الفصل الثاني عشر

7 2 0
                                    

رايت ميا واحمد يتحدثان ويبدو انه عاد لطبيعته، ولكنه عندما  نظر الي انزل نظرات عيونه الى الارض. المسكين، فكرت هل اخفته بكلامي؟

رأتني ميا ايضا. فاقتربت هي واحمد رغم ان خطواته لم تكن سريعة مثلها.

قالت "حسنا لقد انتهت المشكلة وعرف احمد خطأه ولم يقم باختيار مدربا اخر وبقي معنا، أي معك للتدريب"

"آه اذا لن تشتكي مجددا من اسلوبي؟"

"لا اعدك " قال بتاكيد

 ان لم تكن ميا تعرف انه معجب بها فهي  إماغبية أو عمياء، فالواضح ان احمد لا يريد ان يكون تحت اشرافي الا لان زميلته موجودة معي.  ولكنها لا تعامله الا كما يعامل الاخت اخاها.  غريب. ان عمها لم يلاحظ هذا ايضا. يبدو انهم عائلة ابعد ما يكونون عن الرومانسية  او انهم لا يرون فيه اي مؤهل ليكون من مستوى يليق بميا فوكس كشاب تعجب به هي. فأين هم واين هو

قال ايهاب لاحمد وربما كان قد انتبه اخيرا. ولكني كنت مخطئة اذ  لم ينتبه من ان الشاب معجب بابنة اخيه  بل قال

 "ارى ان لديك شكاوي بخصوص طريقة تدريبك هنا؟ هل لديك يا ميا انت ايضا شكوى بحق مدربتك؟"

"طبعا لا! انها افضل مدربة حصلت عليها،  انه سوء فهم من قبل احمد. لانه يريد ان ينافس البقية ويتدرب مثلهم"  وابتسمت لاحمد وقرصت خده وكانه اخاها الصغير،  رغم انه كان اطول منها

توقعت ان لا يحبذ عمها هذا التصرف من ابنة اخيه ولكنه ابتسم فقط.  الم يلاحظوا ان الفتى واقع في حبها لدرجة ان وجهه اصبح احمر اللون كحبة الطماطم.  ولا يجب ان تجامله كما تجامل اي احد آخر.  فان كان يحبها حقا فبذلك ستعطيه املا زائفا وان لم يكن ..حسنا لا شان لي

ولربما اكون مخطئة. فهما ما زالا اطفالا. وربما كان المسلسل المكسيكي الذي تابعته امس قد اثر علي قليلا. وجعلني الاحظ اشياء من خيالي

قلت لهما "حسنا فالنعد الى المكتب انتهت الاستراحة"

"حاضر" قال احمد وسبقني الى المكتب.

 مشت معي ميا و قالت لعمها" كنت اظن انك اشتريت الشركة هذه لربما كنت قد فقدت عقلي لو فعلتها"

حسنا لقد فعل عمها شيء اخر. لقد قام بشراء موظفي الشركة.. ابتسم عمها ببراءة وتحاشا النظر الي قال "انت دائما تظلمينني يا عزيزتي الى اللقاء الان"

 ورجعنا الى المكتب وفكرت يجب ان اقول لميا عن عرض عمها الي ولكني لن اقول لها عن عرض العمل لبقية الثلاثة الاخرين فلست واشية وهذا ليس من شأني

قلت لها قبل ان نصل الى المكتب "هل لديك اي فكرة عن سبب طلب عمك مقابلتي للتحدث قبل قليل؟"

ابتسمت وقالت "مممم اعتقد نعم"

"حقا؟"

"نعم، فانتِ جميلة جدا، فبالتاكيد  سوف يطلب منك ان يتعرف عليك اكثر. انه زير نساء وان كان يبدو باردا في اغلب الاوقات. هل وافقت على التعرف عليه ؟"

"ماذا تقولين!" قلت لها باستغراب 

 كان هذا احمق شيئا سمعته اليوم لذلك لم استطع الا ان ا اضحك لغباء وسخافة تفكيرها.   وتوقفت عن الدخول الى القاعة.

 يبدو ان عواطف هذه العائلة تعمل بشكل مختلف عن الحقيقة.  فلا ترى عاطفة احمد تجاهها الواضحة للاعمى ولكنها تتخيل اشياء من قبل عمها وتظنها حقيقة.  انه لم يكن الا شخصا عملي معي ومباشر في طلبه بخصوص العمل.   ولم اره زيرا ابدا والا لكنت قد لاحظت ذلك. 

انه بالكاد نظر الى ياسمين التي كانت تنظر اليه. ولم يقل لي اي شيء يوحي بانه يفكر باي شيء غير شركته والعمل.  والا لما كنت قد فكرت بالعرض الذي قدمه. ثم لما سينظر الي انا 

"ماذا؟  قالت ميا مندهشة "الم يكن هذا ؟ اليس معجبا بك؟"

"لا ليس الامر هكذا مطلقا " قلت "لقد عرض علي عملا في احدى شركاتكم"

"حقا ؟" قالت ولم تبدو متفاجئة كثيرا

ثم  اكملت حديثها وهي تضرب جبينها براحة يديها " طبعا سيفعل! لما لم افكر بهذا من قبل ..هل  وافقت؟" 

"لقد اعطاني نسخة من العقد فقط ، ان الاجور هناك عالية جدا"

"اذا وافقت؟" 

"لا ليس بعد اريد مهلة للتفكير فربما لم يكن يقصد ان يوظفني الا ليجعلك تندمين على العمل هنا. فان كان الأمر كذلك فلا يجب ان اوافق. لا احب ان اكون مجرد حجة وبرهان لشيء ما. وسوف يتخلصون مني عندما ينتهي سبب توظيفي. فانا هنا على الاقل لدي وظيفة ثابتة ان رحلت فلن استطيع العودة"

"افهمك" قالت "وان وافقت ايضا سافهم هذا ولن اغضب منك فهذا قرارك وحياتك، ان اجورهم عالية ولكنهم لن يشتروني بها"

لم اقل شيئا

"اسفة لم اقصد انهم سيشترونك انت بها ان وافقت. ولكن هكذا هم. يحصلون على افضل الموظفين بافضل الاجور"

"الن تفكري ابدا بالعمل لديهم؟ هم عائلتك ومصيرك الرجوع اليهم"

"لا ابدا، لن اعمل عندهم"

"ولكنك تحبين عائلتك مثل ما قلت لي؟"

"احبهم جدا"

"حسنا انتم عائلة غريبة الاطوار بالفعل.. لنذهب الآن الى احمد ونكمل التمرين."  

 وكانوا بالنسبة لي  عائلةغريبة الاطوار حقا  ولم اكن افهمهم 

اقول هذا وانا التي امضيت وقتا في المشفى النفسي ، لانني لا استطيع السيطرة على انفعالاتي وغضبي بشكل طبيعي.

......

جوع في الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن