابقا واحدا فقط . لم ينتظر المصعد ولم ينتظر أحدا ممن كانوا معه بالمنزل .بل هرع إليها من شدة قلقه وخو*فه .
دق الباب وهو يلهث نتيجة هرولته .فتح جاسر والذى إستغرب وجود هذا الشخص ولكنه لم يبالى بإستغرابه ودخل بسرعه وهو يبحث عنها بكل مكان والقلق يكاد يق*تله : هاميس مالها وهى فين؟
خرجت نورهان وهى تبك*ى وقالت: هاميس جوه ومش راضيه تفوق انا وجاسر حطناها على السرير.
وصل الجميع وإستمعوا لكلمات نورهان .طلب منذر أن يدخل ليراها بعد إن هاتفته خديجة لكى تستدعيه .فنزل مسرعا كى يلبى طلبها فهذا واجبه فى الأساس ولكنه أيضا أراد أن يطمئن شذى عليها والذى أوجع*ه صوت بكاؤ*ها فى الهاتف والذى سمعه بوضوح من شدته .
أمسك عصام يدى منذر وهو يقول بتوسل : بالله عليك تطمنى عليها ولو محتاجه تتنقل مستشفى فى ثوانى هتكون هناك بس يلا بسرعه .
أومأ منذر بهدوء حذر وقال : طب سيب إيدى عشان أدخل أكشف عليها يا عصام .
ترك عصام يده ونظر لتلك الغرفة التى بداخلها ترقد حبيبة قلبه دون حراك .لو كان بيده لدخل هو وأخذها بين أحضانه ليطمئنها ويطمئن بها .
دخلت علياء مع منذر فهى الأخرى كادت أن تقع من شدة قلقها على هاميس .
خرج منذر بعد قليل ومعه روشتة الدواء وهو يقول بجديه : عايز المحاليل دى بسرعه .
إختطفها عصام منه وقال برعب : محاليل ليه هى مالها .
كان ينظر له جاسر وهو لا يعلم من هذا الشخص الذى يهتم لأمر أخته كل هذا الإهتمام .أما نورهان فقد علمت من هو عندما عرفت إسمه .فلقد أخبرتها عنه هاميس .
إتجه إليه جاسر وقال : لو سمحت هات الروشته وانا هنزل أجيبها .
رفض عصام بشدة وقال : لا انا هبعت الروشته على الواتس للصيدليه اللى فى العماره وهيبعتوها على طول .فعل ما قال وفى ظرف خمس دقائق دق الباب بالأدوية المطلوبة .أخذها عصام بلهفة ونادى على منذر بتوتر وخو*ف وأعطاها له .
دخل منذر ولم يتحدث وقام بتركيب المحاليل لها حتى تستفيق .
كان القلق والخو* ف هما السائدان فى المكان .ظل عصام يذهب ويجئ تحت نظرات خديجة المشفقة عليه وبشدة .فهى لم ترى ولدها أبدا هكذا . أما شذى القابعة بأحضان خديجة وهى تبكى صديقتها وأختها لاتهتم لأحد فقط تنظر على الغرفة التى تختفى فيها ولا تستطيع الذهاب إليها .لاتقدر أن تراها بتلك الحالة .فهى تعلم صديقتها قوية وأبية .ولا تقع هكذا إلا إذا كان الأمر جلل .
أما جاسر فكان يشعربالغربة وأنه كان بعيدا تمام البعد عن أخواته وهذا الأمر لن يحدث مرة أخرى .سيظل بجوارهم ولن يتركهم فريسة لأى ظرف يؤذيهم .
ذهب بإتجاه عصام والذى وقف أخيرا ولكن عيناه متصنمة على باب الغرفة المغلق . سأله دون مواربة: هو حضرتك مين وصفتك إيه لأختى عشان تبقى بالمنظر ده ؟
لم يحد عصام نظره عن الباب وقال بح*زن دفين:
أنا عصام صاحب الشركة اللى اختك بتشتغل فيها .ثم أكمل بحب خاص بها هى وحدها: أما صفتى إيه بالنسبة لأختك .نظر داخل عينيه وأكمل بشغف: أختك هى اللى رجعتنى تانى عشان أعيش، أختك هى حياتى اللى مش عايزها تضيع منى بعد مالقيتها .
فُتح باب الغرفة وخرج منذر وظلت علياء بجوار هاميس وهى ممسكة بيدها تقبلها تارة وتقبل وجنتها تارة أخرى .
أما عند خروج منذر فانقض عليه عصام وشذى وأيضا جاسر الكل يسأل عليها .ولكنه لم ينظر إلا إليها هى وقد مزقته دموعها المنهمرة .
قال لها بإطمئنان : إطمنى عليها ومتعيطيش كده بدل ما تنامى جمبها انتى كمان .
سأله عصام بقلة صبر : ماتتكلم يامنذر هى مالها؟ أجابه منذر بعملية : جالها هبوط نتيجة إن ضغطها وطى فجأه .وانا ركبتلها محاليل عشان الضغط يظبط وتفوق بس يعنى ....
سأله عصام بلهفة : بس إيه يا أخى ما تكمل؟
أكمل منذر بهدوء: بصوا بقه هى المفروض تفوق بس الواضح كده انها اتعرضت لصدمة مخلياها مش عايزه تصحى والصدمة دى شديدة شويه عليها .فهى مش هتفوق النهارده على الأغلب .وأنا بإذن الله هشوفها تانى الصبح لو مفاقتش يبقى هنضطر ننقلها المستشفى عشان تلاقى الرعاية .
صوت بكاء شديد لفت إنتباههم جميعا فكانت تلك نورهان والتى لم تستطع أن تسأل عليها لشعورها بالذنب تجاه أختها المحبة العطوفة .
ذهب جاسر إليها وأخذها بين أحضانه وهو يحاول أن يهدئها ولكن دون فائده حتى أنها ظلت تهز رأسها بالرفض وتقول : أنا السبب ،أنا اللى خذلتها ،أنا اللى خليتها تقع.ياريتنى ماجيت ياريتنى .
ذهب منذر تجاه نورهان وقال بجدية : على فكرة كلامك وعياطك مش هيفيد بالعكس ده هيزود المشكله ولو فعلا ليكى يد فى اللى حصل لها يبقى ياريت بلاش تتكلمى فى السبب خاالص عشان هى حاسه وبتسمع اللى بيتقال .
ثم نظر للجميع وقال: يعنى اللى عنده موقف حلو يدخل يكلمها ويحكيهولها عشان المخ يتحفز فتقوم تصحى غير كده لا .تمام .
أومأ الجميع بالموافقة .ذهب منذر بإتجاه خديجة وقال بقلق: لو سمحتى ياطنط خلى بالك من شذى لأنها بالشكل ده ممكن يحصلها حاجه .
إبتسمت خديجة وقالت: طب بالنسبه لنورهان اللى ممو*ته نفسها من العياط مش هيحصل لها حاجه ولا عينك مش شايفه غير شذى ..
تحمحم بإحراج دون رد وقال للجميع وعيناه على خاطفة قلبه: طب عن إذنكوا  أنا بقه ولو احتجتوا أى حاجه فى أى وقت أنا صاحى .ثم خرج من الشقة بسرعة .
♠︎♤♤♤♠︎♤♤♤♠︎♤♤♤♠︎♤♤♤♠︎
تائهة أنا بين دروبى ...أغلقت عينى علّى أريح قلبى وعقلى من التفكير. .. فلم أرى بظلامى غيرك أنت تمد يدك إليّ ترجونى الخروج من ظلمتى حتى أنير حياتك .ولكن هل سأستطيع؟
💔💔💔هاميس💔💔💔
دخلت شذى لأختها  تبث لها بعضا من ذكرياتهما المبهجة معاً علها تساعدها فى الإستيقاظ .ظلت تحكى وتحكى وتبتسم تارة وتضحك تارة علها تجد إستجابه ولكن هيهات ....
خرجت وهى تب*كى بشدة إرتمت بأحضان والدتها والتى تركتها مع هاميس لبعض الوقت .
صرخ عصام بهم : بطلوا عياط بقه .إيييه هى بعد الشر ما*تت يعنى ولا إيه .أكمل وكأنه يطمئن نفسه: هى كويسه ،زعلانه شويه بس هتقوم وهتبقى أحسن وهتنور حياتنا تانى .فبلاش اليأس ده . هى عارفه إننا منقدرش نعيش من غيرها بعد ما لقيناها .
ذهبت إليه والدته وأمسكته من يديه وأجلسته بجوارها على الأريكة وقالت له بإشفاق:
إهدى ياعصام ،عمرى ماشفتك كده فيه إيه .
نظر إليها بتيه وقال بعشق: مش عارف إمتى قلبى حبها . من أول ماشفتها ولا من أول ما زعقت معايا ولا من إمتى .بس كل اللى حسيته إن دى هى اللى بتكملنى رغم عدم ثقتى إنها ممكن تبصلى أصلا. إبتسم وقال: تعرفى مره قالتلى انت مبصتش فى المرايه من إمتى . ساعتها ضحكت لانى فعلا مبحبش أبص فى المرايه .لكن هى اللى حسسيتنى إن شكلى جميل .إنى ممكن أحب وأتحب. أنا مكنتش مصدق أصلا إن فيه واحده فى جمالها تحب واحد زيى .ضحك بألم وقال: حتى لما قولتلها كده قالتلى يعنى إيه زيك ؟ كانت دايما بتدينى ثقة فى نفسى وإنى مش لازم أبعد عن الناس .
أمسك يد والدته بشدة وقال والدموع تملأ عينيه: أنا مش مستعد إنها تبعد عنى يا ماما.أنا بحبها ،بحبها قووووى .مكنتش متخيل إنى بحبها كده غير لما غمضت عنيها .حسيت إنى نور حياتى راح .صدقينى لو راحو منى مش بس هبعد عن الناس لا د حتى شغلى هبعد عنه .مش هقدر يا ماما أكمل من غيرها مش هقدر .
أخذته والدته بين أحضانه وهى تربت على كتفيه وقالت: هتفوق وهتبقى كويسه بس زر ماهى بدأت تساعدك إنك تسترجع نفسك إنت كمان تساعدها إنها تتخطى اللى حصل .هاميس رغم قوتها اللى ظاهره للكل بس من جواها هشه ضعيفه .خليها تستقوى بيك وإنت كمان إستقوى بيها وصدقنى إنتوا الاتنين دوا لبعض .
فى تلك الأثناء دخل جاسر إلى هاميس هو ونورهان أمسك يديها المحررة من المحلول وقبلها ثم قبل جبينها حتى أنه بللهما بدموعه :
أنا آسف .كنت بعيد عنكوا بهرب من البيت فى دراستى حتى فى الأجازه بتدرب فى المستشفيات عشان مقعدش فيه .ونسيت إنى أخوكم حتى لو كنت الصغير بس أنا الراجل اللى لازم أحميكوا من أى حد . قومى عشان خاطرى وأنا مش هسيبك لا إنت ولا نورهان .وهعيش ليكم ومعاكم .عشان خاطرى قومى عشان حتى الأخ اللى برده ده .إبتسم وقال: شكله بيحبك قوووى بس مين يعنى يشوف البرنسيس هاميس وميحبهاش .
قبلتها نورهان هى الأخرى وقالت بندم: حقك عليا قومى بقه أنا من غيرك والله ما اقدر اكمل حياتى دانتى أمى وأختى وأبويا كمان .إنت عارفه إنى مليش لازمه لولاكى .
لم تتحرك هاميس ولو قيد أنمله . خرجوا وتركوها وقلبهم مليئ بالحسرة عليها .
نظر إليهم عصام وقال : بعد إذنكم أنا هدخلها وهخلى الباب مفتوح وتقدر تقعد فى وشى . أشفق عليه جاسر وأومأ بالموافقة .
دخل عصام مهرولا إليها .نظر لوجهها بتأمل .كيف أصبح شاحبًا وكأنه يحاكى الأموات .سحب الكرسى وجلس بجوارها وقال بحب : إيه بتشوفى نفسك غاليه علينا ولا إيه . عايز أقولك إنك أغلى حد فى حياتى رغم إنى معرفكيش من كتير .بس هنعمل إيه قلوبنا بين إيدين ربنا بيقلبها بمشيئته .وأنا قلبى بقه كله ليكى من أول مرة شوفتك فيها . تصدقينى لو قلتلك إن ممكن أكون حبيتك من زمان. كان ساعات رائف بيكلمك قدامى ورغم إنى معرفكيش بس كنت بلاقى نفسى بسمعه بتأنى ،مكنتش أعرف إنه بيكلم اللى هتشقلب حياتى كلها. أكمل بترجى عاشق: قومى ياهاميس أنا محتجالك معايا .صدقينى مش هقدر أواجه حد لوحدى .إنتى اللى بتشجعينى وبتحسسينى بقوتى اللى أنا مكنتش لاقيها لولا وجودك . إنتى اللى بتدينى ثقة فى نفسى من نظرة عيونك ،أنا لو شفت النظرة دى فى عيون الكل مش هصدق غير نظرتك إنتِ.
متسيبينيش تايه بعد مابقيتى بر أمانى . قومى واغض* بى وازعلى وثورى بس قومى عشان خاطرى .
إنتظر قليلا دون جدوى .وقف حتى يخرج فسمع همهمة التفت إليها بلهفه فوجدها تحرك عينيها وكأنها تحارب شيئا ما .
ناداها بفرحة: هاميس إنتى سامعانى .ردى عليا .
كانت تشعر بصوته وكأنه يسحبها من بؤرة ظلامها ولكنها مازالت تقاومه وبشدة وكأنها لا تريد أن تخرج .فأتى صوته مرة أخرى وهو يترجاها أن تستيقظ . إستمعت إلى كل كلمة قالها وجعلتها هى الأخرى فى حيرة بين ظلامها الإختيارى وبين خروجها منه .
هاميس فوقى قاومى ،إصحى  عشان خاطرى .أنا ضايع من غيرك .
فتحت عيناها فوجدته هو أمامها إذا لم تكن تتخيل أنه بجوارها .ظنت أنها تحلم فكان حلمها حقيقة متجسدة  أمامها .نظرت لعيناه المتلهفه عليها وكأنها تبحث بداخلهم هل هو أيضا سيخذلها يوما أم أنه صادق بما يشعر .
هبطت دمعه من عينيها وأدارت وجهها عنه وقالت بصوت خافت جراء مرضها : عايزه أفضل لوحدى .
لف هو الآخر حول التخت حتى يواجهها وقال بتصميم: لا مش هسيبك لوحدك ومش هسمحلك تكونى بالضعف ده . لازم تقومى وتواجههى مش ده كلامك ليا .مش كنتى بتقوليلى إنى ضعيف لأنى بهرب .ليه دلوقت بقه إنت اللى بتهربى .قاومى وخليكى قويه اعملى اللى انتى بتحاولى تخلينى أعمله .
إبتسمت بتهكم وألم: بجد طب انا بقولك تواجه الناس اللى انت أصلة خايف تتعامل معاهم .لكن أنا هواجه مين هاه ؟ هواجه أختى ولا أواجه أخويا ولا أخسرهم هم الاتنين .
نزل بركبتيه على الأرض ووضع يديه على التخت ونظر إليها وقال بصوت حنون : وجهيهم هم الاتنين .أنا معرفش اللى حصل ووصلك لكده بس صدقينى بلاش تعملى زيى .يمكن لو انا كنت واجهت بابا من البدايه باللى جوايا كان زمانى فى حته تانيه خااالص .بس إنت جيتى عشان تساعدينى أواجه الدنيا كلها يبقى ازاى إنت اللى  تهربى . قومى وتعالى إحنا الاتنين نساعد بعض ،نقوى بعض .لما أضعف انتى تشجعينى ولما تضعفى أنا أشجعك .صدقينى آحنا الاتنين مجرو*حين وأكتر حد حاسين ببعض . بلاش أشوفك كده .مش هقدر أشوفك كده .
بك*ت وبك*ت وكأنها تغسل بدموعها لحظة ضعفها والتى جعلتها تقع أمام من كانت هى تشد من أزرهم .
تركها تُخرج ما بداخلها علها تهدأ .فالأصح أن تبكى بدلا من أن تصمت وتكتم حتى تقع .
كان جاسر ونورهان وشذى والجميع يقفون على الباب ،فجاسر أول من رآها منهم عندما فتحت عيناها ولكنه عندما إستمع لكلامها مع عصام ظل واقفا عند الباب وتركهم لأنه علم أن هذا الشخص هو من سيخرجها مما هى فيه.
إستمع الجميع لكلامهم وشعروا بالشفقة عليهم ولكنهم تيقتنوا أنهم بالفعل سيكونون سندا لبعضهم البعض .
◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◆◇◇◇◇◇◇
وما الوحدة إلا إختيار عندما لا نجد الراحة فيمن حولنا .أو عندما نريد ان نهرب من مواجهة الجميع.
يجلس رائف وهو ينظر من شرفته على السيارات التى تمر من أمامه .لا يركز على شئ بعينه ولكنه ينظر للفراغ . جعل هاتفه صامتا كحاله الآن .لايريد الحديث مع أحد .ولا يريد أن يرى أحد .سيمر من تلك الأزمة كما مرمن سابقتها .سيعيش حتى وإن كان قلبه مفتتًا .لايهم ولكن الحياة ستمضى بحلوها ومرها ستمضى .ولكن عليه الصمود .
قر أن يفتح هاتفه لكى يطمئن على هاميس .فهناك هاجس بأنها ليست بخير ولكنه يرجع ذلك لكونه قلقلا على نورهان وبالتالى يأخذ هاميس ذريعة للإطمئنان عليها .
وجد مكالمات كثيرة من رائف ومنذر وكذلك خديجة وجاسر .وقف مندهشا من كمية الإتصالات. وقبل أن يتصل بأحدهم كانت خديجة تتصل به فتح الهاتف بسرعة وهو يقول: فيه إيه ياديجا حصل حاجه ولا إيه.
إستمع إليها وقلبه يتمز*ق ثم خرج مهرولا وهو لايدرى كيف أغلق هاتفه حتى أنه لم يعرف بمرض أخته ولم يكن بجانبها .
خرج منذر من غرقة هاميس بعد أن إستدعوه للإطمئنان عليها بعد إفاقتها .
إبتسم إليهم وقال: شكلك ياهاميس قويه وقاومتى وقومتى بسرعة ،مكنتش متوقع كده الصراحه .
ضحكت علياء وقالت بمرح : جرا إيه يادكتور إنت هتحسد بنتى ولا إيه .بنتى قمر وعمرها ماكانت ضعيفه أبدا صح ياحبيبة ماما.
نظرت إليها هاميس بإمتنان لتلك المشاعر التى تختبرها لأول مرة ولكنها صدقا لها مذاق خاص .
إبتسمت شذى وقالت بمرح: لااااا انا كده اغير وأجيب ناس تغير .جرا ايه ياست ماما انت من ساعة مالقيتى ست هاميس وانت نازله فيها حب طب وأنا يعنى  هتنسينى ولا إيه .
ضمتها علياء بشدة وقالت: إنتوا الاتنين حبايب قلبى ربنا مايحرمنى منكم ياااااارب .
إقتربت منها خديجه وقالت: حمدالله على السلامه ياهاميس .قلقتينا عليكى يا حبيبتى .ثم أردفت بخبث وخاصة عصام كان هيموت من قلقه .
إختضب وجه هاميس بحمرة الخجل ولم ترد عليها. إبتسم عصام على خجلها ولم يعقب هو الآخر .
نظر منذر لوجه عصام المشرق والذى يختلف كثيرا عن هيئته منذ بضع ساعات عندما كان القلق هو كل ما يعتريه .شعر بحبه السديد لهاميس وكيف أن هذا الحب قد حوله للأفضل . نظر تلقائيا تجاه شذى والتى جذبته بعفويتها ومرحها فتقابلت أعينهم فى نظرة جعلت كلا من قلبيهم يرتجف فى مكانه من فرط دقاته .
أنزلت شذى عيناها وقد اختضب وجهها بالحمرة من فرط خجلها .ولكنها تشعر أنها سعيدة بتلك النظرة التى لم تطل ولكنها قالت وعرفت من خلالها الكثير .
شعر الجميع بالسعادة رغم إختلاف الأسباب ولكن السبب المشترك الوحيد هو إستيقاظ هاميس من غيبوبتها المؤقته ورغم خجل نورهان من أختها إلا أنها لم تتركها أيضا .
شعر الجميع بإعصار يدخل إلى الغرفه والذى لم يكن سوى رائف والذى دلف للشقه بمفتاحه الخاص ولم يلاحظ أحد بسبب تواجدهم بجوار هاميس . ذهب إليها وأخذها بين أحضانه ،شدد عليها وهى بين يديه وكأنه يعتذر إليها عدم وجوده جوارها .أما هى فإطمأنت بوجوده ودفنت نفسها داخله تعتذر منه وتعاتبه .أماهو فظل يردد أسفه مرارا وتكرارا .
وقفت نورهان عندما رأته ودون أن تدرى ذرفت عيناها الدموع .دموع الندم على حبيب لفظته بعيدا بسوء إختيارها وخوفها وعلى أخت لم تكن لها يوما غير الأمان فخذلتها فى أقرب شخص لها .
خرجت نورهان مسرعة من الغرفة ورغم شعور رائف بها لإزدياد ضربات قلبه إلا أنه لم يلتفت إليها .فهو لا يسامح فى الخطأ بسهوله مهما كان مقدار الشخص عنده .فمابالك بمن ملكت روحه فكسر*تها وبشدة .
خرج الجميع تباعا حتى يتركوهم بمفردهم ولكن هناك من يستشيط من غيرته .فهو تمالك نفسه فى بداية الأمر ولكن طال العناق وبشدة .ذهب إلى رائف وقال بسماجه: كفايه أحضان هى لسه تعبانه.
نظر إليه رائف وقال بلا مبالاة : وانت مالك أختى وأنا حر فيها .أحضنها،أبوسها مالك إنت .
لكزه عصام وقال: تصدق بالله إنت رخم وكمان لسه فاكر أختك احنا بقالنا اكتر من 5 ساعات بنرن على حضرتك وانت مش معبر حد .
شعر رائف بالحزن والأسف وقال لأخته: متزعليش منى انت عارفانى لما بزعل بحب أقعد مع نفسى . دلولا انى فتحت التليفون عشان فيه وفد من فرنسا هيوصل النهارده وكنت عايز أتابع ميعاد وصولهم مكنتش عرفت حاجه .أنا آسف .
رغم غيرته إلا أنه تركهم بمفردهم فهما الاتنان يحتاجان بعضهما البعض .
كوبت هاميس وجهه بين يديها وقالت بأ*لم:
أنا اللى أسفه متزعلش منى . قبل يدها الموضوعة على وجهه وقال بعدم فهم : أسفه على إيه انت مغلطيش فيا .
أجابته بدموع: لا غلطت وغلطت جامد قوى .ظلمتك وقسيت عليك فى موضوع نورهان .
أشاح بوجهه بعيدا وقال بأ*لم: مش عايز أتكلم فى الموضوع ده لو سمحتى ياهاميس .
أجابته بأسف: أنا عرفت كل حاجه يا رائف نورهان حكتلى كل اللى حصل بينكم وإنى كنت ظلماك وانها هى السبب بس للأسف هى كمان مظلومه يارائف .
رفع رائف يده دليلا على رفضه الإستماع إلى أى شئ وقال: مظلومه او مش مظلومه الموضوع ده انتهى ياهاميس ومش هتكلم فيه تانى تمام كده .
تنهدت هاميس وقالت: يعنى خلاص نسيت نورهان ولا بطلت تحبها .
ضحك بسخرية وقال: للأسف لا نسيت نورهان ولا بطلت أحبها ولا حتى هبطل أحبها بس رغم كده برضه موضوعنا إنتهى .إنت عارفانى مبعرفش أسامح بسهوله عيب فيا بقه ولا إيه بس ده طبعى واللى عملته صعب إنى أسامح فيه مهما كتت بحبها .
نادت عليه بأمل أن يستمع لكلامها : راائف لو سمحت إسمعنى ...
نظر إليها برجاء: لو سمحتى يا هاميس بلاش كلام فى الموضوع ده دلوقت على الأقل وصدقينى أنا هتعامل مع نورهان عادى لأنها فى الأول والآخر بنت خالتى وأخت أختى ولا إيه .
نظرت لعينيه وجدت الألم ولكن معه تصميم على مايفعله .فزفرت بطاعه وهى تقول : ماشى يارائف مش هتكلم معاك دلوقت بس برضه لينا كلام تانى.
◇◆◇◇◇◇◆◇◇◇◇◆◇◇◇◇◆◇
لايمر يومى دون النظر لوجهك الصبوح فأخذ منه جرعة تفاؤلى لكى أمضى قدما للأمام ....
ظلت هاميس قيد الإقامة الجبرية من علياء ورائف وأيضا عصام فلم يتركوها حتى شعرت بالتحسن التام تحت تذمرها الشديد من تحكماتهم ورغم ذلك كانت تشعر بسعادة متناهيه خاصة من إهتمام علياء الشديد بها .لم يعكرصفوها غير إتصالات والدتها وزوجها المتكررة بنورهان ولكنها لم ترد عليهم وكذلك جاسر .
تساءلت لمَ عندما ذهبت لم تتصل عليها والدتها ولو لمرة واحدة . ولكنها لفظت هذا التفكير بعيدا حتى لا تشعر بالتعب مرة أخرى .
كان الجميع يجلس فى الصالة وتجلس معهم هاميس بعد أن تماثلت للشفاء .
تحدث رائف بإستفسار: هاه ياهاميس هتنزلى الشغل بكره ولا لا .
أجابته دون تردد أيوه طبعا هنزل إن شاء الله .
صاحت علياء بشدة : هو ايه ده لا طبعا انت لسه تعبانه .
ضحكت هاميس بشدة وقالت : جرا ايه يالولا تعبانه ايه بس مانا زى الفل اهو .ثم نظرت لشذى : ماتقولى حاجه لمامتك اللى محسسانى انى كنت بمو*ت .
إبتسمت شذى وقالت : وانا مالى ياختى تعمل معاكى اللى هى عايزاه بدل ماتغضب عليا.
نظرت هاميس إلى علياء وقالت وهى تمسك يديها بإمتنان: صدقينى أنا كويسه وكمان انت مش عارفانى من النهارده وعارفه انى مش متعوده أقعد والشغل فيه راحتى .
دق جرس الباب فكانت خديجه ومعها عصام :
سلموا على الجميع وجلست خديجة بجوار هاميس وهى تطمئن عليها بحنان : عامله ايه النهارده ياحبيبتى .
أجايتها بحب: الحمد لله بخير وهنزل خلاص الشغل من بكره .
إعترض عصام وقال بقلق: لا طبعا شغل ايه خليكى حتى لاخر الاسبوع .
ضحكت شذى بشدة  .فقال عصام بإستغراب : إيه اللى بيضحك فى كلامى ياست شذى .
خجلت شذى وقالت بتبرير: لا والله بس ماما لسه قايلالها الكلام ده وهى بقه ردت وقال ايه الشغل حياه وكلام كده فضحكت .
تفهم عصام وقال: يعنى كده كده هى ناويه تنزل الشغل .
أجابته هاميس بتصميم : طبعا هنزل .
إبتسم بخبث وقال : طب تعرفى انك اترقيتى .
نظرت اليه ولرائف بإستغراب وقالت: يعنى إيه إترقيت واترقيت ليه أصلا.
أجابها عصام بنظرة ذات مغزى : هتبقى مديرة مكتبى .بما إنى يعنى قررت أقابل العملا وأحضر الإجتماعات اللى كنت بلبسها لرائف فلازم يبقى ليا مديرة مكتب .
إبتسمت هاميس بشدة وكذلك خديجة والتى قالت: بجد ياعصام يعنى قررت خلاص تتعامل كده وتطلع للناس .
نظر إليها بألم خفى وقال: أهو ياماما بحاول والبركه فى هاميس ولا إيه .
ردت شذى بغيظ : يا سلام يعنى هى تترقى وتسيبنى لوحدى مع سى رشدى اخص عليكم أنا زعلانه .
ضحك عصام وقال: لا طبعا وأنا ميرضينيش .طب بصى ايه رأيك تمسكى مكتب رائف لأن اللى كانت مسكاه هتتجوز آخر الشهر واهواحنا مكتبنا جمب بعض .
نظرت اليه هاميس وقالت: طب والحسابات مين هيتابعها: نظر إليها بتفعم وقال: متقلقيش أنا عامل حسابى وواحد صاحبى  عنده مكتب محاسبه قلتله وهيبعتلى من عنده اتنين موظفين كفء يتابعوا شغل الحسابات .
تنهدت بإرتياح ونظرت لشذى والذى يتضح عليها الفرحة وقالت لها : مبسوطه ياست شذى .
أماءت بشدة حتى أن الجميع ضحك عليها .إلا تلك الجالسه على كرسى الأنتريه وتنظر إليهم ولا تشارك فى الحديث خاصة وأن رائف يتعامل وكأنها غير موجوده ولم يوجه لها اى حديث غير سلامه عليها مثلها مثل الجميع .وكم شعرت بالغيرة الشديدة عندما علمت ان شذى ستعمل معه بنفس المكتب .تمنت لو ان لها حق الإعتراض لما تركت اي من هذا يحدث .
نهضت مسرعة ودخلت إلى غرفتها تحت نظرات رائف المشتاقة إليها ولكنه أبدا لن يظهر ذلك .أما هاميس فشعرت بالشفقة عليها ولكن ماذا تفعل ؟
مر اليوم سريعا بعد إتفاقهم  على ماسيحدث غدا فى الاجتماع الخاص بالوفد الفرنسى . ذهبت هاميس مع شذى مبكرا حتى يحضروا كل شئ يخص الإجتماع من الألف إلى الياء .فهذا أول إجتماع سيحضره عصام كونه المالك الرئيسى لتلك الشركة .فيجب ان يكون كل شئ على ما يرام حتى يشعر بالثقة ولا يتراجع مرة أخرى .
حضر عصام وكذلك رائف والذى إندهش من وجود هاميس وشذى فى هذا الوقت المبكر ولكنه تفهم الأمر عندما رأى تلك الترتيبات المذهله والتى تحدث لأول مرة بغرفة  الإجتماعات من ترتيب الطاوله والغرفة المزينه بالزهور المبهجة وكل شئ حولهم يشعرهم بالراحة .
كان عصام بغرفته يشعر بالإضطراب دخلت عليه هاميس وقالت بثقة: يلا ياعصام الوفد خلاص وصل الشركة ودخل الأسانسير ولازم تبقى فى إستقباله .
زفر بشدة وقال: خايف مقدرش أكون قد المسئولية دى .أنا طول عمرى بسيب الحاجات دى لرائف .
قالت له بتشجيع: صدقنى ياعصام انت هتحس بفرحه مختلفه لما انت اللى تحس انك ليك القرار فى كل حاجه وكمان ايه اللى هيحصل المناقشه اللى كنت هتناقشها لرائف هتناقشها للوفد يعنى حاجه بسيطه واللى اعرفه انك بتتكلم فرنساوى وانجليزى .
إبتسم وقال بثقة إستمدها منها هى: وإيطالى وألمانى كمان .
نظرت إليه بذهول وقالت معقول .
أجابها بحزن: كنت بدفن نفسى فى الدراسة وكل ما ألاقى نفسى فاضى وهفكر أشغل نفسى وأتعلم لغة جديدة .يعنى فى الفتره اللى فاتت كنت بدأت كورسات أسبانى بس مكملتش .
سألته بإستغراب ومكملتش ليه ؟
إقترب منها وأجاب بحب: أصل لقيت اللى يشغلنى .أعمل إيه بقه مبقتش مركز خاالص .
إستدارت من خجلها وقالت بصوت مهزوزو : طب يلا زمان الوفد وصل .
خرجوا بجوار بعضهم البعض ووقفوا أمام غرفة الإجتماعات الأمر الذى جعل أمجد الواقف بجوار رائف يستشيط غضبا من تواحد عصام والأكثر من ذلك وجود تلك الجميله بجواره وبينهم إنسجام متبادل .
ظهر الوفد والذى كان يتكون من رجلان وإمرأه ذات جمال صارخ .
تقدم رائف إليهم وعرفهم بالجميع وكان أمجد يقف بزهو أمام تلك الجميله معتقدا منه أنه سيسحرها كعادته ولكن ولهول المفاجأه ذهبت تجاه عصام وقالت بإبتسامة واسعة وبلغة عربية مك*سرة:
إنت مسيو إعصام موس مصدقة إنى واقف قدامك.
قم إحتضنته بشدة تحت أنظار الجميع المندهشه ونظرات هاميس المشتعلة .......
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■□□■□□□
إذكروا الله ......
يلا الله يرحمك ياعصام ..كان نفسى تكمل معايا الروايه بس شكلك كده هاميس هتق* طعك قبل ما أكملها ......
يلا لايكاتكم وكومنتاتكم لان  فعلا المرة دى مش هنشر غير لما الريتش يعلا .... كله يعمل لايك قبل الكومنت تمام ..
سلوى عليبه ..

 لست دميماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن