ومرت الايام بالنسبة لي وانا في المستشفى بطيئة ومملة جدا. بقيت في المستشفى عشر ايام، وكنت حقا على وشك شراء الممرضين لكي يعطوني ادوية منومة. حتى انني اتصلت بجواد حتى يقنعهم بهذا بحجة مرضي العصبي الذي لا استطيع احتماله وانا هنا. قال لي الطبيب المساعد انني حقا اعاني من ادمان ويجب ان لا الجا للادوية المنومة. وعلي الصبر وبامكاني الخروج من المستشفى عندما يقولون لي هم متى وليس قبلا، ومع اتباعي لتعليماتهم وارشاداتهم التي لا تنتهي. وحتى بعد الخروج من المستشفى علي القدوم الى المراجعة الدورية حتى يراقبوا التطورات. وافقت على هذا بالطبع. وخرجت. ولم يكونوا قد سمحوا لي بالخروج بعد الاسبوع الاول بحجة انني لم اكن بحال جيدة تماما وسيحدث شيئا خطيرا ان تعجلت وارهقت نفسي وربما احتاج الى عمليات اصلاح اضافية، لقد جنوا تماما واخافوني حقا.. هل يظنون انني ساحمل اثقالا واركض فيها وارهق قدمي!. اما بعد الايام العشرة فلقد زال تخوفهم من حدوث اي مضاعفات واطلقوا سراحي بعد ان اعادوا علي الارشادات التي يجب علي اتباعها والتمارين المناسبة لي في البداية.
.............
كانت صفاء في هذا الوقت محافظة على قناع الام العطوف التي تهتم لمصلحتي. ولرعايتي بقيت معي طوال الوقت وعندما عدت الى البيت قلت لها ان بامكانها المغادرة الآن واخذ الاطفال وان لا تقلق من اجلي. فأنا استطيع الاعتناء بنفسي جيدا. طبعا كنت انا مهذبة جدا في اقوالي تلك لها. كان بامكاني ان اقول ما اشعر به حقاً ..بأن لا داعي لان تمثل اكثر من ذلك امامي وتهرب بجلدها. وليس ما قلته وكأنني اصدق انها تقلق من اجلي حقاً. ولكني ارتديت القناع الذي ترتديه هي
فقالت صفاء لي بانها لم تقرر نهائيا بعد ترك البيت وربما عاد مراد وتراجع عن قراراته ويجب ان تبقى الى حين تعافي التام وانها ليست متعجلة للرحيل، فسيارة الشرطة تراقب البيت باستمرار. ولا مجال لاي خطر تتعرض له هي واطفالها
قلت لها ببرود هذه حياتك. وذهبت الى غرفتي دون ان اجلس معها اكثر. وكنت اريدها ان تغادر فلا احتمل المنافقين الذين لا يعترفون بذلك حتى الى انفسهم
بقيت امضي وقتي على شرفة غرفتي احدق في الفراغ او في القصر الذي يقع وراء الجبل. وكان الليل يهبط احيانا وانا ما زلت على الشرفة، اراقب النجوم واعد الخطط. وقبل ان اتوجه الى النوم كنت دائماً اذهب الى النافذة التي تطل على مدخل البيت لاتاكد ان كانت سيارة الشرطة ستكون امام البيت طوال الليل حقاً وبانني لن استطيع المغادرة لو حاولت، وبالفعل كانت موجودة دائماً.. ولم يكن بها نفس الشرطيان اللذان يراقبان في النهار بالطبع.. بل دورية ليلية اخرى. إذ كانوا يتناوبون. و لم ارى وجوههم ابدا. ولكنهم سيسئمون في النهاية ويذهبوا. فليس من المنطق ان يبقوا هكذا الى الابد. كل شيء له نهاية
أنت تقرأ
جوع في الجحيم
Literatura Femininaجوع في الجحيم رواية درامية رومانسية بوليسية مشوقة بطلتها فتاة تدعى هند تعمل في احدى الشركات العادية وحياتها تبدو هادئة لمن يراها من الخارج. الا ان تتطور الامور وتصبح هي في قلب الحدث ووسط مشكلة لا يستطيع وضع حد لنهايتها الا هي