عندما انتهى الاجتماع اخيرا، لاحظت ان هاتفي ما زال يرن. اللعنة ماذا يريدون مني، ضغطت المصعد على الطابق الاخير ثم توجهت الى سطح البناء. لا يجب ان يسمعني احد عندما اتحدث بالهاتف مع البيت، حتى ان ساءت الامور لا اتلفظ باي لفظ اندم عليه
فتحت باب السطع ودخلت
كان السطح كبيرا وواسعا يطل من جميع جهاته وزواياه على المدينة. وكنت ارى ابرز المعالم والابراج البعيدة من مكاني. كان اعلى برج ويسمى برج دانتون روز واضحا جدا امامي.
كنت قد اتيت مرتين الى هذا السطح منذ ان بدأت العمل هنا، واكتشفت ان لا احد من هؤلاء الموظفين الاغبياء يعرف بمكانه او يعرف مدى روعته وجماله. انه مكان مثالي لي، واسع وشرح وخال. يبدو انهم يخافون من المرتفعات
فتحت الخط وانا اتأمل برج دانتون
"هند هل تسمعينني؟" كان صوت صفاء
"نعم ما الامر لما اتصلت الف مرة؟" قلت
"لم استطع الاتصال بوالدك فلقد قال لي انه ذاهب في رحلة صيد مع اصدقائه وسيبقى يومان. لذلك اتصلت بك، انه.. لم يكن قد ترك اي نقودا في المنزل باستثناء المبلغ الذي اعطاني اياه قبل يومين وانفقته كله في شراء المؤن.."
"حسنا؟"
"احتاج الان مبلغ عشرون ريفلا حتى اذهب باختك الى الطبيب، يبدو ان الحمى قد عادت اليها ان كشفية الطبيب عشرون"
"اه " قلت " لما لم تخبريني قبل ان اخرج وكان بامكانك اخذها دون ان تتصلي بي"
"لم تكن مريضة في الصباح" واخذت صفاء تتكلم من انها مراعية بحقي ولن تاخذ شيئا مني دون اذن ومن هذا الكلام انها تعرف انني اهتم بالمال كثيرا هذا هو خلاصة الحديث
من حسن حظ صفاء انني كنت قد وضعت مبلغ خمسين ريفلا في دولابي قبل ان اخرج. حتى لا اخذ كل ما املك معي. وكان كل ما املغ الان 100. اخذت نصفها وتركت النصف في المنزل
قلت لها ان تذهب الى دولابي وتاخذ النقود التي تحتاجها
وكان بامكانها فعلا ان تاخذها دون ان تتصل بي ولم اكن لاغضب. فهذه حالة طارئة وحرجة وحياة الصغيرة بخطر. وعندما تريد او اذا تذكرت سوف تاخذ من زوجها وتقوم بالسداد..ليس وكأنني ساطلب هذا ولكن ان قامت بهذا فلن ارفض بالطبع
سالتها اي اخت هي المريضة. فلقد كان لدي اختان، واخ صغير آخر منها ومن ابي. قالت مستعجلة انها ليان
كانت ليان اكثر شخصا يمرض رايته في حياتي
قالت صفاء "سنذهب ونعود قبل موعد عودة شما وشادي. ولكن احتياطا ساترك المفتاح في مكانه المعهود حتى يدخلان الى البيت ان لم اعد باكرا"
................
عندما عدت الى مكتبي رايت ايهاب فيه. كان يجلس على الكرسي المقابل لمكتبي ينتظر.
اللعنة.. فكرت الان سيظنني اتسيب من العمل اذ ان استراحتي لم اخذها بعد. وامضيت وقتا لا باس به على السطح
عندما دخلت الى المكتب نهض هو
قلت" سيد ايهاب ما هذا الشرف الذي تكنه لي بزيارتك شخصيا الى مكتبي" وذلك حتى ينسى بانني قد غبت عن المكتب قليلا
قال " اود ان اشكرك شخصيا، لم تسنح لي الفرصة لرؤيتك على انفراد من قبل"
"تشكرني على ماذا؟"
"الن تجلسي؟"
جلست خلف مكتبي وجلس هو امامي
وانتظرت.
ايهاب فوكس شخصيا يشكرني ايعقل لانني خذلت ابنة اخيه ولم اقف بصفها ؟
قال " اشكرك لانك قبلت العمل لدينا، كنت قد ظننت انك لن تاتي ابدا، واكتفيت بالثلاثة، الا ان علمت اخيرا انك وافقت فتفاجات. كيف رايت العمل هنا لغاية الآن ؟"
"جيد ، لا باس به"
"ألا يوجد لديك أي شكاوي؟"
كانت الشكوى الوحيدة بالنسبة الي هي اضطراري للحضور يوميا فقلت "هي ليست شكوى تماما ولكني كنت افضل لو كان العمل يومان بالاسبوع او ثلاثة "
"هذا العمل الذي استلمته ليس كعملك القديم ان مسئولياته اكثر ولا ينفع معه عدم الحضور يوميا"
كان عملي هنا مختلف بالفعل ولا يتعلق بموقع الشركة فقط. بل بتصميم شعارات وافكار لاعلانات تهم جميع مجالات الشركة . ومقابلة كل قسم واخذ وجهة نظره في المجال الذي يستلمونه، وهذا يتطلب الحضور يوميا ومقابلتهم والحديث دائما.
لقد بقيت بسبب المال فقط. لاكون صادقة هذه ليست وظيفة مريحة لي ابدا. بالطبع لم اخبره بهذا
اجبته " نعم، ولكني اقول ما كنت افضله فقط، ليس وكانني اشتكي"
صمت ثم قال "حسنا ساتركك الان ولن اعطلك اكثر عن عملك.. بالتوفيق"
...
أنت تقرأ
جوع في الجحيم
Chick-Litجوع في الجحيم رواية درامية رومانسية بوليسية مشوقة بطلتها فتاة تدعى هند تعمل في احدى الشركات العادية وحياتها تبدو هادئة لمن يراها من الخارج. الا ان تتطور الامور وتصبح هي في قلب الحدث ووسط مشكلة لا يستطيع وضع حد لنهايتها الا هي