الأسيرة

4 2 0
                                    

كانت رهام تداعب طفلتها  حين سمعت باب المنزل يفتح فتوجهت نحوه ، لتجد راني يحمل يارا و يدخلها ، قالت بدهشة : من هذه؟.
راني : إنها أسيرة من المعركة.
أدخلها إلى إحدى الغرف في المنزل ووضعها على الأريكة ، و هي  تراقب رهام بنظراتها ، تقول في نفسها ( لقد تركني من أجلها، هي تلك الفتاة التي قال لي من أجلها لا أريدك ، قتل هو ورجاله زوجي و حرموني منه و يحضرني اليوم لمنزله لأرى بعيني كيف كنت وضيعة حين أحببته).
ردت  رهام بغضب : وهكذا تدخل الأسيرة محمولة بين الأيدي ، تلبس لباس متعرٍ وشعرها منسدل على كتفيها!.
راني : أليس لديكِ رحمة ،إنها مصابة بساقها ، لقد دخل الرجال إلى منزلها وقتلوا زوجها.
رهام : حسناً حبيبي لا تغضب أنا آسفة.
راني: احضري أدوات الإسعاف الأولية وبعض بن القهوة.
خرجت رهام لإحضار الأدوات التي طلبها ، بينما امسك راني ساق يارا ليرى مكان الإصابة عن كثب فدفعته بقدمها الأخرى قائلة : ابتعد عني ... إياك أن تلمسني أيها القذر.
كلمات لم تخرج من قلبها لكنها خرجت من ألمها لتوقد جحيم الحزن المشتعل في قلبه لم يسبق لها أن كلمته يوماً هكذا كان يعذرها على الرغم من أن أحداً لم يكن يشعر بالمأساة داخله  التي كان يتعايش معها بصمت  ، التفت إلى أمل حين دخلت قائلاً : ضمدي جرحها ، يجب أن أقابل القائد سأعود سريعاً.
خرجت رهام خلفه وقالت بصوت خافت : هل ستتركها معنا ، أنا لست مرتاحة لها.
رد راني غاضباً : رهام ما بكِ ؟، لن تأكلك.
*****

ذهبَ  إلى القائدِ وأخبرهُ بشأنها متوسلاً بأنهُ يريدها كغنيمةً لهُ لتعتني بزوجتهِ المريضة ريثما يجري مُبادلةٌ للجرحى ويعيدها وافقَ القائدُ على طلبَ راني بعد أن أخبرهُ والدُ رهام الذي كانت لديهِ مكانتهُ عند القائد أن يوافقَ على هذا.
*****
اقتربت رهام من يارا لتضمد جرحا ، فأخذت يارا منه الأدوات قائلة بصوتها المبحوح  : سأداوي نفسي بنفسي .
أخرجت من جيبها علبة دواء مسكنة وو ضعته أمامها : اشربي هذا الدواء ، قارورة الماء بجوارك، سأذهب للاعتناء بطفلتي إنها تبكي.
يارا  : لديكِ طفلة!!!.
رهام: نعم... بالشفاء انشاء الله.
يارا: شكراً.
ابتسمت رهام : نعم إنها ابنتي يارا.
أخذت تداوي جرحها بيدها كان ألم الجراح التي بداخلها يغطي على ألم ساقها الخارجي .

*****
طُرِق البابُ ، فتحت رهام لتجد امرأة ترتدي ثياب سوداء و تعلق على كتفها بندقية،
رهام : أهلا نجوى.
المرأة : أين أبو مسلم؟.
رهام : خرج في عمل قال إنه لن يتأخر، تفضلي أدخلي.
المرأة : نحتاج إلى دم من الزمرة
سلبي ، إنها كزمرة زوجك . O
رأت المرأة يارا التي كانت تختلس النظر من النافذة ، وخاطبت رهام : من في الداخل.
رهام : إنها أسيرة أحضرها أحمد معه عقب معركة الليلة.
توجهت نحو الغرفة ، فتحت الباب على يارا و قالت بسخرية : مهما أبديتم من المقاومة مصيركم  أن تسحقوا تحت أقدامنا.
نظرت يارا إليها باستحقار و بصقت عليها، غضبت المرأة منها فاقتربت و أمسكتها من شعرها و أوقعتها أرضاً ، ثم أخذت تركلها على وجهها  بطنها بينما هي تضع يدها عليه لحماية طفلها الذي أوصى علي فيه قبل رحيله ، في حين تحاول رهام أبعادها عنها.

ابق حياً مهما كلف الأمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن