فصل ثلاثة واربعون

4 3 0
                                    

 خلال اليومين التاليين في المستشفى، وصلت باقة ورود بيضاء كبيرة، ادخلتها الممرضة بوجه مبتسم، واعطتني البطاقة التي كانت على الباقة، وكانت بطاقة رسمية من شركة فوكس. عليها امنيات بالشفاء العاجل والعودة الى العمل سريعاً.

كيف حدث هذا بحق الجحيم ؟ولما؟  كنت اشعر وكأنني في قاع الاسفلت واحدهم مشى فوقي ومسحني مسحاً.  لقد اصبح الجميع في الشركة يعرفون بأنني في المستشفى الآن،  وعرف جميع الزملاء والزميلات وقسم الموظفين بانني لم اسافر إلى أي مكان، حسناً.. هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير حقاً.. انا بالنسبة الى الجميع الآن كاذبة وجبانة.

 ولكنهم على الاقل لم يعرفوا بعد بأمر قضيتي الرسمية مع والدي.  هل تعرف ميا الآن يا ترى؟ كنت قد التقيت بها قبل العملية بايام قليلة ولم اقل لها اي شيء. سوف تكرهني الآن عندما تعلم، وكانت قد نصحتني من قبل باجراء عملية لقدمي وقلت لها انني اخاف من العمليات. شخصا اخر سيفقد ثقته بي ويعتبرني مخادعة 

كم اتمنى لو اذهب الآن الى مكان النقود اخذها واغادر البلاد دون رجعة. ولا التفت الى اي احد. اريد حياة وبلاد جديدة بمجرد الخروج من هنا ونسيان كل شيء

..........

جاء دانييل وادريس لزيارتي. جلسا خمس دقائق فقط. وتمنيا لي الشفاء وغادرا. باسلوب عملي ورسمي. يا ليت جميع افراد الشرطة مثلهم.

....... 

قال لي الطبيب انني الان بامكاني ان امشي اكثر من بعض الخطوات في اليوم. ثم سألني إن كان الألم والورم من جرح العملية قد خف وكان يعرف الاجابة قبل ان يسالني. فالألم خف منذ اليوم التالي مثل ما قال لي. ولكن الجرح لم يندمل بعد تماماً

 لاحظ افراد الطاقم الطبي وجود اكثر من باقة ورد في الغرفة. فلقد قالوا لي مازحين ان الغرفة ستتحول الى غرفة ورود ويجب ان لا تبقى كلها في الغرفة عندما اريد ان انام، أو نضعها على شرفة النافذة من الخارج وكانت كبيرة 

فلقد وصلت ايضا ورود من جورج وزوجته. وكانت صفاء قد اخبرتهم. وقالوا انهم سيزورونني في البيت لاحقا. لان جورج متعب ولا يريد زيارة اي مستشفى منذ عمليته الاخيرة. وتساءلت ان كان يعلم اي شيء، لا اظنه توجه الى السجن وزار والدي وهو مريض بالرئة. سالت صفاء فاخبرتني انه يعرف بعض الامور وليس كل شيء.  ثم قالت لي انهم قد منعوها من رؤية مراد كل يوم كما بالسابق وسوف يسمحون لها بالزيارة كل اسبوعين. فاستغربت ذلك، فالمفروض ان باستطاعته الخروج متى ما يشاء فلقد احضر محاميا.

 فقلت لها "ماذا عن صديقك المخلص قيس ألم يساعدك في هذا" 

 فقالت "ان هذه هي اوامره ولقد وافقت انا ايضا، يجب ان نكون متشددين مع والدك، لا ان نعامله وكانه ضيف هناك، ولن اذهب لزيارته كل يوم، يجب ان يشتاق لزوجته واطفاله، ويعرف ماذا سيخسر إن فضل الاموال القذرة علينا"

جوع في الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن