فصل خمس وخمسون

11 1 0
                                    

قمت بصنع المزيد من عطر الليلك الاسود بمجرد وصولي الى المحل تحسبا ان جاء احد وطلبه، فلقد طلبوا منه كثيرا. اما عطري "دخان نبتون" فما زالت زجاجتي منه شبه ممتلئة فلم اكن بحاجة لاركب المزيد. ابعد عني العمل التفكير بأي شيء آخر، وضعت حصيلة ما عملته اليوم في زجاجات وكتبت اسم الليلك الاسود عليها ووضعتها على الرف المخصص للعرض. جاء زبون وسأل ان كان هناك عطور رجالية غير المعروضة فاجبته بانه لا يوجد الا هذا النوع فلم يشتره.. بالطبع. فرائحته سيئة للغاية

القيت نظرة على محتويات الكتاب الجلدي القديم لارى وصفات العطور الرجالية- ولم تكن هناك الا اثنتان- ولكني فكرت بانه لا يوجد اي فائدة تذكر من ارهاق نفسي وصنع شيئا جديدا. يكفي ما تعلمته واجدته لغاية الآن.

ثم ان عدد النساء الزبائن اكبر من عدد الرجال باضافة انهم ايضا يشترون لزوجاتهم عطورا نسائية من محلي. عندما لا يعجبهم عطرهم. فقررت انني لن اقوم بصنع وابتكار اي عطر رجالي جديد. فلن اعرف حقا كيف ساصلح من هذه الوصفة المكتوبة، وكيف احسنها. فلست بتلك المعرفة العظيمة بعالم العطور. ولن يصلح العطار ما افسده الدهر. يكفي ان يشتروا ما هو موجود ويريحوني منه. إن كانوا بهذا الغباء ليشتروه.. لا اعرف كيف قام والدي وموظفه بتركيب واختراع شيئا كهذا. كانت من اسوا العطور التي شممتها في حياتي.

......

قبل موعد اغلاقي للمحل بقليل دخل رجل لا يبدو عليه انه من هذه الانحاء او ان هذا المحل من مستواه. فلقد كان يرتدي بدلة كحلية اللون سعرها ربما يشتري بها جميع بضاعة المحل، وساعة الماسية بريقها وصل الي. ولكني لم ابدو متاثرة لدخول شخص غني الى محلي. فانا اعتبر تقنيا اغنى من الجميع

اخذ الرجل يتنقل بين المعروضات بعد ان رد علي التحية من بعيد

لا يبدو عليه انه اعجبه شيء من العطور فذهب الى ناحية الاكسسوارات النسائية. كنت اراقبه دون ان يبدو علي انني اراقب. فلقد كنت امسك كتابا اسمه "كيف تكون قائدا ناجحا" كان الكتاب عبارة عن هراء محض ولكن هذا ما وجدته في مستودع المحل ولا يوجد شيئا غيره لاشغل وقتي به

كنت اقرا في جملة"عليك ان تكون صبورا وواثقا في تحمل جميع نتائج افعالك" ... عندما قال الرجل "الا يوجد لديكم اقراط اذن للفتيات الصغيرات؟"

بالعادة كنت اقول للزبائن ببرود ابحثوا بانفسكم اذا رايتم فهذا معناه انه يوجد. ولكن كان هناك شيئا وقورا في ذلك الرجل، شيئا اعطاني احساسا بانه ليس زبونا عاديا. بل شخصا هاما في مجال عمله قادته الظروف والصدف الغريبة الى هذا المحل المتواضع لسبب ما

لذلك قلت بادب ولكني لم اقف

"اخشى يا سيدي انه لا يوجد الا ما تراه فنحن في مرحلة تصفية للبضائع لذلك لا يوجد اشياء كثيرة"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 03, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

جوع في الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن