جوع في الجحيم

فصل ثمانية وثلاثين

كنت اقف مستندة على حافة نافذة مكتبي اكلم طبيب القدم على الهاتف. وحددت معه موعدا نهائيا لعمليتي نهاية هذا الاسبوع منذ الصباح الباكر 

وسالته كم يجب علي اخذ اجازة من عملي بخصوص هذا الأمر،  فقال لي ان اخذ اسبوعين احتياطاً، وربما احتاج الى اقل من تلك المدة ولكن ليس اكثر على حد قوله 

فقمت بكتابة اجازة اسبوعين، وحددت السبب سفرا طارئا.. ولم اكتب السبب الحقيقي، فلا اريدهم ان يعرفوا انني ساكون في المستشفى،  ولا اريد اي زيارات منهم او تمني بالشفاء. هذا امري وحدي وهو خاص.

....... 

بعد ان وقع المشرف على امر الإجازة، ولم يكن يستطيع الرفض بالطبع، فهذه الاجازات حقي وانا حرة بجمعها دفعة واحدة.

 قال " كان يجب ان تخبرينا قبلا.. فغياب اسبوعين دفعة واحدة يعتبر  كثيرا، وسوف يتاثر عملك وقسمك به، لما لم تخبرينا ابكر من هذا  الوقت يا هند؟"

"لقد حدث الأمر بشكل مفاجىْ، ربما عدت بوقت أبكر، لا اعرف"

"واين السفر ؟"

"ماليديا.. لي فيها جدة توفيت  مؤخراً، وسوف يقومون بمراسم الدفن هناك"

"اه اسف لسماع ذلك "

..........

ذهبت الى المكاتب التي تقع بالطرف الاخر لمكتبي، وكانت تشرف على خلف المبنى، لارى ان كان هناك اي سيارة سوداء تراقب المدخل الخلفي ايضا.. ولكني لم ارى جيدا. كانت هناك الكثير من السيارات المتوقفة..

 هل اغامر واخرج في ساعة استراحتي، ولكن ساعة لن تكفي للذهاب والاياب. ان المكان بعيد عن هنا، ولكني لن اكون غبية كما قال واتوجه منذ اول يوم الى مكان المال.. ساصبر

...

 اثناء توجهي لمكتبي صادفت ايهاب في الردهة، وكان يكلم احدهم. فكرت هل من المفترض أن اقول شيئا او اشكره على المساعدة ام اتجاهل الامر واعود لعملي. ثم انه لم يكن لوحده حتى افعل هذا.  وكان يتحدث بخصوص احد الاجتماعات ولا ريب. توجهت الى مكتبي متظاهرة باني لم اره 

كان علي ان اتي الى العمل لاربعة ايام متتالية قبل بدء الاجازة. وسوف ارى خلال ذلك ان كانت هناك سيارة اخرى غير تابعة للشرطة تلاحقني. استطيع الافلات من سيارة واحدة ربما، ولكن سيارتان؟ لا اعتقد، كنت مستغرقة بالتفكير واحدق بدفتر الملاحظات امامي ارسم عليه رموز واشكال عشوائية  عندما دخل ايهاب الى مكتبي 

نهضت 

"ارجوك اجلسي "

جلست وجلس هو امامي 

"سمعت انهم وجدوا اباك وهو بخير؟"

"نعم لقد وجدوه اشكرك على المساعدة " هل قال له قيس اي شيء لا استطيع قرائته ابدا انه اكثر رجل غامض رايته في حياتي