فصل واحد وعشرون

5 2 0
                                    


في احدى الايام اتصلت بي احدى صديقاتي. ولم يكن لدي الا صديقتان من ايام الجامعة. الاولى سافرت مع اهلها لبلاد اخرى. والثانية ما زلت على اتصال بها من وقت الى اخر.  وان لم اكن اراها احيانا لشهور عديدة.  اتصلت بي سمر قائلة انها تريد دعوتي لتناول الغداء ومناقشتي باخر اخبارها ومن انها اشتاقت الي الحديث الي

.....

ذهبت للمطعم الذي اتفقنا عليه في الساعة المحددة. وكنت قد خرجت من العمل وقت الظهيرة.  كانت هي تعمل في احد الصحف المغمورة

"اهلا سمر. مر وقت طويل دون ان اراك"  قلت وبالكاد ارتسمت على وجهي اي ابتسامة فلقد كنت مرهقة والعمل كان يأخذ كل وقتي

"ما زلت كما انت يا هند باردة كالثلج" وابتسمت هي 

كنت اعامل اصدقائي كما اعامل زملائي بالعمل. ببرود وتحفظ.  ولكن الفرق ان صديقاتي يعرفن عني بعضا من اموري الشخصية والعائلية. بينما لا يعرف زملاء العمل عني شيئا. وكانت هذه شخصيتي وقناعي الثالث امام الناس.

"ان من يرانا الان يظن اننا خرجنا من الجامعة قليلا وسنعود اليها، وليس وكانه مر سبع سنوات منذ ان تركناها"  قالت سمر 

لم يتغير شيء على سمر، الى ان وزنها  ازداد  بعض الشيء

قالت " ما شاء الله يا هند  لقد ازددت جمالا واناقة بكثير.  اين تعملين في دارلوسيانا للازياء؟"  قالت مازحة

"شيء من هذا القبيل" قلت بسخرية  واخبرتها اسم شركتي

"يا لحظك الحسن! انها من اعرق الشركات. كيف حصل و ان توظفت بها"

كنا انا وهي قد تغلبنا عندما وجدنا وظائفنا واستقررنا بها

قلت "لقد كان حظا حسنا فعلا. فشركتي التي كنت اعمل بها تم دمجها مع هذه، ونقلوني اليها انا وثلاثة فقط من القدماء"

"مبارك لك. والان دعيني اخبرك بشيء هام " ومدت لي يدها ورايتها تلبس خاتما ففهمت انها خطبت

قلت " هل خطبت؟"

"نعم ولكن لن نقم بعمل الحفلة بعد، لذلك طلبت رؤيتك لاقوم بدعوتك مباشرة، انها بعد اسبوع، فلم اكن لاتزوج من دون ان ادعوك. لقد فقدت الاتصال بجميع اصدقائنا بالجامعة، وبالكاد التق بك، الجميع سافر" 

فكرت اتمنى ان اكون من المسافرين انا ايضا وقريبا لطالما تمنيت السفر

قلت " تهاني لك. هل وقعت بالحب اذا؟"

"ربما..  لقد تعرفت عليه عن طريق اهلي  "

استغربت ما قالت لطالما قالت سمر انها لن تتزوج الا عن حب. ولن تتزوج من شخصا لمجرد الزواج

عندما لم اقل شيئا قالت "اعرف انك ربما تجدين انني منافقة لانني وافقت على الزواج من شخصا لا اعرفه. ولكني رايته عندما جاء لزيارتنا اكثر من مرة برفقة عائلته،  ورايته شخصا معقولا.  الى متى سانتظر ان اعثر الرجل المثالي لي ؟ "

جوع في الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن