مشكلة الاختلاف

6 2 0
                                    

فور وصولهم إلى المنزل خاطبت أم جورج جورج معاتبة بينما كانت أمل تنصت للحديث: كيف تضرب شقيقتك؟... هل هكذا ربيتُكَ أنا ووالدك.
جورج : أمي أرجوكِ أنا حقاً آسف لم أتمالك أعصابي كانت مصرة على الزواج من علي.
أم جورج: مهما فعلت لم يكن من المفترض أن تفعل هذا أنت تعلم ما تعانيه.
أمل : وما المشكلة إن تزوجت علي ؟ هل المشكلة أنهُ مسلم مثلي؟.
لم يعرف جورج ما يجيب فقال : أرجوكِ حبيبتي لا تتدخلي بهذا الأمر.
دخلت أمل غاضبة إلى غُرفتها.
مسح كامل وجهه بكلتي يديه و أكمل قائلاً: لقد هددتني أن تؤذي نفسها ... أنا خائف عليها.
ارتعش قلب الأم ذعراً : يا إلهي ... لماذا لم تخبرني منذ كنا هناك كنت أحضرتها هنا و أبقيتها تحت ناظري.... ماذا سنفعل الآن.
جورج : إن قبلنا ستخرج عن ديننا سنصبح حديث القرية سيقتلوننا بنظراتهم ، ستتغير كل معاملتهم معنا.
أم جورج : اسمع يا جورج أنت متزوج من أمل وسعيد معها لا تكن أنانيا  لست مستعدة لأن أخسر أي واحد فيكم من أجل كلام أهل القرية حتى لو سلبوا روحي مني ، أهل القرية سينسون بعد فترة لكن يارا إن حدث لها مكروه لن أنسى هذا ما حييت و لن أسامح نفسي و لا أسامحكَ حينها ، إن كانت ترى سعادتها مع علي لن أقف في طريقها.
رد جورج بحسرة : لا أصدق حتى الآن أننا نتناقش في هذا الأمر و أن راني لم يعد في حياتنا.
ترقرقت الدموع في عيني أم جورج :جربت أن تكون مكانها ولو لمرة ، لازلت تفكر براني!.. أين راني الآن  يا جورج ؟ هل فكرت أنت أو هو بما حدث لابنتي حين جاء خبر استشهادكما لو شعرت بها لما قسوت عليها لوافقت على أي شيء من الممكن أن يسعدها لو شعر هو بها لما تركها تذبل هكذا، كنت أسمع صوت بكاءها كل ليلة ثم تستقبل الصباح بابتسامة متعبة لتخفي بؤسها كانت تحدث صوركم و ثيابكم تجلس في غرفتكَ لساعات تنام على و سادتك تشم ريحك فيها ، تقف على نافذة غرفتها دون أن تمل تنظر إلى نافذة غرفة راني ضاع كل شيء منها و لم يكن بوسعي أن أفعل شيء لإفرحها ، هل ستكون سعيداً إن أذت نفسها هل سيفيدك تفكيرك و يعوضك أهل القرية الذين تخشاهم عنها.
مسح جورج دموعا سقطت من عينيه : أمي يكفي أرجوكِ كلامكِ يعذبني ، و أنا لن أقف في طريقها إنها نصفي الآخر لم أقصد أن أمد يدي عليها .
أمسك هاتفه و اتصل بميرال التي كانت تجلس مع سارة و عمتها و ابنها في الصالة
جورج: مرحبا ميرال كيف حالك؟.
ميرال :أهلاً جورج  بخير.
جورج : دعيني أحدث يارا.
أشارت ميرال ليارا بأن جورج يريد أن يحدثها فأشارت له بأن تخبرها أنها نائمة ، بينما كانت العمة تنظر باستغراب لما يحدث ردت ميرال مرتبكة : إنها نائمة.
جورج : أعلم أنها لا تريد التحدث أعطيها الجوال لتحدثني .
ميرال : حسناً أخي ، انتظر لحظة.
أخذت تهمس في أذن يارا : إنه مصر أن يكلمك، هيّا كلميه.
أمسكت يارا الجوال بتردد قائلة بصوتها الوهن : أهلا جورج.
جورج : أعلم أنكِ لا تزالين غاضبة مني ، هل تعلمين كم أحبك!!!... لن أحول بينكِ وبين راحتكِ يوماً فكري جيداً بالأمر و إن كنتِ حقا مقتنعة و ستكونين سعيدة مع علي أخبريه بأنني موافق لكن لا تتسرعي .
انتعش قلب يارا بكلمات شقيقها فردت : و أنا أحبكَ كثيرا يا جورج.
جورج: قولي لي أنكِ سامحتني.
يارا: ليس بوسعي أن لا أسامحك .
كانت ميرال و العمة ينصتان للحديث وحين انتهت المكالمة ، قال العمة : ما الذي يحدث أنا لا أفهم شيئاً.
يارا: لقد وافق.
اندفعت ميرال وعانقت يارا بقوة وهي تقول : قلت لك أن حدسي لا يخطئ.....مبارك يا أختي.
العمة : ماذا حدث؟.
أخذت يارا تخبر عمتها بما جرى لم تكن العمة سعيدة لما تقوله لكنها ليس بوسعها الاعتراض بعد موافقة شقيقها ووالدتها و إصرارها.

ابق حياً مهما كلف الأمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن