بعد مرور شهر من الألم والحزن ........
في صباح أحدِ الأيام استيقظت يارا ونفضت عن نفسها غُبارَ الألم المتراكم فوقها من وقع انهيار آمالها ، ثُمَّ نظرت إلى وجهها الشاحبِ في المرآة وسرحت شعرها الطويل ثُمَ أخذت تجدلُهُ وهي تتذكر كيفَ كان شقيقها التوأم جورج يُسرحُهُ لها ويقومُ بتجديلهِ ، وعندما انتهت أمسكت المقص وقامت بقصِ جديلتها كاملة ووضعتها فوقَ إطارِ صورةِ راني على الحائط فهو كان يحبهُ طويلاً ويرفضُ أن تقصهُ ثُم نظرت إلى صورتي راني و جورج المتجاورتين وابتسمت لهما ابتسامةً بائسة ثُم قالت: سأنتقمُ لكما حتى لو كانَ الموتُ مصيري فلا حياةَ من بعدكما.
ثم خرجت من غُرفتها ونظرت إلى أم راني وميرال ووالدتها وهنَّ يجلسنَ في الصالة يتناولن الطعام فنظرن لها بوجوههن اليائسة مستغربين قصر شعرها ثُمَّ غسلت وجهها وجلست بجانبهن تتناولُ الطعام و جميعهن ترمقنها بنظرة تعجب بعد أن أمضت شهراً لم تخرج فيه من غرفتها و لم تجلس مع أحد
مسحت أم راني على كتفها برفق قائلةً بحسرة : حبيبة قلبي يا يارا .
بقيت يارا صامتة على الرغم من حبها الشديد لأم راني و كأنها قد نسيت كيف تعبر عن مشاعرها لمن حولها بعد الانعزال الذي كانت فيه أو لأنها قد أفرطت في الإفصاح عن حبها لشخصين ظنت أن الموت قد علم بقدر حبها لهما فسرقهما منها.
****
كان راني وجورج جالسين هم وبعضُ الرجالِ يأخذون درسَ دينٍ عند أحد الشيوخ الذي كانَ يُحرضُهم على القتلِ و الأعمالِ الانتحارية ويفتي بما لا ينصُ عليهِ دين الاسلام"الدين الإسلامي"، لكن راني كانَ شارداً مهموماً يفكرُ كيفَ سيخبرُ والدتهُ ويارا أنهُ وجورج على قيدِ الحياة بعد أن انقطعت كل سبل الوصول ، كانت كل نبضة تقتلع قلبه بقوة ثم تعيده إلى مكانه كلما فكر بالأسى الذي تسبب به غيابه لهما.
بينما كان جورج حزيناً يتمنى لو أنهُ يستطيعُ العودة لحياتهِ السابقة يتذكر رائحة القهوة التي كانت تنبعث من المطبخ كل صباح ممزوجة برائحة الياسمينة المجاورة لمنزلهم، ويخفق قلبه ألماً عندما تمر في باله يارا و ميرال عندما كانتا تقومان بإيقاظه رغماً عنه بمداعبتهِ أثناء نومه و أكثر ما يؤلمه والدته التي كان يبدأ يومه بابتسامتها و دعواتها له .
****
أنهت يارا تناول الإفطار و خرجت من المنزل كان أهل القرية يتفاجأون بقصر شعرها يلقون عليها التحية مشفقين فترد عليهم بعدوانية كما لم يعتادوا عليها من قبل وكأن حطامها قد اطلق قوة كان يكبتها اتحادها فالسقوط قد أودى بها إلى بداية كانت باعتقادها هي النهاية بداية كان فيها كل جزء متشظ يملك اندفاعا وقوة لم يكن يملكها كيانها المتحد ، توجهت نحو مكتب المسؤول عن اللجان الشعبية المسلحة المسؤولة عن حماية القرية وطلبت منهُ الانضمام إليهم لكنهُ رفضَ في البداية و بعدَ اصرارها و توسلها إليهِ وافقَ على طلبها لكنهُ بقيَ قلقاً بشأنها فقد قررت خلع رداءِ أنوثتها لتكون شكلَ امرأةٍ بقلبِ رجل.
****
أنت تقرأ
ابق حياً مهما كلف الأمر
Romanceكانت ليلة مدججةً بالدماء كنتُ على وشك أن أقتل نفسي لكن خشيتُ أن أُعذب بشكلٍ يجعلنني أطلبُ الموت ولا أجده لكنني تذكرت (ابقَ حياً مهما كلف الأمر)كلماتكِ لم تغادرني. ارتديتُ ثوباً لم يكن لي يوماً تخليتُ عن كل شيء على أمل أن أعود . تُرى هل سأموت دون أن...