في ذلك القصر الذي تُحتجز به أوليڤيا.. كان كريستيان في جناحه الذي من يراه يظن أن إعصار حل به.. يجلس هو على الأرض متكأً بضهره على السرير.. بجانبه زجاجة الويسكي التي يحتسيها بعطش بين لحظة و أخرى.. كانت ملابسه مبعثرة.. أزرار قميصه الأولى مفتوحة تظهر عضلاته البارزة.. شعره الكستنائي ينزل على جبهته بعبث.. رفع زجاجة الويسكي و تجرع ما بها لثواني حتى آخر قطرة بها.. ما أن أنهاها حتى رماها من يده لتصطدم بالطاولة التي أمامه و تتحطم لأشلاء صغيرة.. مسح وجهه براحة يده ثم نهض من مكانه.. عندما وقف على قدميه اختل توازنه قليلاً.. كاد يسقط لو لم يتكأ بيده على حافة السرير.. استعاد توازنه للحظات ثم سار باتجاه الباب مغادراً الجناح.. كانت خطواته مليئه بترنحه أثناء السير.. خرج من المكان نازلاً على الدرج نحو بوابة القصر.. عندما لاحظه أحد رجاله.. اقترب منه بسرعة يسأله إن كان يحتاج شيئاً.. قبل كلامه قاطعه كريستيان بنبرة آمرة يتضح من خلالها أنه ثمل..
كريستيان: أحضر مفتاح سيارتي.
الرجُل: أ..أمرك سيدي..
ذهب الرجل لإحضار المفتاح ليعود بعدها خلال دقائق و بيده المفاتيح معطياً إياها لسيده..
الرجُل: تفضل سيدي..
كريستيان: ماذا تنتظر؟
الرجُل: هل تريد أن أقود عِوضاً عنك سيدي.. لا يبدو أنك بخير..
كريستيان: هل تريد أن أقتلك؟.. ماذا تقصد أأنا مجنون؟
الرجُل: لا أقصد ذلك سيدي فقـ..
كريستيان: هيا اذهب قبل أن أتخلص منك.
انحنى له الآخر و غادر المكان دون أن ينبس بحرف حِفاظاً على حياته.. ذهب كريستيان و صعد على سيارته.. مشغلاً إياها داعساً على الفرامل لخارج القصر.. كان يقود سيارته مبتعداً عن القصر.. بعد ساعة من القيادة وصل إلى مكان ما أشبه بالمنزل العائلي الصغير ذات الطابع الحديث.. كان المكان مهجوراً نوعاً ما.. آثار الرصاص على جدران المكان تبدو قديمة.. و الأعشاب بدأت تخرج من أطراف المنزل.. نزل من سيارته و تقدم نحو ذلك المنزل.. وقف أمام بوابته لينظر نحوها لبعض الوقت.. هناك شيء ما بداخله كان يمنعه من الدخول.. مع ذلك سحبته قدماه للداخل.. فتح الباب ليصدر صريراً يدل على أنه لم يُفتح منذ زمن.. سارت به قدماه نحو الداخل.. بمجرد أن داست رجله على الأرضية حتى تضاربت تلك الذكريات التي يعتبرها مشؤومة بالنسبة له و التي كانت أجمل ذكرياته في وقت سابق.. أصوات ضحك أخاه الصغير الذي تلاعبه أخته.. صوت أمه الذي يعاتبه على وصوله المتأخر كالعادة.. و أخيه الكبير يتابع قنوات الأخبار و سيجارته بيده.. غيرها الكثير من الذكريات.. أقبحها تلك التي رأى بها أخيه يلفظ آخر أنفاسه و أخويه الصغيران اللذان يحتميان بحظن أمه غارقون بدمائهم و جميعهم قد فارقوا الحياة.. بينما ذاك الذي يقف في منتصف المكان يحمل مسدسه بيده ملابسه ملطخة بالدماء.. و ملامح الجمود التي اعتاد على رؤيتها به تغلفه كالعادة.. كان ينظر له بهدوء دون حرف منه.. فقط ينظر إلى عينيه كأنه يخبره بشيء من خلالهما..،، انتشله من ذكرياته تلك صوت هاتفه المزعج بنظره.. فتح الخط و نظره لا يزال مصوباً نحو الداخل.. تحدث بنبرة جافه جاعلاً من المتصل يعلم بأن سيده لا يبدو على ما يرام..
أنت تقرأ
Empire of black wolf
Mystery / Thrillerهو الزعيم هنا،، ونحن فقط ننفذ ما يقول، لا تطأ أقدامنا أي مكان دون علمه، ولا نقوم بأي شيء دون علمه، حتى الهواء الذي يتنفسه لا يحق لنا تنفسه إلا بإرادته، أساساً إن استطعت الوقوف معه دون أن تفقد وعيك من الخوف أو الخروج من جانبه سليم الرأس فأنت قوي لتح...