في صباح اليوم التالي استيقظت عند شروق الشمس. ولم اكن قد نمت جيدا، بل لم اكن قد نمت لاكثر من دقائق ثم اعود وافتح عيوني مجدداً من كثرة التفكير والقلق. فلقد كنت اشعر بمختلف المشاعر المتضاربة والمتلاحقة معاً.. الاثارة والحماس، والخوف ربما. ان حياتي انقلبت راسا على عقب، وسوف يتغير كل شيء مع الايام التالية. ومع ذلك فانا اليوم هنا، ما زلت داخل غرفتي وعلى سريري لم يتغير شيء بعد.
.... ....
خرجت الى شرفة غرفتي اراقب الشمس وهي تستيقظ من سباتها باللون الأحمر الممزوج بالبرتقالي ، انها تشبهني اليوم، فهي مليئة بالحياة بالوانها الوردية الجميلة. لقد استيقظت اليوم وانا فتاة اخرى غير الفتاة التي لا تكترث ولا تهتم لاحد. لقد اصبح هناك هدفا لحياتي. هدفا اسمى من مجرد الحصول على عمل احمق او نجاح عمليتي ..حسنا ان نجاح عمليتي شيئا مهما ولكنه لم يعد مهم لي كالسابق. فان فشلت فلن اشعر بالخيبة كثيرا. فالمال الذي سيكون بحوزتي يعوض كل شيء. وبامكاني إجراء عمليات اخرى دون الشعور بالخسارة او القهر.
كان هدفي الآن الحصول على المال الذي ربحه والدي، وسوف احققه. سامضي بقية حياتي في الخارج سعيدة، اتمتع بحياتي وحيدة بعيدة عن كل الناس دون عمل او كلل او اي احد يامرني بشيء.
سانتقل من مدينة لاخرى واجرب كل المطاعم والمقاهي. وربما لاحقا اذا مللت من الوحدة، ربما اصادف هناك في البلاد الاجنبية حب حياتي واعثر على الرجل المنشود. رجلا وسيما او سيدا كبيرا من احدى العائلات العريقة، لديه عائلة كبيرة ومحترمة، ويعامولنني وكانني ابنتهم ويرحبون بي وكانني في بيتي وارضي، ويعوضونني عن شعور العائلة التي ليست لدي. والبلاد التي هربت منها. ولن اعود الى هذه البلاد مطلقا. ولن اذكرها حتى.
واهم شيء هو أن اغير اسمي واجد لنفسي اسما جديدا مع الحياة الجديدة التي ستكون لدي. و انسى انني امضيت سنوات عمري بالعرج والفقر والقرف. وحتى ان بقيت وحيدة تماما في بلاد غريبة طوال حياتي ساكون سعيدة، وسيدة نفسي ولن ينقصني المال وهذا هو المهم ان لا احتاج الى اي احد.
يجب علي أن احدد موعد لعمليتي اولا. كان هذا على راس مخططاتي بالطبع. وسوف استمر بالذهاب الى العمل شكليا فلا استطيع تركه فورا. انا بحاجة للمال فورا. ومال ابي علي ان انتظر بسببه ولكن ماذا افعل بخصوص المراقبة التي قالوا لي عنها
......
كانت كل تلك الامور تدور بعقلي وانا اراقب الشمس اثناء شروقها، ثم عدت الى الارض وتوجهت الى المطبخ، وانا بكامل نشاطي وفرحتي. وكانت صفاء تعد طعام الإفطار للاطفال
....
استغربت صفاء طبعا سر سعادتي واشراقي، فلقد كنت دائما متجهمة الوجه، واتصرف ببرود وجمود مع كل الاشياء المحيطة بي واجلس اتناول طعامي بهدوء دون ان ارفع عيوني عن الطبق او افتح فمي بحرف، ثم اتوجه الى العمل بوجه عابس لحياة كريهة ومملة
أنت تقرأ
جوع في الجحيم
Literatura Kobiecaجوع في الجحيم رواية درامية رومانسية بوليسية مشوقة بطلتها فتاة تدعى هند تعمل في احدى الشركات العادية وحياتها تبدو هادئة لمن يراها من الخارج. الا ان تتطور الامور وتصبح هي في قلب الحدث ووسط مشكلة لا يستطيع وضع حد لنهايتها الا هي