أخبار سعيدة

5 2 0
                                    

بعد أن تمت صفقةُ مُبادلةِ الأسرى  صعدت يارا أحدَ مركباتِ الجيشِ التي كانَ فيها ثلاثةُ عناصر السائق و جُنديٌ بجانبهِ وآخرٌ في الخلفِ يجلسُ بجانبها ، كانت  تسندُ رأسها على النافذة التي بجوارها وتنظرُ إلى الطريقِ من خلالها و كأنها لم تعد تحس بوجودها ولا بما يحدثُ حولها.
طلبَ السائقُ منها أن تُخبره عن مكانِ إقامةِ عائلتها ، فأخبرتهُ وهيَ في قمةِ الهدوءِ دون أن تلتفتَ نحوهُ حتى و كأنَ عقلها ليسَ قادراً على فهمِ ما حصلَ وما الذي يحصلُ الآن  ، قالَ الجنديُ المجاورُ لها للسائق : ألا يجبُ أخذها إلى المشفى أولاً.
ردت يارا بصوتها الذي بالكادِ يخرُجُ من فمها : أريدُ أن أذهبَ إلى عائلتي.
نظرَ إليها الجُنديُ المجاورُ لها قائلاً : هل آذوكِ كثيراً؟.
التفتت إليهِ يارا و الدموعُ تترقرقُ في عينيها ثُمَّ أعادت النظرَ عبر النافذة دون أن تجيبهُ.
*****
عادَ راني إلى منزلهِ وقامَ بفكِ قيودِ زوجتهِ ، التي نظرت إليهِ وهيَ بالكادِ تقوى على فتحِ عينيها وقالت بصوتٍ خافتٍ وكأنَ روحها تخرجُ مع هذا الصوت : لقد جعلتها تذهبُ أليسَ كذلك؟
ردَ راني حزيناً : يُمكنكِ الآن أن تذهبي إلى والدكِ وتخبريهِ بما حصل كي يفصل لي رأسي عن جسدي فأنا مستعدٌ لذلك.
كانت رهام تحبُ راني كثيراً و تخشى عليهِ من كلِ شيء لم يطاوعها قلبها أن تخبرَ أحداً عما فعلهُ أو تقومَ بإيذائهِ رُغمَ جراحِ قلبها التي تكادُ تقتلُها ، أصبح حبها له هو السرطان الذي يجري في جسدها و يدمر خلايا قلبها حزناً.
*****
توقفت سيارةُ الجيشِ أمامَ منزلِ يارا ، كانت أمُ جورج جالسةً في الصالةِ حزينةً قد بدى الشحوبُ والغمُّ على وجهها ، عندما سمعت صوتَ السيارة التي توقفت بالقربِ من المنزلِ نظرت من النافذة لتجدَ أن ابنتها يارا قد نزلت من منها .
خرجت الأمُ المسكينةُ من المنزلِ لاستقبالِ ابنتها وقلبها أصبحَ يضخُ الفرحَ في عروقها بعودتها ، عانقتها وأخذت تقبلُ خديها ويديها وهيَ ملهوفةٌ وتشكرُ الربَ لإعادتها لها( حبيبتي يا ابنتي يا روحي .... هل تؤلمك هذه الجراح ... فاليحرقهم الرب )،  أما يارا كانت جامدةً كصنمٍ لا يشعرُ بشيءٍ .
خرجت أم راني من منزلها لتجدَ أن يارا قد أتت اقتربت منها مُسرعة وأخذت تُقبلها وتعانقها بحرارةٍ فقد كانت تعتبرها أنها من رائحةِ ابنها الغائبِ .
أغمي على يارا وهي بين يديهما فقامت أمُ راني وأمُ جورجِ بإدخالها إلى المنزلِ وقد دبَّ الخوف في قلبيهما بينما استيقظت أمل التي كانت نائمة في غُرفتها بجانبِ طفلها على صوتِ أمِ جورج  وهيَ تبكي خائفةً على يارا ،سارعت أمُ راني خارجةً من المنزلِ لإحضارِ الطبيبةِ التي كانت تقيمُ في القرية.
قامت الطبيبة بفحصها ثُمَّ اتصلت بالمشفى الذي كان في القرية المجاورة وأعطتهم العنوانَ طالبةً إرسالَ سيارةِ إسعافٍ لنقلها إلى المشفى.
*****
دبًّ الفرح في قلبي جورج و ميرال حينما اتصلت بهم أمل لتخبرهم بعودة يارا ، سارع جورج إلى رئيسه في العمل ليطلب منه إجازة ليذهب و يطمئنَّ على شقيقته ، بينما أخبرت ميرال زوجها و طلبت منه تقديم طلب لإجازة أيضاً ليذهب معها لزيارة يارا.

ابق حياً مهما كلف الأمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن