سأنتظره

4 2 0
                                    

غمرَ الفرحُ قلب أمل عندما أخبرتها ميرال بتحسُنِ حالِ جورج وقالت بحسرة : ليتني أستطيعُ الذهابَ لرؤيته.
ابتسمت ميرال وردت قائلة : كيفَ ستكافئينني إن ساعدتُكِ بالذهابِ إليه.
اقتربت منها أمل بلهفة وأمسكت  يدها قائلة : سأفعلُ كُلَّ ما تريدين .
ميرال : حسناً عزيزتي أدخلي إلى غُرفةِ يارا وافتحي خزانتها واختاري الثيابَ التي تُعجبُكِ و ارتديها و أنا سأُخبرها أني طلبتُ منكِ هذا ثُمَّ اذهبي لكن لا تتأخري فأنا لوحدي.
برقت السعادةُ في عيني أمل وأجابت قائلة : حسناً لن أتأخر.
ثُمَّ دخلت مُسرعةً إلى غُرفةِ سارة واختارت ثياباً أنيقة وأخذت ترتديها.
*****
خرجَ الطبيبُ والممرضة من غُرفةِ جورج وطمأن الطبيبُ الجميع على حالهِ و أنهُ يحتاجُ بضعةُ أيامٍ لإعادتهِ إلى المنزل وطلبَ منهُم أن لا يتعبوهُ بكثرةِ الكلامِ أو أن يزعجهُ أحدُهم بخبرٍ ما.
وصلت أمل إلى المشفى سألت في مكتبِ الاستعلامات عن رقمِ غُرفتهِ ثُمَ توجهت نحوَها مُسرعة فطرقت الباب مُرتبكة و دخلت ، نظرَ جورج إليها وبرقَ حُبُها في عينيه ، فألقت التحية على الجميع واقتربت منهُ وطبعت على خديهِ قُبلتينِ رقيقتين وقالت والدموعُ تترقرقُ في عينيها : الحمد لله  أنكَ بخير.
فأمسكَ هوَ يدها وقبلها قائلاً : الحمد لله أنكِ معي يا حبيبتي.
ابتسمت يارا ونظرت إليهما قائلة : ما هذا أيُها الشقي... و أنا ألستُ حبيبتكَ؟.
فضحكَ جورج وردَ بصوتٍ مُتألم : جميعكم أحبائي..  و علي حبيبي أيضاً.
ضحكَ علي ، ونظرت أم جورج إلى أمل وقالت لها : كيفَ حالُ ميرال ؟ .
أمل : إنها بخير يا خالتي.
نظرَ جورج إلى أمل ثُمَّ قال : لماذا لم تأتِ معكِ؟.
يارا : بقيت لتعتني بأمِ راني فهي مُتعبة قليلاً.
دخلت الممرضة وطلبت من جميعِ الزائرين المغادرة وأن يبقى شخصٌ واحدٌ برفقته ، فنظرت إليهم أمل متوسلةً قائلة : هل بإمكاني أن ابقَ أنا ؟
يارا : حسناً ابقِ أنتِ ، فأمي مُتعبة أيضاً يجبُ أن تعودَ إلى المنزل لتريحَ نفسها قليلاً.
*****
غادرَت يارا ووالدتها إلى المنزل وطلبت أم جورج من علي أن يأتِ معهما لتناولِ الغذاء وألحت في طلبها ، فوافقَ على الذهاب،  كان يُلاحقُ يارا بنظراتهِ طوالَ الطريق كأنه يوشكُ على أن يقعَ في شباكِ حُبها كلمته مازحة وهي تجلس بجواره في الحافلة : هل مازلت تذهب لرؤية فتيات مجهولات الهوية ؟؟.
تمعن في عينيها مجيباً وهو يضحك : لا لقد علمتني تلك الصفعة درساً، فخدي يؤلمني منذ البارحة.
ضحكت ضحكة أربكت قلبه في تفاصيلها.
*****

كانت أمل جالسةً بجانبِ جورج الذي وخزهُ الطبيبَ بإبرةٍ لتهدئةِ الألم ونامَ من بعدها وهو يمسك بيدها  بينما تتأملُ وجههُ وتشكُرُ الله الذي أعادها للحياةِ من بعد أن قتلها خبرُ مقتله لقد أصبح لديها الأمل بحياة أفضل و أكثر استقراراً بعد أن عاشت لحظات عصيبة من اليأس و الظلم في ماضيها خصوصا حين انفصلت والدتها عن والدها بسبب اختلاف الطائفة بعد أن خلصه أحد من يدعون الدين أفكاره المتزنة وقام بتبديلها بمعتقدات متشددة أدت إلى إرغام ابنته على الزواج من أحد المسلحين رغم رفضها .
*****
أوصلَت يارا والدتها إلى المنزِل مع علي ثُمَّ ذهبت برفقتهِ لشراءِ بعضِ الوجباتِ السريعة وكانا يتحدثانِ طوالَ الطريقِ وهو لا يفارقُ النظرَ إلى عينيها عندما تنظرُ إليه.
نظر إلى يدها ثم قال : هل أنت مخطوبة؟.
يارا: نعم كان من المفترض أن أتزوج منذ خمسة أشهر.
علي : لماذا لم يحدث إذاً؟.
ردت يارا بحسرة: إنه محتجز في القرية التي كان فيها جورج ولا أعلم متى سيتمكن من الخروج؟.
علي : و هل ستنتظرينه؟... ماذا لو تأخر كثيراً؟.
يارا : سأنتظره مهما تأخر..أحبه منذ الطفولة تربينا سوياً.
قال متأسفاً عندما رأى الحزن أخذ يشق طريقه إلى عينيها : آسف لم أقصد إزعاجك.

ابق حياً مهما كلف الأمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن