20 / نوفمبر - الساعة 4 مساءً
كانت أوليڤيا تجلس في الحديقة الجانبية للقصر مع آريا تدردشان في أمور مختلفة.. تمددت آريا على العشب و بقيت تنظر للسماء ثم تحدثت بهدوء مع أوليڤيا لتجعل من الأخرى تصب انتباهها معها باستغراب من نبرة صوتها تلك..
آريا: أوليڤيا.. هل تذكرين ملامح والدكِ؟..
أوليڤيا: بالطبع.. كيف أنسى الشخص الذي ساعدني على الوقوف في طفولتي الشخص الذي علمني أشياء كثيرة و اهتم بي و منحني كل ما كنت أرغب به.. السند الذي كنت اتكأ عليه في أوقات ضعفي فيمدني بطاقة مضاعفة..
آريا: صحيح.. اعذريني على سؤالي التافه.. لكن أتعلمين.. أشعر أنني لم أعد اتذكر ملامح والدي جيداً.. أحياناً أخشى أن أنسى ملامحه بالفعل.. لا أريد أن أتذكر ملامحه كلما نظرتُ إلى صوره.. أريد أن تُحفظ في ذاكرتي للأبد.. و أن أتذكرها طوال الوقت..
أوليڤيا: أتعلمين لمَ يحدث معكِ ذلك؟
آريا: ربما لأنني لم أكن أقضي الوقت معه كما تفعل كل فتاة مع والدها.. و ربما لأنني كنت أخاف منه كما يفعل الجميع... أو لأن علاقتي به كانت كموظفة و مديرها.. أو لأنني أشعر بأنه لم يعترف بي قط..
أوليڤيا: بل لأنكِ كنتِ تنسجين أفكار لا معنى لها.. ربما كان والدكِ لا يتعامل معكِ كأبٍ و ابنته و ربما احتكاككِ به كان قليلاً.. لكن صدقيني لا يوجد أبٌ لا يحب ابنته.. حتى و إن أخفى ذلك.. هناك دائماً قسم خاص بها وحدها في داخله.. هي فقط عليها أن تكتشف ذلك القسم..
آريا: سهلٌ عليكِ قول ذلك لأن علاقتكِ بوالدكِ كانت رائعة..
أوليڤيا: من قال لكِ ذلك؟؟.. اسمعي.. لقد كنتُ أخاف والدي أكثر من غيره.. لم أتجرأ قط على التحدث معه بغير رسميه.. لكن دائماً كنت أتمنى أن ألعب معه و أجلس على كتفه.. أردتُ أن يقرأ هو قصةً لي قبل النوم كما يفعل آباء صديقاتي معهن.. لكن كل ذلك كان مجرد حلم بالنسبة لي.. ذات يوم تجرأت و كتبتُ رسالةً صغيرةً له.. أعلم أنها كانت حماقة مني خصوصاً و أننا كنا نعيش تحت السقف ذاته.. مع ذلك أردت كتابتها.. كُنت أرى أخي يتصرف أمام أبي بأريحية.. كنت أراهما يجلسان معاً يعلمه أشياء كثيرة كالرماية و استخدام السلاح و السباحة و ما إلى ذلك.. لقد حسدتُ أخي كثيراً في تلك المرحلة من طفولتي.. و ذلك ما جعلني أكتب الرسالة لأبي.. كتبتُ بها أنني أحبه.. و كتبت بها كل ما رغبت بفعله معه لكنني لم أستطع ذلك.. لقد أخرجت كل ما بداخلي في تلك الرسالة.. أتعلمين أنني لم أسلمه إياها أبداً.. بل وضعتها على الطاولة بجانب سريري و غطيتُ في النوم.. كنت أستيقظ دائماً و أنظر إلى رسالتي التي مضى على كتابتها شهر كامل.. ذات يوم استيقظت و لم أجدها حيث وضعتها.. خشيت أن يكون قد أخذها أحدهم له أثناء نومي.. لم أشأ إعطائها له لأنني ظننت بأنه سيسخر مما كتبته.. تجاهلتُ الأمر و توجهت إلى غرفة المعيشة بعد أن تناولتُ طعامي.. ما أن دخلتُ حتى وجدتُ أبي يجلس على أحد الأرائك و بيده رسالتي تلك.. تجمدتُ في مكاني وقتها.. لكنه أمرني بالإقتراب منه.. شعرتُ بحرجٍ شديد.. رغبت في البكاء مع كل خطوة أخطوها نحوه.. لكن هذا اختفى عندما أمسكني و أجلسني على فخذه لقد تحدث معي طويلاً في ذلك الوقت.. من يومها و أنا أقضي أغلب وقتي مع والدي.. كلما سمعتُ أنه عاد من العمل أكون أول من ينزل لاستقباله كي آخذ قبلتي الصغيرة منه قبل أخي.. كنت أسعد عندما أرى أخي ينظر لي بغيرة رغم أنه يكبرني بعشر سنوات تقريباً.. لقد أحتتلتُ مساحته الخاصه هو أيضاً.. هناك علمت أنه لاشك من وجود قطعة مني في قلب والدي.. كل ما في الأمر أنه كان عليّ إيجادها..
أنت تقرأ
Empire of black wolf
Mystery / Thrillerهو الزعيم هنا،، ونحن فقط ننفذ ما يقول، لا تطأ أقدامنا أي مكان دون علمه، ولا نقوم بأي شيء دون علمه، حتى الهواء الذي يتنفسه لا يحق لنا تنفسه إلا بإرادته، أساساً إن استطعت الوقوف معه دون أن تفقد وعيك من الخوف أو الخروج من جانبه سليم الرأس فأنت قوي لتح...