الفصل التاسع ....
لست دميما.....
سلوى عليبه ....
نطرق أبواباً ظننا أننا لن نطرقها أبداً .ولكننا الآن نقف أمامها علنا نعرف ماوراء تلك الأبواب المغلقة والتى ما أغلقناها إلا لنمضى عنها بعيدا ولا نتجرأ على أن نفتحها .حتى لانجد وراءها ما يحزننا أو من الممكن أن يسرنا .
عندما يأتيك من كنت تنتظره كثيرا ولكنك قد يأست من الإنتظار حتى أنك أصبحت تعترف أن اللقاء قد أصبح درب من دروب المستحيلات .ورغم ذلك ترجو الله أن تتلاقى تلك الدروب يوماً .
وقف عصام عندما وجد أمامه أخيه أريان .ذلك الذى يتحاشاه تماما .فأمجد مشاعره ظاهرة للعيان وهى البغ*ض الشديد ولكنه دائما يحتار فى مشاعر أريان .أحيانا يشعر بداخل عيناه تمنى للقرب وأحيانا أخرى يرى بعد السماء عن الأرض .ورغم ذلك فهو يحبه كثيرا خاصة وانه يشبه والده كثيراً.
تقدم منه أريان وهو لايدرى كيف يبدأ معه الحوار.هو أتى إلى هنا دون تفكير ولكنه يريد أن يقترب من أخيه القريب بالمكان البعيد كل البعد عنهم بالمشاعر .
قال أريان على استحياء: إزيك يا عصام .
أجابه عصام بإبتسامة حذرة: الحمد لله بخير . إزيك إنت عامل ايه؟
أريان بخفوت: الحمد لله . لم يجد مايقوله بعدها فوقف مكانه ولم يتحرك .
إبتسم عصام على إرتباكه وقال له وهو يدعوه للجلوس: إتفضل إقعد .دانت حتى أول مرة تجيلى مكتبى مع ان مكتبك فى نفس الدور .
رد عليه أريان بتردد : عادى يعنى مبرضاش أشغلك .
نظر إليه عصام وقال بمغزى: هتشغلنى عن إيه يعنى ،د احنا حتى إخوات ولا إيه .
سأله أريان بلهفة : يعنى بجد ياعصام إنت بتعتبرنا إخوات .
أجابه عصام بصدق مخلوط بالحزن: والله يا أريان أنا بعتبركم إخواتى بس للأسف الشعور مش متبادل بالمرة .
ليه بتقول كده ؟ سأله أريان بإستفسار رغم معرفته بالإجابة .
أجابه عصام بألم: إنتوا عمركم ما اعتبرتونى أخوكم وانت عارف كده كويس .يمكن أمجد انا متأكد من كر*هه ليا .لكن انت كنت بصراحه بحتار فيك وفى تصرفاتك .لانها مش واضحه .أكمل عصام بحزن شديد: ساعات كنت بشوف فى عيونك نظرة شفقة ،وساعات كنت بشوفها عدم تقبل ليا، وساعات تانيه كنت بشوفها انك نفسك تقرب بس خايف .مش عارف إذا كنت خايف منى ولا خايف ان الناس تعتب عليك انك قربت من اخوك ابن الفلاحه اللى شكله مش زيكم ولا شبهكم.كأنى خلقت نفسى بإيدى .أجابه أريان بتأثر: أنا منكرش إنى كنت بخاف أقرب منك .
إبتسم عصام بأ*لم .ولكن أريان أكمل وقال: كنت بخاف من أمجد وماما .خاصة وانهم دايما كانوا بيقولولى إنك ابن الست اللى خطفت بابا مننا .ولولاها كان زمانه عايش معانا .أكمل بخزى : أنا اتربيت على كر*هك يا عصام ومش معقوله يعنى هكدب أمى وأخويا وهما أقرب الناس ليا.
سأله عصام مباشرة : وإيه اللى غير رأيك وخلاك تقرب منى دلوقت بما انك كنت بتتحاشى أى كلام معايا خاالص .
أجابه بصدق: حبيت أحس إن عندى ضهر وسند .
إبتسم عصام بسخريه: وأمجد راح فين مش هو برضه اخوك شقيقك وضهرك وسندك .
وقف أريان بحدة وهو يدير ظهره لعصام وقال : أنا تايه ، محتار ومش عارف أرسى على بر. أصدق أخويا وأمى ولا أصدق تصرفاتك معايا .
إلتفت إليه وقال بحزن: أنا كنت بشوف عيون بابا بتفرح لما بتشوفك .شوفت لهفته عليك لما وقعت مره ودراعك إتكسر وهو كان عندنا .يومها طلع يجرى واحنا مش عارفين فيه إيه .
أكمل بأ*لم وهو ينظر داخل عيناه: تعرف إنى كنت بدعى إنى أتكسر أنا كمان عشان أشوف لهفته عليا زى ماشوفتها عليك .
جلس أمامه وهو مطأطأ الرأس وأكمل بنفس شعور الأ*لم: عايزنى بقه أقرب منك وأنا شايفك بتاخد أبويا منى .حتى مامتك أخدته من أمى . أنا عشت على إنك دخيل علينا ومش من حقك أى حاجه من عيلتنا .
رفع عيناه لتلتقى بعين عصام والذى يظهر عليه الأ*لم هو الآخر : أنا بقيت كل ما أشوفك وأحس بحنين ليك أقت*له فى مهده قبل ما يكبر. كنت بقعد أكتر مع أمجد عشان دايما أفتكر إنك المفروض مش أخونا حتى لو إسمنا واحد .
صرخ بشدة وهو يتجه إليه ويهزه من كتفيه بشدة وقال: بس انت حيرتنى .ليه منتش شبه أمجد ،ليه مسمحتليش إنى أكر*هك وأنا عارف إنك تستاهل الك*ره .ليه بنقدملك الوحش وإنت بتقدملنا الحلو .
كاد عصام أن ينطق ولكن أريان أوقفه بعد أن ترك كتفيه وقال بحدة: ومتقولش إن دى وصية بابا .لانك ساعتها هتبقى كداب .
أجلى عصام صوته من كثرة مشاعره وقال: ليه هكون كداب .فعلا دى وصية بابا.
صاح أريان : لا يا عصام مش عشان كده .إنت طول عمرك كده .بتقدم الخير حتى لو احنا رفضناه .فاكر لما ماما تعبت ودخلت المستشفى لقيناك معانا ومش راضى تسيبنا مع إن أمجد يعتبر طردك من المستشفى وساعتها بابا كان موجود وزعق لأمجد عشان خاطرك .لييييييه بقه بتعمل كده .لييييه .
خرج عصام عن شعورة وقال بإنفعال: مش يمكن عشان نفسى أحس إنى ليا عيله ،ليا إخوات بنقف جنب بعض فى الزعل والفرح .نفس أحس إنى مش لوحدى يا أخى . د الواحد لما بيتعور بيقول أخ .لكن أنا عمرى ماحسيتها ،قلت يمكن لما تحسوها منى تقربوا .لكن إزاى هفضل فى نظركم وحش مهما عملت .
إبتسم أريان بتهكم وقال: مكنتش جيتلك دلوقت وأنا محتار .
تكلم عصام بسخرية: لا يا أريان إنت جاى ونفسك أقولك أى حاجه وحشه عشان تطلع من هنا وتقول فعلا هو يستاهل إنه يتك*ره .إنت كده كده مقرر إنك متقربش وإنى وحش .
نظر إليه بشدة وأكمل بأ*لم : إنت بتلومنى على إيه ؟ هااااااه رد عليا ؟ بتلومنى على وحدتى ولا على بعدى عن الناس ولا إنى مليش أصحاب غير رائف .
وقف عصام وإتجه إلى النافذة ينظر إلى المارة بشرود وقال بحزن عميق: إنت وأخوك أخدتوا كل حاجه وأنا.... ضحك بإستهزاء وأكمل : مأخدتش أى حاجه خااالص وكنت راضى . بتلوم أمى إنها أخدت بابا من مامتك وإنت أكتر حد عارف إن مدام رانيا كده كده مكانش هاممها غير بريستيجها قدام الناس ودليل كده إنها هى اللى كانت الواجهة الإجتماعية وعمرها ما اعترضت على وجود بابا معانا إلا فى حالة واحدة لو فيه مناسبة وبابا مش هيروح معاها لأن بإختصارمظهرها أهم شئ .
إستدار يواجه أريان وقال: ماما اللى بتقول إنها أخدت بابا منكم هى اللى كانت بتصمم إنه يروح يبات معاكم لأن ده حقكم وهو مكانش بيبقى عايز يمشى .ولما بيتصل يقولها انه هايجى على الغدا كان بترفض وتقوله د يوم رانيا والولاد وأنا مش هجور عليهم ولا هساعدك على كده .
إقترب عصام من أريان وهو يقول بخزى منهم : إنتوا خلتونى مقدرش أقابل الناس وبتحاشاهم لأنى ببساطه مش عايز أسمع كلمة دميم منهم اللى اخواتى دايما بيوصفونى بيها لغاية ما اقتنعت إنى فعلا دميم .
إبتسم بتهكم وقال: إذا كان آخواتى بيقولوا عليا كده فمابالك الناس .بقيت أخاف أتواجد فى أى تجمع عشان مسمعش تجريحهم ليا .والسبب الأساسى إخواتى .
صاح بغضب متقد وهو يضرب صدره بيده وقال: وفى النهاية بتقولى إنى خليتك محتار .محتار فى إيييه ؟ قولى ؟ عايزنى أعمل إيه لأنى تعبت .صرخ بألم وهو يرتمى على الأريكة: والله تعبت بقه إرحمونى .عايزين تكر*هونى ولا تحبونى ولا حتى تمو*تونى براحتكم المهم إنى نفسى أرتاح .
جلس أريان بجواره ودموعه منهمرة أمسك يد عصام وقال بصوت متحشرج من البكاء: أنا كمان تعبان والله .أنا كمان تايه ومش عارف أعمل إيه؟
لما بفكر فيك بلاقيك معملتش حاجه تأذينى أبدا.وفى المقابل ألاقى اللى المفروض أقربلى منك بيحاول يبعدنى عشان مصلحته .
أمسك أريان وجه عصام المكفهر ووجهه إليه وقال: سيبنى أقرب منك يمكن أداوى جراحى وإنت كمان تداوى جراحك .خلينا نكون سند لبعض يمكن ساعتها نحس بالأمان .
أجابه عصام بخفوت وعدم تصديق: وأمجد هيسيبك تقرب .د ممكن يق*تلك ولا إنك تقرب منى خطوة .
رد عليه أريان بلهفة وتوسل : خلينا نجرب .عشان خاطرى .سيبنى أحس مرة إن فيه حد بجد خايف عليا عشان خاطرى ..ثم أردف بحزن: د لو ليا خاطر عندك يعنى ..
نظر له عصام بخوف وأمل .خوف من الخذ*لان مرة أخرى وأمل فى غد يكون أخيه بجواره .
♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤
يوجد منا من لايقبل الخطأ حتى لو كان الثمن أكبر من مقدرتنا .فالمبادئ لا تتجزأ . ويجب علينا محاربة الفساد حتى لو بمفردنا ...
ذهبت هاميس تجاه مكتب رائف وهى ثائرة بشدة .فأكثر ما يحزنها هو الخيانة وعدم الأمانة .
طرقت الباب وكان رائف مندمج فى عمله حيث أنه يدرس بعض العروض المقدمة إليهم من بعض الشركات الأخرى كى ينسقوا سوياً لخدمة الأفواج السياحية ..
سمح لها بالدخول .فدخلت وهى يظهر على وجهها الغض*ب ..
