منذ تلك المكالمة وانا اغلي من الغضب، كنت بالكاد احتمل فكرة الذهاب للشركة مرة بالشهر ورؤية زملائي اللذين لا احب التواجد بينهم كثيرا واكره ان ارى احدا فيهم يوميا فما بال هذا المدير يقول لي الان وبكل سفاقة هناك موظفين جدد وعلي تدريبهم ايضا؟؟!!!
كان هذا العمل الذي اعمل به لا يحتاج الحضور يوميا الى مقر الشركة، فلقد كانت الشركة مرنة بخصوص هذا الموضوع، وذلك لأن الراتب قليل بالطبع لن يصروا على جميع الموظفين بالحضور اليومي. خصوصا الموظفين الذين يستطيعون انجاز عملهم بالخارج مثلي . لذلك كنت مرتاحة من احتمال تعرضي للارهاق اليومي الذي يصاب به الموظفون الاخرون بالعادة اذا توجهوا للعمل يوميا مثل الخراف. وكنت مرتاحة ايضا من اجرة الطريق. فلم اكن مضطرة لرؤية زملاء العمل و الذهاب الى الشركة الا مرة في الشهر، أوعندما يكون هناك عمل كثير يستلزم حضوري اضطر للذهاب مرتين بالاسبوع. لذلك وافقت عليه واحتملته.
وكنت سعيدة لحصولي على عمل دون أن يكون لدي تواجد يومي في الشركة. فانا مع محبتي للاموال التي يعطوننا اياها كنت لا احب الاختلاط بالناس. وعندما يتصلون بي ويقولون ان علي الحضور هذا اليوم او ذاك اوافق على مضض .. فهذه كانت شروط العقد ان اتي عندما يريدون عقد الاجتماع الشهري -ولو كنت لا اجد له أي فائدة تذكر- أو عندما يكون هناك داع لحضوري بسبب ضغط العمل.
كنت اكره اكثر شيء في عملي فكرة حضوري للاجتماعات . ودائما ما اتسائل الا يستطيعون قول ما هي قراراتهم( التي لا اهتم بها حقا) والتي يتخذونها في الاجتماع في رسالة ما او فيديو يبعثونه لي لاعلم بالمستجدات دون حضوري المباشر؟ فلم اكن لاتدخل بشيء حقاً.
لما هذا الاصرار على رؤية بعضنا البعض لما اخترعوا التكنولوجيا اذا..؟ سوف يكتشفون يوما ما حقيقتي.. واقول شيئا لا يفترض بي قوله امام الغرباء وزملاء العمل. وربما انسى انني في الشركة وتاتيني نوبة غضب واقوم بشيئا مجنونا امامهم كأن اكسر شيئا ما امامهم. لا احب أن يحدث هذا.. لم يحدث ان تصرفت بحمق او جنون امامهم مباشرة لغاية الان رغم ما بي من غم وغضب داخلي.
سوف اكون سعيدة ان جاء اليوم الذي يبعثون فيه الى جميع الموظفين رسالة يعلمونهم فيها بقراراتهم الجديدة دون عقد الاجتماع. فهم سوف يتخذون القوانين الجديدة شئنا أم ابينا، حضرنا أم لم نحضر.. ان حضورنا كان فقط شكليا. وان كان هناك ظرفا ما حال دون حضور الجميع للاجتماع يقومون بعمل مكالمة جماعية!! الاصرار القاتل هذا على روح التعاون والأخوة بين زملاء العمل يجعلني اريد الاستفراغ. لم اكن الوحيدة في شركتي التي لديها كره للاجتماعات فلقد لاحظت ان اكثر من شخص ياتون مضطرون مثلي.
حدث مرة وقاموا بعمل اتصال جماعي لان الجو وقتها كان مخيفاً، فلقد كان هناك عاصفة ثلجية لم يحدث مثلها من قبل في البلاد. وقرروا عقد الاجتماع على الهاتف بحضورنا جميعا. انهم يحفظون هذا القانون وينفذونه رغم سخافته لم استسغ امر اتصالهم ابدا حتى دون ذهابي للشركة ورؤيتهم شخصيا لم ارتح للوضع. فلا احب الاستماع اليهم والحديث معهم على الهاتف حتى لو لم اكن اراهم. فأنا اسمع اصواتهم وهذا كافي لتعكير مزاجي. عندما اكون في البيت لا احب ان يتصل احد منهم بي ولا لأي شيء. هناك في الشركة اتظاهر بالاستماع بينما على الهاتف لا اتظاهر بل لا اسمع اصلا. فقط افتح الهاتف وانصت وانا افكر بمائة شيء اخر . وعندما ينادون اسمي عندما ينتهون ويسالونني عن رايي اقول انني لا اعترض على قراراتهم وليس لدي المزيد لاضيفه.
يجب ان تفهم شركتي اللعينة ان هناك اشخاص مثلي وان كانوا قلة، يكرهون فكرة التكلم على الهاتف بل التكلم اصلا معهم و تزعجهم كثيرا رؤيته يرن. لا اريد لاحد ان يذكر اسمي ويقول الو مرحبا هند ؟ انسوا انني موظفة لديكم لقد كان عملي مملا جدا وكنت اكرهه ولا اريد تذكره باجازتي ولكني مع ذلك كنت جيدة فيه ويا للغرابة. ولولا هذا لكنت طردت .
لو كنت اعيش لوحدي ربما لما كنت قد اهتممت بمن يتصل بي. إذ لم اكن لاكون اتشاجر مع احد حتى اخاف من أن يفسدوا اتزاني وشخصيتي امامهم.
لطالما تساءلت لما يجب ان اشهادهم شخصيا فانا لا اتفاعل معم قط.. فقط اقوم بالايماء والموافقة على كل قرار وملاحظة يعطونها لي حتى لا اجادل او اناقش احدهم فاطيل مدة بقائي، ولو كان عملي بحاجة الى تفاعل ومرونة واخذ وعطى لما كانوا قد وافقوا علي من الاساس كان عملي مختصا بموقع الشركة الالكتروني على شبكة الانترنت وكنت اقوم ببرمجة الموقع ووضع الاقسام والمواضيع التي يرسلونها لي اول باول، لذلك لا احتاج الى رؤيتهم مباشرة عندما يقولون لي ذلك. والتصميم ايضاً، كان من ضمن الاشياء التي اقوم بها احيانا. والتصميم كان مجرد هواية لدي فكنت جيدة في اختراع الشعارات التي تعبر عن الكثير باقل القليل
اخذت افكر من سادرب.. مبرجين جدد ام صحافيين ام مصممين جدد لم افهم .. الذي فهمته انني اصبت بعصبية زائدة زادت عن التي كانت موجودة
لاني لا استطيع الا ان اذهب ، وسارغم نفسي فانا بحاجة للمال بشدة ولن اجد عملا اخر بهذه السهولة وعدد الافراد الذين يبحثون عن وظيفة مثل وظيفتي في تزايد. وكنت قد ثبت على هذه الوظيفةكان من حسن الحظ انني وجدتها وليس من حسن الحظ وحده بل من اجل ابن عم زوجة ابي. وكان يعرف عن هذه الشركة فقال لها ان كنتِ تعرفين احدا يعرف بالتصاميم والشبكة العنكبوتية وبرمجة مواقعها أن تقول له.. فدلته صفاء علي فورا. وكنت وقتها ابحث عن عمل. ولو لم اكن جيدة في عملي لما كانوا قد استحملوني اعتقد وليس من اجل قريب زوجة ابي صفاء فقط، فلم يكن احد يعرفه في الشركة كما لاحظت. باستثناء نائب المدير والذي فصل من عمله لاحقا كما سمعت.
اذا انا الان بجهدي الشخصي في هذا العمل، وليس من اجل واسطة اي بني ادم.
أنت تقرأ
جوع في الجحيم
ChickLitجوع في الجحيم رواية درامية رومانسية بوليسية مشوقة بطلتها فتاة تدعى هند تعمل في احدى الشركات العادية وحياتها تبدو هادئة لمن يراها من الخارج. الا ان تتطور الامور وتصبح هي في قلب الحدث ووسط مشكلة لا يستطيع وضع حد لنهايتها الا هي