فصل خمسون

3 2 0
                                    


قبل موعد خروجي بساعتين تقريبا، جاء الى زيارتي اشخاص لم اتوقع مطلقا ان يقوموا بزيارتي. كانوا عون وياسمين وعابد، ربما لانهم زملائي القديمين وخافوا من ان ينالوا نفس المصير، ولكن المساكين لم يكونوا يعرفون شيئا عن الطرد او انني تركت العمل اصلا. سألتني ياسمين بادب ماذا حدث معي وكيف تراجعت صحتي مجددا بعد ان كنت قد تركت المستشفى منذ فترة قريبة وتعافيت. ولم يكونوا على علم بالسبب الذي كنت من اجله  بالمستشفى السابق ايضا، كما لاحظت. وكانوا يظنون انها وعكة صحية ألمت بي.

  فقلت لهم مجيبة على سؤالها بانني ارهقت نفسي في العمل في اول يوم لي بعد الاجازة المرضية،  فلم احتمل التعب والارهاق فاغمي علي. لم ارد ان اقل اي شيء آخر.

 قال عون مازحا ان الشركة كلها يتباحثون ويخمنون لماذا اغمي علي بعد عودتي من الاجازة المرضية، وبانهم قد سمعوا الكثير من القصص والاشاعات ولكن اكثرها غرابة هو انني اتعامل مع السحر، وبان الساحرة التي اتعامل معها وفاوضتني على الحصول على قدم جديدة  اخلت بوعدها معي لانني لم اعطها شعري ولا صوتي، ولذلك لم استطع الوقوف على قدمي مجدداً.  يبدو ان احد ما من الشركة قد لاحظ انني لم اعد اعرج. رغم غباء التفسير ودراميته ولكنه شخص دقيق او دقيقة الملاحظة.  فنظرت اليه ياسمين قائلة ان هذا الشيء ليس من اللائق أن يقوله لي وان  الذي قال هذا الكلام اخذ انذارا من العمل، لانها هي بنفسها من شكت عليه.

 شكرتهم على مجيئهم في النهاية وتاثرت لقدومهم واهتمامهم.. رغم كل شيء فانهم لم يندمجوا تماما مع عائلة فوكس،  واحترمت هذا فيهم.  ولكني لم اخبرهم بانني قد تركت العمل نهائياً. سيعرفون لوحدهم لاحقاً.

وكان افراد الشرطة قد اختفوا من المستشفى كما لاحظت. فارتحت لهذا اذ لا استطيع الخروج دون ان يروني. ثم انني ساخرج اليوم من هنا  فلا داع للمراقبة الحثيثة،  ولكنهم لم يكونوا قد اختفوا حقا إلا لأن قائدهم بنفسه موجود! فهو من سيراقبني اليوم ومن سيوصلني الى البيت. يبدو انه اخذ بنصيحة ايهاب بشكل عكسي.  فبعد ان فاز بقلب تلك الممرضة. وتأكد من انني عرفت انني لا استطيع التخلص منه بكل تلك السهولة التي اظنها،  فالجميع تحت امره وسحره. ازدادت عجرفته و قال لي انه سيتناول العشاء معها الليلة، وكنت قد رأيت ابتسامتها الواسعة عندما جاءت الي لاحقا، ولكنها لم تقل لي شيء ولم اكن لأسالها 

.........

قال "  انت تدينين لي بوجبة غداء. فلقد كسبت الرهان، والفتاة الآن مسلوبة اللب كليا بي. ولكن ليس الآن ولا هذا الاسبوع ساتركك وشانك حتى ترتاحي قليلا، فانا مشغول هذه الفترة.  ثم ساختار المكان الذي ساتغدى به وساحرص على ان يكون اسعاره مرتفعة"

 "هل انت فخور بنفسك لانك تخدعها بكل هذه البساطة ؟"

"لم اخدعها مجرد صداقة بريئة وموعد عشاء لطيف، لم اعدها بشيء.  ثم لا تغيري الموضوع  هذا سيبكيك كثيرا أليس كذلك؟ نقودك تذهب لاطعام  احد قادة عناصر الشرطة  الاشرار والذي يقف في وجه مشاريعك واحلامك ولا يتركك وشانك"

جوع في الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن