فصل ثلاثة وثلاثون

4 2 0
                                    


دخلت الى الغرفة التي كان محتجزا بها والدي. كان فيها مكتبا به بعض الاوراق، وكرسيان وصينية عليها بعض من بواقي الطعام، يبدو انها لاحد من الشرطة. نظرت فورا الى السقف، لم يكن هناك كاميرات ولكن مع ذلك اشعر انني مراقبة. تابع ابي نظراتي وكان هو يجلس باسترخاء على أحد الكراسي.

قال" لست في إحدى غرف التحقيق التي يراقبون فيها المتهمين، اطماني، سوف نتحدث هنا بحرية، ولم يضعوني حتى بأي زنزانة مؤقتة، انهم يحترموني من اجل ذلك الرجل، فهو مهتم بي وبراحتي، وهذا غريب، منذ متى يكترث هؤلاء باحد؟ هل تعرفينه ؟"

نظرت الى زوايا الغرفة مجددا، لم يكن هناك أي شيء يدل على انهم يراقبوننا، أو أي مرآة حتى. كغرف التحقيق الخاصة، التي كنت قد قرأت عنها، والتي يكون المحققين بها ينظرون خلف المرآة ويشاهدوننا، بينما نحن نرى انعكاسنا فقط دون أن ننتبه. لا، لا  وجود لأي مرايا هنا أو لوحات زجاجية،  فارتحت قليلا.

قلت "عن اي رجل تتحدث"

"ذاك الشخص رئيس المحققين من اين تعرفين شخصا مثله؟"

"لا اعرفه، اقصد.."

 لم اعرف ماذا اقول، لم اكن اريد ان اقول انه يعرف رئيس شركتي وطلبت هذا منه، ويظن ابي انني تكبدت عناء من اجله

فقلت " انه يكون خطيبا لصديقتي لذلك عرضت علينا المساعدة"

"اه يا لحسن حظنا اذا"

"ولكنه بالطبع لن يخالف القوانين من اجلنا ولا من اجل خطيبته" قلت حتى لا يظن والدي اي شيء. فهو قطعا لن يكون متعاونا معنا

"اعرف لست غبيا "

قلت " ما هذا الذي كنت تفعله حقا ؟ لقد سمعت ولم اصدق، اعرف انك لطالما احببت الاموال ولكن ان تقامر وتختلط باناس من ذلك النوع الخطر؟ هذا حقا كان مفاجئا لي ؟"

"اسكتي يا ابنتي واسمعي مني أنا"

استغربت فهذه اول مره يقول لي يا ابنتي منذ مدة طويلة

"لقد ربحت اموالا عظيمة... اموالا سوف تجعلنا نعيش فوق السحاب طوال حياتنا. لقد امنت مستقبلي ومستقبلك ومستقبل صفاء والاطفال الثلاثة. لن تحتاجي الى العمل بعد الآن، بل لا احد سيحتاج الى ان يرفع ورقة عن الارض. لقد اصبحنا فاحشي الثراء"

لمعت عيناي قليلا وانا اتخيل تلك الاموال التي سنحصل عليها .. إذا هي حقاً معه ولم يخسرها، و لن احتاج الى العمل ولا الى التعب في وظيفتي تحت رحمة الناس من اجل الحصول على المال بعد الآن؟ وسوف اعوض كل النقص والجوع الذي عشته في حياتي، ومن الذي الرجل الذي كنت بالنسبة اليه عبئا، وربما اصبحت انا رئيسة الشركة والناس هم يعملون لدي..هل أنا بالفعل اعيش هذا

اخرجت نفسي من تخيلاتي ورجعت الى الواقع   "ولكنك لا تستطيع انفاقها فهي اما للعصابة واما للشرطة فهم يراقبونك، فلقد اخبروني وضعك جيدا"

جوع في الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن