عندما انتهيت من الحديث اخذ مني قيس الهاتف. ولم يقل شيئا في البداية. اتمنى فقط ان لا يكون قد فهم اي شيء ولم يركب الجمل ويربط الاجوبة.
... ......
ثم كسر الصمت وسالني
"ما كان جواب والدك عندما قلت له عن منعك من السفر؟"
لم اجب .
"لدي فضول لمعرفة خطته الجهنمية التي اعطاها لك، فانا حقا معجب بتخطيطاتكم التي تنم عن ذكاء فذ، قلت لك قبلا عن الخط الفاصل بين الجنون والعبقرية لقد تعديتم هذا "
ابتسمت ولم اجب ايضاً ..ماذا سيقول لو سمع كل الحديث
"هيا قولي ماذا اجابك؟ هذا مخطط لن يحدث فلن تستطيعي الافلات من المراقبة ومع ذلك احب سماعه حتى اقول لك رأيي بما يقوله من غباء"
"ولما ساخبرك؟ منذ متى يقول الغزال للاسد ما هي وجهته ؟"
"سوف يضعك في قارب ما؟ هل هذا ما قاله ؟ هل تعرفين عن كمية الاخطار التي تحيق باي احد يسافر على متن تلك الطريقة؟ فما بالك بفتاة لوحدها وتحمل مبالغ طائلة من المال؟"
"اعرف هذا الاخطار ولم يقل أي شيء عن أي قوارب" من الجيد انه لم يسمع باسم المدينة التي قال لي ان اتوجه اليها لتكون هي وجهتي بالانطلاق. وهي مدينة معروفة بانها بؤرة التهريب والسوق السوداء بكل البلاد. الجميع يذهب اليها لانها مكان لكل الخارجين عن القانون، وتهريب للبضائع من والى البلاد دون رقيب او حسيب. وبالطبع لن يتوقع قيس ان نفعل مثل البقية.
حاولت الشرطة سابقا وما زالت ربما، المراقبة وارساء بعض القوانين ولكن دون فائدة. فسلطة ذلك المكان للمكان وحده. للناس وحدهم والتجار. واخذ المسئولون فيما مضى كما قرأت مرة عمولات باهظة لكي يدعوهم وشانهم تماما. الا ان اصبحت تلك المدينة خارجة عن اي سيطرة وفي نفس الوقت منظمة بطريقة تحسدها بها اي مدينة اخرى. اذ حتى المجرم والسارق والكاذب ينحنون تحت القوانين التي وضعتها مدينة بودين ويشترون ما يريدونه بالسعر المحدد دون نقاش. فالبضائع هناك اما تكون مسروقة او تكون من مدينة بعيدة يصعب مرور البضائع من خلال الطرق العادية ولن تجدها بأي مكان آخر. ولا احد يسال من اين هذا ولا من اين اتيت. الجميع يبقون فمهم مقفلا ومن يريد الشرعية يرجع الى البلد. تريد السفر بالسفينة او بالقطار تدفع التذكرة والتي تكون غالية دون ان يسالوك عن اسمك ومن انت المهم هو ان تدفع. لديك حقائب كثيرة وتريد ادخالها لا يفتشونها ابدا وانما ستزيد سعر تذكرتك لانك اكثرت الحمل واما اذا اردت الخروج فلا يهم كثرة عدد حقائبك فلن يزيدوا لك سعر التذكرة. ولن يسالونك من أنت وما هو اسمك الحرية والخصوصية شعارهم.
كنت اعرف كل هذا لان هذه المدينة لطالما استهوتني ولا اعرف لما لم تخطر على بالي من قبل. لولا مراد لما كنت قد تذكرتها . ربما لانني كنت اخاف من دخولها فلم ازرها من قبل من كثرة عدد القصص التي كنت اسمعها فالذي يموت هناك لا احد يسال من قتله بل تختفي جثته او تلقى في عرض البحر. ومن يختفي فيها يختفي الى الابد ولا احد يعرف ان كان حيا او غادر المدينة فلا اوراق ولا سجلات لديهم تثبت من غادر ومن اتى..
أنت تقرأ
جوع في الجحيم
ChickLitجوع في الجحيم رواية درامية رومانسية بوليسية مشوقة بطلتها فتاة تدعى هند تعمل في احدى الشركات العادية وحياتها تبدو هادئة لمن يراها من الخارج. الا ان تتطور الامور وتصبح هي في قلب الحدث ووسط مشكلة لا يستطيع وضع حد لنهايتها الا هي