فصل اربعة واربعون

7 2 0
                                    


"قولي لي لماذا تريدين الحديث مع والدك لهذه الدرجة المستميتة؟ فانتما كما قلت لي لستما مقربين كثيرا ؟ ولقد اخبرتك بما حصل معه مؤخرا بخصوص المحامي، ولم اخفي شيء. وساضيف.. عندما تنتهي المحاكمة سيكون حكمه لا يقل عن عشر سنوات مهما احضر من محامين وسيكون لديك الوقت الكافي لزيارته" 

قلت بنفاذ صبر "هل سوف تدعني اتحدث اليه ام ازوره شخصيا واحضر محاميا اخر معي واضمن ان لا يكون هناك مراقبة؟" 

ولم اكن لافعل هذا بالطبع. فاخر اهتماماتي  احضار محامي وخروجه من الحبس. فربما سيكون هذا خطرا عليه وعلى الاموال ولكن قيس لا يعرف بهذا. بل بعرف انني استطيع ركوب راسي وفعل ما اريده إن لم يلبي طلبي الان 

"ستكون المكالمة مراقبة " قال قيس اخيراً

"لا..  اريد الحديث من دون مراقبة. ثم انتم تعرفون  انه قال لي مكان الاموال فلن يقولها مجددا لي، ولن اقولها كالحمقاء امامه ايضا. هذه مكالمة شخصية ويحق له ولي بأن اطلبها ولن تستفيدوا شيء بسماعها لان المعلومات التي تهمكم قيلت ولن تقل مجددا"

"نحن  الذي نقرر ما هو المهم وما هو الغير مهم"

"وما المهم بان تسمع مكالمة سجين مسكين مع ابنته المريضة في المستشفى؟ ستكون مكالمة ودية لكي تطمئن عليه ويطمئن عليها فقط لا شيء اخر،  ولكني اريد بعض الخصوصية" 

ابتسم بسخرية ولم يصدق.. بالطبع لن يفعل. 

احترت ماذا افعل وماذا اقول حتى يقتنع. تظاهرت بانني اشعر بالحزن ولم افتح فمي.  فالصمت اسلوب ناجح جدا بالاقناع اكثر من الالحاح بالكلام. وكان هذا اسلوبي دائماً في السابق. عند أي مشكلة .

 التجاهل والصمت حتى يقتنع الطرف الآخر بما اريده..لنرى هذا الاسلوب  

.........

سالني  " لماذا قمت بالتبرع بهديتي ألم تعجبك؟"

لم اجب 

" ام ان صفات روبن هود ازهرت وانت في المشفى؟"  لم اعلق، ولم ابتسم حتى.  وبقيت انظر الى الارض وكأن هناك شيئا يسترعي انتباهي  اكثر من حديثه ووجوده

ودام الصمت الذي لم اقطعه

 قال قيس "والدك طلب رؤيتك بالفعل ولكني لم البي له رغبته لانني اعرف ان الاطمئنان على ابنته وسماع اخبارها ليست السبب فهو الذي وضعها بين النيران ولن اشفق عليه مجددا. كما اعرف انك ايضا لا تريدين الاطمئنان على والدك وان لقب مساكين ابدا لا يليق بكما  "

كان محقا ولكني لم اعلق هو يعرف الكثير عنا الان ولكن مع ذلك لا يحق له منعي من الحديث معه فهذا ليس شانه حتى لو كان والدي قاتلا متسلسلا فسيسمحون له بلقاء عائلته ولا شان لاحد بالاسباب!

جوع في الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن