......
خلال نهاية الاسبوع الثاني من استلامي لعملي الجديد في الشركة وكنت في مكتبي اقوم بعملي على الجهاز امامي. وكان المكتب الذي خصصوه لي كبيرا نسبيا وكل شيء فيه حديث ومؤثث باناقة ورقي. وخلفي نافذة واسعة تطل على الشارع، تضفي اضاءة واشراقة اكبر للمكان حولي. شردت قليلا وانا انظر الى النافذة خلفي وذلك عندما سمعت صوتاً يأت من مكبر الصوت اعادني لتركيزي
"على الموظفين الجدد اللذين لم يمضي عل تعيينهم اكثر من شهران التوجه الى قاعة رقم 7"
اعاد صوت فتاة الاستعلامات الاعلان ثم توقفت
كانت الشركة كبيرة الى درجة انه عندما يريدون اعلان شيء ما او مناداة موظف لم يجدوه، يذيعونه على مكبرات الصوت وكأننا في طوارىء مستشفى ينادى فيه بشكل مستعجل على اسماء الاطباء بشكل دائم وروتيني
فكرت ماذا يريدون منا الآن! وكنت مرتاحة اذ لم اصادف شيئا مزعجا لغاية الآن. رغم انني كنت اشعر انني لا شيء مقارنة ببقية الموظفات هنا. ولم اكن لاختلط باحدا منهن فانا لا احب ان يزداد شعوري بالنقص. كانت الموظفات هنا انيقات بشكل مبالغ به وكاننا نعمل لدى شركة تعود لاودري هيبورن.
بينما كان الموظفين الذكور يرتدون بدلات رسمية مع سترات وربطات عنق. لا تشوبها أي شائبة. حتى موظفوا الامن كانوا يرتدون بدلات سوداء انيقة، بينما موظفو التنظيف كان لهم زي محدد باللون الابيض وقبعات بيضاء. من الجيد انني لم ارى اي قانون ثابت عن اللباس هنا. كان يكفي ان يكون الشخص لائقا وانيقا. لم يقل لنا احد ان علينا ان نرتدي فساتين آخر طرز وصبغ وجوهنا كممثلات السينما
عندما كنت اريد التدخين كنت ادخن في استراحتي خارج الشركة ولم اكن لادخن داخلها إذ ما زلت جديدة هنا ولا اريد مشاكل . حسنا باستثناء مرة واحدة احتجت الى التدخين فيها. فاغلقت باب مكتبي وفتحت النافذة ودخنت هناك ولم يكتشف احد ذلك.
....
توجهت الى القاعة المعنية رقم 7 التي ذكروها لنا وكانت في الطابق الثالث بينما كان مكتبي في الطابق الثاني
صادفت ياسمين عند المصعد ومعها كان عابد، دخلنا المصعد دون قول شيء محدد وكاننا اغراب، ونحن كنا اغراب بالفعل ولكن كان لدينا عامل مشترك وهو باننا جميعنا اتينا من نفس المكان، وجميعنا كما اعتقد لم ننتمي الى هؤلاء الناس بعد. لذلك كان هناك تضامن فيما بينما لم يحتج الى تصريح او كلام. كان الموظف الرابع التي اتى من شركتنا شاب اسمه عون ورايناه وهو متوجاً الى القاعة 7 وكان قد استقل الدرج.
دخلوا جميعا قبلي فلقد رن هاتفي فقررت ان اطفاه حتى لا يرن مرة اخرى. كان رقم البيت الارضي . قلت لابي وصفاء الف مرة ان لا يتصلوا بي اثناء وجودي في العمل دون فائدة. لا اريد ان اتذكر شيئا عن حياتي الشخصية الخارجية ويتزعزع استقراري وهدوئي. كان الهاتف يرن دون توقف، امسكت الهاتف لاطفئه. لم يكن رقم ابي الشخصي الذي يتصل، اذاً هذه صفاء وليس مراد فهو لا يحب استخدام الهاتف الأرضي. وضعت هاتفي على الوضع الصامت وعندما ينتهي هذا الاجتماع ساعرف ماذا تريد مني صفاء وليس من المعتاد ان تتصل بي بهذا الوقت.
أنت تقرأ
جوع في الجحيم
ChickLitجوع في الجحيم رواية درامية رومانسية بوليسية مشوقة بطلتها فتاة تدعى هند تعمل في احدى الشركات العادية وحياتها تبدو هادئة لمن يراها من الخارج. الا ان تتطور الامور وتصبح هي في قلب الحدث ووسط مشكلة لا يستطيع وضع حد لنهايتها الا هي