علمت لاحقا وبالصدفة، انهم قاموا بالشراكة مع مديري السابق، السيد ميشيل، واصبحت شركتي القديمة من ممتلكات شركات فوكس، ولكن مع بقاء مديري السابق على راس عمله، اذ انه ما زال يملك النصف، وكنت قد قرات عن هذا الخبر بصفحة الاقتصاد والاعمال.
عندما علمت ميا بالأمر تركت الشركة كما سمعت
مسكينة .. اتساءل اين ستذهب الان، ان كل مكان تذهب اليه يصبح جزءا من املاك عائلتها. ولكن احيانا افكر، الا تبالغ هي بهذا التصرف وكثيرا، اذا اتصلت بي وسالتني عن رايي فساقول لها ان تتوقف عن محاولة العمل لوحدها. فمن الذي يكره فكرة ان يعمل لشركة من الشركات التي تملكها عائلتها وتديرها؟ حاولت ان اضع نفسي في مكانها.
لو كان مراد يملك شركة.. حاولت ان اتخيل هذا رغم انه صعب فهو لا يملك مقومات ادارة اي شيء.. كان يملك محلا صغيرا يبيع فيه العطور التي تقلد العطور الاصلية، وبالكاد يجني قوت يومه، ودائما يشكي ويولول من قلة الزبائن.. حسنا لو كان مراد لديه شركة وعرض علي العمل بها، بل اصر لانني اكون ابنته، كنت ساقبل فورا، رغم كرهي له فسوف افعل واعمل لديه بكل سرور. واتغيب كما اشاء. ولكن ميا تقول انها تحب اباها ومع ذلك لا تفكر بالعمل معه! هذا شيء لا افهمه . ولم اكن قد رايت اباها بعد او اعرف كيف يبدو، ربما لو رايته لفهمت تصرفها بعض الشيء.
كانت قد اتصلت مرة واحدة بي بعد استلامي العمل الجديد لتسأل عن اخباري وحالتي وسالتني
" من افضل شركتي هذه ام شركتي القديمة" فاجبتها ان كل مميزات الشركة الجديدة افضل بالطبع رغم ان العمل بها متعب اكثر ولكنها تعطي الموظف بقدر تعبه وزيادة وليس مثل القديمة، فلم تكن تعطي الا الأجر الشحيح دون اي زيادة او مميزات.
وسالتها وقتها ان كانت تريد العمل في نفس الشركة التي تدربت فيها ام ستبحث عن واحدة افضل، فقالت لي بانها ستجرب العمل بها مبدئياً وسترى ما تخبئه الايام.. يبدو انها لم تجرب كثيرا العمل بها. فكما كشفت الايام لها فلقد بيعت نصف الشركة.
........
ومرت تقريبا ثلاثة اشهر في عملي الجديد، وكنت قد اعتدت عليه تقريبا، وعرفت اشكال الموظفين و الموظفات. وان لم اعرف اسمائهم جميعا بالطبع، وكنا انا وياسمين وعابد وعون، قد تاقلمنا واصبحنا ايضا انيقي الملبس مثلهم تماما. واشترينا من ماركة الثياب الفخمة تلك. وعندما اخذت اقارن ملابسي القديمة بالملابس التي اصبحت ارتديها، الاحظ الفرق الهائل بالجودة والجمال. إن الشيء الغال سعره به كما يقولون، غال وبسعر مناسب لي بسبب بطاقات الخصم. يا لي من محظوظة. ولم اعد لشراء اي شيء من السوق الشعبي او الاسواق الرخيصة. ونسيت الطريق اليها حتى
وكان قد بقي علي جزء قليل لاكمل ثمن عمليتي، ثلاثة اشهر اخرى ويكون معي ما يلزمني وكفاية، وكنت قد تواصلت مع طبيب لقدمي، وذهبت الى مستشفى متخصص، بالطبع ليس نفس الطبيب والمشفى الذي ذهبت اليه مع امي قديما. عندما كنت طفلة
قاموا في المستشفى باجراء الكثير من الفحوصات لقدمي، وقالوا لي ان العملية ستكون سهلة وسريعة، ولما لم افكر بهذا من قبل؟ .. صحيح فكرت بسخرية، لما لم افكر بهذا من قبل؟ يظن الاطباء ان الناس لديها بنوكا تنفق عليهم، فهم يقولون لك ثمن العملية -ويكون المبلغ ضخما- و يقولونه هم وكانه مبلغ تافه.. وكانه نفس المبلغ الذي ستدفعه مقابل علبة من السكاكر.. انه مبلغ بسيط جدا بالنسبة لهم. ولا يتوقعون مطلقا انه ليس كذلك بالنسبة للمرضى وانهم عانوا الكثير من اجل تجميعه، بل انه يعد ثروة للبعض.
قال لي الطبيب كل شيء اريد معرفته. وكنت قد سالته كم ستكلفني العملية بالضبط، وكم ساحتاج من الوقت للنقاهة والتشافي.
استوعبت كل المعلومات التي قالها لي وقررت. وقلت له انني سوف اجريها خلال خمس شهور تقريباً، واتفقنا على هذا. رغم انه قال ان بامكاني ان اجريها بعد شهرين او احتى بعد اسبوع ان كنت مستعجلة، وادفع للمستشفى المبلغ اقساطا ان كنت لا املك سيولة، يبدو انه لاحظ انني لا املك كل المال بعد. ولكني لم اكن احب الاقساط ولا اريد ان اورط نفسي بديون. فربما تركت العمل، من يدري، فسوف يعلق مراد مشنقتي ان قلت له انني مدينة للمستشفى بالمبلغ الفلاني، وربما باعني بسوق العبيد. ان اكثر شيء يكرهه ابي الدخان والانفاق علي.
هذا ما تعلمته منذ صغري
أنت تقرأ
جوع في الجحيم
ChickLitجوع في الجحيم رواية درامية رومانسية بوليسية مشوقة بطلتها فتاة تدعى هند تعمل في احدى الشركات العادية وحياتها تبدو هادئة لمن يراها من الخارج. الا ان تتطور الامور وتصبح هي في قلب الحدث ووسط مشكلة لا يستطيع وضع حد لنهايتها الا هي