فصل سبعة واربعون

5 1 0
                                    


توجهت الى القاعة المحددة، وحاولت ان اشجع نفسي وأن لا ابدو بمظهر الخائفة او المترددة. إن كان يملك الشركة ويملك مستقبلي المهني بين يديه فأنا ايضا املك اموالا طائلة وإن كانت قيد الرهن الآن او قيد الوضع..

فتحت الباب ودخلت. لم ارى احدا جالساً ، ثم سمعت صوته وكان يقف عند النافذة البعيدة.

" تفضلي يا هند اجلسي رجاء." ووضع الهاتف الذي كان يحمله في جيبه وكان يتكلم به قبل وصولي.

لم يقل لي يا انسة هند هذه بداية سيئة ..

جلست بظهر مستقيم ولم ابدو  ابدا كضعيفة او ذليلة وخائفة 

"استغربت قدومك الى العمل وكنت اظن انك ستتركيه تماما، هل تحبين وظيفتك هنا  الى هذه الدرجة؟"

"ماذا تريد ان تقول؟ ارجو ان تكون واضحا معي" 

"ساكون واضحا. انت تملكين اموالا كثيرة الان كما سمعت، ومع ذلك اتيت الى العمل كأي موظف عادي يبحث عن لقمة عيشه! لذلك علامات الاستغراب مرسومة علي  وجهي"

لم اكن ارى علامات استغراب، بل لم اكن ارى علامات لأي شيء. هذا الرجل غامض الى درجة كبيرة ومستحيل علي قراءته 

"ألم يفهموك انني لا استيطع استخدام الاموال الان، لذلك لم اترك العمل فورا ؟"

"لقد افهموني انك لا تستطيعين استخدامها ابدا ومع ذلك تتصرفين وكانها ستصبح لك"

"لماذا ذهبت الى السجن لزيارة والدي ؟ "

"لانك لم تكوني واضحة ابدا بخصوص قضيته، وقلت انها مجرد ديون. ولكنها كانت تسبب لك ارقا وشرودا غير طبيعين واخذت اجازة بسببها فقلت لما لا اساعد بنفسي انتظرتك لتشرحي لي الأمر ولم تقولي شيئا. وأما القول بانها قضية حساسة ولا تريدون اخبار احد، فلم يقنعني. حتى قيس لم يوضح لي الأمر. فدفعني الفضول في النهاية للتصرف من تلقاء نفسي. لجئت الى احضار محامي من شركاتنا مختص بقضايا كتلك ولم اتوقع مطلقا ما سمعته هناك. تفاجئت كثيرا.  ليس بسبب والدك فانا لا اعرفه بل من اجلك"

"ولكنك ايضا لا تعرفني فانا مجرد موظفة كما تعلم "  فكرت وقلت في نفسي هل هناك شيئا بيننا لا اعرفه. فأنا لا اتفاجأ من تصرفات اناس لا اعرفهم. ام هل يعرف الناس عني اكثر مني؟  لانني ابدا لست متفاجئة مني ..

قال ايهاب "مجرد موظفة بالنسبة لك ولكنك لم تكوني مجرد موظفة بالنسبة الى هذه الشركة فانتِ موظفة مميزة. زبدة القول انني  عندما اجتمعت مع والدك والمحامي توضحت لي الامور بعض الشيء. ثم تكلمت مع قيس لافهم منه الموضوع اكثر.  ولم يستطع في النهاية الا ان يقول لي كل شيء. فلقد عرفت القضية ولا مجال للاخفاء بعد الآن.  ثم سمعت منه انك بالمستشفى وانتِ لم تقولي لاحد من الشركة بهذا ايضا؟ " ونظر الي ايهاب نظرة وكانني قد قتلت اباه 

جوع في الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن