في تلك البناية الضخمة التي يغطيها الزجاج من كل جانب.. كان ساڤيدش يجلس على مكتبه بصمت يوقع على بعض الأوراق الخاصة بالعمل.. مضت بضع دقائق ليفتح باب مكتبه على مصرعيه.. يليه بعدها دخول مساعده الأول و أحد أصدقائه كما يقولون.. اقترب ويليام منه و الإبتسامة تشق وجهه فارداً ذراعيه متجهاً لاحتضان ساڤيدش لكنه تراجع عن ذلك و جلس أمامه بصمت عندما رأى زعيمه يخرج سلاحه و يضعه على الطاولة بهدوء و نظره لا يزال معلقاً على تلك الأوراق.. جاعلاً من الصمت يعود للمكان مرة أخرى و كأن الآخر لم يقتحمه قبل قليل مخلفاً تلك الضجة بعده.. عبس ويليام بسبب صديقه جاف المشاعر الذي لا يعرف طريقاً لها حتى.. بل أنه يشك بأن سيده لا يعلم ما هي هذه المشاعر من الأساس.. نظر إليه لبعض الوقت و تحدث بنبرة متذمرة و هادئة في الوقت ذاته في حين أن الآخر كان فقط يركز على الأعمال أمامه..
ويليام: مابك يا رجل؟.. ألا تعرف ما هو الحنان حتى؟.. لطالما أحطنك النساء من كل مكان مع ذلك لم تتعلم أي شيء عن الأمر.. حتى زوجتك بدأت أشفق عليها من كتلة الجليد التي سترافقها للأبد.
ساڤيدش: هل ستذهب لمكتبك أم آخذك له بطريقتي؟
ويليام: أرأيت أنت حتى لا تحب المزاح.. عموماً هذا ليس موضوعنا.. أخبرني لماذا لم تتصل بي البارحة بدلاً من ماكس و إيدي؟.. هل بدأت تفقد ثقتك بي يا زعيم بعد كل هذا الوقت الذي قضيناه معاً.. انت لا تعلم كم شعرت بالحزن على ذلك..
قال كلماته تلك بنبرة حاول جعلها حزينة و منكسرة قدر المستطاع.. ليجعل من الآخر ينظر له بقرف من درامته هذه و بحواجب مقتضبة و ملامح حاده.. فأمسك ساڤيدش سلاحه هذه المرة و وجهه ناحية ويليام الذي نهض من مكانه بسرعة عندما رأى زعيمه يمسك مسدسه.. ثوانٍ حتى صدر صدى صوت إطلاق الرصاص في المكتب بأسره جاعلاً من ويليام يفتح عينيه مدعياً الصدمه و هو يقف بجانب الجدار هارباً من تلك الرصاصة.. فهو بلا شك قد استفز زعيمه هذه المرة.. مضت بعض الثوانِ و ويليام لا يزال يقف في مكانه و سرعان ما انتفظ عندما رأى ساڤيدش يجهز مسدسه للإطلاق مرة أخرى.. فتح الباب ليخرج من المكتب لكنه تراجع بخطواته للوراء عندما فتح أحدهم الباب يذلف إلى الداخل بتوتر.. ما أن رآه ويليام ذهب إليه و احتمى خلفه جاعلاً من الآخر يحاول استيعاب ما يحدث لكن هذا تلاشى عند رؤيته لابن أخيه يمسك المسدس بيده ليقوم هو الآخر بإبعاد ويليام عنه مغادراً المكان بسرعة حِفاظاً على حياته و ويليام يركض خلفه بعجله.. عند خروجهما أخذ ساڤيدش نفساً عميقاً مغلقاً عيناه بغضب يحاول تهدأته.. جلس على كرسيه بأريحيه يفرك بإصبعيه المنطقة بين حاجبيه.. ثوانٍ حتى صرخ بصوته منادٍ سكرتيرته التي سرعان ما أتت عندما سمعت صوت سيدها ينده عليها من المكتب..
ديبرا: تفضل سيدي هل هناك شيء؟
ساڤيدش: أحضري بعض الماء.
ديبرا: أمرك يا زعيم..
أنت تقرأ
Empire of black wolf
Mystery / Thrillerهو الزعيم هنا،، ونحن فقط ننفذ ما يقول، لا تطأ أقدامنا أي مكان دون علمه، ولا نقوم بأي شيء دون علمه، حتى الهواء الذي يتنفسه لا يحق لنا تنفسه إلا بإرادته، أساساً إن استطعت الوقوف معه دون أن تفقد وعيك من الخوف أو الخروج من جانبه سليم الرأس فأنت قوي لتح...