الفصل الرابع

41 2 0
                                    


 العيب الثاني لصفاء انها تتكلم كثيرا بامور لا تهمني ابدا وتظن هي انني اهتم او انني ساحبها وامتن لاهتمامها بي ..فلقد كانت تشاورني بالعديد من الامور التافهة وانا كنت باردة معها تماما بل ربما كنت وقحة معها، ولم اعاملها يوما كام بديلة لي ابدا بل كامرأة انا اقيم لديها وهي تهتم بالبيت الذي اعيش به فقط.. وقلت لها ذلك مرارا وليس وكانني اتظاهر باني احبها بل على العكس اقول لها ان لا تتصرف وكانها امي لانها لن تكون مهما حاولت، وتبتسم لي هي باشفاق مما يدفعني لكرهها،  وهي لم تكن لتعرف كيف تتعامل مع فتاة كطبعي فتركتني وشاني بالنهاية ولم تعد تشاورني بشيء لعلمها انني لم اكن لافيدها ولكنها ما زالت تتحدث معي باستمرار وتقول لي كل ما يخطر على بالها من امور كبيرة وصغيرة واحاديث عن الناس الذين تعرفهم ومشاكلهم  واخبارهم واكتفي انا بهز رأسي  يبدو انها تريد فقط شخص يستمع اليها فكنت انا هذا الشخص 

و مع الايام اعتدت على وجودها ولم اعد ابادلها العداء،  بل العداء كان منصبا تجاه والدي.  وكنا نتشاجر في اغلب الاوقات  وخصوصا  قبل ان اجد وظيفتي الحالية.  فلم  يكن لدي عملا  ووظيفة تشغلني عنه وراتب يغنيني عنه. كنت احيانا اسرق منه بعض النقود وهو كان يكتشف ذلك متاخرا. ثم يحدث الشجار  ويقول انني اسرق النقود التي يجمعها بشق النفس من اجل الدخان وانني انسانة قمة في الغباء وانعدام المسئولية.. حسنا ليس كل النقود التي اخها منه انفقها على شراء الدخان بل اعتبرها مصروفا الى حين ايجادي عمل فلا اطيق الحياة دون مال 

....

 لذلك كنت اعيش اسوا ايامي العصيبة بتلك الفترة.  لا مال ولا شيء يشغلني عن عدائي له.  ووصل به  الامر في احدى مشاجراتنا الكثيرة بأن   وضعني شهرا كاملا في احدى  المستشفيات المختصة بالامراض العصبية بحجة انني فقدت اعصابي  وكدت ان احرق البيت! وهذه كانت كذبة بالطبع 

نعم  فقدت اعصابي ذلك اليوم. واخذت ادخن السيجارة تلو الاخرى امامه دون ان ابالي.. وهل اعواد الثقاب المشتعلة ان رميتها على الارض سوف تشعل البيت؟ كم ان مراد يكون جبانا احيانا. ولكني في ذلك اليوم كان لدي كل الاسباب الوجيهة لاتصرف هكذا او لكنت قد قتلت نفسي او لكنت قد قتلت مخلوقا حيا ان لم الجا للدخان.

 من يدري ماذا يفعل الشخص عندما تصيبه الهستيريا .. لقد التجات الى التصرف الاقل ضررا .. كان يقول لصفاء وهو غاضب

 "انظري اليها مثل المنحلين المتعاطين ماذا افعل بتلك المعتوهة"

وتقول صفاء" اهدا يا رجل انها ابنتك كيف تتكلم عنها بهذه الطريقة! انها تدخن امامك على الاقل وليس ورائك "

"وهل يجب ان اكون شاكرا" يصرخ مراد بحنق " سوف تذهب تلك الملعونة الى طبيب نفسي في مصح يكون صديقي شريك فيه. وسوف نرى ماذا سيقول الطبيب بشانها "

جوع في الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن