فصل اربع وعشرون

4 2 0
                                    


ذهبت مع ميا لمقابلة والدها اخيرا. وانا اشعر ببعض القلق. فهي ابنته وتخاف منه. وهو  الذي يملك كل هذا ويتحكم بالجميع.  كان اسمه السيد آدم فوكس، ولم يكن يظهر كثيرا للعامة، فالموظفين الجدد لا يعرفونه كما يعرفون السيد ايهاب، فهو لم يعد صغيرا لينتقل من شركة لاخرى ويشرف عليها مباشرة. بل لديه اعوانه وموظفيه ليفعلوا له ذلك. يكتفي السيد آدم  بأن يكون على رأس الهرم. ولديه بعض الاعمال القليلة التي يشرف عليها مباشرة و التي لا تسمح لاحد غيره بفعلها.

   بالتاكيد ميا قالت له الكثيرعني، كونها كانت تتدرب في شركتي القديمة، واقنعتهم انها لا تحتاج اليهم.  وربما بالغت في مدحي وبتدريبي لها. وسوف يظن انني حقا ذات شخصية مهمة وذكية. يجب أن اتحلى بهدوئي وبثقتي المهنية  المعتادة

 كان والدها يقف بجانب زوجته الثالثة كما فهمت من ابنته، قالت ميا وهي تقترب منه 

"أبي اريد ان اعرفك على صديقتي ومدربتي السابقة هند" فالقى الرجل الذي دعته اباها اهتمامه عندما قالت ذلك ونظر الي

كان والدها ذا هيبة شديدة وكانه الأب الروحي  للجميع هنا،  حتى انا التي لا اكترث لرتب من احادثهم. لم استطيع ان اجابه النظر مباشرة. كانت محقة انه مخيف حقا.

 مد يده مصافحا فصافحته

 "مرحبا. لقد سمعت عنك من قبل، اخيرا رأيتك"  

استغربت لوهلة ان يكون هذا الرجل قد سمع بي انا، فلقد ظننت انني قد صافحت يد الامبراطور او القيصر

قالت ميا "قلت لابي انك افضل مدربة حصلت عليها. لذلك كان لديه فضول كبير  لرؤيتك"

"اه " قلت بغباء وكنت اريد الابتعاد حتى لا اتفوه بأي شيء احمق ويخيب امال الرجل الذي يعتقد ان ابنته حقا تلقت افضل تدريب مني

قال السيد آدم  للمرأة التي كانت بجانبه " انها مدربة ابنتي ميا، هذه هي ماريا زوجتي" 

 ابتسمت المرأة قالت " الا تبدين اصغر من أن تكوني استاذتها بالجامعة؟"

رايت السيد ادم يبتسم لغباء الزوجة. فقال دون ان يكلف نفسه عناء تصحيح ما قالته. فهي ربما تظن ان ميا ما تزال بالجامعة

"سعداء بانضمامك الى شركتنا"

"وانا ايضا" قلت بشكل آلي

ثم جاء اشخاص اخرون ليتكلموا معه وهم يظهرون له كل مظاهر الحفاوة  والتقدير اللازمة لشخصيته.  فانسحبت أنا، وتنفست الصعداء .

.....

لو كان والدي يشبه اباها ولو قليلا، لما جرؤت على التفوه بأي حرف امامه. 

لذلك قلت لميا رغما عني "معك حق ان والدك مخيف حقا. انه لا يشبه بأي شيء والدي "

 وهو يختلف كليا عن اخاه الاصغر ايهاب. صحيح ان ايهاب ايضا ذا حضور وهيبة. ولكنه لا يخيفني كهذا الرجل، فلن استغرب لو علمت انه قام بجريمة  قبل ان ياتي لهذه الحفلة. او قام بتجنيد مجموعة من القتلة للقيام بعملة تصفية حسابات لاحد العائلات، وبدون ان  يرف له جفن او تهتز فيه شعرة . انه من هذا النوع من الاشخاص دون ريب،  ان من يقومون بصناعة  افلام عن رؤسا ء العصابات والجريمة المنظمة استوحوا افكارهم وتخيلاتهم من السيد ادم.

جوع في الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن