كان علي مازال مستيقظاً في مناوبة حراسة ليلية ، مرت يارا في باله و قال في نفسه ( سأتصل بها إن كانت مستيقظة سأقول لها أني كنت أنوي أن أحدث صديقي واتصلت بها عن طريق الخطأ)
رنَ هاتفُ يارا النقال مُجدداً ، ردت مُسرعةً ظناً منها أن راني كانَ يمازحها وأعادَ الاتصالَ ليخبرها بذلك ، قالت بصوتٍ بالكادِ يكونُ واضحاً من شدةِ البكاء : ماذا تريد ؟ ألم تقل لي أنك لا تريدني؟.
فأجابَ علي قلقاً : يارا ما بكِ؟ لماذا تبكين؟ .
ارتبكت يارا وحاولت تماسكَ نفسها لكنها لم تتمكن من ذلك وردت قائلة : آسفة ، ظننتكَ راني.
علي: اهدئي...ما بكِ؟.
لم تستطع يارا التوقفَ عن البكاء قائلةً : أرجوك اتركني وشأني الآن ...سأكلمُكَ لاحقاً.
ثُمَّ أنهت المكالمة وحضنت وسادتها وأخذت تبكي بحرقةٍ بينما حاول هو الاتصال ليكلمها مجدداً و يطمئنَ عن حالها لكنها لم تكن تجيبهُ.
*****
ذهبَ علي إلى غرفته التي كان يتشارك بها مع خالد و أخذ ينقر على كتفه قائلاً : خالد...خالد ...استيقظ.
فتح خالد عينيه التي تغلبهما النعاس : هل حان وقت مناوبتي؟؟؟.
علي : لا..انهض واتصل بميرال هيَّا.
خالد : لماذا!!!؟؟.
علي : اتصل بها الآن سأخبرك لاحقاً...هيَّا.
اتصلَ خالد بميرال موقظاً إياها من النومِ وعندما أجابت أخذَ علي هاتفه المحمول وقالَ لها : مرحباً ميرال أنا علي ، اينَ سارة؟
ردت ميرال وهي تكادُ أن تنامَ وهي تحدثهُ : إنها في غُرفتها، لماذا؟.
علي : من بعدِ إذنكِ اذهبي إليها واطمئني على حالها .
ميرال : لماذا؟ ما بها؟
علي: أرجوكِ افعلي كما طلبت.
ميرال: حسناً، انتظر قليلاً.
تركت هاتفها النقال على السرير و خرجت من غُرفتها نحوَ غُرفةِ يارا،
وطرقت الباب بلطف فتظاهرت يارا بالنوم لأنها لم تكن ترغبُ برؤيةِ أحد أو الحديثِ مع أحد .
دخلت لتجدَها نائمة وكلُ شيءٍ على ما يرام ، عادت إلى غُرفتها وأمسكت هاتفها قائلة : إنها نائمة ، لماذا أنت قلقٌ هكذا.
علي : لا شيء ، لا تهتمي .
ثُمَ أعادَ الهاتفَ لخالد الذي أخذَ يحدثُ ميرال بعد أن هربَ النُعاسُ من عينيهما .
*****
حلَ الصباحُ هيَئَ علي نفسهُ للذهابِ إلى منزلِ يارا ليطمئنَ عليها بحجةِ أنهُ يريدُ تهنئةَ شقيقها على عودتهِ ، بينما طلبَ خالدٌ من أحدِ أصدقاءه أن يتبادلان أدوار المناوبة ليستطيعَ الذهابَ مع علي ليرى ميرال.
اشترى كلٍ من علي و خالد باقتي أزهار ثُمَ استقلا سيارةً نحوَ القريةِ .
*****
كان جورج جالسٌ بجوارِ يارا على السرير في غُرفتها يحاولُ أن يفهم منها سبب حزنها بعد رفضها تناولِ وجبةِ الإفطارِ مع الجميع عندما دعتها والدتها لذلك.
جورج : حبيبتي يارا ما بكِ؟.... كلميني يا شقيقتي ...ماذا حدث؟
كانَت يارا جالسةً على سريرها مخفضةً رأسها صامتةً و عينيها اللتين كانت الدموعُ تترقرقُ فيهما كانتا ترويانِ حكايةَ حُزنٍ عميقٍ أضعفَ فؤادها.
أخذَ جورج يمررُ يدهُ على شعرها بينما كانت والدتها و ميرال تقفانِ عندَ بابِ غُرفتها قلقتينِ على حالها يقول برفق:
سأحزنُ جداً إن لم تخرجي لتناولِ الإفطار و تخبريني من أحزنكِ كي أقتلهُ .
رفعت يارا رأسها و نظرت إليهم جميعاً والدموعُ تساقطت من عينيها قائلة : أرجوكم أتركوني وحدي.... سأخبركم بكلِ شيءٍ لاحقاً ، أنا مُتعبةٌ الآن.
قبّل جورج جبينَ شقيقتهِ ، ثُمَّ خرجَ وطلبَ من والدتهِ وميرال أن يخرجا ويتركانها لترتاحَ قليلاً.
*****
كانت أمل لا تزالٌ نائمةٌ في غُرفتها متوعكةٌ بسبب حملها ، دخل جورج إليها ، جلس بجانبها و أخذ يلاعب شعرها بيديه قائلاً : أملي ، انهضي الإفطار جاهز.
فتحت عينيها و ابتسمت :صباح الورد حبيبي.
جورج: صباح هذه الابتسامة الجميلة ، هيَّا انهضي .
خرجت معه وهيَ مُتعبةٌ تشعرُ بالوهنِ ،جلسوا جميعاً يتناولونَ الإفطار ويتساءلونَ فيما بينهم عن السببِ الذي يُحزنُ يارا ، حاول جورج أن يتصل براني ليحدثهُ لعله يعلمُ ما الذي يحزنها لكن رقمه قد كان خارج التغطية.
أنت تقرأ
ابق حياً مهما كلف الأمر
Romanceكانت ليلة مدججةً بالدماء كنتُ على وشك أن أقتل نفسي لكن خشيتُ أن أُعذب بشكلٍ يجعلنني أطلبُ الموت ولا أجده لكنني تذكرت (ابقَ حياً مهما كلف الأمر)كلماتكِ لم تغادرني. ارتديتُ ثوباً لم يكن لي يوماً تخليتُ عن كل شيء على أمل أن أعود . تُرى هل سأموت دون أن...