الفصل الرابع والعشرون .....
لست دميما....
سلوى عليبه......
وكأن العمر عبارة عن جبل من الملح فأتت عليه أمطار الحقيقة فأذابته عن بكرة أبيه ولم يبق منه شئ . وظلت الحقيقة عارية لا نستطيع طمسها أو الإبتعاد عنها ولكنها المواجهة مهما كانت الخسائر ....
صدمة ؛ هى كل ما حل على علياء عندما وجدته أمامها .إنه الماضى بكل قبحه ، بكل آلامه،بكل دمعة ذرفتها عيناها على نفسها وعلى إبنتها ،بكل شعور بالخذلان ممن المفترض أن يكونوا حصنها المنيع ،بكل آهة خرجت من جوفها ومزقت روحها حتى باتت بلا روح .لم يرجع لها جزء منها غير إبنتها وإمتنانها لرجل حاول أن يعيد لها حياتها وبسمتها ورغم محاولاته العديدة ونجاحه فى كثير من الأحيان إلا أنه كانت توجد تلك الغصة بداخل روحها المستنزفة بشدة وكأنها تخاف الإطمئنان والفرح لعلمها يقيناً بوجود يوم كهذا ستأتى إليها الحقيقة لتصفعها على كتمانها إياها.
لم تستطع الكلام وكأنه أصابها الخرص حتى تكلم هو بهدوء حذر : شو مرت عمى ما بتريدينى أدخل لعندك ؟
نظرت إليه بقوة واهية : مين حضرتك ومرات عم مين اللى بتسأل عنها ؟
إبتسم بتهكم وقال: أظن إنك بتعرفينى وبتعرفى مين بكون فماإله داعى هاى النكران . أنا بريد أدخل وأتكلم معك بدون مشاكل .
أفسحت له المجال بعد أن تأكدت أنها لن تستطيع النكران كما قال فهو لم يأت إلى هنا إلا بعد أن تيقن من الحقيقة وباتت لا تحتمل أى ذرة من شك .
دخل إلى الصالون وجلس بهدوء وكذلك هى جلست وقلبها يدق بشدة من خوفها من معرفة إبنتها وخسرانها إياها .
بدأ فراس بالحديث وقال: أنا بالأول بدى أعرفك إن لهاى الوجت عمى طلال مابيعرف أى شى بعد .
عندما إستمعت لذلك الإسم تذكرت ماعانته على يديه وكأن معاناتها أعطتها القوة لتدافع عن إبنتها ولو لزم الأمر أن تحارب الجميع .
نظرت إليه بقوة رغم دموعها وقالت: أولا إتكلم بالمصرى أنا سمعتك وانت بتكلم عصام ورائف وعارفه انك متقن للهجه المصريه .أكملت بتقزز : أنا أسفه بس لهجتك إرتبطت معايا بأكتر شخص أنا كرهته ورغم انك ملكش ذنب بس لو عايز تكمل كلام معايا يبقى تلبى طلبى.
أومأ بموافقة وقال: حاضر هكلم حضرتك لاللهجة المصرى عموما أنا بحب أتكلم بيها جدااا لأنى بحب مصر وبحب اصحابى اللى فيها .
زفرت بقوة وقالت تمام ده أولا .
نظر بترقب وقال: وثانيا!
تكلمت بصلابة : ثانيا بقه سواء عمك عرف بزيارتك أو معرفش فده شئ ميهمنيش لأنه ملوش عندى أى حاجه .
أجابها بلهفة: طب وشذى مش بنت عمى طلال برضة .
وقفت بشدة وصاحت به: لا شذى بنت راغب عمران مش بنت طلال .
وقف هو الآخر وقال: حضرتك عارفه إن كلامك غلط وكمان متأكدة انى مش هاجى هنا غير لما أكون منأكد من معلوماتى ومبقاش فيه ذرة شك واحدة .
نظرت إليه بتحدى وقالت: بص بقه شذى دى بنتى أنا ،بنت عمرى اللى محدش دور عليها وأولهم عمك .إرتجف صوتها وقالت: إنت مفكر إن لو عمك كان عرف بوجودها كان هيخليها تعيش .أجابته بقهر: لا طبعا .عارف ليه؟
طأطأ رأسه بخزى فهو يعلم الجواب . أكملت علياء بإنكسار شديد آلم فراس بشدة: لأنه كان بيتجوز كل كام شهر واحده عشان تدلعه وفى النهاية يديها قرشين ويدور على غيرها وطبعا جواز مزاج يبقى من غير خلفة .وده كان شرطه من أول الجواز ان لو فيه حمل هينزله وفعلا كان بيعمل كده .
جلست على المقعد خلفها بإنهزام وقالت: بس سبحان الله أنا رغم انه ملحقش يقعد معايا وعشان سنى كان صغير لأنى تقريبا أصغر واحده هو إتجوزها فمتوقعش إنى أحمل منه.
إقترب منها بهدوء مؤلم وأمسك يديها بيده وقال بحزن: أنا عارف اللى انتى عانتيه كله لانه هو نفسه حكاهولى. .
نظرت إليه بعدم تصديق ولكنه قال وهو يومئ كتأكيد على كلامه: أيوه حكالى عن كل جوازاته وعنك إنت بالذات وإزاى إنت أكتر واحدة أثرت فيه ببراءتها لأن كل اللى كان بيتجوزهم كانوا عارفين هو عايز إيه إلا إنت .
نهض من أمامها وأدار لها ظهره وأكمل: قالى إنه لما خلاكى مراته حس إنه مقرف ورغم كده كنتى دايما بتخليه عايزك ببرائتك .قعد معاكى أسبوع وبعدها مقدرش يكمل من نظرة القهر والكره اللى فى عيونك . وإحساسه إنك بتموتى معاه بالبطئ . أكمل بألم: هتصدقينى لما أقولك إنه من بعدك حاول يتجوز تانى بس معرفش .بقه بيشوف صورتك فى كل بنت بيحاول يتجوزها .
إستدار إليها وقال بصدق: والله هو رجع ودور عليكى عشان يعوضك بس راح الشقة ملقاكيش فيها ولما سأل عن أخوكى عرف إنه سافر بلدكم وكان هيروحله فعلا بس ساعتها والدى أنا تعب ودخل المستشفى وكان لازم يرجع .
تحدثت بخوف: وإنت مفكر إنه حتى لو كان دور عليا زى ما بتقول وكان عرف إنى حامل كان هيسيبنى . إبتسمت بسخرية مؤلمة وقالت: هو يمكن رجع يدور عليا عشان إحساسه بالذنب ناحية طفله مكملتش 15 سنه هو إغتصبها تحت مسمى الجواز .بس اللى أنا واثقه منه زى مانا واثقة انك واقف قدامى دلوقت إنه لو كان عرف مكنش هيخلى الحمل يكمل ولو أنا غلطانه قولى ؟!!
طأطأ رأسه أرضا وقال: مقدرش أجاوبك على سؤالك بس اللى عايزك تعرفيه إن ربنا أخدلك حقك وحق كل واحدة هو ظلمها ومش معقول هنكمل ظلم ليه فى آخر أيامه .
إبتسمت بتهكم وقالت : قصدك على ولاده اللى ماتوا كلهم .اللهم لا شماته ،أنا فعلا مش شمتانه فيه بس ده ذنب كل واحده كانت حامل منه ونزل الحمل ده .أشارت بيديها بعصبية مفرطة وقالت بصوت عال: شوف كام واحدة قتلها إبنها عشان بس ميربطوش حاجه بيها . عمك ظلم ناس كتييير وكان مفكر إنه بفلوسه يقدر يدوس على خلق الله .بس لا إن ربك لبالمرصاد .
وقف أمامها بدهشة وقال: يعنى إنت عارفه إن أولاده ماتوا ومصعبش عليكى .
جلست بهدوء تلك المرة وقالت بقوة: هيصعب عليا ليه إذا كانوا المرة دى ولاده ماتوا قضاء وقدر فقبل كده كان هو اللى بيموتهم بإيده من غير ما يرفله جفن . ومكنش بيحس بأى ألم .ربنا كبير بقه جمعله كل الألم مرة واحدة يمكن يتعظ .
صاح فراس بقوة وقال: انت ازاى قلبك حجر كده يعنى مش حاسه بمعاناته وانه ممكن لما يعرف ان ربنا عوضه وعنده بنت لسه عايشه حالته تبقى إزاى .
صاحت هى الأخرى بقوة وقالت: مش بنته .سامعنى شذى بنتى أنا .مش بنته لأنه ميستهلهاش ولا يستاهل ضفرها .مسهرش معاها وهى تعبانه،مقالتلوش بابا أول مرة، مجراش بيها على الدكتور لما تعبت ،ماشترلهاش أول لعبه عشان بس يشوف ضحكتها، مأخدهاش فى حضنه لما حست بالخوف، معيطش من فرحته لما شافها بلبس الحضانه أول مرة وقال بنوتى كبرت ،مشالش همها لما تكبر وإزاى ميخليهاش محتاجه أى حاجه ، ملفش بيها بعربيته طول الليل عشان بس تبقى مبسوطه لو حس انها زعلانه . كل دول راغب عمران مش طلال الحكيم .
كل ده عمله راغب بحب ولهفة وحنيه مشفتهمش من حد تانى . بنتى إتيتمت لما راغب مات ومش هحسسها باليتم مرة تانيه واقولها انه مكانش أبوها .سااامعنى .
تكلم فراس دون وعى من فرط غضبه وقال: وهو كان هيعمل كده ازاى وهو ميعرفش عنها حاجه . وكمان هى من حقها ترجع لعيلتها اللى متعرفش عنها حاجه .من حق والدها يشوفها .
صرخت بوجهه : والدها اللى لو كان عرف كان قتلها مش كده .
وقفت بقوة وقالت: بص بقه يافراس وده آخر كلام عندى بنتى مش هتروح أى حته .والحاجه الوحيدة اللى انت صح فيها إنها من حقها تعرف هى مين وده مش عشان خاطرك ولا خاطر عمك اللى ملوش خاطر عندى أصلا ،لا ده عشان ده فعلا حقها عليا وأنا أخرت الحق ده .بس أنا مكنتش عايزه أوجعها وأحسسها إنها مش مرغوب فيها من ناحية أبوها أو حتى إنها نتيجة غلطة مش جوازة .
تنهد براحة وقال: وده هيكون إمتى .أنا عايزها تعرف بأقصى سرعة عشان عايز أتكلم معاها يمكن توافق وتيجى معايا .
زفرت بشدة وقالت بهدوء حذر: تيجى فين وكمان هى دلوقت مش لوحدها عشان تتصرف من دماغها .
سألها بترقب : يعنى إيه الكلام ده؟!
إبتسمت بقوة وقالت: أصل شذى خلاص خطوبتها قريب .
شعر بألم مزق روحة فهو عندما رآها وجد فيها صورة مهرة حبيبته المتوفاة وكان يمنى نفسه بالقرب منها علها تكون عوضا عن عشقه الذى ينبض له قلبه حتى الآن . فسألها بألم ظهر على وجهه : ههههى مخطوبة .
إقتربت منه وقالت بمغزى: أيوه تعتبر مخطوبة هى مرتبطة بدكتور معانا هنا وهو اتقدملها بعد ما سألها ووافقت وطبعا ده قبل مايعرف هى مين بس أنا قلتله عشان مكونش بضحك عليه وعلى فكره هو اللى قالى انها لازم تعرف قبل مايعملوا الخطوبه . إبتسمت بقوة وقالت بفخر: أصله راجل بجد فى شخصيته وتصرفاته وفى كل شئ .
أومأ بحزن وقال: ربنا يوفقها بس برضه أنا لازم أقعد معاها اول ماتعرف عشان أكلمها يمكن توافق.
أكمل بإطمئنان: وصدقينى أحنا عمرنا ماهناخدها منك .أنا عارف إنت عانيتى قد إيه فى حياتك وعلى فكره اللى متعرفيهوش إنى رحت بلدك وقابلت أخوكى وللأسف كان مستعد إنه يجيبلى شذى لغاية عندى مقابل مبلغ معين .أكمل برجولة وشهامة: بس أنا مرضتش وإحتقرته جداااا وكمان حذرته إنه لو قرب منك أو منها أنا اللى هقفله .فصدقينى أخر حاجه أفكر فيها إنى أحرمك منها ،بس إنت لو شفتى عمى طلال دلوقت هيصعب عليكى جدااااا وهتسامحيه أنا واثق من كده وكمان كفاية موت أولاده كعقاب قاسى حصله ولا إيه .
إغرورقت عيناها بالدموع عندما علمت مافعله شقيقها فمازال حتى الآن بنفس نذالته وخسته .
أومأت برأسها وقالت بصوت متحشرج من أثرالدموع: ربنا يقدم اللى فيه الخير ويقوينى على الحقيقة ومرارتها وأنا بقولهالها .
إستأذن فراس بأن يمضى لحال سبيله على وعد باللقاء قريب .
جلست علياء مكانها وأجهشت ببكاء مرير وكأن كل قوتها الواهية قد خارت بعد تلك المواجهة ورغم أنها كانت بإنتظارها إلا أنها أرهقتها وبشدة .
رن جرس الباب مرة أخرى فذهبت بحالتها المذرية تلك وفتحت فوجدت أمامها خديجة والتى هالها ما رأته .رمت علياء نفسها داخل أحضانها وإستقبلتها خديجة دون كلام .تركتها تخرج كل مابها وأمسكت يدها وجلست بجوارها وبهدوء سألتها مابها فقصت علياء عليها كل شئ علهم يجدوا حلا لما يمرون به .
أما فراس فنزل بالمصعد وذهب إلى سيارته وجلس خلف المقود ثم أرجع رأسه للخلف وعيناه مغرورقة بالدموع وهو يقول: وحشييينى قوى يامهرة ....
🗯🗯🗯🗯🗯🗯🗯🗯🗯🗯🗯🗯
وما كانت الأم إلا حصن منيع نرتمى داخله للإحتماء من غدر المحيطين .نرمى من على كاهلنا كل يا يؤلمنا لنجد الراحة فقط فى أحضان لا نستبدلها بأحضان العالم أجمع .
إلا من رحم ربى فكانت بدلا من الأمان هى الخوف والحيرة وبدلا من أن تفتح أحضانها للإحتواء ففردت اضلعها للإبتعاد ...ولكن حتى لو جاء الندم هل سينفع بعد أن كُسِرت قلوبنا ونزفت من محبينا .
تجلس بشرى وهى تنظر لمواقع التواصل الآجتماعى لترى صورة خطوبة هاميس تحتل جميع الأخبار على ذلك الشاب جميل الهيئة والتى أدركت من نظراته تجاه إبنتها بعشق كامن داخل قلبه وكيانه .وكأنه يخبرها أن الله عوضها عنها بأناس يحبونها بصدق .نظرت لصورة والدة عصام وعلياء وهن يمسكان علب الشبكة وكأنهن أمهاتها. تحسرت وهى ترى نورهان ورائف يمسك بيدها وكذلك جاسر وهو يضحك بشدة من فرط سعادته لأخته الكبرى .إطار صورة جميل ولكنه غير مكتمل فلقد كسرته وخرجت منه طواعية وهى تمشى وراء شيطان الإنس مدحت وكأن كل ذنب هاميس أنها تشبه أباها ورضعت من نهدى بسمة ونورهان ذنبها الوحسيد أنها عشقت إبن غريمة من أخذ حبيبته فكان لابد من الإنتقام وكانت هى يده فى ذلك الإنتقام حتى خسرت نفسها أولا وأولادها ثانيا.
خرج مدحت من دورة المياه بعد أن حصل على حماما سريعا بعد إستيقاظه من نومه فهو يقضى يوم الجمعة نائما حتى أنه لايخرج لصلاة الجمعه ولكن هل يوجد شيطان يصلى؟!
وجدها على تلك الحال فزفر بشدة وقال: يافتاح ياعليم يارزاق ياكريم .خييير يا بشرى فيه إيه على الصبح؟!
إجابته بخفوت: عرفت إن هاميس إتخطبت .
فتح عينيه بقوة وقال بغضب: إتخطبت ! إزاى من غير مانعرف .هى البت دى ملهاش كبير ولا إيه .ثم أكمل بصياح: أيوة طبعا هاميس إتخطبت وعايزه تتجهز وتقومى بقه تقوليلى نديها إيراد العمارة والمستخبى يبان.
إقترب منها وقال بخبث : بصى بقه هى مش إتخطبت من غير ماتقولنا يبقى تجهز نفسها ويبقى عرق وسيحنا دمه والموضوع ده ميتفتحش تانى ولو إتفتح نقولها زى ما اتخطبتى من غير مانعرف جهزى نفسك بمعرفتك .
صاحت به ولأول مرة : هو إنت مشبعتش .من يوم ما اتجوزنا واحنا عايشين بفلوسها هى .وانت بتحوش مرتبك وكمان بتحوش من إيراد العمارة وهى نزلت إشتغلت من صغرها من كتر مانت محسسها إنها تقيله رغم إن إحنة اللى عايشين معاها مش هى .
إقترب منها بغضب شديد وأمسك ذراعها بقوة حتى أنه تألمت منه وقال: بقولك إيييه كفايه إنى اتجوزتك وإنت أرمله ومعاكى عيله ااااه .أنا مكنتش لسه دخلت دنيا .ودى ياماما ضريبة عمرى اللى راح معاكى إنت وبنتك .ولعلمك لو عرفت إنك قولتيلها على موال العمارة والفلوس بتاعتها هتكونى طالق وهبلغ عنك المجلس الحسبى واقولهم انك كنت بتسرقيها من وهى لسه عيله .ثم أكمل بشر : فياريت متجيش دلوقت وتعمليلى فيها الأم الحنينة .مش لايق عليكى الدور ياشوشو .
ترك يدها بقوة وقال: جاتك القرف صديتى نفسى عن الدنيا بحالها .
جلست بقهر على المقعد خلفها وهى تندب حالها وحال أولادها والتى لا تحرؤ على الإتصال عليهم ومكالمتهم بعد ما أقدمت هى عليه تجاههم ...
💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫
تطير روحى لتذهب إليكى فى عش قلبك فيجتمعا معا ويتآلفا لينصهرا بقوة ويخلقوا قلبا واحدا داخل جسدين .
يجلس رائف بجوار نورهان وهو يطعمها قطعة من التفاح المقطع وسط نظراتهم لبعضهم البعض .وهمساتهم وخجل نورهان من كلمات رائف الجريئه.
إقتربت منهم هاميس وقالت بسماجه : قوم يارائف ياحبيبى إنت تعبت النهاردة من كتر الكلام .
نظر إليها كلا من رائف وعصام بغيظ وكلا منهم له سببه .فرائف ينظر لها لأنها تريده أن يبتعد عن نورهان ،أما عصام فينظر لها بغيرة لنطقها لفظ حبيبى لرائف رغم أنه أخيها .
إبتسمت نورهان عليهم وهى تشعر بالخجل من نظراتهم المنصبة عليهم .
زفر رائف وقال: بقولك إيه ياعصام ماتاخد هاميس ياحبيبى وتروح أنا هبات النهاردة مع نورهان .
صاحت هاميس وقالت: والله أبدا أنا اللى هبات معاها ومعايا شذى وهنسليها ماقلقش .
كز على أسنانه بغيظ وقال: يابنتى إنت تنحه ليه ،ما تتنيلى وتروحى مع خطيبك وكمان إنت ناسية إن نورهان مراتى وأنا أولى بيها .
نظرت إليه نورهان بعشق يزيد ويزيد فها هو رائف الحنون قد عاد من جديد .
وقفت هاميس أمامه بتحد وقالت وهى تغمز بإحدى عيناها: دلوقت بقت مراتك .لا والله .عموما ياحليوه أنا مليش فيه ماشى وأنا اللى هبات معاها .
صرخت شذى وقالت: باااااس إحنا فى مستشفى على فكرة مش فى الشارع وكمان إحنا لسه العصر يعنى لما الليل يجى ابقوا إتخانقوا ،تعبتووونى .
جلس عصام وهو ينظر إليهم بآستهزاء وتحدث بثقة جديدة عليه وهو ينظر لرائف وهاميس: بصوا بقه وده آخر كلام عندى ومش هيحصل غيره .رائف لو عايز يرتاح يقدر يروح دلوقت ويرتاح شويه ويرجع على بالليل عشان هيبات مع نورهان .
فتحت هاميس فمها للكلام ولكن أوقفتها يد عصام وهو يرفعها أمامها ويقول بغيرة قاااتلة : قبل ماتتكلمى أنا مش هسمحلك إنك تباتى فى فى المستشفى ودكاترة النبطشيه يدخلوا ويطلعوا عليكى .فرائف هو اللى هيبات .وكمان لولا إن عندى شغل ومينفعش طبعا أنا ورائف نغيب مع بعض كنت بيت معاكى هنا بس بما إنه مش هينفع يبقى إنتهينا .ثم إبتسم بهدوء حذر وقال: ولا إيه رأيك ياهموس .
زفرت هاميس وقالت بغضب مكتوم: طبعا عندك حق .بس الصراحه بقه أنا كنت الأولى إنى أبات بس هعمل إيه قصادكم إنتوا الإتنين .
تدخل جاسر وقال بإبتسامه: والله ياهاميس أنا أصلا كنت هقولك تروحى وكمان عايزه شذى تبات معاكى وانت عارفه إنها سايبه طنط علياء تعبانه.
ضربت هاميس جبينها بكف يدها دليلا على التذكر وقالت: أيوه صح إزاى فاتتنى دى .ثم نظرت لشذى وقالت: أسفه والله فعلا نسيت .
إبتسمت شذى بحب وقالت: لا ياهموس متقلقيش ،مانا أصلا فى الطريق هى وطنط خديجة .
دق باب الغرفة ودهل منذر إليهم والذى قال بجدية مزعومة: وربنا دى ماهى أوضة مريضة دى أوضة بيوزعوا فيها لحمة ببلاش .إيه الزحمة دى .
ذهب إلى رائف وقال بمشاكسة: يلا يابابا إنت عامل زحمة فى الأوضة على برا .
ضحك الجميع على نظرات الغضب الظاهرة على وجه رائف .
وقف رائف وقال بتحدى : عندك حق فيه زحمه يلا كله برة عشان مراتى عايزة ترتاح وانت كمان بره معاهم .
ضحك الجميع وخاصة منذر وهو يقول : دانا الدكتور يابنى .
إبتسم رائف بسماجه: مستغنين عن خدماتك ياباشا يلا بره . وكمان انت دكتور قلب وباطنه مش جراحة .
إقترب منذر من شذى وقال: على العموم أنا عايز شذى فى كلمتين هنزل الكافيتريا وهبقى أرجع تانى أنو حتى أرتاح من وشوشكم العكره شوية .
نظرت إليه شذى فرأت وجهه وقد تحول للجدية وهو يقول لها: ممكن نقعد فى كلام عايز أقولهولك .
نظرت إليه هاميس بحذر وخوف فطمأنها منذر بعيناه رغم حزنه . لاحظت شذى تلك النظرة وإستنكرتها بشدة فلم تلك النظرة من هاميس ومن أى شئ تخاف ؟!!!
خرجت شذى ومنذر أما عصام فإقترب من هاميس وسألها بقلق: مالك خايفه كده ليه؟
نظرت إليه وقالت بخوف حقيقى: خايفه عليها ياعصام .شذى مش قوية ،رقيقة وهشة جدااا من جوة .مش هتستحمل .
إقترب رائف منها وأخذها بين أحضانه ليطمئنها فلفت ذراعيها حول خصره وتشبثت به بقوة .ربت على رأسها وقبل جبينها وقال: ياحبيبتى ماتخافيش منذر راجل وهيقدر يحتوى شذى وكمان ما اعتقدش انه هيقولها حاجه دلوقت لأنه عايزها تعرف من مامتها مش من حد تانى .
زفر عصام بشدة وقال بغيرة وهو يفك يدى رائف من على هاميس: وربنا كده ماينفع .أنا عايز أكتب الكتاب سامعين وكمان انت كمان ياسى رائف مش كل شويه أحضان وبوس كده .وكمان إنت مش إتصالحت مع مراتك روح ياعم إحضن فيها براحتك ومتجيش ناحية هاميس خاااالص سامعنى .
إختضب وجه هاميس من الخجل جراء كلام عصام بينما نورهان تبتسم عليهم بخفوت بسبب ألم جرحها .وعصام ورائف يعاندون بعضهم البعض وكأن هاميس قطعة حلوى ويتسابقون عليها من سيفوز بها دون الآخر .حتى وصل غضب عصام لذروته فجذب هاميس بقوة من يدها متجها لخارج الغرفة وهو يقول تعالى نقعد فى جنينة المستشفى شويه نشم هوا نضيف .
ضحك رائف عليهم بشدة بينما قالت له نورهان بخفوت: حرام عليك إنت عارف عصام تحسه لسه مش مصدق إن هاميس رضيت بيه وإنت بتعانده جااامد .
إقترب منها رائف وقال بحب: هتصدقينى لما أقولك إنى بتعمد أعمل كده عشان يطلع اللى جواه .أكمل بهدوء: عصام طول عمره بيخبى مشاعره واللى كانت أكترها سلبيه وده أثر على شخصيته زى مانتى شايفه .ولما حت هاميس غيرت كل كده بحبها .فأنا عايزه يظهر الحب ده لأن هاميس تستاهل وهو كمان يستاهل إنه يعيش .
تبسمت نورهان وقالت بخفوت: تعرف إنى بحبك قوووووى . إقترب منها وقال بعشق: وأنا بمووووت فيكى وبعشششقك وحياتى من غيرك ملهاش معنى .وكنتى وحشانى وانت جمبى .تعرفى إنى نفسى أخدك جوه حضنى ومطلعكيش أبدا .
إقترب أكثر ليقتطف شفتيها فى قبلة شغوفة ولكن أخرجه حمحمة جاسر والذى شعر بالخجل من وجوده .فهو لم يخرج بعد وكان يكلم بعضا من أصدقائه فى التدريب وعندما إنتهى وحد راىف وهو يقترب من نورهان .أما رائف فزفر بغضب وقال : إنت بتعمل إيه ياجاسر ماتطلع بره ياحبيبى .
إبتسم جاسر بتهكم وقال بعد أن زال خجله: والله أنا قاعد مع أختى العيانه وعامله عمليه ومش قادرة هااه فاهمنى مش قادرة وتعبانة فخف شويه .
تخضر وجه نورهان بالحمرة فأغمضت عيناها وكأنها نائمة لتهرب من مواجهة كلا من رائف وجاسر .
💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗
تجلس شذى بكافتريا المشفى وهى ترتشف من عصير المانجو الخاص بها بينما منذر ينظر لقهوته وكأنه يستمد منها قوته .
بدأت شذى بالكلام وقالت: مالك يامنذر ؟ فيه إيه؟
نظر لعيناها وقال بعشق دفين: شذى أنا طلبتك من مامتك النهاردة .
شهقت من دهشتها وقالت: بجد ،طب رد فعلها كان إيه ؟
أجابها بحب: قالت لما اسال شذى الأول ولو هى موافقة خلاص.
طأطأت شذى برأسها أرضا من فرط خجلها ولم تتحدث .تكلم منذر بحب وقال: شذى بصيلى لو سمحتى وقوليلى بجد وصدقينى مش هزعل: إنت مستعدة تقفى معايا مهما كانت ظروفى .
أجابته بحب: طبعا يامنذر وأنا قلتلك الكلام ده قبل كده وبأكده تانى .
تكلم منذر وقال بإصرار: طب ياشذى أنا نفسى نبنى نفسنا من غير مساعدة حد .يعنى مامتك ربنا يباركلها وقفت معاكى كتيير جه الدور عليا بقه إنى أنا اللى أقف جمبك وأشيلك جوه عيونى .
إبتسمت بخجل وقالت: ربنا مايحرمنى منك أبداا يامنذر .
ضحك بعشق وقال بيقين: شذى أنا نفسى تعرفى وتتأكدى إنى بعشقك إنت ومش عايز غيرك .ومهما الظروف بينا إتغيرت فأنا برضه مش عايز غيرك ومستعد أحارب الكل عشانك بس إنت متبعديش عنى ،أرجوكى ياشذا .
تكلمت بإستغراب : إنت مش مطلوب منك تحارب حد يامنذر .ماما واديك قلت إنها موافقة .وهاميس والكل مرحبين جدااا وبيحبوك .ومامتك وباباك كمان مرحبين وبيحبونى ويشهد ربنا إنى بحبهم وبحسهم عيلتى .يبقى ليه الكلام ده .
زفر بقوة فهو لا يستطيع البوح بذلك السر إلا بوجود علياء ولكنه عليه أن يمهد لها الطريق فكيف هذا ؟!
إقترب منها بقوة وقال بخوف: بصى ياشذى كل اللى أقدر أقولهولك إن ساعات الظروف بتحطنا فى مواقف صعبه وبيترتب عليها قرارات بنحس ساعتها إنها مظبوطه بس بعدين بنعرف إنها فيها ولو جزء بسيط غلط .بس حتى مع الغلط ده لازم نتأكد إن اللى بيحبنا مهما غلط من وجهة نظرنا لازم نسامحه ولا ايه .
ردت عليه بتيه: رغم إنى مش فاهمه حاجه بس اللى أنا متأكده منه إن اللى بيحب حد صعب جدااااا إنه يجرحه بقصد . بس برصه اللى مش فاهماه هو ليه بتقول الكلام ده .
نظرت أمامها لمن يقول لها :
أنا هقولك هو بيقول كده ليه ..💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢
ازيكم ياجماعه عاملين ايه .... يلا رأيكم فى الفصل وتوقعوا كده مين اللى دخل عليهم : فراس ولا علياء ولا يمكن هاميس ولا يمكن .................
مستنيه لايكاتكم وكومنتاتكم ودعواتكم لبناتى بالشفاء العاجل ..
دومتم فى رعاية الله .. بحبكم فى الله
سلوى عليبه .... يلا عايزه رأيكم فى مواجهة فراس وعلياء ...
أنت تقرأ
لست دميما
Romanceإجتماعى رومانسى نبذته عائلته لأن وجهه ليس وسيما ، ولكنه كان الأكثر طيبة وذكاءا وحبا ، فأصبح غير واثق بنفسه رغم قدرته الهائلة على العطاء ،فأصبح يدفعهم للأمام وهم يأخذون المجد والمعارف.حتى جاءت هى وقلبت حياته رأسا على عقب ،فأصبح معها كالطفل تشكل شخصيت...