مقدمة 2

22.9K 762 215
                                    

كان جالساً خلف مكتبه يُطالع بعض الأوراق المتعلقة بعمله بهدوء بينما تلك الهالة المرعبة تحيط به و تغلف المكان الذي طغى عليه اللون الأسود..

الصمت كان سيد ذاك المكتب الذي انتهى بمجرد أن طُرِقَ بابه بهدوء.. ليأذن ذلك الوحش للطارق بالدلوف إلى الداخل..

فُتِحَ الباب و دخل منه أحد حراس السيد أوستن.. جده كما يقال.. في حين أنه لم يكلف نفسه برفع نظره ناحية الداخل لمكتبه بل تابع عمله على أوراقه تلك بهدوء منصتاً لما سيقوله الآخر الذي كان يشك بأن سيده لا يسمعه من الأساس رغم ذلك قال ما لديه محاولاً التماسك أمام الآخر خشية من أن يخطئ بشيء يكون ثمنه هو حياته القصيرة تلك..

الحارس: سيدي.. أعذرني على مقاطعةِ عملك لكن أرسلني السيد الكبير لاستدعاءك إلى القصر..

لم يجبه ذلك القابع وراء مكتبه للحظات.. ليرد عليه بعدها بكل هدوء و رزانة.. بنبرةٍ ذات برودٍ حاد جعلت من الحارس أمامه يرتجف من الخوف بسببها و بسبب صوته العميق ذاك..

ساڤيدش: ماذا يريد هذه المرة؟

الحارس: لـ... لـ.. لا أ... أعلم سسـ... سيدي

ساڤيدش: حسناً.. اذهب أنت سأُنهي عملي و آتي بعدها

الحارس: لقد أمرني السيد بإحضارك معي مهما كانت أعمالك كثيرة لذ...

ساڤيدش: اذهب.

الحارس: و لكن سيـ...

لم يكمل كلامه بسبب تلك الرصاصة التي اخترقت رأسه جاعلةً منه يسقط مجرد جثة هامدة على الأرض التي اصبحت مطلية بلون دمائه القاتم.. ليتحدث ذاك الرجل من وراء مكتبه بهدوء و نظراته الباردة لا تزال على الجثة التي أمامه الآن..

ساڤيدش: ألم يخبرك أحدٌ أنني لا أكرر كلامي.

أعاد مسدسه إلى مكانه بهدوء و كأنه لم ينهي حياة أحدهم للتو.. آخذاً هاتفه من على مكتبه متخطياً تلك الجثة ليغادر الغرفة بهدوء و ملامح البرود لا تزال تكتسيه..

كان يسير بخُطاً ثابته و واثقة.. كل من يراه يستغرب و يخاف من تلك الهالة المحيطة به.. كيف لرجل مثله أن يترك كل ذلك التأثير في نفوس من يقابلهم ليجعلهم ينصاعون له كالكلاب التي تخشى معارضة سيدها..

توجه نحو مصعد الشركة بهدوء و في طريقه التقى بمساعده و يده اليمنى كما يقولون.. صديق طفولته ويليام الذي ما أن رآه يغادر توجه إليه مباشرةً و بخطوات مسرعة نوعاً ما كي يستطيع اللحاق به...

ويليام: ساڤيدش ما كان ذلك الصوت من مكتبك؟ هل من تفسير لو سمحت؟!!

سافيدش: أخبرهم بالتخلص من تلك القمامة هناك و اهتم بباقي أعمال الشركة.. سأغادر لأرى ما يريده ذاك العجوز.

ويليام: مهلاً لحظة،!!، هل نسيت الاجتماع بعد ساعة أم ماذا؟؟ كيف تُغادر و أنت تعلم أنه اجتماع مهم؟!!

Empire of black wolf حيث تعيش القصص. اكتشف الآن