"ميا!" قال الرجل
" واخيرا كنت قد فقدت صبري لمجيئك، وعلى وشك الدخول لهذا المكان. ألم تسمعي رنين هاتفك؟"
"عمي لماذا انت هنا؟" قالت ميا وتظاهرت بانها لا تعرف ماذا يريد. واكملت " انا مشغولة الآن ولم اسمع هاتفي"
هذه الفتاة لا تجيد الكذب فكرت.
نظر ذلك الرجل الي. لم اقل شيئا
قالت ميا "هذه صديقتي هند" واشارت الى عمها قائلة " هذا عمي ايهاب"
لا اعرف من اين اتت ميا بكلمة صديقتي. فاليوم هو اول يوم اراها به. وهي ليست من جيلي. فانا اكبرها بثمان سنوات تقريبا. ولكن يبدو ان عمها لم يلاحظ هذه الكذبة او ربما لاحظ. لم استطع قراءة تعبيرات وجهه
قال " تشرفت انسة هند"
ثم أكمل وكأن الفكرة خطرت على باله الآن " صديقتك؟" ونظر الى ميا " أليس اليوم هو اول يوم لك هنا في هذه الشركة الناشئة اللعينة؟ كيف تعرفت عليها بهذه السرعة؟"
حسنا يبدو انه لماح
قلت مصححة "انا فقط مدربتها هنا. هل من مشكلة في هذه الشركة؟" وتظاهرت باني سادافع عن شركتي. صحيح انني لا احب الشركة حقاً ولا احب من فيها و هي توصف بجميع الاوصاف اللعينة فعلا، ولكنها ابدا ليست ناشئة فهي اقدم من اهرامات مصر
قالت ميا موجهة الحديث الي " انهم لا يريدون مني ان استقل بنفسي ويريدون ان ابقى تحت جناحهم ! كم مرة يجب ان اقول لن اتي الى شركاتكم ابدا وانا احب هذه الشركة جدا، ولقد سألت عنها كثيرا قبل اختياري لهذا للتدريب. وهي الاقدم والاعرق بهذا المجال . ومهما تقولوا وتفعلوا لن اتي! واخبر والدي بهذا!"
احسست ان الموضوع الذي سيتكلمان به موضوع عائلي ولم اكن اريد التدخل. يكفيني مشاكل عائلتي حتى اسمع واتدخل بمشاكل العائلات الاخرى لذلك قلت "ساذهب الان يا ميا. وسوف اتركك تحلين مشاكلك بنفسك. اراك غدا في التدريب"
والتفت مغادرة ولكن ميا وقفت امامي قالت" لا! قلت سوف اوصلك، فلم انهي حديثي عن ما تعلمته اليوم، لدي الكثير من الاسئلة الجديدة."
لم يكن لديها أي سؤال وكنت اعرف هذا قلت "سوف تسالينها غدا. الان استودعك"
قال ايهاب "وكيف ستوصلينها يا ميا اتساءل"
قالت ميا " بسيارتي بماذا اذا؟"
"امممم، الم تقولي انك تريدين الاستقلال عنا ؟ اذا؟ لما تركبين سيارة احضرها والدك لك؟ أليست اموالا من الشركات التي لا تحبينها وتعترفين بها؟"
فحمت ميا بهذا التعليق. وكنت قد وصلت انا خلال ذلك الوقت الى المصعد الذي سيخرجني الى الطابق الاول للشركة. لاخرج الى الشارع العام واستقل سيارة اجرة بسرعة. واخرج من هذا الكراج الخانق الكبير. والذي تكون هذه المرة هي المرة الاولى التي ادخله بها واراه حقاً. يا للسخرية. رغم انني موظفة قديمة هنا. فلم يكن لدي سيارة حتى اتي اليه. ودائما ما كنت اخرج وادخل من خلال البوابة الرئيسية للشركة. كان المكان غريباً علي تماماً
وكانت احاديثهما قد توقفت عن الوصول الي عندما ابتعدت. ولم اكن اريد سماع مشاكل العائلات الغنية والابنة المدللة الخارجة من عش العصفور الذهبي حديثاً. لتكتشف غابات الكناري المحيطة بها. هذا ليس من شاني ولا من اهتماماتي.
اتمنى فقط ان لا يلاحظ مثل ابنة اخيه انني عرجاء ويشعر بالشفقة تجاهي ويغير من اسلوبه ولهجته
عندما فتح باب المصعد رايتهما الاثنان خلفي من المرآة التي داخل المصعد وكانت ميا تقول شيئا لم اسمعه
"ماذا قلت؟" سالتها
"لقد اتفقنا انا عمي ان نقوم نحن بايصالك "
نظرت اليها باستغراب لقد كانت منذ قليل تتشاجر معه ما الذي حصل في اللحظات القليلة التي تركتهما بها
قال هو " اود ان اصطحب ابنة اخي الى الغداء لاتكلم معها. وفي طريقنا سنوصلك. الا اذا وافقت على قبول دعوتنا. فانا اريد ان اعرف سياسة التدريب التي سوف تتبعينها معها. فان كانت لا تريد اي شي ء متعلق بنا فسوف اكون مضطرا لدعمها"
لم اصدق حرفا مما قال. كنت متاكدة بانه يرى هذا المكان كما اراه انا. مكانا بائسا ولا يدعم المبدعين بل يميتهم ببطىء
قلت ببرود " لا داع" ودخلت الى المصعد. وانا افكر لقد رأى عرجي اذا. وشعر هو وابنة اخيه بالشفقة من اجلي
انا احتمل اي شيء من الناس -حسنا بالكاد- ولكن ان يشعروا بالاسف تجاهي، فلا. هذا يغضبني. اتمنى ان لا تاتيني احدى نوباتي الان وابقى محافظة على قناع الجليد الذي لدي
وضع قدمه على مكان اغلاق المصعد حتى يمنعه من الانغلاق
قال" انا اسف ولكني السبب في منعك من مواصلة طريقك مع ميا. واشعر انني كنت فظا، وربما اخفتك لذلك انا حقا مصر ان تاتي لكي نوصلك حتى لو لم تكوني موافقة على شرح خطة تدريبك لي"
"ارى انك ما زلت فظا! ابعد قدمك حتى يغلق المصعد حتى اذهب وشاني. لا اريد ان يتم ايصالي"
رايت ميا تبتسم ولم ارى ما يدعو الى ذلك
قالت " ان عمي فظ بالطبع، ولكن لم يجرؤ احدا قبلي على قولها له مباشرة"
قال" اثق الان انك ستكونين بين ايد امينة لا تخاف من قول الحقيقة في وجه احد؟"
"اذا تعترف؟" قالت ميا
"نعم"
لم افهم سر تغيره ولكني لم اكن اريد أن اعمل مشهدا كما يقولون. واعرف انه اذا اصر احد ما على معاندتي فسوف اجن، وهذا ليس المكان المناسب لجنوني. لذلك وافقت بالنهاية، ولكني التزمت الصمت ولم افه بحرف أو ابدو ممتنة.
أنت تقرأ
جوع في الجحيم
Chick-Litجوع في الجحيم رواية درامية رومانسية بوليسية مشوقة بطلتها فتاة تدعى هند تعمل في احدى الشركات العادية وحياتها تبدو هادئة لمن يراها من الخارج. الا ان تتطور الامور وتصبح هي في قلب الحدث ووسط مشكلة لا يستطيع وضع حد لنهايتها الا هي