من هيَ؟

6 2 0
                                    

أيقظ صوت الهاتف ميرال و خالد ، حاولت ميرال العودة للنوم بينما أخذ خالد يحدث زميله المتصل ( أهلا وسهلاً... علي! ..... كيف حدث هذا؟؟ ...... وزوجته أين هيَّ؟ .... يا إلهي).
نهضت ميرال ملهوفة بعد أن أنهى المكالمة : ماذا حدث!!! ؟؟؟؟ .
تنهد خالد و بدت ملامح البؤس واضحة على وجهه، أجابها بصوت شجين : لقد قتلوا علي.
ميرال : مَن علي؟؟؟؟ ، زوج أختي؟؟؟؟.
خالد : نعم.
ترقرقت الدموع في عينها : كيف حدث هذا؟.
ضمها إلى صدره بحزن : لقد استولى المسلحون على قريته و قتلوه.
ميرال : ويارا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
خالد : لا أحد يعلم عنها شيء، آمل أنها بخير .
لم تستطع تمالك نفسها فأجهشت بالبكاء بينما أخذ خالد يمسح دموعها ( اهدئي حبيبتي.... اهدئي.... آمل أنها بخير... لا تبكي يكفي).
كان يحاول أن يهون عنها لكن دموعه كادت تسبق دموعها حزناً على صديقه.
*****
جهزت رهام الإفطارَ في الصالة ، خرجَ راني من غرفة الاستحمام يمسح شعره بمنديل في يده اقتربت منهُ ، طبعت قبلةً رقيقةً على خده : اجلس لنتناول الإفطار ، دقيقة سأطمئن على يارا(ابنتهما) ثم آتي لقد تركتها مستيقظة على السرير.
راني : حسناً خذي وقتكِ.
ثمَّ نظرَ باتجاهِ الغُرفةِ التي فيها يارا ، رآها تنظرُ إليهما من النافذة ، كانَ قلبُهُ يحترقُ لما يحدُث ولأن وجودهُ مع رهام وطفلته أمامها هو سببٌ لزيادةِ ألمها وخيبتها ، دخلَ إلى المطبخ و أخذ يحضرَ طعاماً ليارا .
*****

دخل راني إلى غرفة يارا مبيتسماً : لا بدَ أن جميلتي جائعة ؟.
جلس بجوارها : يجب أن تأكلي جيداً هكذا أخبرتنا الممرضة البارحة.
لم تستجب له فأمسكَ قطعةً من الخُبزِ ووضعَ فيها قطعةً من الجبنِ وقربها من فمِها لتأكل لكنها أدارت وجهها رافضةً أن تفتحَ فمها.
راني : أرجوكِ أن تأكلي ، هيّا.
لم تتجاوب معه ترك الطعام بجوارها قائلاً : آمل أن تأكلي ، سأعود حين تسمح لي الفرصة.
وخرج من غرفتها مكسور الخاطر حزيناً بعد أن فشل في جعلها تأكل.
*****

كانت رهام تجلسُ على المائدةِ تنتظرُهُ وهي غاضبة  ، صرخت بصوتٍ عالٍ حين رأته : لماذا أنت مُهتمٌ بها هكذا إنها مجرد أسيرة .... فالتمت ولتذهب للجحيم .
ردَ راني  وهو يصرخُ غاضباً : أصمتي لا تتحدثي عنها هكذا.... اذهبي أنتِ للجحيم.
صًدمت رهام من ردِ راني وردت وهيَ تكادُ تبكي : كُلُ هذا لأجلها....سأذهبُ اليومَ إلى والدي وأخبرهُ أن يأخذها من هُنا.
زادَ غضبُ راني وأمسكَ طاولةَ الطعامِ ودفعها موقعاً إياها على الأرض وقال : إن أخبرتِ أحد لن تريني ولن تري ابنتنا مرةً أخرى.
رهام : من هيَّ حتى أنت مهتم هكذا!!!!.
راني : أصمتي لا أريد أن أسمع صوتكِ .
هو رجل كالطفل مع حبيبته  كوحش جارحٍ مع سواها ، أخذت تنظفُ أرضَ الصالة من الطعامِ المنثورِ عليها وتلمُّ بقايا الصحونِ الزجاجية المُتحطمة وكأنها تلملم قطعَ قلبها التي حطمها راني بكلماتهِ وهي تبكي، بينما كانَ هو مُستلقياً على السريرِ يُداعبُ طفلتهُ الصغيرة.

ابق حياً مهما كلف الأمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن