فصل اربع وثلاثين

4 2 0
                                    


عندما خرجت من زيارة ابي مراد، خرجت بروح فتاة اخرى، فتاة تملك ثقة كبيرة، ثقة المال وسطوته، وان بامكانها فعل ما تشاء...ولكن حسنا ليس الآن، ساحافظ على قناعي امامهم فانا لا اعرف شيء

رايت قيس وكان يقف مع رجليين آخرين معه في اخر الرواق،  ربما كانا مساعدين له هنا او محققين آخرين

 لم استطع معرفة ان كانوا قد قاموا بالتنصت على الحديث ام لا، ولكني مشيت بهدوء وبشكل لا يوحي بانني اعرف شيئا خطيرا، ولم يبدو على  اي اثر من اثار الاشياء المجنونة التي كانت تحدث داخل عقلي ، ولم اكن ابدو كمن سمعت اوعرفت بمكان الاموال التي يظنوا انه سيقولها لي.  ساتظاهر بانها كانت مجرد زيارة عادية وطلب رؤيتي فقط لانه يريد الاطمئنان علي ولم يقل لي شيء مما يظنون . وما اسهل التمثيل ولعب دور الهادئة 

 قال لي قيس ان اتبعه لمكتبه للتحدث ..بالطبع 

ماذا افعل ان كانوا قد تنصتوا على الحديث؟ ولكني لم ارى اي بادرة تدل على هذا لا في غرفة المكتب ولا على وجوههم 

اشار لي بالجلوس امام المكتب وجلس هو خلفه. بينما كان  الرجلين الذين كانا معه واقفان ولم يجلسا

"حسنا يا هند نحن نستمع ، هيا اخبرينا ماذا كان يريد والدك منك؟ هل اعترف لك بشيء ؟"

"لم يقل لي شيئا غير انه يسال عن احوال بقية العائلة واحوالي فهو غائب عنا منذ مدة طويلة" " قلت بهدوء بينما فكرت كم انهم اغبياء ان فكروا انني حقا ساكون متعاونة

ابتسم قيس بسخرية 

لاحظت ان الرجال الاخرين ايضا لم يصدقوا حرفا مما قلت.. اللعنة عليهم رغم انني تكلمت بهدوء دون خوف  او تردد هل يعرفون شيئا اذا ؟!

جابهت نظراتهم بتحد ولم اخف. فلا يوجد دليل على انني اعرف شيئا لانني لا املك شيئا الان. لقد مزقت الورقة تماما ورميتها من النافذة التي كانت في المكتب.  ان المعلومات التي يريدونها في قاع دماغي الان اخرجوها ان استطعتم 

 قال  قيس "لن نلف وندور معك يا هند ،  لم يكن هناك كاميرات نعم، ولكننا سمعنا الحديث.."

 هيا لا تضيعي وقتنا ووقتك"

لم استوعب بداية ما قاله .. ماذا؟! قاموا بالتنصت على الحديث حقاً؟ وسمعوا كل شيء! وبكل وقاحة يسالونني الان وكانهم لا يعرفون انني اعرف اين الاموال، هل يريدون تجريبي اذا؟ يا لهم من حمقى. ابتلعت كل المعطيات والمستجدات التي كانت امامي الان. حسنا لا داعي للتمثيل ووضع القناع. انهم يعرفون. سيرون الان انني لست خصما سهلا ولا طيرا يؤكل جناحه..سوف اجابه الهجوم بالهجوم

قلت بغضب "بأي حق تستمعون الى حديث شخصي في زيارة لشخصا لم يتم الحكم عليه بعد.  وكنت قد سالت قبلا ان كانت الزيارة مسجلة ام لا "  ونظرت اليهم باحتقار ثم اكملت " كذب وايضا تنصت؟ يا لكم من رجال عديمي  مرؤة وضمير ولن تخيفونني ابدا " 

جوع في الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن