قلت ونحن ما زلنا في الطريق، بعد ما استوعبت قليلا الوضع
"انت حقا متاكد بانه سيخبرني انا بمكان الاموال و الذي لم يخبركم به او يخبر تلك العصابة؟ "
وفكرت في نفسي هل طلب ابي رؤيتي من اجل أن يقول لي عن مكان هذه الثروة كلها؟لا اصدق انه سيفعل ربما يريد شيئا آخر تافها ما. انه لا يعيرني ادنى اهتمام حتى يقول لي مثل هذا الشيء العظيم
"ان لم يخبرك انتِ من سيخبر؟ انت ابنته، زوجة ابيك لا تصلح لهذا، وهو يعرف ذلك جيداً"
فكرت قليلا .. ثم قلت "هل هو بالسجن الآن حقاً"
"لا، من اجلك وضعته في احد المكاتب في قسمي، لم ننقله بعد الى السجن، نريد ان نعطيه فرصة للاعتراف والتعاون"
"تفعل هذا لاخبرك ماذا سيقول لي واين مكان الاموال؟"
"نعم، فتاة ذكية"
"ولكن من قال لك انه لو فعل هذا فسوف اخبرك؟ " قلت جادة، وكنت اعني ما اقول حرفياً
نظر الي وهو يقود "لا، لا تجعليني اغير نظرتي بك، قلت منذ قليل انك ذكية"
"ما الذكاء باخبارك مكان هذه الاموال الضخمة؟ ان قال لي حقا فسوف تكون لنا ومن حقنا لا شأن لكم بها"
تغيرت لهجته وقال بشكل جاد "ان هذه الاموال غير قانونية ابدا، حدثت بين مقامرين في لعبة وبيت غير قانوني ولا مرخص. و بالتالي جميع الارباح سوف تصادر، وجميع اللاعبين متهمون وسنضعهم بالسجن ومن يتواطا معهم ايضا! ثم إن مصادرة نصف ثروة البيدق الازرق من الشرطة تعتبر انتصارا وانتقاما كبيرا منهم، وهذا سيدمرهم وسوف يتوقفون ولو قليلا عن القيام بهذه الالعاب! وسوف يسهل من مهمة القبض عليهم. هل تفهمين؟"
"لماذا تصادر؟ اليست هناك خسارة وربح في مثل هذه الالعاب ووالدي ربحها منهم بشكل قانوني فما شانكم بها؟ هذا بينه وبينهم"
لم يكن يعنيني امور الضرائب التي قال عنها
" يا الله اعني.." قال قيس بصبر وكأنه يشرح شيئا بديهيا كالقراءة والكتابة لشخص بالغ
ثم اكمل حديثه بجدية وهدوء
"أما قلت لك انها اموال لا تعترف بها البلاد؟ لانها غير خاضعة لقانون الضرائب؟ وهذه الالعاب تحديدا ومن يعملون عليها خارجون عن القانون كليا. وربما يكونون قتلة، وإن لم نكن قد سمعنا من قبل بانهم قتلوا احد ولكن كل شيء وارد وجائزبخصوصهم ، ثم اذا لم يقل لنا والدك فهل تعتقدين انهم سوف يدعونه وشانه؟ لقد كانوا يحتجزون والدك بالفعل، ان لديهم قوانينهم الخاصة التي تحكم وتنفذ وكانهم في دولة غير التي نعيش بها ولا يعترفون بشيء اسمه سيادة القانون في بلدنا، ولا بادارة البوليس ولا باي شيء غير شريعة الغاب، أي قوانين البيدق الازرق خاصتهم! فإن لم يقم والدك بتسديد ما يدينه لهم واصبح في الخارج فسوف يحتجزونه مجددا وربما يقطعون احد اطرافه. هذا غير مستبعد منهم. انهم يعرفون ان والدك يخبىء الاموال في مكان ما لا يعرفه سواه، وان قتلوه فلن يعرفوا اي هي ابداً، ولكنهم سيحاولون تعذيبه ليعرفوا، وربما هددوه بعائلته "
لم اقل شيئا
"هم مجموعة من القتلة هذا مؤكد وعديمي ضمير، سوف نكون اكثر من فرحين بوضعهم خلف القضبان وفك هذه المنظمة اللعينة ومصادرة كل ما يملكون. بتعاونكم بالطبع. انهم من اهم المطلوبين لدينا منذ مدة طويلة. لقد الحقوا الخراب والدمار بالكثير من الأسر. فإن هذه الالعاب تسبب ادمانا للكثيرين، وافلاساً أيضاً. سوف نمسكهم ونجعلهم يمارسون العابهم في الزنازين المفردة مع الشياطين."
"هذا الكلام سابق لاوانه وساعرف ما يريده ابي مني الان. وسوف ارى وجهة نظره"
.................
وكنا قد وصلنا الى قسم الشرطة دون ان اعي اننا وصلنا. فلم اكن قد شعرت بطول الطريق ولا بالشوارع من حولي. من كثرة عدد الامور الغريبة الغير معقولة التي سمعتها منه. وكانني كنت اسمع عن عالم واشخاص مختلفين غير عن العالم الذي كنت اعيش فيه كليا. فلم اكن اتوقع من مراد ان يكون قادرا وماهرا وذكيا في شيء ما، لا بل ويفوز على عصابة شهيرة ويربح منهم ويتحداهم ايضا؟ هل انا اعرف حقا من هو ابي. وكنت مخدوعة طوال هذا الوقت، ام ان هذا الامر مجرد سوء فهم من قبل الشرطة ويظنونه شخص اخر؟ ويكون ابي الآن بالبيت يشرب الشاي مع البسكويت، وهذا الذي بقسم الشرطة شخصا يشبهه..سوف نرى الآن وافهم حقا ما يجري
............
توجه بي قيس الى بهو واسع مليء بالناس ثم ردهة اخرى، وبهو اخر وآخر ثم صعدنا بالمصعد. وصلنا الى طابق اهدأ من الطوابق التي اسفل، ولم يكن مليئا بالناس، دخلنا الى رواق، وكان في نهايته غرفة ذات باب بني عادي، و كانت مغلقة، يبدو انها غرفة المكتب التي يضعونه بها. فلا تبدو لي كزنزانة من بعيد، والسجون بالعادة تكون تحت الارض.
قلت" هل هو بالداخل"
اومأ ، واشار لي قيس بالدخول
سألت " هل يوجد كاميرات بالداخل؟"
"لا ،لا يوجد شيء من ذلك انها ليست غرفة تحقيق، وسوف تكونين لوحدك مع ابيك دون رقيب. فهذه زيارة شخصية "
لم اكن اصدق ذلك بالطبع. هم سيودون معرفة ما يود والدي اخباري به. ساكون حذرة جدا، وإن حاول والدي اخباري شيئا مهما عن مكان المال مثلا -هذا ان حاول فلا اصدق انه سيفعل- فسوف اوقفه.
إن المال يلهب عقلي كما يلهب الوقود المدفئة، سأكون حذرة كالحرباء تماما
.........
أنت تقرأ
جوع في الجحيم
Chick-Litجوع في الجحيم رواية درامية رومانسية بوليسية مشوقة بطلتها فتاة تدعى هند تعمل في احدى الشركات العادية وحياتها تبدو هادئة لمن يراها من الخارج. الا ان تتطور الامور وتصبح هي في قلب الحدث ووسط مشكلة لا يستطيع وضع حد لنهايتها الا هي