دخلت أمُ جورج إلى المنزل ، ثُمَّ توجهت إلى غُرفةِ ميرال بعد أن وجدت الصالة فارغة، فتحت البابَ بهدوء لتجد طفلتها الصغيرة مُستغرقة في النوم ، فجلست بجوارها على السرير وقبلتها من جبينها ، فتحت ميرال عينيها ونظرت إلى والدتها وهيَ تشعرُ بالذنب قائلة : هل لازلتِ غاضبةً مني؟ .
ابتسمت الأمُ ابتسامةً رقيقة : لا يا صغيرتي فأنتِ و إخوتكِ أغلى ما أملك.
ميرال : كيف حال جورج؟ ألم يطلب رؤيتي؟.
الأم : بخير بقيت أمل عنده ، سأل عنك وقلنا له أنك متوعكة لذلك لم تأتي إنه يتوق شوقاً إليكِ.
ميرال : وأنا كذلك ، آمل أن لا يغضب مني حين يعلم ما حدث.
مسحت بلطف على جبين ابنتها : لا عليكِ لن أدعه يغضب ، والآن انهضي لقد ذهبت يارا مع علي لإحضار الطعام .
تعجبت ميرال :علي!!!.
الأم : نعم جاء إلى المشفى ليطمئن على حال جورج ، هيًا بلا كسل.
*****
بعد بضعةُ أيامٍ خرجَ جورج من المشفى وأصبحَ يتقاسمُ غُرفتهُ مع أمل ،كانت شريكةَ حياتهِ التي يرغب أن يتقاسم معها كل شيء، لم تشعر بالغربة أبداً اعتبرت عائلته عائلتها حيث عملوا على إراحتها من جميع أشغال المنزل وفقط عليها التفرغ للعناية بزوجها وجنينها.
*****
استدعى القائد راني إلى مجلسهِ ، فألقى راني التحيةَ عليهِ ودخل، ردَ التحية ثُمَّ قالَ له: يجبُ عليكَ أن تتزوجَ وتنشأَ أسرة فإنَ بقائكَ وحيداً وانعزالكَ لا يُعجبني.
ارتبك راني ورد قائلاً: سيدي إذا أردتَ أن تزوجني فأنا أريدُ أن أتزوجَ زوجةَ صديقي أبو عمر رحمهُ الله(أمل) لأنه أوصاني بها قبلَ استشهاده.
طبطبَ القائدُ على ذراعِ راني بلطف قائلاً : باركَ اللهُ بكَ يا بني.
في حين طرقَ أحدُ الرجالِ بابَ المجلس فأذنَ لهُ القائد بالدخول ، قالَ الرجلُ الطارق: سيدي هناكَ رائحةٌ نتنة تخرجُ من منزلِ أبي قتادة(زوج أمل السابق) رحمهُ الله وقد طرقنا باب المنزل دونَ إجابة.
القائد : خذ بعضَ الرجال واخلعوا الباب واستكشفوا الأمر.
علمَ راني أن جُثةَ الرجُلِ الذي قتلهُ قد تعفنَت وأنهُم سيعلمونَ برحيلِ أمل ويزوجونهُ غيرها فاستأذن القائدُ بالخروجِ عائداً إلى غُرفته.
*****
أخرجَ الرجالُ جُثةَ الرجلِ المتعفنة من منزلِ أمل و ظنوا بأنها قد أوقعت به و قتلتهُ ثم غادرت القرية هاربةً من عقابِ ذنبها ، عاد الرجل الذي أخبره القائد بأن يستطلع الأمر إلى مجلس قائده قائلاً: سيدي وجدنا في المنزل جثة لأحد رجالنا ، والمرأة التي كانت تقطن المنزل غير موجودة.
رد القائد غاضباً : قم بضم هذا المنزل إلى ممتلكاتنا ، سأعطيه لخيرة رجالي كي يقطنوا فيه.
أنت تقرأ
ابق حياً مهما كلف الأمر
Romanceكانت ليلة مدججةً بالدماء كنتُ على وشك أن أقتل نفسي لكن خشيتُ أن أُعذب بشكلٍ يجعلنني أطلبُ الموت ولا أجده لكنني تذكرت (ابقَ حياً مهما كلف الأمر)كلماتكِ لم تغادرني. ارتديتُ ثوباً لم يكن لي يوماً تخليتُ عن كل شيء على أمل أن أعود . تُرى هل سأموت دون أن...