رهام

4 2 0
                                    

زوج القائدُ راني لابنةِ أحدِ المقاتلين و أعطاهُ منزلاً لأحدِ العائلاتِ التي كانت قد هجرت القرية كان يسعى بهذا لربط مقاتلينه الغرباء أكثر بالقتال و التحكم بهم بتزويجهم بنساء من القرى الخاضعة لسيطرتهم .
كانت زوجةُ راني فتاةً فاتنةً اسمها رهام  في السابعة عشر من العمر ، تعتني بهِ وتعدُ لهُ الطعام لكنهُ لم يكن يطيقُ النظرَ إليها ، كانَ يعاملها بقسوةٍ كأنهُ يريدُ أن يثأرَ من خلالها من أمثالِ والدها ورجالهِ الذين سلبوا منهُ أجملَ ما يملك ، لم يسبق لرهام أن أحبت أو تعاملت مع رجل كانت طفلة جاهلة في شؤون الرجال و هذا ما جعلها ترى في راني الوسامة والرجولة على الرغم من معاملته الفظة .
في أحدِ الأيامِ بينما كانَ  شارداً يفكرُ بيارا ويتساءلُ عن حالها من بعده ، أحضرت له كأساً من العصير وجلست بجوارهِ على السرير ، قدمتهُ لهُ فأمسكهُ منها بقوة ورماهُ أرضاً حتى تحطمَ بالكامل وصرخَ قائلاً : لا أريدُ منكِ شيئاً.
انهمرت الدموعُ على خديها و قلبها انتفضَ وخوفاً وقالت : لماذا تكرهني هكذا؟.
خرجت وجلست في الغُرفةِ المجاورة لغرفتهِ وأخذت تبكي فهي  ، رق قلب راني فقد أساء معاملتها كثيراً منذ تزوجها و أحسَ بالذنب فذهبَ إليها وجلسَ بجانبها قائلاً :  آسف ، اعذريني .
لم تجبهُ واستمرت بالبُكاء ، فمررَ يدهُ على شعرها بلطف قائلاً : لا تحزني لن أكرر هذا.
فنظرت إليهِ والدموعُ تتساقطُ من عينيها كأمطارٍ غزيرةٍ : لماذا تفعلُ هذا بي ، ما الذي فعلتهُ لكَ؟.
عانقها فقد أثرت دموعها في قلبهِ الرقيقِ قائلاً: أعدُكِ أن يكونَ تعاملي أفضلَ معكِ من الآنَ وصاعداً.
مع مرورِ الأيامِ أصبحَ يعاملها برفقٍ كما يعاملُ الزوجَ زوجتهُ بسبب قناعته أن هذا قدره وأنه سيموت في وطنه غريباً بعد أن قتلت الظروف أحلامه لكن قلبهُ لم يتحرر من حبِ يارا التي كانت تشغلُ فكرهُ دوماً وعقلهُ بقي شارداً حبيساً لذكرياتهِ معها.
*****

ابق حياً مهما كلف الأمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن