جوع في الجحيم

الفصل الثالث عشر

......

ومضت الايام  سريعا وانا ادرب ميا واحمد على عملهم. وعقد العمل الجديد ما زال معي، وقد اخذته لافكر فيه بهدوء في البيت.

قراته مرة واثنتين حتى اعرف تماما قواعدهم وقوانينهم. رغم انني لم اكن لاهتم حقا. بعد رؤيتي للمبلغ الذي ساتقاضاه.

 ان الاجور التي يعطونها للموظفين في شركات فوكس اعلى من أجر أي موظف عادي آخر في أي مكان. ومهما كانت شروطهم فسنوافق عليها كالنعام. المال اولا ثم ننظر الى الشروط والقواعد فان كان الاجر عاليا فالبقية لا تهم وسوف نلتزم بالقوانين كلها

كان الحضور لديهم خمسة ايام في الاسبوع. من الساعة التاسعة صباحا الى الساعة السادسة مساء. يتخللها ساعة استراحة.  في وقت يختاره الموظف . كان هناك ايضاُ توصيل من والى الشركة في حافلة تخص الشركة تاخذ من كانوا بعيدين عن مقر العمل. حتى يضمنوا ان ياتي الجميع على الموعد المحدد ولا يتاخر احد لاي سبب.

ان كنت ساوافق فلم اكن لاركب الحافلة بالطبع ..

قلت لصفاء عن هذا العمل الجديد حتى اخذ راي شخص اخر على الحياد

صعقت هي عندما علمت ما الأجر الذي سوف اتقاضاه وقالت لي- وهي مستغربة لانني لم اوافق لغاية الآن وهي تعرف حبي للمال - قالت: "ان هذا الامر لا يحتاج الى تفكير بل يجب ان اوافق فورا. "

 ولم اقل لها بالطبع اي شيء عن ميا الفتاة التي ادربها، والتي تكون هذه الشركة الجديدة ملك لعائلتها الغنية، ولا عن  تشككي بان لها  سببا  غير مباشر في عرض عائلتها علي العمل في احدى شركاتهم.   اذ ربما يكون عمها صادقا. وهو يبحث عن الاذكياء وليس من اجل ابنة اخيه. ومشاكلهم الشخصية، لم اكن لاعرف.

 ولكن.. حتى لو عملت لديهم شهرين او ثلاثة ثم  طردت.  ابقى انا المستفيدة.  وكانني بذلك قد اختصرت عمل سنة بشركتي البائسة  بشهرين هناك.

......

قررت ان اوافق في النهاية. فدائما المال ينتصر على كل الصعوبات الفكرية والتشككات النفسية 

 وسوف اخبر ميا اولا لارى رد فعلها. وكانت قد اصبحت صديقة لي او هي التي كانت تعتبرني كذلك. وتخبرني بكل شيء يزعجها او يعجبها في الحياة.  وتظنني فتاة حكيمة ولا اعرف حقا من اين اتت بهذه الفكرة عني.

 ماذا ستقول لو اخبرتها بانني عصبية المزاج واكسر الاشياء دائما واتشاجر مع ابي لاتفه الاسباب. وبالكاد اقول شيئا جميلا لاخوتي الصغار من صفاء، ولا اهتم كثيرا بهم

لطالما كنت فتاة عملية لا اخلط حياتي الشخصية بحياة العمل ولم اقل يوما لاحد من الزملاء عن مشاكل عائلتي او عن اي شيء حقيقي يخصها. انا اعتبر نفسي الة في الشركة اقوم بما هو مطلوب مني فقط ثم اخرج.  دون ان اجعل اي شيء من داخلي ونفسيتي يؤثر بي وبادائي. 

كنت شبه محترفة.  اذ لو بدات اتذكر حياتي ومشاكلي في العمل واقول واحدث الناس بمشاكلي  فسوف تطغى شخصيتي الحقيقية  شيئا فشيئا وابدا بكسر الاشياء في العمل ايضا ان غضبت او قام احدهم بازعاجي.  لذلك احافظ على برودي وتحفظي من الجميع.  وافصل نفسي جيدا وكانني اعاني من انفصام في شخصيتي. فهند في حياتها الخاصة لا تشبه مطلقا هند في العمل 

.........

توجهت في صباح اليوم التالي الى عملي. وكنت قد قررت اخبار مديري بقراري وكتابة استقالتي.  وبالطبع ساقول له اين ساعمل وما هي اسباب الاستقالة. فلقد احتملوني كثيرا هنا ويجب ان اكون مهنية ودقيقة الى اخر درجة.

 توجهت اولا الى مكتبي المؤقت، رايت ميا واحمد يتحدثان بجانب زميل آخر لهما. وكانوا مستغرقين بالحديث، رجعت ادراجي دون ان ينتبهوا الى وجودي، وتوجهت الى المدير لاخباره بأمر تركي للعمل.

 لارى هل يجب ان اكمل الشهر هنا ام اتركه فورا. ام اعمل شهرا اضافيا الى حين عثورهم على احد اخر بديل لي. 

سنرى الان ما الاجراءات فلا اريد قطع كل خيوط الرجعة هنا من يدري ما سيحدث.