أشار إليها بالجلوس وهو ينظر إليها بريبة وقال: فيه إيه مالك عامله كده ليه؟
وضعت أمامه الأوراق دون كلام .فنظر لها بإستفهام ولكن سرعان ما فهم الموضوع عندما إطلع على الأوراق .
زفر بحدة وقال: وإنتى يعنى أول ماتشطحى تنطحى .
ردت عليه بغيظ : يعنى إيه بقه.
وقف بغض*ب واتجه إليها وجلس أمامها وقال: انتى لسه بتقولى ياهادى .مش أول ما تشتغلى تطلعى بمصايب كده .
نظرت إليه بريبة وقالت وهى تضيق عينيها:إنت عارف باللى بيحصل ده وساكت .
أجابها بغضب: إذا كان صاحب المال نفسه عارف وساكت .
وقفت بحدة وهى تقول: نعععغغعم يعنى إيه ؟
أمسك يدها وأجلسها مرة أخرى وقال: إنتى متعرفيش حاجة خااالص .وأنا عموما جبتك الحسابات عشان عارفك عامله زى القطر وفى وجودك مش هيقدروا يلعبوا مرة تانيه .
نفضت يدها من يده وقالت: يعنى ايه سى عصام ده عارف وساكت .ليه يعنى ماسكين عليه ذله ولا ايه . أشارت إليه بقوة: بص بقه إنت عارفنى مبعرفش أسكت وسى عصام ده أنا هروحله ومش هيهمنى منه وهقوله انه جب*ان عشان مش عارف يدافع عن حقه .
بهت رائف وقال: نهار إسوح جب*ان مرة واحدة ..
إتجه إليها بتوسل: هاميس ياحبيبتى الراجل مش حملك وربنا.هو فيه اللى مكفيه وزيادة .طب بصى عايزه تكلميه مفيش مانع بس بشويش ياقلبى .
إبتسمت بتهكم وقالت : من عنيا الإتنين .ثم إتجهت للخارج ووجهها لا يبشر بالخير أبدا.
أما رائف فرغم خو*فه من الذى سيحدث إلا أنه جلس وقال بثقة : جت اللى هتخليك ترجع لعقلك يا سى عصام .يلا حلال عليك هاميس واللى هتعمله فيك.
ذهبت صوب مكتبه وهى متأهبة لما ستقول .ولكن عندما همت لطرق الباب إستمعت لصراخه وتعجبت مع من يتكلم بهذا الإنفعال .جذبها حديثه المتألم حتى أنها شعرت بأنه يشرح حالتها هى مع والدتها .كيف تعرض هو للخذ*لان وهى أيضا. بينهما نقاط مشتركة كثيرة ولكنها أبدا لم تكن يوما ضعيفة أمام من خذلها .إستمعت أيضا إلى كلام أريان .شعرت بصدق حديثه ولكن هل من الممكن أن يتغير الإنسان هكذا ؟ أم لابد من وجود سببا لهذا التغير .
قررت أن تمشى وتأتى مرة أخرى ولكن عندها فُتح الباب وخرج منه أريان كالإعصار.نظرت إليه بقوة ولكنها أبدا لم تبغضه مثل أخيه أمجد . هو وسيم جداااا هو الآخر لايقل عن أمجد فى الوسامة بعيونه الزرقاء وشعره الأصفر ووجهه المشرق ولكنه مريح أكثر من أخيه بمراحل ..
ذهب بطريقه دون الإلتفات لها .أما هى فكانت متردده بين أن تدخل لعصام أم تمشى .لاتعلم لمَ شعرت أنه بحاجة إليها .ترددت فى الدخول ولكنها حسمت أمرها ودخلت إليه وجدته يجلس على الكرسى وهو يسند رأسه على المكتب .إقتربت منه بحذر وتحمحمت وقالت بهدوء: إنت كويس!
لاتعلم إن كان هذا سؤال أم إقرار بأنه أفضل بعد أن أفضى بما فى داخله .فهو شعور قد شعرت به من قبل .
رفع رأسه من على مكتبه .فهالها ما رأت .فعيناه حمراء بشدة ،يوجد بعضا من الدموع على وجنتيه وشعره الحريرى يغط على جبينه بطريقه جعلته وسيما بشدة فى نظرها رغم هيئته الفوضوية .
إبتسم بألم وقال بغموض: أول مرة أتمنى حاجه وتحصل .
لم تفهم ماذا يعنى بكلامه فقالت بعدم فهم : هو إيه اللى اتمنيته وحصل ؟
أجابها بإشتياق لم يقدر أن يخفيه: إنى أشوفك دلوقت بالذات .
إبتعدت عنه وابتلعت ريقها بشدة وقالت بخفوت : إشمعنى تشوفنى أنا بالذات .
أجابها بألم لمس قلبها: تعرفى إنى خايف أجاوب على السؤال ده .
ردت عليه بخفوت: ليه؟
عشان خايف هكذا أجابها عصام . أكمل وهو ينظر للفراغ: طول عمرى مباخدش اللى نفسى فيه .بخاف أقرب من حد فيقوم هو يبعد .
رجع بنظره إليها وقال: لكن إنتى مختلفه فى كل حاجه .شدتينى غصب عنى زى الدوامه اللى الواحد بيبعد عنها بس من قوتها بتجذبه ليها غصب.
ذهلت من كلامه الصريح .هى أيضا لاتعلم لما يجذبها وبشدة ولكن أن يقول هذا الكلام فهى لا تصدق .
نظر إلى ملامحها المذبهلة وكالعادة فهم أنها غير مستوعبه كيف يقول هو هذا الكلام وهى الجميله وهو الدميم .
إبتسم بسخرية وقال: طبعا أنا آسف إن واحد زيى يبص لواحدة زيك .
أخرجها كلامه من شرودها فسألته بغض*ب: ليه بتقول كده ؟ ويعنى إيه واحده زيك وواحد زيى اللى بتقول عليها دى .
تكلم بألم: إنتى فاهمانى كويس .واحد زيى مش حلو هيبص لواحدة جميلة جدااااا زيك مش ده برضة يبقى هبل.
أجابته بثقة : لا د يبقى قلة عقل .ثم أكملت بقوة بعد أن رأت وقع كلماتها عليه والتى شعرت أنها شقت قلبه : بس قلة عقل من اللى دايما بيبص لنفسه إنه أقل من الناس .نفسى أعرف انت مبتبصش لنفسك فى المرايه خالص ولا ايه؟
إبتسم بسخرية: بطلت أبص من زمان من ساعة ما واحدة من اصحاب اخواتى شافتنى وانا بسرح شعرى وانا فى النادى بعد ماخلصت تدريب لقيتها بتتكلم بتريقة وبتقول( ايه تعمل الماشطه فى الوش العكر ) .
أجابته بألم : للأسف إنت اللى اديتهم الفرصة لكدة .على الاقل انت ربنا خلقك كامل ،كل أعضائك سليمه مفكش رجل ولا إيد ناقصين .أمال الناس اللى عندهم إعاقة وبيخرجوا وبيعيشوا دول يعملوا إيه .إستطردت بقوة: بس للأسف دول عندهم ثقة فى نفسهم عكسك إنت .
أجابها بخفوت وهو ينهض من على كرسيه: إنتى مشفتيش اللى أنا شفته .
ضحكت بسخرية وقالت: ههههههه انت اللى مشوفتش اللى انا شفته .إقتربت منه وهو مازال واقفا وقالت بألم: إنت على الأقى إخواتك بيكر*هوك عادى جداااا .
نظر لها دون إستيعاب وقال بعدم تصديق: عادى إزاى يعنى .مش بقولك متعرفيش حاجه.
أجابته بألم حاد : أيوه عادى عارف عادى ليه لأن ده شئ وارد جدااا أول جريمه فى الكون ان أخ ق*تل اخوه قابيل وهابيل .ثم أضافت بصوت مزقه العذ*اب: لكن اللى مش عادى بقه وضد طبيعة البشر إن أمك هى اللى تكر*هك .عارف يعنى ايه امك تكر*هك ،عارف يعنى إيه نفسك فى حضنها وهى محرماه عليك وانت عايش معاها فى نفس البيت ،عارف يعنى ايه تشيلك ذنب مش ذنبك ،عارف يعنى ايه انزل ادور على شغل من وانا فى اولى ثانوى لمجرد انى مقعدش فى البيت اللى هو بتاعى اصلا .
نظر لها بألم فاق الحد .حتى أنه وبدون تفكير رفع يده على وجنتيها ليمسح دموعها المنهمرة ولكنها أوقفته وقالت بقوة: إوعى تفكر إن الدموع اللى هتمسحها دى ضعف لأ .اأنا ورغم اللى حصل معايا بس عمرى ماكنت ضعيفه حتى معاهم كنت باخد حقى .رغم انى سايبالهم كل حاجه بس برضه خدت حقى وهو حب إخواتى ليا رغم كر*ه أمى .
أشارت إليه بقوة وقالت: إنت بقه عملت إيه .تقدر تقولى .أجابته بسخرية معملتش أى حاجه .بتبعد بزيادة وبس .حتى لما حسيت بمشاعر ناحيتى زى مابتقول عملت ايه هاه ؟ برضه بتبعد من غير حتى ماتحاول وتدى نفسك فرصه .ثم نظرت له بقوة وقالت: مش يمكن أنا كمان ببادلك مشاعرك دى .
فتح عينيه من الإندهاش مما قالته : أهى تبادله مشاعره ..إبتسم بشده ولكن قبل أن يتكلم قالت له بقوة : متفرحش قوى كده لانى حتى لو فيه مشاعر ناحيتك هخن*قها لانى مبحبش الإنسان الضعيف .
خرجت من مكتبه وقلبها يتمزق عليه ولكن لا بد وقبل أن نغلق أى جرح أن نعقمه .فكيف بجراح على مر الزمان حتى أنها امتلئت قيحاً وصديد فيجب عندها من الفتح مرة أخرى ويجب علينا أن نصمد فنحن من تركناها بالأساس . وهذا مافعلته .أقسمت بداخلها أنها لن تتركه ولكنها يجب عليها أن تجعله يستفيق أولا .....
أما عصام فجلس على مقعده بقوة وهو غير مصدق لما حدث فهى تكن له المشاعر ولكنها الآن باتت تبغ*ضه .هكذا صور له عقله المريض ولكن هيهات ..
.☆☆☆☆☆☆★☆☆☆☆☆☆☆★★☆☆
وماراحتنا إلا بوجود الأحبة نتلو ذكرياتنا التى نحفظها عن ظهر قلب ولكن التكرار مفيد فهو يجلى القلب من الأحزان وينعشه مرة أخرى .
جلست علياء مع خديجة فى منزل الأولى .فبعد أن خرج عصام للعمل وبعد أن أنهت خديجة مهامها نزلت إلى علياء وجلست معها وكل يقص على الأخرى ما دار بحياتها وهى بعيدة .
قالت علياء بحزن : كان نفسى بسمة تبقى معانا .الله يرحمها كانت قلبها طيب وبشوشة .
أمنت خديجة وقالت : أيوه الله يرحمها .اللى شبهها قوى الواد رائف .وريان كمان طيب بس مش زى رائف خااالص .ياحبيبى مقدرش يقعد فى الشقه من بعدها واتحايلت عليه يقعد معانا انا وعصام مرضيش .حتى والله عرضت عليه اديله شقه تانيه فى العمارة برضه رفض.
قالت علياء بإستفهام: وانتى هتديله شقه ازاى هو انتى اشتريتى شقه تانيه فى العمارة .
إبتسمت خديجة بإشتياق لزوجها: لا بس قاسم الله يرحمه إشترى العماره دى وكتبها بإسمى أنا وعصام ،يعنى تعويض عن الفيلا اللى هم عايشين فيها ولاده ومراته .
صاحت علياء بعدم رضى: ياسلام بقه فيلا زى اللى هناك دى بالأراضى الفاضيه اللى حواليها ومزروعة جناين تبقى بتمن عماره مهما كانت غاليه وفى حتة راقية .
أجابتها خديجة بتأكيد : أيوة طبعا تيجى وزيادة يابنتى العماره فى وسط البلد و10 ادوار وكل دور على شقتين وغير كده والله ماكنت عايزه حاجه بس هو اللى صمم قالى عشان اكون مرتاح .
أومأت علياء بتفهم وقالت بغته : بالحق يا خديجة مش بسمة كانت عندها بنت أختها بترضعها كان إسمها ماسه .
تذكرت خديجة وقالت: أيوه ماهى بعتتها لمامتها وهى عمر سنتين .بس كانت دايما بتيجى تزور بسمة .بس تصدقى عمرى ماشفتها كانت دايما تيجى وتمشى فى نفس اليوم مبتقعدش كتيير .
سألتها خديجة بإستفهام: بس انتى بتسألى ليه يعنى إيه فكرك بيها دلوقت؟
أجابتها علياء بثقة : ولا عمرى نسيتها .تعرفى شذى بنتى عندها واحده صاحبتها اسمها هاميس كنت دايما بحس فيها شبه منها .بس ارجع واقول : بنت اخت بسمه اسمها ماسه لكن دى هاميس غير كده بسمه من القاهرة واكيد اختها فى القاهرة ماهو مش معقول أختها هتبقى فى اسكندريه وتسيب بنتها كل ده .لكن هاميس من إسكندرية . عشان كده انا مبطمنش على شذى غير معاها وهم الصراحه روحهم فى بعض اكنهم اخوات .
توقفت خديجة قليلا لتربط الكلام ببعضه وقالت: تصدقى يا عليا ان رائف كان قايلى ان اخته هاتيجى من اسكندريه من كام يوم وكنت ناويه اعزمهم على الغدا بس اتلهيت معاكى .ثم أكملت بتذكر وقالت: بس هو مقالش ماسه لا د قال اسم تانى .أخذت تفكر قليلا وقالت اااااه افتكرت هاميس.
إنتفضت علياء بشدة وهى الأخرى تربط الكلام ببعضه البعض وقالت: انتى قصدك إن ماسه كانت عايشه فى اسكندريه ولسه جايه هنا من كام يوم واسمها هاميس .ثم أردفت بإستغراب : امال ليه بسمه كانت بتناديلها بماسه .
أجابتها خديجة بثقة: أكيد يعنى إسم دلع .
صدمة هى كل ماحلت على علياء وهى تقول بخفوت: يعنى بنتى قدامى الفتره دى كلها وانا معرفش . يعنى شذى وهاميس بقالهم اكتر من 10 سنين اصحاب وميعرفوش انهم اخوات .
خديجة بصدمة : نعععم إخوات إزاى ؟
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
إذكروا الله ..... يلا قولو رأيكم فى الفصل ككل .لأنه الصراحه كان فصل مرهق جداااااا خاصة مشهد أريان وعصام والله انا اتخنقت وأنا بكتبه .
ياريت ألاقى تفاعل حلو كده .
وياترى شذى وهاميس اخوات ازاى؟ بس متهيألى سهله يعنى مش صعبه ..
بحبكم فى الله .... سلوى عليبه .
أنت تقرأ
لست دميما
Romanceإجتماعى رومانسى نبذته عائلته لأن وجهه ليس وسيما ، ولكنه كان الأكثر طيبة وذكاءا وحبا ، فأصبح غير واثق بنفسه رغم قدرته الهائلة على العطاء ،فأصبح يدفعهم للأمام وهم يأخذون المجد والمعارف.حتى جاءت هى وقلبت حياته رأسا على عقب ،فأصبح معها كالطفل تشكل شخصيت...