بارت 46

7.6K 206 52
                                    


أبعدت عن حضنه و تلاشت أبتسامتها ، حركت شعرها عن عيونها و رجعت تجلس بالكنب
عقد حاجبينه مستغرب من حالها مشى يجلس بجنبها
رفعت عيونها له بنفس نظرة القوه اللي عهدها منها : أنا ما اقدر أنكر المشاعر اللي بصدري ولا أقدر أخبي انهياري وقت ما عرفت بحالك ، بس برضو أنا أبي فرصه
سلطان: ليه ! الجادل مشاعري و قلبي كلها عندك يشهد الله ما عاد أغلي سواك
الجادل : أعرف أعرف وهذا أكثر شيء تجرحني معرفته بس سلطان خلني أنسى أنا بكل قوتي هذيك الليله هزتني و عصفت بقلبي
تنهد يخفي غضبه وقام وقف يشد على قبضة يده : على راحتك لكن تاكدي مثل ما الأرض من صبّ المطر ترتوي وتزين أنا لي قلب .. تورّق غصونه كل ما أنتي تمرينه
رفعت عيونها له تشوف غضبه واضح على صده عنها و عروق يده البارزه لامس قلبها كلامه و لهفته الواضحه على عيونه ..انحنت تغطي وجهها بكل كفوفها ما عاد يهمها الا انها تتخطى كل مشاعر التردد اللي بقلبها تخااااف من أثر هالحُب و عواقبه ..
رجع يجلس على السرير شاد بيدينه على اطرافه اعتدل بجلسته وسحب الدفتر قريب من راسه .. اخذه بين يديه و بدا يرسم موهبته اللي اكتشفها مُتاخر أثر محبتها.  رفع عيونه له واقفه ببجامتها الحرير قدام التسريحه سهى يتأمل شعرها الكيرلي على أكتافها
منظرها شاعري و يإسر قلبه في كل مره .. نزل عيونه لدفتره يكمل رسمها و يخط بـ أخف مرسام حدة رموشها و كثافتها . لف لجواله يشغل أغنيه يحبها بدأت ..

عذبة أنت كالطفولة كالأحلام
كاللحن كالصباح الجديد

كالسماء الضحوك .. كالليلة القمراء
...كالورد .. كابتسام الوليد

أنتِ أنتِ .. أنتِ ما أنتِ؟
...أنتِ رسم جميل عبقري من فن هذا الوجود

أغنية ساحره وكلمات تفيض منها العذوبه و الرقه توصف المشهد أمامه ..
رجعت تجلس على الكنب عيونه عليه منغمس بتحريك مرسامه وكانه يرسم مشاهد عذبه ، انسدحت تسحب اللحاف عليها الف شعور و شعور مرها لكن سرعان ما نامت متناسيه كل شيء ..


الشرقيه - بيت راشد
وقف عند باب البيت يدقه شايل بيدينه اغراض للبيت ..
فتحت الباب روان و تلقائي ضحكت .. مد لها كرتون البيتزا جواله على اذنه ينتظر سلطان يرد
راشد : يامرحبا
سلطان ؛ مبرووووك ياعريس
ضحك راشد: الله يبارك فيك ياحبيبي
سلطان: كيففف الشعور وانت ما اخذ مُحاميه
رفع نظره راشد لها وابتسم يدخل الغرفه : اووووه بين الغيوم
سلطان: الله يديييمها
راشد : شفت الحُب اللي اخافه شكل وقوعي فيه شين
سلطان: يارجال معليك استمتع بيومك واترك الباقي
راشد: ماعليينا انت وش سويت !
سلطان: آه ياراشد لا تسالني تكفى هذي البنت شكل موتي على يدها مو طبيعي مرات تخليني بين الغيوم و مرات اجهل شعوري
راشد : اوووف! شفيها بنت مشعل
سلطان: كبرياءها يقتلني
راشد: ماعليه ماعليه وانا اخوك مردها بتهدا و بتفهم كمية هالحُب اللي مقيده يدينك وقلبك
سلطان: اخ ياليت المهم اخليك انا الحين وانتبه للمُبهر عندك
ضحك راشد : ابشر
سكر من عنده و رفع عينه للمرايا قدامه يعدل شعره .. مشى يخرج لها عقد حاجبينه وابتسم : ما تاكلينها ؟
روان : بصراحه لا من خرجت طلبت اشياء للطبخ وسويت باستا
جلس راشد على الطاوله مُقابلها ياخذ قطعها : اول اختلاف بينا
سكتت مبتسمه تحفظ هاللحظه الدافيه بقلبها قبل عقلها
راشد:كيف شفتي البيت
رفعت عيونها تنقلها على البيت : بصراحه عجيب تبارك الله و اكتشفت بعد ان فيه شخص يحب المُحاماه اكثر مني .. مكتبك و اشياءك والميزان اللي بكل مكان ! منبهره جداً
راشد : واضح علي حُب المُحاماه والانغماس فيها
روان :حيل 
راشد: حكيني طيب عنك انتي
ابتسمت روان تحرك شوكتها : من وين ابدا ؟
راشد: من البدايه وينهم اهلك !
تلاشت ابتسامتها وعضت على شفاتها تخفي تاثرها : امي هدتني بعمر 6 سنوات بعد مُشكله و يا أبوي ، عشت معه و مع غياث و أنا فاقده لـ حنان الام أشياء كثيره مريت فيها تمنيت تكون معي لكن اختارت حياتها على حياة مع عيالها .. عقبها عدت الايام و انا واخوي تعلقنا بوجود ابوي حيل لكن الحياه مو حلوه بكل الاوقات
توفى ابوي وقت تخرجي من الثانوي .. ما تتصور شكثر بچيت ذاك اليوم فرحه جيت شايلتها للبيت وانهدمت بحزن كسر قلبي
شتت عيونه عنها من شاف الدموع أجتمعت بـ محاجرها
كملت روان بتحريك يدها بتوتر : غياث كانت كل حنية العالم موجوده فيه ، يخاف علي من نسمة الهواء لكن من تعرف على عصابه تغير علي و رفض اكمل دراستي ، واضطريت أسافر للكويت اكمل هناك ، كل الأشياء القاسيه اللي مريت فيها جعلت مني هالشخص القوي اللي يحارب عشان احلامه ، رغم هالقوه والقسى يرق قلبي بتواجد الحنيه ..
راشد : الله يغفر له ويرحمه تصدقين مشتركين بنفس القصه ؟
أستغربت روان : شلون ؟
راشد: امي الله يرحمها ماجابت عيال غيري و قت غزاها الشيب واتعبها المرض اول من تخلى عنها ابوي ، عانيت كثيييير وقتها تمنيت الموت وانا اشوفها تتإلم قدامي مو قادر اسوي شيء ..
دمعت عيونها من حست بمُعاناة شخص غيرها ..
تنحنح راشد يتجاهل حزنه : و انتصر المرض بإخر شيء و توفت الله يرحمها  كل الليالي ممكن انساها الا ليله شهدت حرارة دموعي و قوة انهمارها ، كنت متوقع انها اخر ليله اعيشها لكن ربك كريم
روان قسوة ابوي علينا كسرت قلبي في كل المرات اللي شفت فيها اب محتوي عياله . بلغت من العمر ما بغلت و لا شفته
تنهدت روان تهدي نفسها من تاثرها
راشد ابتسم : انتي ثاني شخص يعرف بعد سلطان
روان :يقرب لك ؟
راشد: اخو قلبي و ضلع من ضلوع صدري
روان : ودي اعبر و اواسي روحي و روحك بس ما اعرف شنو اقول
ضحك راشد: وصلت خلاص
روان : كل اللي اعرفه ي أستاذ أن المفترض كل واحد فينا يحظى بحياه تعوضه عن كل اللي مره
راشد: خافي الله يا روان ! استاذ مره وحده !
روان : بس محنا زوجين صدق !
تنهد راشد يتجاهل مشاعره : أصدقاء ! ومشتركين بنفس الحزن
ابتسمت بعبط تمد يدها تصافحه : مُمتنه لمعرفتك ي صديقي!
ضحد يشد على كفها اللي نعومته و عطرها الباقي بكفه شلع قلبه :مُمتن أكثر يشهد الله
ابتسمت روان تتجاهل موجة الحزن اللي مرتهم : تذوق طبخي ؟
راشد : عيوني على صحنك من اليوم ذوقينا
ضحكت تمد له شوكه : يييه بس جذي ! تبشر
اخذ الشوكه يتذوق من صحنها :اووووف ! جامده !
روان : كيف بس اعرف وماهره في شيء غير الشغل!
ابتسم راشد يناظر عيونها تلمع : كل يوم تبهريني اكثر !
ابتسمت من ابتسامته لها :طيب بسالك بكره وين بنروح
تكى راشد بضحك: عرسان يابنتي اكيد ما راح نداوم
روان : نروح لتيام ؟ وبالمره اعرفك عليها
رفع حاحبها مستغرب: مين ذي ؟
ابتسمت تحرك شعرها مستعده تشوف الانبهار بعيونه : الفرس حقتي
راشد: اووووف ! لا كذا كثير يابنت روفي بقلبي !
ضحكت روان : شنو اسوي انا مجموعة انسان
راشد: بسم الله عليك الله لا يضرك
نزلت عيونها مبتسمه تكمل اكلها حاسه بنظراته عليها و ابتسامته اللي ماتغيب بحضورها ، كل اللحظات بقربه تفيض من الحنيه و الدفء ، من غير أي تكلف منهم كُشفت قصصهم المُحزنه لبعض
كل واحد فيهم ينقصه شيء عشان يكمل ينقصه حنان وحُب كبير يمشي و يعدي فيه باقي أيامه

ياضحكة الأرض عقب السنين العجاف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن