فصل ثمان واربعون

6 2 0
                                    


عندما فتحت عيوني كنت في المستشفى

كانت الممرضة امامي  بمجرد ان فتحت عيوني قالت لرفيقتها وليس لي " لقد افاقت سانادي الطبيب حالا"

قلت بصوت ظننت انه حاد ولكنه خرج ضعيفاً "انتظري.. كيف جئت الى هنا ماذا حدث؟" ذهبت تلك لتستدعي الطبيب واجابتني رفيقتها الممرضة الأخرى

"لقد فقدت وعيك بشكل مفاجئ واحضروك الى هنا، قمنا بعمل بعض الفحوصات لك وكنا ننتظر افاقتك من الاغماء"

"كم بقيت فاقدة للوعي؟"

" لا ترهقي نفسك بالتفكير، الطبيب سيأتي حالاً" 

وخرجت دون ان تجيبني.  حاولت ان انهض لارى كم الساعة واين حقيبتي. كيف وصلت الى هنا دون أن اشعر بشيء

ما كان اخر شيء رايته  او سمعته؟ لا اذكر شيئا.. بلى. اذكر انني تركت العمل ولكن..

دخل ثلاثة اطباء وليس واحد.  طبيبان وطبيبة. وسالوني بعض الاسئلة المتعلقة بصحتي واسلوبي الغذائي 

قلت لهم بنفاذ صبر " كم بقيت غائبة عن الوعي؟"

"نصف ساعة، وهذا شيء لا يحدث كثيرا. بالعادة فقدان الوعي بسبب التوتر او الصدمة لا يتعدى الثواني او الدقائق هل تاخذين اي ادوية" 

وقلت لهم انني اخذ دواء وكان مهدئا للاعصاب وسألوني عن اسمه ومتى اخر مرة اخذته

قال الطبيب الأكبر سناً بعد ان تكلم سريعا مع الطبيبان الآخران بلغة الاطباء التي لا افهمها  

" كان الذي حدث معك اكبر من تاثير دواء مثبط الاعصاب. وحدث ارتداد لديك واغمي عليك عندما لم يتحمل جسمك ذلك ولم يستطع الدواء مقاومة ذلك"

لا يهمني كل هذا. ما يهمني الآن هو الخروج من هنا. فالمكان يبدو لي باهظا ومرتفع التكاليف وليس مستشفى رخيصا. فلم اعد املك وظيفة ولا اموالا لانفقها على البقاء بالمستشفيات  فلن ادفع اي ريفلا لهم. فاموالي انا بحاجة اليها اكثر منهم. 

ولكن ماذا يقصد  الطبيب بقوله "أن الدواء لم يستطع مقاومة ذلك" ذلك ماذا؟ هل يعرفون جميعا انني طردت من العمل؟! لقد دخلت في فجوة زمنية ولم اعد اعرف شيئاً. يجب ان اتوقف عن تناول الادوية المهدئة فالاسباب التي كانت تدفعني لاخذها من قبل قد ذهبت. وانا الآن انسانة طبيعية ولا يوجد لديها مشاكل عائلية ووالد يستفزها ولدي ثروة موعودة. يجب ان اهيا نفسي لها جسمانيا وروحانيا بعقل هادئ خالي من الكيماويات

 قلت"  هل هذا مشفى خاص؟  لا استطيع البقاء اكثر."

 كنت ارى امامي المعدات الحديثة والمعاملة الحثيثة الدقيقة من قبل الطاقم الطبي. وكانني شخصية هامة.  فلقد كان هناك اكثر من طبيب لحالتي البسيطة. وجميع الممرضات جديات وكأنهن في خلية نحل لا يتوقفن عن العمل والاهتمام بالمريض دقيقة.  حتى انهن لا يتوقفن قليلاُ للاستراحة او التحدث  مع بعضهن بملل كما تفعل الممرضات عادة. وكانت لي غرفة خاصة وكبيرة وكانها جناح ملكي وليس غرفة صغيرة. وتلفاز معلق امام السرير.  كنت اظن المشفى الذي كنت به سابقا ممتازا ومن فئة خمس نجوم ولكنه لا يقارن بالمستشفى الذي انا به الآن.. ذاك لا شي مقارنة بهذا

جوع في الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن