خلف الجبل الذي يقبع القصر عليه.. تحديداً في تلك المقبرة الخاصة بعائلة إيڤانوف.. كان أفراد العائلة و جميع معارفهم من أصدقاء و شركاء و ما إلى ذلك يقفون أمام ذلك القبر ينظرون له بهدوء..
اقتربت السيدة فكتوريا و وضعت عليه باقةً من الورد الأبيض.. ثم تبعها ولدها الصغير بنجامن و ابنتها جيسيكا ليضع كل واحدٍ منهما وردة بيضاء على قبر ذلك الرجل الذي تجاوز عقده الستين.. كذلك فعلت صوفيا و جونسن فهذا تقليد متداول في العائلة.. يجب على كبارها أن يضعوا الورد على قبر فقيدهم تدريجياً..
عندما حان دور ساڤيدش ليفعل ذلك.. لم يتحرك هو من مكانه بالطبع فهو يرى هذا التقليد مجرد تصرف تافه و عادي لا يستحق أن يُتعب نفسه من أجله..
أساساً هو يرى أن تقاليد الدفن سواءاً في عائلتهم أو أي عائلة أخرى مجرد إهدار للوقت.. ما الفائدة من فعل كل هذا و الشخص قد توفي بالفعل و كأن ما يفعلونه سيجعله يعود للحياة مرةً أخرى أو قد تقلل تلك التقاليد من عقابه و تبعده عن الجحيم..،، هه.. مجرد حماقة..،، مهما فعلوا فمصيره الجحيم حتى و إن كان الأروع على الأرض.. ألا تكفي كل تلك الجرائم التي ارتكبها في حياته؟!.. فعلياً هو موقن أن جميع أفراد إيڤانوف لديهم قسم مخصص لهم في قعر الجحيم حتى و إن كان لا شأن لأحدهم بأعمال البقية في العائلة.. اسم إيڤانوف لوحده كفيلاً يجعل البقية يعلمون بأن لا أحد منهم سيرتاح في قبره..
قامت والدته بنكزه كي يضع وردة على قبر جده.. لكنه أيضاً لم يتحرك بل نظر لآريا بهدوء فتوجهت هي عوضاً عنه و وضعت الورد على القبر كونها تعلم أن أخيها يستحيل أن يفعل ذلك.. تخيلوا معي فقط.. ساڤيدش نيكولاس إيڤانوف بهالته تلك و جبروته المعتاد يضع وردة على قبر أحدهم..،، مضحك صحيح..؟؟.. هو إن قرر أن يضع شيئاً على أحد القبور فسيكون عضواً من جسد الآخر نسوا أن يدفنوه مع الجثة ليس وردة بيضاء كما يفعل أي إنسان طبيعي..
انتهت مراسم الدفن فتوجه الجميع مع الحاضرين للمراسم إلى القصر لقضاء بقية اليوم هناك مواساةً منهم لأهل الميت..،، كان الجميع في صالة المناسبات الموجودة بالقصر يتحركون بهدوء و حذر كالعادة.. بدأو بعدها يتوافدون لتقديم التعازي لأفراد العائلة و بالأخص ساڤيدش.. كونه من هذه اللحظة أصبح الزعيم الأول في العائلة.. و أصبحت كل الأمور في يده و حسب..
اقترب منه أحد شركاء جده في العمل وصديقٌ له منذ زمن.. السيد ديڤد أليسون.. ذو الـ52 عاماً من عمره متحدثاً بهدوء مع الآخر الذي ينظر له بصمت محدق كعادته..
ديڤد: تعازي الحارة لكم سيد ساڤيدش..
مد يده ليصافحه لكنه لم يلقى أي تجاوب من الآخر.. لذا أعاد يده إلى جيبه على مضض و تحدث محاولاً تغيير الجو قليلاً مع كامل علمه بأن محاولته تلك باءت بالفشل..
ديڤد: إذاً.. الآن أصبحت كل الأمور بيدك يا زعيم.. أستطيع أن أشهد بأن عائلة إيڤانوف الآن في عصرها الذي لن يتكرر بعد أن أصبحت الزعامة بيد السيد ساڤيدش بشكل تام الآن.. ما رأيك سيد جونسن؟
أنت تقرأ
Empire of black wolf
Mystery / Thrillerهو الزعيم هنا،، ونحن فقط ننفذ ما يقول، لا تطأ أقدامنا أي مكان دون علمه، ولا نقوم بأي شيء دون علمه، حتى الهواء الذي يتنفسه لا يحق لنا تنفسه إلا بإرادته، أساساً إن استطعت الوقوف معه دون أن تفقد وعيك من الخوف أو الخروج من جانبه سليم الرأس فأنت قوي لتح...