خطط ميرال

4 2 0
                                    

خرجت الأم برفقة ميرال إلى الصالة ، كانت الأم تنظر إلى جورج نظرات حزينة معاتبة ، قالت ميرال بصوت مرتفع : استعدوا ستأتي السيارة بعد قليل لأخذنا إلى القرية.
العمة : ابقوا مدة أطول ما هذه الزيارة القصيرة!!!!!.
أم جورج : بودنا لكن جارنا سيأتي بعد قليل لأن جورج ليس معه بطاقة تثبت شخصيته من أجل الحواجز العسكرية و جارنا يعرفهم جميعاً لم يطلبوا بطاقاتنا الشخصية.
أمل : أين يارا ألن نراها قبل أن نذهب؟؟؟.
ميرال : إنها متعبة ، استلقت لتنام في غرفة طوني.
العمة : هل يؤلمها شيء؟.
أم جورج : متوهنة قليلاً اعتنِ بها جيداً يا حبيبتي فابنتي هذه فقيرة حظ.
اقترب جورج من ميرال و قال بصوت حزين خافت :كيف حال يارا؟.
ميرال : لقد بكت حتى أُجهدت من البكاء ... تركناها لتنام لعلها ترتاح قليلاً.
جورج : ابق هنا لا تذهبي معنا .... اعتنِ بها و لا تدعيها وحدها أخشى أن تؤذي نفسها.
ردت ميرال معاتبة : أخي لماذا فعلت هذا ألا يكفيها حزنها ؟.
جورج : لا أدري فقدت أعصابي.
نظر جورج إلى عمته مخاطباً : عمتي سنترك ميرال عندك ستعتني بيارا و طوني أثناء عملك.
العمة : المنزل منزلها أتمنى لو تبقوا جميعكم عندي يا أحبائي .
غمر الفرح قلب ميرال لأنها تتوق شوقاً لرؤية خالد و للتجول بشوارع حمص التي لم تكن الحركة فيها و الازدحام كسابق عهدها قبل الحرب لكنها مازالت جميلة كفاتنة تساقط شعرها بسبب السرطان فلم ينقص هذا من جمال وجهها شيئاً.


****
كانت يارا مستلقية على السرير تكتم بكلتا يديها صراخ قلبها المذبوح ألماً ، ما كان يزيدها اختناقاً هو تفكيرها أن راني لم يتصل حتى اتصالاً ليطمئن على حالها بعد كل الدمار الذي خلفه داخلها  وهو يعلم أنها لو طلب منها أن تنتظره دهراً لانتظرت، تركها لا تدري ماذا تفعل لتنسى كجريح ينزف بعمق فتغلق له كل المستشفيات أبوابها ،  أليس شيئاً قاتلاً أن تنتهي قصة حب عظيمة بهذه البساطة ، ألهذا الحد هانت عليه .... بعد أن وصلت فرحتها حدود السماء السابعة بكونه حياً يقول لها: لن أعود... سأتزوج.
ليقتلها ألف مرة ، آلاف الأفكار كانت تزدحم في دماغها لتزيد قلبها حزناً حين طُرقَ الباب بلطف ، تمالكت نفسها و مسحت دموعها متظاهرةً بالنوم ، دخل جورج على الرغم من أنه لم يأخذ إذناً بالدخول جلس بجوارها  قائلاً: أعلم أنكِ لا ترغبين برؤيتي أو حتى محادثتي و أعلم أيضاً أني أحبكِ كثيرا ... لم أقصد ما فعلت أنا متأسف أرجو أن تسامحينني.
طبع قبلة رقيقة على جبينها دون أن تنطق بكلمة وخرج من الغرفة يائساً.

*****
بعد مغادرتهم دخلت ميرال إلى غرفة يارا أخذت تنقر على كتفها بينما هي مستلقية و مغمضة عينيها : يارا... أعلم أنكِ مستيقظة ..هيا انهضي.
فتحت يارا عينيها ونهضت قائلة بصوتها المبحوح : ألم تغادروا مازلتم هنا؟.
ميرال : لقد أبقاني جورج هنا لأعتنِ بك... إنه يحبكِ أكثر مني أشعر أنه سيوافق على زواجك من علي و سترين كيف أن حدسي لا يُخطئ.
يارا: لم أعد أرغب بأي شيء .
ميرال : أختي حبيبتي لا تقولي هذا ... ألا تحبينني؟.
يارا : بالطبع أحبكِ.
ميرال : إذاً أثبتِ لي هذا و دعينا نذهب لمقابلة علي و خالد في المساء ستتحسن حالتكِ النفسية.
يارا : ميرال أيتها الشقية انظري لوجهي كم هو متعب، إذهبي أنتِ و قابلي خالد ليس من الضروري أن أكون معكِ.
أمسكت ميرال بيدي يارا وضغطت عليهما متوسلة : أرجوكِ أختي ، لم أتِ إلى حمص منذ مدة دعينا نسهر سهرة جميلة تكونين معي فيها.
يارا : حسناً لا يمكن أن أرفضَ لكِ طلباً تستغلين دوماً حبي لكِ.
ابتهجت ميرال فرحاً وقالت بحماس: اتصلي بعلي قولي له أنكِ ستقابلينه و أخبريه أن يحضر خالد بحجة أنك تريدين أن تسأليه بعض الأسئلة حول موضوع خطبتهِ لي لا تخبريه أني قادمة معكِ أريد أن أفاجئ خالد بهذا.
كانت يارا تنظر لها مستغربة ثم قالت : لقد خططتِ لكل شيء!!!.

ابق حياً مهما كلف الأمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن